تاريخ القُبْح يُثْبِت عدم وجود هذا الشَّيء (مترجم)

في القرن التاسع عشر، ظهرت «جوليا باسترانا Julia Pastrana (1834-1860)»: امرأةٌ مكسيكيَّة من السُّكَّانِ الأصليين مكسوَّة بالشَّعرِ، باعتبارِها “أقبح امرأة في العَالَمِ”. عندما أُعْلِنَ عن مشاركتِها في عرض غريبي الأطوار في السيرك، كانت قد جُلبت من أوروبا، حيث قدَّمت العروضَ وَفْق الأعرافِ الفكتوريَّة[1].

: الرَّقصُ والغناءُ، التحدُّثُ بلغاتٍ أجنبيَّةٍ، الخضوعُ لفحوصاتٍ طبيَّةٍ عامة، وصورُ التَّرفيهِ الأخرى للمُشَاهدةِ العامةِ، وفي حياتِها وبعد وفاتِها، نُعِتَت “بالقبيحة”.

لهذهِ الكلمة جذورٌ نرويجيَّةٌ من العصورِ الوسطى[2]، بمعنى “المُفزِع أو المَرْهُوبُ”. تأتي صفة “القبيح” مصحوبةً بالعديد من الصفات المقترنة بها: الوحش، البشع، المشوَّه، المسخ [غريب الأطوار]، المنحطّ، المعوَّق. مع تاريخِه الذَّاخرِ، ينبُت القبحُ من منابعَ عديدةٍ: بدءًا من أرسطو الذي أعد النساءَ رجالًا “مشوَّهين”، إلى حكاياتِ العصور الوسطى عن تحوُّل الساحراتِ الشمطاواتِ إلى جميلات، إلى كاريكاتيرات القرنِ الثامنِ عشر، ثم عروض غريبي “الأطوار” في القرنِ التاسعِ عشر، وصولًا إلى الفن المنحط والناس المنحطين في القرنِ العشرين، والعمارةُ الوحشيَّة، وغيره. لطالما شكَّل القُبْحُ تحدِّيًا للجماليَّات والذوق، وعَقَّدَ ما يعنيه أن يكون الموضوع جميلًا أو ذا قيمةٍ. 

غالبًا، تضعُ التقاليدُ الغربيةُ القبح في مقابلِ الجَمَال، بيدَ أنَّ المفهومَ يحملُ معانٍ إيجابيَّةً في سياقاتٍ ثقافيَّةٍ مختلفةٍ. يُثمِّّنُ المفهومُ اليابانيُّ، وهو “الوابي-سابي” wabi-sabi [3]، عدمَ الكمالِ وعدمَ الثباتِ، وهما صفتان قد تبدوان “قبيحتين” في ثقافةٍ أخرى. يمكن أن يكون الجَمَالُ والقُبْحُ كنجمين ثنائيين، إذ يقعُ كلُ واحدٍ منهما تحت تأثيرِ جاذبيةِ الآخر، ويدوران حولَ بعضِهما، بينما يظلان مع العديد من النجومِ الأخرى. 

عادةً ما يكونُ القصدُ من “القبيحِ” هو الذمّ، لكن في العقودِ الحديثةِ، أصبح التعاملُ مع التصنيفات الجماليَّةِ يُعَالَجُ بنوعٍ من الريبةِ المتزايدةِ. تقول الفيلسوفةُ «كاثلين ماري هيغينز – Kathleen Marie Higgins»: “لا نستطيع رؤيةَ الجَمَالِ باعتباره نقيًا”، عندما “يصاحب الوميضُ العظيم لسحابةِ الفطرِ شرًا أخلاقيًّا”[4]. وبينما يتغيَّرُ العَالَمُ، تَلْقَى النقاشات رواجًا أكبر، على اعتبارِ أن معنى “الجميلِ” ومعنى “القبيحِ” بينهما تداخُل. في عام 2007 انتشرَ فيديو بعنوان “أقبح امرأةٍ في العالمِ”. وبدلًا من باسترانا، أظهرَ «ليزي فيلاسكيز – Lizzie Velásquez»، البالغةُ 17 عامًا في ذلك الوقت، المولودةُ في تكساس، وكانت عوراء مع اضطرابٍ نادرٍ يمنعها من اكتسابِ الوزنِ. وصفتها تعليقاتُ الجمهورِ على أنها “وحش”، لدرجة قولهم “اقتلي نفسك”. قادت هذه التجربةُ فيلاسكيز إلى عملِ وثائقيٍّ ضِدّ التنمُّرِ الإلكترونيّ، صدر في 2015، حاملًا معه سؤالًا عمَّا إذا كان من الأفضلِ إطلاقنا وصف “القبيح” على مَن اتهموها به. 

إعلان

على طرفي النقيض، لم يصبح القبح نقطة النهاية التي يُنْبَذ عندها الأشخاص فقط، بل أصبح كذلك شعارًا جامعًا لأشياءٍ أخرى. في أوقاتٍ وأماكن مختلفة، كان من الممكنِ اعتبارُ أيِّ أحدٍ منا قبيحًا: من الأصهب إلى أزرق العينين، ومن الأشول إلى ذي الأنف المعقوف، ومن الأحدب إلى المُبتَلى بعاهةٍ. من السَّهل تحويل أيّ ملمحٍ خارجيٍّ إلى علامة على القُبْح (والأصعب من ذلك بكثير أن تُحَوِّل أي ملمحٍ خارجيٍّ إلى علامةٍ على الجَمَال)، أو اختزال قصةِ القُبْحِ في مجموعةٍ من دراسة الحالات، بدون أخذ ميراثه الأكبر بعين الاعتبار.

في اليونان القديمة، انطوت مترادفات القُبْح على الشَرّ، والعار، والإعاقة. يمكن ظهور الاستثناءات[5]، لكن كانت السمات الخارجيَّة تميل لأن تُرَى باعتبارها انعكاسًا لاستحقاقٍ ذاتيٍّ، أو باعتبارها نذير شؤمٍ بالفطرة. ساوى عِلْم الفراسة، وهو من العلوم القديمة الزائفة، بين الخير والشَرّ الأخلاقيَّيْن وبين الملامح الجميلة والملامح القبيحة. لكن استمر تحميل الحكايات الخياليَّة للعصور الوسطى عن تحوُّل الجميلات والوحوش، دلالات سلبيَّة عبر القرون. وفي الوقت الذي كانت تتوسَّع فيه الإمبراطوريَّة الاستعماريَّة، ظهرت الوحوش على هامشٍ من سوء الفَهْم. على سبيل المثال، أوَّلى المستكشفون الأوربيون منحوتات الآلهة الهنديَّة على أنها إيذان بنهاية العَالَم[6]، قُرِأَت بتمعُّن من خلال سرديَّاتٍ مسيحيَّة لم يكن القصد منها أن تتناول هذه المنحوتات.

استمر القرنان الثامن عشر والتاسع عشر في معالجة التذبذب بين الجَمَال والقُبْح. بالغت الكاريكاتيراتُ في تصويرِ الملامحِ في كلِ مرةٍ في الوقت الذي كان يُعَرَّف فيه “القُبْحُ” و “التشوُّهُ” تقريبًا بشكلٍ مترادف. حاولَ البرلمانيُّ البريطانيُّ ويليام هاي، الذي كان مُحْدَودَب الظَّهْرِ، أن يفكَّ الالتباس عن “التشوُّهِ” من مُلازمهِ السَّلبيّ، وبرهنَ على أنَّ الجسمَ المشوَّهَ لا يعكس روحًا قبيحة. وفي الوقت الذي تُحُدِّيَتْ فيه  المعاني التقليديَّة، كانت العروض تدفع بالقُبْحِ نحو آفاقٍ جديدة، جنبًا إلى جنبٍ مع متاحف التَّشريحِ والمعارضِ العالميَّةِ التي عَرَضَت عيّناتٍ بشريَّة ومعروضاتٍ ذات طابعٍ عرقيٍّ.  

فَجَّرَت الحربُ العالميةُ الأولى التصوُّراتِ المتوارثة عن القُبْحِ. وفي الوقت الذي حقَّقَ فيه زمنُ الحربِ مستوياتٍ جديدة من المَيْكَنةِ، تسبَّبت مخلَّفات القنابل، والغاز السَّام، والدبابات، في أن يصبح الشباب، الذين كانوا وسماء فيما مضى، قبحى. اتَّحد بعض الجنود من جرحى الوجهِ والرَّأسِ[7] من أجل أن يصبح “وجهنا الشنيع” بمثابة “مُعلم أخلاقيّ”، وهو الذي “أعاد لنا كرامتنا”. فبينما مات الأغلب أو تواروا عن المشهدِ، أُعِيدَة تعبئة الصدمة البصريَّة، إذ حاول الفنانون والدعائيون إعادة تجميع نظامٍ عالميٍّ جديد. بحلول ثلاثينيَّات القرن الماضي، دعَّمت ألمانيا النازيةُ حسًا جماليًّا قوميًّا لتختزل، عن دراية، “كل ما هو مُنْحَط”، بربط الأعمال الفنيَّة والجماعات الثقافيَّة، على السواءِ، باعتبارِهما أهدافًا للاضطهادِ والإبادةِ.

في أوقاتِ الصِّراعِ، يمكن تقبيحُ أيِ تهديدٍ أو أي عدوٍ، وبذلك، يُعَمَّم على هذا النحو. يمكن لأيّ سمةٍ اعتباطيَّة أن تضع أي شخصٍ في سلةٍ واحدةٍ مع مجموعةٍ “قبيحةٍ”؛ وقد تكون هذه السمة شارة الذراع (التي تدل على الرتبة أو المكانة العسكريَّة، أو وشاح دينيٍّ أسود)، على حسبِ عينِ الناظرِ. وبينما يمكن لصق وصف “القبيحِ” بأي شيءٍ تقريبًا، فإن ميراث الكلمة المراوغ يسِمُ الأجساد[8]، ويمكن أن يوحي عن الشَّاهدِ أكثر من المُشاهَد. وكما غنَّى «فرانك زابا – Frank Zappa»: فإن “أقبح جزء في جسدك” ليس أنفك ولا أصابع قدمك، بل”عقلك”. 

بحلول ثلاثينيَّات القرن التاسع عشر، سافر كلٌّ من «كينيث – Kenneth» 《ومامي كلارك – Mamie Clark» إلى الجنوبِ الأمريكيّ لدراسةِ الآثار النفسيَّةِ للتمييزِ والفصلِ العنصريّ، طالبين من الأطفالِ الاختيار ما بين دُمى بيضاء وسوداء. وُصَِفَت الدُّمى البيضاء، على نحوٍ بالغ، باعتبارها “جميلة”، والدُّمى السَّوداء باعتبارها “قبيحة”، مع سمات ترافقها من “الخير” و”الشر”، “النظافة” والقذارة”. واقتداءً بمحورٍ مشابه، كتبت «توني موريسون – Toni Morrison» في روايتها The Bluest Eye [9] (1970) عن تأثيرِ العنصريَّةِ على عائلة برييد لوف: 

بدا كما لو أن هناكَ سيدًا عليمًا غامضًا أعطى كلَ واحدٍ عباءةً من القُبْحِ للارتداء… قال السَّيد: “أنتم أُناس قُبحى”. ثُمَّ أمعنوا النظر في أنفسهم ولم يروا شيئًا يناقضُ تلك الجملة؛ رأوا، في الواقع، دعمًا لذلك يبرز لهم من كل لوحةٍ إعلانيَّةٍ، ومن كل فيلمٍ، ومن كل نظرة.  

يحملُ الفَنُّ مرآةً للاتجاهات المتغيرة. أحيانًا تُنسَى المصاحِبات الأوَّليَّة لوصف “القبيح” على اعتبار أن الموضوعات المُسْتَهْزَأ بها، فيما مضى، أصبحت ذات قيمةٍ. المدرسة الانطباعيَّةُ[10] في القرنِ التاسعِ عشر -تُعرضُ الآن في المعارضِ الرائجة- كانت تُقَارنُ، في البدايةِ، بالطعامِ المنفِّرِ واللَّحمِ المتعفِّن. انهال النقَّادُ على أعمال «هنري ماتيس Henri Matisse’ 1869-1954» باعتبارها “قبيحة”، عندما عُرِضَت في معرض أرموري للفَنّ عام 1913، وفي الوقت نفسه، أحرقَ طلابُ الفُنُونِ دمُيةً تمثِّل عمله الفَنيّ: «عُري أزرق – Blue Nude»، أمام معهدِ الفَنّ في شيكاغو. وهو المعهد نفسه الذي أقام له معرضًا فنيًّا رئيسًا لعرض أعماله القديمة بعد مضي قرن من الزمان. فيما مضى، اعتُبِرَت موسيقى الجازُ والروك آند رول “قبيحة”؛ إذ تُهدِّد بإفسادِ أجيالٍ كاملةٍ.

على الرَّغمِ من كمِ الافتراءاتِ التي لحِقت بوصف “القبيح”، فإن بعض الفنَّانين تبنّوا الفكرة. لَقَّبَ الرسَّامُ «بول غوغان  Paul Gauguin (1848-1903)» القُبْحَ بـ “أساس فَنّنا الحديث”، وشجَّع الشَّاعِر والمترجمُ «عزرا باوند Ezra Pound    (1885 -1972)» على “الولع بالقُبْح”. وأثنى المؤلِّفُ تشالرز «هوبرت باري Charles H H Parry 1848-1918» على استعمال القُبْحِ في الموسيقى، لأن بدونه “قد لا يكون هناكَ أي تقدُّمٍ في كلٍ من الأمورِ الاجتماعيَّةِ والحالاتِ الفَنيَّة”. كما أثنى الناقدُ «كليمنت غرينبيرغ Clement Greenberg (1909-1994)» على الانطباعيَّةِ المجرَّدة لـ «جاكسون بولوك Jackson Pollock (1912-1956)» بوصفه “لا يخشى أن يبدو قبيحًا.. تبدو كل الأعمالِ الفنيَّةِ الأصيلةِ قبيحة في البداية”.

ساعد توطين الكلمةِ على التَّخفيفِ من وطءِ حمولتها السَّلبيَّة، ويبدو أن الرَّسام الصينيّ «شي تاو – Shitao»، في القرنِ السابعِ عشر، قد استبق ضربات الفرشاة الحيويَّة لبولوك، عندما عَنْوَن لوحتَه “عشرة آلاف بقع حبر قبيحة”.[11] عمل تقليدٌ أسبق في الشِّعر العربيّ الوسيط على إعادة تأطيرِ الحالاتِ الإنسانيةِ المرتبطةِ بالأمراضِ والإعاقةِ بشكلٍ إيجابي من خلالِ تقبيح الجميلِ وتجميل القبيحِ. استُرْجِعَ المصطلح الفرنسي jolie laide أو “القبيح الجميل” في القرن الثامن عشر، عندما ظهرت “النوادي القبيحة” في بريطانيا والولايات المتحدَة باعتبارها منظَّماتٍ أخويَّة تطوّعيَّة، التي كان أعضاؤها الهزليون يستخفون بالخليط العجيب لأنوفهم، وذقونهم، وأعينهم الحولاء. معظم النوادي كانت مُحَطًا من قدرها، وقصيرة الأمدِ، لكن بعضهم الآخر -كالكرنفال الإيطاليّ: “كرنفال القبح”[12] أوfesta dei brutti  الذي لا يزال يُقام إلى الآن- استمر وحاول التصدي للتعصُّباتِ القائمة على أساس المظهر.

في الوقتِ نفسه الذي سيطرت فيه السياسةُ ووسائلُ التواصلِ الاجتماعيّ على النزالات الفكريَّة حول “القبيح”، ثمَّن التَّرفيهُ الشعبيّ القبحَ. دشَّن مسلسلُ “بيتي القبيحة” Ugly Betty (2006-10) حملةَ “كُنْ قبيحًا”، ورفع مسلسلُ “شيريك الموسيقيّ” Shrek the Musical في سَطْرِ الخِتامِ شعارَ “استرجاع القبيح مرة أخرى!”، استمرت ألعاب الدمى المشهورة “Ugly dolls” في شعارها: «القبحُ هو الجمال الجديد -Ugly is the new beautiful»، وبينما بالغت بعضُ العروضِ التَّرفيهيَّةِ في إجلالِ القبح، شجَّعت بعضُ الكتبِ الناسَ على النظرِ إلى ما يتجاوز المظهرِ الماديّ، مثل مذكِّرات «روبرت هوج Robert Hoge»، «القبيح Ugly» (2013)، ورواية الخيال العلميّ للبالغين لـ «سكوت فيسترفيلد Scott Westerfeld» «القبحى – Uglies» (2005). أعادت إحدى المنظَّمات المُنَاهضة للتنمُّرِ الإلكترونيّ صياغةَ الحروف الأولى من كلمةِ القبيحِ بالإنجليزيَّة باعتبارها التسمية المختصرة لـ: «فريد، موهوب، جدير بالحب، أنت – Unique, Gifted, Loveable, You». انقلب وصف “القبيح” على نحوٍ متزايد ضِدّ نفسه، وقد كان قبل ذلك مُوجِّدًا للفصل الاجتماعيّ لمُجَابهة المعاني الموروثة، وكذلك ليواجه الظُّلم. 

عندما نَصِف شيئًا ما بالقبيح، فإننا نقولُ شيئًا ما عن أنفسنا وما نخافه وما نرهبه. ألقى المنظِّمون والمُشَاهدون لعروضِ غريبي الأطوار في القرنِ التاسعِ عشر، الذين وَصفوا باسترانا “بالقبيحة”، أنفسَهم على هامش عرض جانبي. أعيدت بقاياها إلى المكسيك في عام 2012 في الوقت نفسه الذي غيَّرت “اللجنة النرويجيَّة القوميَّة لأخلاقيَّاتِ البحث العلميّ على البقايا البشريَّة” ملصق “متوحشة”، وَفْقًا لِمَا أطلقه هؤلاء المنظِّمون والمُشَاهدون عليها. ويبقى السؤال: كيف ندرك -ونتجاوب- مع تلك المواقف المُشَابهة الحاصلة بيننا؟ كيف نهيِّئ الأمر للمستقبل؟ قدَّم «فيكتور هوجو Victor Hugo» رؤية اِحتفائيَّة للقبحِ عندما كتب: “ما الجميل إلاَّ شكل منصوص عليه في أبسط صوره”، بينما “القبيح” هو “جزء من كُلٍّ عظيمٍ يراوغنا، ومنُسجم بطبيعته، مع كل المخلوقات، لا الإنسان فقط”. وفي الوقت الذي يستمر فيه الجمال والقبح في التجاذبِ حول بعضهما بعضًا، مثل نجمين ثنائيين في كوننا الفسيح، عسانا نتذكَّر كل النجوم الأخرى المتمايلة حولهما مثل كُوَيكبات جديدةٍ محتملة.  


الهوامش
[1] يقصد بها الفترة التي حكمت فيها الملكة "فكتوريا Queen Victoria"وتَمَثَّلَت الإيديولوجيا السائدة في بروز الأدوار الاجتماعية والاختلاف الواضح بين الرجل والمرأة.
[2] اللغة الخاصة بالدول الإسكندنافية القديمة، أو المتعلقة بها أو لغة سكانها؛ وتنتمي الكلمة لحقبة العصر الوسيط.
[3]فلسفة جمالية يابانية تركز على إيجاد الجمال في عدم الكمال.
[4] في إشارة منها إلى السحابة المصاحبة للقنبلة الذرية.
[5] مثال ذلك، الفيلسوف سقراط الحكيم، وفي نفس الوقت، القبيح، كذلك قاص الخرافة: العبد المشوه "إيسوب".
[6] apocalyptic في إشارة إلى نهاية العالم، وأبوكاليبس هي كلمة أصلها يوناني،‏ ومعناها الأصلي في الكتاب "رفع الستار"، وغالبا ما تصف هذه الكلمة الكشف عن معلومات كانت مخفية،‏ ويتحدث الكتاب المقدس عن أن يسوع قد أُعطي القدرة لكي يزيل كل الشر من الأرض ويكافئ الذين يعبدون اللّٰه، (بطرس ١:‏٧).
[7] (الوجوه المكسورة أو les Gueules cassées)، وهو تعبير فرنسي للجنود المشوهين في الوجه والرأس في الحرب العالمية الأولى. في عام 1921، شُكِّلَت رابطة Union des Blessés de la Face et de la tête (أي، جرحى الوجه والرأس). وكان العقيد بيكو أحد مؤسسيها ورئيسها فيما بعد. لا تزال هذه الرابطة موجودة حاليًا تحت اسم Gueules Cassées مع شعار sourire quand même "مبتسم رغم ذلك".
[8] الوَسْمُ: أَثرُ الكَيّ، والجمع وُسومٌ.
[9] "العين الأكثر زرقة"، توني موريسون، ترجمة: مصطفى ناصر، دار الشؤون الثقافية العامة.
[10] الانطباعية أو التأثرية  Impressionism، هي مدرسة فنية ظهرت في القرن التاسع عشر، واسم الحركة مستمد من عنوان لوحة للرسام الفرنسي )كلود مونيه  :("انطباع شروق الشمس"، عام 1872 م، ولما كان هو أول من استعمل هذا الأسلوب الجديد من التصوير، فقد اِشْتُقَّ اسم المدرسة الجديدة من اسم لوحته: الانطباعية.
[11] اعتُبِرَت اللوحة تحديًا صارخًا ضد كل معايير الجمال المُعْتَرَف بها، إذ نجد في هذا المنظر الطبيعي المرسوم بدقة بالغة أن المشاهِد يضطر أن يدرك أن الرسم ليس شفافًا أو واضحًا (أو مباشرًا، بحسب المصطلحات الإعلامية الحالية) بالصورة التي قد توحي بها في البداية، وتأخذ بقع الحبر بعدًا جماليًا مجردًا، لا لسبب سوى تسميتها «قبيحة».
[12] باللاتينية (festa stultorum) كان يوم عيد يقام في الأول من يناير، يحتفل به رجال الدين في أوروبا خلال العصور الوسطى، يتم خلاله انتخاب إما أسقفًا زائفًا، أو رئيس أساقفة زائفًا، أو بابا زائفًا، ومحاكاة الطقوس الكنسية، ومازال مستمرًا إلى الآن.

اسم الكاتبة/ جريتشن (إرنستر) هندرسون

 Gretchen (Ernster) Henderson

 (أستاذة في جامعة جورج تاون/ جامعة /بروان/ كلية ستيف هيكس)

ترجمة/ أسماء عبد العزيز مصطفى (دكتوراة في الآداب، جامعة سوهاج، 2023)


رابط المقال الأصلي

 https://aeon.co/ideas/the-history-of-ugliness-shows-that-there-is-no-such-thing

 

إعلان

فريق الإعداد

تدقيق لغوي: أمل فاخر

ترجمة: أسماء عبد العزيز

اترك تعليقا