حصان طروادة الرقمي: إدمان منصات التَّواصل الاجتماعي بين المشاكل والحلول

مقدمة:

فيما قبل كنت معتادًا على تصفح منصة “Facebook” لعدَّة ساعات يوميًا، مطَّلعًا على مختلف وكافة المنشورات والآراء بشكل مستمر، وكتابة ما كان متعلقًا بالمواضيع الجارية بين الناس، كان صوت الإشعار يسبب لي الانتباه الفوري، ولا تمر ثانيتان حتى ألتقط الهاتف وأطَّلع على ما أُشعرتُ بشأنه، ومع توسع أطياف منصات التَّواصل الاجتماعي وتعددها؛ تعددت حساباتي على منصاتها، فمن هذا التطبيق الذي يقدم الصور المبهرة إلى ذلك الذي يعرض سيلًا من المقاطع القصيرة بشكلٍ مستمرٍ حرفيًا، فلا ينتهي عرض المقطع ولا ينتهي المحتوى بالتمرير عدَّة ساعات، ولم أكن أدرك أنِّي بصدد إدمان منصات التَّواصل الاجتماعي.

وفي وقتٍ قريب، قررتُ أن أدوِّن ما أفعله، ومتى، في اليوم الواحد الذي أعيشه وأكرره، وعندما انتهيت رفعت قلمي، لم تمر الكثير من الثواني حتى أدركت كارثة مدونة أمامي، الكثير من السطور لم تعلن إلا عن شيء واحد متكرر: تصفُّح الإنترنت وتطبيقات التَّواصل الاجتماعي: في أولى ساعات اليوم، عقب الاستيقاظ، أثناء تناول الفطور، في أوقات الراحة، وفي أوقات العمل أيضا!، أثناء الجلسات مع الزملاء أو الأصدقاء أو الأهل، إلى نهاية اليوم، ساعة وساعتان وثلاثة من التمرير الأبدي في إحدى تطبيقات التَّواصل الاجتماعي.

أدركت حقًّا كارثية الأمر. أثره السَّام عليَّ، لعلَّ أحد أكثر الأعراض سُميَّة تلك؛ هي النوم المتقطع المدمر كليًا، وهو ما جعلني أفكِّر جديًا فيما أفعل خلال يومي لكي أكون إنسانًا أكثر صداءة كل يوم بهذا الشكل!، ناهيك عن التركيز المنعدم إلى حدٍ كبير، عدم الشعور بالرضا عن أبسط الأشياء والإنجازات الصغيرة اليومية؛ مثل التواصل مع الأصدقاء والأهل، وحتى العبادات، وكأنَّ نظام المكافأة في عقلي توقَّف تمامًا عن العمل بصورته الطبيعية، لابد من وجود خطأ إذًا، لذا قد أخذتُ قلمي مجددًا، ودوَّنت بعض النقاط الهامة التي تتضمن أسئلة ومشكلات تحتاج إلى البحث والتفكير، وأشاركها معكم فيما يلي.

حصان طروادة الرقمي، كيف تخترق منصات التواصل الاجتماعي عقلك؟

من المرجَّح أن تكون قصَّة حصان طروادة قد مرَّت على مسامعك سابقًا، الحصان الخشبي الكبير الذي بناه الإغريق كحيلة لدخول حصن مدينة طروادة المنيع على أنَّه عرض للسلام، وانخدع الطرواديّون بذلك، وعند حلول الليل، خرج الجنود الإغريق من جوف الحصان وقاموا بفتح بوابات المدينة لدخول الجيش، وهكذا احتلوا المدينة بأسرها.

على غرار ذلك، فإن منصات التَّواصل الاجتماعي الَّتي تسوِّق عاطفيًا لفكرة التَّواصل مع الأصدقاء والأهل وتكوين علاقات جديدة، تمثِّل حصان طروادة؛ فمن نظرتك الأولى لهذا الإعلان يمكنك الاعتقاد بأنَّه لا شيء يدعو للقلق تجاه تطبيقات التَّواصل تلك، فهي تتيح لنا التَّواصل مع الأصدقاء بجانب المحتوى المسلي لا أكثر، أليس كذلك؟ ولكن حتمًا ستلاحظ حالة الاختراق التي تسببتها لك، وكيف أصبح التطبيق جزءًا من يومك، عدة ساعات من وقتك وانتباهك يتم نهبها في تصفح المحتوى والاطِّلاع على كل جديد وملاحقة “التريند – Trends”، تمامًا كما نهب الجنود الإغريق كل ثروات طروادة.

إعلان

متابعة المحتوى الرقمي بلا نيَّة للتَّوقف، هكذا تخترق منصات التَّواصل الاجتماعي عقلك.

شاشة هاتفك والمخدرات، قد يكونان وجهين لعملة واحدة: الإدمان.

لم يكن لديَّ أدنى فكرة عن أعراض التَّصفح المستمر والاستهلاك الضخم للكثير من محتوى الإنترنت الضحل، الَّذي يتضمَّن كل مسببات النَّشوة اللَّحظيَّة الَّتي ترتفع في عقلك بشكل جنوني، ولكن ما هو واضح هنا أن تلك الأعراض تتشابه بنسبة كبيرة مع أعراض إدمان المخدرات!، تلك كارثة حقًّا.

ولكن أولًا دعنا نتأمل ما هو إدماني، من الناحية الأكاديمية والسيكولوجيَّة يمكن أن يتضمَّن مصطلح “إدمان” الكثير من السُّلوكيات المتعارف عليها كحالة مرضية تحتاج للعلاج والتَّشخيص من قبل متخصِّص، وهذا ما يبيِّن لنا الفارق عندما تُستخدَم كلمة “إدمان” في سياقات أخرى، مثل أن يصرِّح البعض على منصة “LinkedIn” أنَّه مدمن تقنيَّة ومنصات التَّواصل الاجتماعي فيما يعرف إصطلاحًا بـ “Geek”، وهذا ليس إدمانًا حقًا يحتاج إلى علاج، ومع الأخذ بعين الاعتبار أنَّه وفقًا للرابطة الأمريكيَّة للطبِّ النفسي “APA” فإنَّ إدمان وسائل التَّواصل الاجتماعي أو إدمان الإنترنت ليس حالة طبيَّة معترف بها، ورغم ما سبق فإننا مازلنا نشير إلى مصطلح إدمان منصات التَّواصل الاجتماعي، وأنها بالفعل تسبب الإدمان، فغالبًا ما تؤول محاولاتك لإلغاء حسابك على أحد المنصات بالفشل، ويتبين لك أنَّه أمر صعب أو شبه مستحيل تنفيذه.

ما الحد الفاصل إذًا الَّذي يقف بين مجرَّد استخدامها والإدمان عليها؟

في مقالها تستعرض”د. سوزان دي مولر – Dr. Susan D. Moeller” -أستاذة الإعلام في جامعة ماريلاند الأميركيَّة- دراسة في 2010م تمت على مائتين من الطلاب الَّذين يدمنون استخدام هواتفهم الذكيَّة ومنصات التَّواصل، أفادت الدراسة أنَّ هؤلاء الطُّلاب يظهرون أعراضًا مشابهة لتلك المصاحبة لإدمان المخدرات، وأنَّ تخلّيهم لمدة يوم كامل عن استعمال تلك الوسائل يعزّز ظهور علامات القلق لديهم، وأعراض الانسحاب، وعدم القدرة على التركيز والعمل على نحو جيد.

وأكدت “د. سوزان” أنَّ العديد من الطلاب كتبوا عن مدى كرههم لترك هواتفهم الذكيَّة، حتَّى أنَّ بعضهم ساوى بينها وبين العيش من دون أهل أو أصدقاء.

إذًا ما نستنتجه هو أنَّ إدمان وسائل التَّواصل مرتبط بطريقة استخدامك لها، أن تجعلها عادة يومية، تمارسها بوعي أو دون وعي.

عند وصولك نقطة اللارجوع، في تلك الحالة تظهر أعراض إدمان منصات التَّواصل الاجتماعي التالية:

  • التأثير السلبي في عملك أو دراستك، وانخفاض جودة إنجازك وتركيزك.
  • عدم القدرة على منح وقتك وانتباهك للعائلة والأصدقاء، وأثناء الأنشطة العادية مثل تناول الطعام.
  • عدم القدرة على الاستمتاع بالأشياء البسيطة نتيجة اختلال نظام المكافأة في عقلك، مثل جلسات الأصدقاء أو التحاور مع أطفالك.
  • تقلُّص فترة انتباهك وتركيزك “Attention Span” والشعور الدائم بالتشتت.
  • التعرُّض لشاشة الهاتف في الليل يؤدي إلى اختلال نظام النوم وعدم تلقيك القسط الكافي من الراحة التي يحتاجها جسمك ودماغك.
  • يتطور الأمر إلى الشعور بالقلق المستمر وتقلب المشاعر أو حتى تبلُّدها تمامًا ويصل الأمر الى الاكتئاب.

وهنا أتركك مع السؤال: ألا تتشابه تلك الأعراض مع مثيلاتها في حالة إدمان المخدرات؟

الآليات التي تستهدف انتباهك والرهان على عقلك، ما الذي يسبب إدمان منصات التواصل الاجتماعي؟

السؤال الذي يبقى رغم الاعتبارات التي وضعناها سابقًا، لماذا يسبب استخدام تطبيقات التَّواصل الاجتماعي ظهور سلوك إدماني؟

في نوفمبر 2016م ذكرت المحررة “بيانكا بوسكر – Bianca Bosker” في مقالها “The Binge Breaker” في مجلة “The Atlantic” أن:
“أقرب شيء إلى الضمير الحي في وادي السيليكون هو هاريس”، وأوضحت المحررة جهود “هاريس” في إلقاء اللوم على الشركات المسؤولة عن منصات التَّواصل الاجتماعي في جعل مستخدميها أكثر إدمانًا على تطبيقاتهم، لكن من هو “هاريس”؟

“تريستان هاريس – Tristan Harri” هو مؤسس منظمة “Center for Humane Technology” غير الربحية الَّتي دعا من خلالها لبناء بيئة رقميَّة إنسانيَّة تتحقق فيها الرفاهية للجميع، وتراعي القيم والمشاعر الإنسانيَّة، وتقليل الآثار السلبيَّة للتقنيات الرقميَّة، وصاغ مصطلح “تقليل مرتبة الإنسان – Human Downgrading” والَّذي يعني فقدان الإنسان لمشاعره الحقيقيَّة وتركيزه نتيجة الأضرار التي تسببها منصات التَّواصل الاجتماعي؛ من إدمان، ولهو، وعزلة، وتشتت، وأخبار مزيفة.

رؤية “هاريس” تفوق مجرد تكنولوجيا منصات التَّواصل،حيث يهدف لإيجاد بديل تكنولوجي أكثر أخلاقية واحترامًا لمشاعر الإنسان وعقله في التقنيات المستخدمة على نحو واسع، ولفت “هاريس” الانتباه للطرق والوسائل والتكنولوجيا الَّتي تستخدمها شركات منصات التَّواصل الاجتماعي لجعلك أكثر إدمانًا عليها، في مقاله “How Technology Hijacks People’s Minds”

موضحًا تلك الفكرة يذكر “هاريس” بعض تلك الطرق:

آلية ماكينة القمار slot:

عندما تفتح تطبيقك المعتاد فهناك احتمالية كبيرة بأن تقوم بحركة السحب لأسفل لتحديث الواجهة، وفي كل مرة تقوم بتلك الإيماءة والَّتي غالبًا تكون دون وعي منك، تسحب للأسفل لتجد ما هو جديد، ولمطالعة المنشورات الجديدة، والصور، وأحدث المقاطع، ومن ثمَّ تشعُر بالضجر وتقوم بالسحب ثانية وهكذا، وفي كل مرة تتلقى محتوى جديد ومختلف يعزز شعورك باللَّذة اللَّحظية، تمامًا مثل ماكينة القمار عندما تسحب ذراعها لأسفل لتتلقى جائزة غير متوقعة، ألا تلاحظ أن هذا السلوك متكرر دائمًا، كم مرَّة يوميًا من الممكن أن تقوم بحركة السحب تلك؟ لو أخبرتك انك تقوم بها 150 مرة في اليوم، فهل تكون الـ 150 مرة بـ 150 قرار “واعٍ” منك؟

الحاجة للقبول الاجتماعي:

هناك رابط قوي بين الاحتياج إلى القبول من قبل أفراد مجتمعك، وبين تقدير ذاتك، حيث يمكن أن يؤثر الرفض والازدراء والإحراج وحتى اللامبالاة من قبل من هم حولك على تقديرك لذاتك، وهذا الاحتياج تستغله منصات التَّواصل على الدوام، مثال قوي على ذلك هو تطبيق “فيسبوك”؛ ألا ترى أنَّ أكثر من لديهم متابعين يحصلون على تلك العلامة الزرقاء التي توثِّق حساباتهم، والَّتي قد تعطي ثقلًا اجتماعيًا لصاحب الحساب؟

عندما يقوم أحدهم بنشر صورة تجمعه معك فإن فيسبوك يقوم بوضع إطار على صورة وجهك، ويقترح على صديقك أن يقوم بعمل “tag” لك، وبهذا يصلك إشعار من فيسبوك بان أحدهم قد أشار إليك في صورة له، عندها يتسلل إليك ذلك الشعور بالقبول الاجتماعي، كذلك عندما تقوم بتغيير صورة الحساب الخاص بك، فإن فيسبوك يعلم أنك الآن بحاجة للقبول الاجتماعي، ومن هنا تم ابتكار رز الـ “الإعجاب-Like”والـ”نفاعل-Reaction”؛ فعندما ترى عددًا وفيرًا من علامات القلب الأحمر على صورتك، يتعزز شعورك بالرضا ويهدأ جوعك للقبول الاجتماعي، إذًا ذلك يولد إحساسًا جيدًا، وبالتالي إدمانه.

آلية واحدة بواحدة:

من الطبيعي في الحياة الواقعية أنَّه عندما يقول لك أحدهم “شكرًا” فترد بـ”على الرحب والسعة”، فطريًا نحن نوجه لبعضنا الكلام ونرد عليه، فلم لا تتبنى المنصات تلك الفطرة وترقمنها؟ فمثلًا في منصة مثل “LinkedIn” عندما يقوم أحدهم بمتابعتك، فإنَّ التطبيق يرسل إليك إشعارًا بذلك، وأول ما يقترحه عليك أن تتابعه بالمثل، وإن لم تفتح الإشعار؛ ففي التطبيق ذاته قائمة خاصة بالمتابعات المعلقة، وتظل ثابتة وموجودة، ويتم تذكيرك بها حتى تنهيها وتتخلَّص منها بالمتابعة بالمثل، قائمة طلبات الصداقة في “Facebook”، خاصية “Follow back” في “Instagram”، جميعهم يستغلون تلك النقطة، وتكمن المشكلة هنا بإحساسك بأنَّ عليك أن تفعل ذلك بالمثل، وإلّا فأنت غير لبق، وبالإضافة لذلك فإننا نستخدم هذه الخاصيَّة لتعزيز الشعور بالانتقام وإذلال من لا نريدهم حقًّا، عن طريق تعليق طلبات صداقتهم.

الوقوع في الأبدية واللانهائية:

ماذا لو أخبرتك أنك قد تستمر في تناول الطعام بلا توقف حتى بعد شعورك بالامتلاء، ما تأثير ذلك على جهازك الهضمي وعلى جسدك بأكمله؟ تمامًا مثل تأثير “التمرير-Scrolling” في “TikTok” على عقلك، فيما يسمى بخاصية الـ “Reel”، سابقًا عندما كنت تتصفح مواقع الإنترنت، تصل لنهاية فعلية للصفحة، ويعرض لك أرقام الصفحات التالية، والأمر برمته متروك لك لكي تتوقف هنا أو تستمر في التصفح، ولكن ماذا لو بدلًا من تلك الخاصية تم تقديم المحتوى لك بصورة مستمرة كلما تصفحت أكثر ولا تصل إلى نهاية الصفحة؟ هكذا تستغل منصات التَّواصل نفس التقنية، عرض مستمر للصور وتشغيل تلقائي للمقاطع، ومتابعة المقطع التالي دون أي إجراء واعٍ منك بمنع ذلك أو حتى الاستمرار في فعله، وينتهي بك المطاف بالشعور بالتشتت والإرهاق وانعدام التركيز والانتباه.

مما سبق: يتبيَّن لك أنَّه تم تصميم وبرمجة العديد من منصات التَّواصل الاجتماعي بحيث تسبب الإدمان، وذلك إلى حد كبير بسبب نموذج العمل الذي تعتمده تلك الشركات، التطبيق يُقدَّم لك ولكل أفراد أسرتك مجانًا، متضمنًا جميع وسائل تعزيز الشعور باللَّذة اللَّحظية والآليات التي ذكرناها، ولكن رغم مجانية الأمر إلا أنَّ تلك الشركات تربح المليارات، وذلك لأنهم يجمعون بياناتك ويقيمون إحصاءات عن نشاطك وعلى أساسها تقدِّم لك الخوارزميات الإعلانات الَّتي تدرُّ ربحًا كبيرًا عليهم من قِبل المعلنين، نموذج العمل هذا الَّذي تحذو حذوه جميع شركات تكنولوجيا التَّواصل الاجتماعي، أصبح من الصعب التَّخلص منه أو استبداله، الأمر متشابك اقتصادياً؛ فهنالك مساهمين في تلك الشركات، وهناك المعلنين، واعتماد أي نموذج آخر قد يسبب انسحاب المستثمرين ومن ثمَّ خسارة التمويل.

أي أنَّه كلَّما طالت مدة استخدامك للتطبيق، زادت البيانات المتاحة لعرض إعلانات أكثر، وبالتالي مساهمين ومعلنين أكثر، والنتيجة ربحًا وفيرًا لتلك الشركات اعتمادًا على موارد محددة مسبقًا: عقلك ووقتك.

الإقلاع والتعافي، كيف تتخلص من إدمان منصات التَّواصل الاجتماعي؟

قد يكون من الصعب التخلص من الإدمان؛ فالهواتف الذكية بلا شك حاليًا هي جزء من الحياة وجزء من الإنسان نفسه، لكن إحدى أسهل الطرق وأكثرها واقعية للتخلص من إدمان تلك التطبيقات هي عن طريق إلغاء تثبيتها من هاتفك -كما فعلت-، ولكن يمكنك تقليل الاستخدام عن طريق تخصيص فترات محدودة مرة أو مرتين أسبوعيًا، ذلك يمكن أن يساعد في الحد من مقدار الوقت الذي تقضيه في استخدامها، وتدريجيًا قم بتقليل تلك الفترات حتى تصل إلى الجرعات المقبولة، وإن فشلت في الأمر برمَّته فيتعين عليك استشارة متخصص.

النصف الممتلئ، الإيجابيات في مقابل السلوك الإدماني.

لا يمكن الإنكار بأنَّ الإنترنت وتطبيقات التَّواصل الاجتماعي على نحو خاص لهما عدة جوانب إيجابية، خاصَّة فيما يخص التَّواصل بين الأفراد، وإتاحة المعلومات، وسهولة الوصول إليها، فالإنترنت عالم مبهر وسحري، وكذلك هو حل ثوري لعديد من المشاكل، كما أتاح مميزات عظيمة للأجيال التي عاصرت تطورَّه، وفيما يخص حرية الرأي والتعبير فهو المكان الملائم لعرض الفرد لآرائه وأفكاره، كما يتيح إمكانية النقاش والتحاور عن بعد، وطي مسافات جيوغرافية كبيرة، والتعلم عن بعد وبجودة عالية، وبوفرة ضخمة لجميع المجالات والمراجع، إدارة الاقتصاد وأسواق المال. إلخ.

خلاصة

لعلك قد تعرضت لمقاطع ومنشورات قصيرة يستغرق أطولها دقيقتين أو ثلاث، تستعرض كل ما هو لامع ومبهر ومسلٍّ وساخر وهابط وغنائي وجاد وإباحي ومأساوي، كلٌّ في آن واحد، مزيج مركَّب من جميع الحالات والتفاعلات العاطفية في الوقت نفسه، وكل ذلك يستهلكه عقلك في وقت وجيز، توقف عن هذا وتأمل ما يمكن أن يكون تأثيره على عقلك، في حقيقة الأمر السلوك الإدماني يتوقف على طريقة استخدامك للإنترنت، لا تعطي كل وقتك وانتباهك لتصفح المقاطع القصيرة اللانهائية، بدلًا من ذلك؛ عزز تجاربك الواقعية في الحياة بدلًا من الغرق في الوهم الرقمي.

مصادر

Cover Photo: Cell phone addiction – by Nalidsa Sukprasert. Fine Art America

https://americanaddictioncenters.org/blog/social-media-addiction

https://www.cram.com/essay/Susan-D-Moellers-Article-On-Students-Addicted/F3DY6A5KGZKQ

https://web.archive.org/web/20200907120703/https://www.theatlantic.com/magazine/archive/2016/11/the-binge-breaker/501122/

https://medium.com/thrive-global/how-technology-hijacks-peoples-minds-from-a-magician-and-google-s-design-ethicist-56d62ef5edf3

https://www.psychologytoday.com/us/blog/emotional-nourishment/202006/the-need-social-approval

إعلان

اترك تعليقا