قراءة في كتاب “الرواية الكندية: مارجريت أتوود أنموذجًا” للدكتور أشرف زيدان

إن كتاب “الرواية الكندية: مارجريت أتوود أنموذجًا” من تأليف الدكتور أشرف زيدان هو حقًا  كتابٌ جديرُ بالقراءة ويعدُّ إضافة قيمة للمكتبة العربية.

عن المؤلف

الدكتور أشرف إبراهيم زيدان هو مُدرس الأدب الإنجليزي (تخصص رواية) بجامعة بورسعيد، مصر. له مؤلفات باللغتين الإنجليزية والعربية من مقالات وأبحاث أكاديمية وكتب. ويتميز أٌسلوبه بكونه سلسًا دون إسهاب مُمل أو تبسيط مُخل، ويناسب غير المتخصصين في الأدب.

عن الكتاب

يلقي كتاب “الرواية الكندية: مارجريت أتوود أنموذجًا” نظرة شاملة دون تعقيد على الأدب الكندي حتى يجعل القارئ ملمًا بالثقافة الكندية قبل الخوض في لآلئ “مارجريت أتوود“.

يفتتح الدكتور “زيدان” هذا الكتاب بتخطيط زمني (أو تخطيط كرونولوجي)  لتاريخ كندا من 11000 قبل الميلاد حتى عام 2006. ثم يستعرض المؤلف آراء النقاد في الأدب الكندي مثل ديفي فرانك الذي قلل من شأن الأدب الكندي لتمحوره حول القضايا القومية فحسب، ونورثروب فراي الذي يرى أن الأدب الكندي ليس له هُوية فهو مزيج من الثقافتين الأمريكية والبريطانية. من ناحية أخرى، يوضح الكتاب أن الأدب الكندي يمكن أن يقسم وفقًا للمنطقة الجغرافية المكتوب فيها العمل والمؤلف والفترة الأدبية (43). ويستطرد المؤلف ليلقي الضوء على مميزات  الأدب الكندي التي من ضمنها حس السخرية، معاداة أمريكا، والبحث عن الهُوية، والصراع بين الثقافة الريفية والثقافة الحضرية (4-43).

أما عن تاريخ نشأة الأدب الكندي فهو يرجع إلى القرن  السابع عشر حيث كانت معظم الكتابات باللغة الفرنسية لكن مع نهاية القران الثامن عشر أصبحت اللغة الإنجليزية.  ومن الجدير بالذكر أن هذه المؤلفات تنتمي لأدب الرحلات  (Travel Literature) وعلى رأس من قدموا هذه الكتابات هو الرحالة الإنجليزي “جيمس كوك” وهو أيضًا الذي اكتشف قارة أستراليا. وبعد الاحتلال البريطاني لكندا حدثت موجات هجرة من الإنجليز ومنهم “يوحنا هو” ليؤسس أقدم صحيفة في أمريكا الشمالية “مجلة نوفاسكوشيا” سنة 1824 والتي يعتبرها المؤلف بأنها “مھدت الطريق لبداية ما يمكن تسميته “الأدب الكندي الأصلي” (47). أي أن الأدب الكندي نشأ من المهاجرين. وليس المهاجرين  في كندا كلهم إنجليز بل أمريكيون وإيرلنديون مما ساهم في تكوين أدب كندي مهجن (Hybrid).

إعلان

وتعد رواية مز مودي “العيش في الغابة” أول رواية كندية. وتؤكد ھذه الرواية كيف صُدم المھاجرون الحالمون بجنات عدن الكندية، وبصعوبة الحياة ھناك بسبب صعوبة التعامل مع السكان الأصليين. (49)

يميز المؤلف بين أوليفر جولدسميث مؤلف “القرية المهجورة” و“تمسكنت فتمكنت” وأوليفر جولدسميث الذي يُعد أول كاتب كندي مولود في كندا.

ويعد أوليفر جولد سميث أول شاعر يولد في كندا بالإضافة إلى كونه أول شاعر كندي تُنشر أعماله في كندا وإنجلترا. ويخلط كثير من القراء بين الشاعر الأنجلو- إيرلندي د. جولد سميث، صاحب ديوان “القرية المھجورة”  وبين الكندي جولد سميث صاحب ديوان “القرية الصاعدة. (57)

بعد نظرة شاملة على الرواية الكندية، يلقي الدكتور “زيدان” الضوء على مارجريت أتوود، أولا  حياتها الشخصية ثم كتاباتها واُسلوبها.

لقد أثرت كتاباتُھا المتنوعة على الحركة الأدبية والحركة النسائية في كندا. وصنف بعض النقاد رواياتھا على أنھا روايات الخيال العلمي، إلا أنھا تري أن الروايات لتأملية خير ممثل لأعمالھا (9-148).

يحاجج المؤلف أن فن الرواية هو أكثر الفنون التي حققت المرأة فيھا الريادة مثل: نوال السعداوي، وهدى شعرواي. وأعتقد أن هذا يرجع إلى حب النساء “للحكي” والإسهاب.  يستعرض المؤلف روايات “أتوود” والقضايا التي تناولتها فيها، سياسية واجتماعية شائكة مثل التعاون الكندي-الأمريكي، ورفع الديون عن الدول الفقيرة، وتجريم ختان الإناث.

يستعرض الدكتور أشرف زيدان ثمان روايات لأتوود سريعًا، لكنه يخصص فصلًا كاملا لدراسة روايتها الشهيرة “امرأة صالحة للأكل” التي تنتقد تسليع وتهميش المرأة، فيقوم عنوان الرواية على أساس الفكرة القائلة بأن: “من يأكل يتسم بالقوة، ومن يُؤكل يكون ضعيفًا” (184). ويجادل مؤلف الكتاب بأن “أتوود” تستخدم بعض الحيل الأدبية مثل المرايا التي كانت تستخدم في القرن التاسع عشر لتظھر نرجسية الأنثى وأنانية الطفل. وھذه الحيلة الفنية تعكس ثقافة معينة عندما كانت النساء مجرد أشياء تعد وتخزن لسوق الزواج. والأدب نفسه خاصة الرومانسي الشعبي “يعد إحدى الأدوات الأساسية لتلقين النساء قيمة الجمال”. (184)

نرشح لك: حكاية أَمَة ونظريَة الانتقاء الجنسي

إعلان

فريق الإعداد

إعداد: أبانوب وجدي

تحرير/تنسيق: نهال أسامة

اترك تعليقا