العربية التي فعلت ما لم تستطع أن تقوم به أي امرأة أخرى

قليلٌ هن النساء اللاتي دخلنَ مجال الهندسة المعمارية وأثّرن بها، فما بالك بامرأة عربية مسلمة استطاعت أيضًا النجاح والحصول على جوائز لا يستحوذ عليها سوى الرجال، فكانت ندًا لهم في الشغف والتصميم والإبداع، فحصدت جائزة بريتزكر لأول مرة، ليست كامرأة عربية، بل لأول مرة كامرأة في العالم، وهي ما تعادل جائزة نوبل في الهندسة المعمارية، لذا في ذكرى رحيل هذه الرائعة والذي يتزامن مع 31 من مارس للعام 2016 نتعرف على هذه المرأة التي قليلًا ما سمعنا عنها، برغم نجاحها العظيم وإبداعاتها التي أثّرت في العالم كله، إنها العراقية زها حديد.

من هي زها حديد؟

هي زها محمد حسين حديد، ولدت ببغداد 31 أكتوبر 1950، لوالدٍ هو محمد حديد رجل أعمال وأحد أعضاء الحزب الوطني الديمقراطي في العراق، وقد تولّي حقيبة المالية العراقية في الفترة بين عامي (1958- 1960)، ووالدةٍ كانت شغوفة بالرسم والفن، وقد تأثرت بها. وتلقت زها تعليمها الأساسي في مدرسة للراهبات، وأتمّت تعليمها حتى البكالوريا (الثانوي العام) في بغداد، ثم التحقت بالجامعة الأمريكية ببيروت لتحصل على الليسانس في الرياضيات، لتنطلق من بعد ذلك نحو العاصمة البريطانية لندن لدراسة الهندسة المعمارية في كلية الجمعية المعمارية.

مسيرة زها حديد المهنية:

لم تتزوج زها أو تنجب أبناءً بل كرّست حياتها بأكملها لشغفها وعملها بالمعماري، والذي بدأت مسيرتها فيه من خلال العمل في مكتب معمار العاصمة بهولندا، بجانب قيامها بالتدريس في كلية الجمعية المعمارية عام 1977، ثم سرعان ما أقدمت على الخطوة الأهم في طريقها، حيث تركت المكتب لتنشئ مكتبها المعماري الخاص في لندن، والذي يحمل اسمها؛ مكتب زها حديد المعماري، انتظمت كأستاذة زائرة في عدة جامعات في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، والتي منها هارفرد وشيكاغو وهامبورغ وأوهايو وكولومبيا وييل ونيويورك.

تأثرت أعمالها بأصولها العربية العريقة ومعمارها، وحداثة وتطور الدول الغربية التي شاهدت العراق الكثير من تلك الأعمال خلال فترةٍ نشأت زها بها، فالتزمت بالمدرسة التفكيكية التي تهتم بالنمط والأسلوب الحديث في التصميم، حيث تشعر أمام أعمالها وإبداعتها بأنك قد سافرت للمستقبل، حيث سحر التكنولوجيا والمعماري المفكك أشكاله.

من أبرز أقوال زها حديد: “من المهم جدًا السماح للمدن التاريخية بأن تعيد ابتكار مستقبلها”.

إعلان

أعمال زها حديد الإبداعية والجوائز:

نفّذت السيدة زها حوالي 950 مشروعًا في 44 دولة، والتي من أهمها:
-محطة إطفاء الحريق فيترا بألمانيا 1993.
-مبنى متحف الفن الإيطالي في روما 2009.
-مركز لندن للرياضات البحرية والذي خُصص للألعاب الأولمبية لعام 2012.
-المركز الثقافي في أذربيجان.
-مركز حيدر علييف الثقافي في باكو 2013.
-دار الأوبرا بدبي 2013-2016.
-القاهرة أكسبو سيتي 2009.
-محطة قطار نوردبارك بالنمسا.
-قاعة بيتهوفن للموسيقى.
-ستاد الوكرة بقطر.
-مشروع محطة البواخر في ساليرنو 2000.

توفيت زها حديد في 31 من مارس 2016 بعد أن بلغت ثروتها المالية حوالي الـ 250 مليون دولار، وغيرها الكثير من الإبداعات التي حائزت عليها الكثير من الجوائز والأوسمة والميداليات والألقاب الشرفية وشهادات التقدير، حيث اختيرت كرابع أقوى امرأة بالعالم طبقًا لمجلة التايمز، وطبعًا جائزة البريتزكر التي تعادل النوبل في المعمار في العام 2004، وحصلت على الوسام الإمبرطوري الياباني، بجانب حصولها على وسام التقدير من الملكة إليزبيث البريطانية، وقد ضمّتها اليونسكو ضمن لائحة فناني السلام، لقد تركت السيدة زها إرثًا عظيمًا من الفن والمعمار الذي سيظل يؤثر في العالم والأجيال القادمة للعديد من السنوات.

إعلان

فريق الإعداد

إعداد: زينب محمود

تدقيق لغوي: سلمى الحبشي

اترك تعليقا