تكنولوجيا الهولوجرام.. كيف تتواجد بمكانين مختلفين بنفس الوقت؟

يوم الخميس شهدت جامعة إمبريال كوليدج لندن البريطانية مؤتمر (المرأة في التكنولوجيا) والذي تمّ به استخدام تكنولوجيا الهولوجرام لأول مرة في مجال الدراسة الأكاديميّة في العالم، حيث تمّ الإعلان عن استخدامها لتجسيد الأساتذة صوت وصورة أمام الطلاب دون الحاجة لوجودهم في نفس القاعة وستقتصر في البداية على كلية الأعمال داخل الجامعة. وتم استخدامها اليوم حيث ظهر علي المسرح ضيفين من الولايات المتحدة الأمريكية جالسين بجانب ضيفين آخرين في بريطانيا وستمكن هذه التقنية الضيفين من التفاعل مع الجمهور والتواصل معهما كأنهما موجودان بالفعل على المسرح، ولكن علينا أولاً التعرف على تلك التكنولوجيا وما الذي ستقدمها للعالم في السنوات المقبلة بجانب المجالات التي استطاعت الاستفادة منها حتى الآن.

ما هي تكنولوجيا الهولوجرام ؟

إذا عدنا للقرن الماضي وأخبرنا أحدهما بأنه يستطيع مراسلة شخص آخر يقع في نصف الكرة الأرضية الثاني، ورؤيته يتحدث معه في شاشة صغيرة بحجم كتاب باستخدام شيء يدعى الإنترنت بنفس الوقت دون الحاجة إلى أن يكون في نفس المكان، كانت لتكون دهشته وبهجته عن هذا الاختراع كدهشتنا لما وصل إليها العلم، من خلال هذه التقنية التي ستجعلنا في الوقت القريب من استخدامها نرى ونتحدث ونتواصل مع من نريد مجسمًا أمامنا صوتًا وصورة ثلاثية الأبعاد كإنسان كامل.

وهذه التكنولوجيا هي عبارة عن تقنية تتيح إعادة صورة الأجسام بأبعادها الثلاثة في الفضاء الطلق باستخدام أشعة الليزر. التصوير الهلوجرامي هو طريقة تصوير تعتمد على التقاط الضوء المبعثر من الهدف ومن ثم تجميعه بطريقه تظهره ذي أبعاد ثلاثية. ويبدأ التصوير الهولوجرامي عند حدوث تصادم بين الموجات الضوئية والشيء الذى يرغب المستخدم في تصويره وعرضه، حيث يقوم جهاز الهولوجرام بتخطيط الجسم المراد تصويره ثم نقل المعلومات اللازمة حوله. ويتيح هذا الجهاز إمكانية تكرار إنشاء الموجة مرة أخرى في حالة إضاءة جهاز الهولوجرام.

تكنولوجيا الهولوجرام وبداية ظهورها؟

لقد ظهرت هذه التكنولوجيا في القرن الماضي العام 1947 على يد العالم دينيس غابور Dennis Gabor، إلّا أن موارد الضوء في ذلك الوقت كانت محدودة وليست متماسكة أحادية اللون، مما أدّى إلى تأخير التصوير التجسيمي حتى العام 1967 حيث استطاع كل من العالم “جيوديس أوباتنكس” Juris Upatnieksوالعالم “إيميت ليث” Emmitt Leith من جامعة ميتشيجان، عرض أول هولوجرام بعد العديد من التجارب. وفي العام 1972 تمت صناعة أول هولوجرام على يد العالم “لويد كروز” Lloyd Cross حيث جمع بين الصور الثلاثية الأبعاد والسينما ذات البعدين.

ما المجالات التي استخدمتها من قبل؟

قبل هذه الخطوة الكبيرة التي خطتها جامعة إمبريال كوليدج لندن البريطانية باستخدامها لهذه التكنولوجيا قامت السينما أيضًا باستخدامها حتى صرنا نرى الأفلام وكأننا نرى عوالم حقيقية أمامنا خالية من العيوب أو الأخطاء. وقد قامت إحدى القنوات الفضائية في كأس العالم 2018 هذا العام باستضافة لاعب المنتخب البلجيكي هازارد أمام المذيع داخل الأستديو التحليلي وكان يرد ويتفاعل معه بالرغم من تواجده في الحقيقية على أرض الملعب في روسيا. والمثير في الأمر هو توجه الكثير من شركات الهواتف الذكية الكبيرة للحصول على هذه التكنولوجيا وتطبيقها في منتجاتها مما يرسم لنا شكل المستقبل القريب لهذه التكنولوجيا وللعالم الرقمي.

إعلان

إعلان

فريق الإعداد

إعداد: زينب محمود سعد

تدقيق لغوي: مروان محمود

اترك تعليقا