الماء سر الحياة.. وسر نوبل أيضًا!

يحتوي جسم الإنسان على حوالي 60٪ من الماء، وبدونه لا يمكن للبشر البقاء. ينظم الماء درجات حرارة الجسم، ويخرج مع الإطراح من خلال العرق والتبول والتغوط، ويحسن الأكسجين في الدورة الدموية، ويحارب المرض.

بالنسبة للأرض، يحتوي الماء على العديد من الوظائف الحيوية.. إن دورة المياه التي تجعل الماء يأخذ شكل الثلج والمطر وتملأ بحيراتنا وبحارنا، هي عملية بيولوجية مهمة لجميع الكائنات على الأرض، كما أنه لن يكون التركيب الضوئي ممكنًا بدون مياه؛ نظرًا لأهميتها الحاسمة..

تلعب المياه أيضًا دورًا في العديد من أعمال وأبحاث الفائزين بـجوائز نوبل .. دعونا نلقي نظرة على الطريقة التي استَلهم بها بعضُ الحائزين على جائزة نوبل أعمالهم من هذا السائل:

إرنست همنغواي (Ernest (Hemingway

الفائز بنوبل في الأدب 1954 (لإتقانه لفن السرد، وللتأثير الذي مارسه على الأسلوب المعاصر).

تروي رواية إرنست همنغواي القصيرة “الرجل العجوز والبحر” (1952) قصة رحلة صياد عجوز وصراعه الطويل والوحيد مع سمكة ومع البحر، وتدور أحداث روايته في البحر عالم المياه والأسماك.

إعلان

يجب أن يكون العجوز هو العجوز، السمكة يجب أن تكون السمكة..
ويجب أن تكون ما أنت عليه في هذا العالم مهما كان. 
*اقتباس من الرواية*

 أوسامو شيمومورا (Osamu Shimomura)

الفائز بنوبل في الكيمياء 2008 “لاكتشاف وتطوير البروتين الفلوري الأخضر، GFP”.

بعد نجاته من القصف الأمريكي النووي على ناغازاكي، أصبح “أوسامو شيمومورا” عالم أحياء بحرية، وبعد عدة سنوات من العمل الشاق أصبح يعرف باسم الرجل الذي اكتشف البروتين الفلوري الأخضر (GFP). تمكن أوسامو شيمومورا من عزل GFP من قنديل البحر (Aequorea victoria) في الستينيات، ووجد أن البروتين يتوهج باللون الأخضر عند إضاءته بالأشعة فوق البنفسجية.

يستخدم الـGFP على نطاق واسع في البحوث البيولوجية الجزيئية، باستخدام GFP كـ”واسِم جيني” يمكن للباحثين من خلاله دراسة كيفية إجراء الوظائف الخلوية.

محمد يونس

الفائز بنوبل للسلام 2006 “لجهوده في خلق التنمية الاقتصادية والاجتماعية من الصفر”.

ولد محمد يونس في عام 1940 في مدينة شيتاغونغ الساحلية، وبعد أن أصبح أستاذاً أسس يونس “بنك Grameen” في بنغلاديش في عام 1983، مدفوعًا بالإيمان بأن الائتمان حقٌ أساسي من حقوق الإنسان.

وكان هدفه مساعدة الفقراء على الهروب من الفقر، عن طريق تقديم قروض بشروط مناسبة لهم، وتعليمِهم بعض المبادئ المالية السليمة حتى يتمكنوا من مساعدة أنفسهم.

كجزء من عمله، يشجع “بنك Grameen” ويونس على نهج التمويل الأصغر لتوفير المياه النظيفة.

Peter Agre

الفائز بنوبل في الكيمياء 2003 “لاكتشافه قنوات المياه”

يعتبر نقل جزيئات الماء عبر الطبقة السطحية من الخلايا أحد العمليات الأساسية للحياة. في عام 1990، تمكن بيتر آجري من عزل بروتين قناة مائية يحرك جزيئات الماء من خلال غشاء الخلية، سُمى البروتين باسم aquaporin.

القنوات تسمح بمرور الماء ولكن لا تسمح بمرور مواد أخرى، وهي ضرورية لعمليات مثل قدرة الكلى على استعادة المياه من البول.

قنوات المياه في الخلايا

السير ديريك والكوت (Sir Derek Walcott)

نوبل في الأدب 1992 “لعمله الشعري العظيم”.

استلهم الشاعر ديريك والكوت من بابلو نيرودا ووالت ويتمان عند كتابة قصيدته “عنب البحر”. بالإضافة إلى المياه التي استوحى منها والكوت، فإن قصيدته تضمنت محتوًى عاطفيًا عميقًا، ويلفت النظر إلى ما يمكن للأديب أن يفعله من خلال الشعر..

 جاك دوبشيت (Jacques Dubochet)

نوبل في الكيمياء 2017 “لتطوير الميكروسكوب الإلكتروني عالي الدقة لتصوير الجزيئات الحيوية”.

في أوائل الثمانينات من القرن الماضي، فعل دوبيشيت شيئًا يجب أن يكون مستحيلًا.. فقد قام بتبريد الماء بسرعة جعلته صلبًا بشكله السائل “مثل الزجاج تقريبًا”.

أصبحت هذه التقنية معروفة باسم “تزجيج الماء”.. وعلى عكس الجزيئات الحيوية المجمدة في الجليد، فإن تلك المجمدة في الماء المزجج تحافظ على شكلها الطبيعي بحيث يمكن دراستها كما تظهر في الجسم.

تزجيج المياه “water vitrification”

إعلان

مصدر مصدر الترجمة
فريق الإعداد

إعداد: بشار منصور

تدقيق لغوي: تسنيم محمد

الصورة: pixabay

اترك تعليقا