ثورة القُرَّاء على الحجاج

أُعجب عبد الملك بن مروان بالدور الذي قام به الحجاج في غزو مكة وإخماده لثورة عبد الله بن الزبير، فولَّاه على المدينة، ثم ولَّاه على العراق، وكانت العراق هي مكافأة الحجاج الكبرى، فاستمر واليًا عليها حتى مات.

وكانت أول خطبة له في الكوفة قال فيها: “شاهت الوجوه! إن الله ضرب مثلًا قريةً كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدًا من كل مكان فكفرت بأنعم الله، فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون. وأنتم أولئك وأشباه أولئك، فاستوثقوا واستقيموا. فوالله لأذيقنكم الهوان حتى تدروا، ولأعصبنكم عصب السلمة حتى تنقادوا. أقسم بالله لتقبلن على الإنصاف، ولتدعن الأرجاف، وكان وكان، وأخبرني فلان عن فلان، والهبر وما الهبر، أو لأهبرنكم بالسيف هبرًا يدع النساء أيامَىَ، والولدان يتامى. إنه لو ساغ لأهل المعصية معصيتهم ما جُبِي فيء ولا قوتل عدو، ولعطلت الثغور. ولولا أنهم يغزون كرهًا ما غزوا طوعًا. وقد بلغني رفضكم (المهلب)، وإقبالكم على مصركم عصاة مخالفين، وإني أقسم لكم بالله لا أجد أحدًا بعد ثالثة إلا ضربت عنقه”([1])!

وقال: “إني لأرى رؤوسًا قد أينعت وحان قطافها، وإني لأنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى”([2]).

وفي اليوم الثالث سمع تكبيرًا في السوق، فخرج حتى جلس على المنبر، فقال: “يا أهل العراق وأهل الشقاق والنفاق، ومساوئ الأخلاق، إني سمعت تكبيرًا ليس بالتكبير الذي يراد الله به في الترغيب، ولكنه التكبير الذي يراد به الترهيب، وقد عرفت أنها عجاجة تحتها قصف يا بني اللكيعة وعبيد العصا، وأبناء الأيامى، ألا يربع رجل منكم على ظلعه، ويحسن حقن دمه، ويبصر موضع قدمه. فأقسم بالله لأوشك أن أوقع بكم وقعة تكون نكالًا لما قبلها، وأدبًا لما بعدها”([3]).

إذن فهذه هي سياسة الحجاج يعلنها من يومه الأول: سياسة الحزم والشدة والسيف البتار على وجوه الناس، فقد جاء ليضرب أعناقهم، وييتم أولادهم، فهو يعتبر نفسه راعيًا يسوق غنمًا، ودوره الرئيس أن يؤدب الشعب، وليس لديه مانعًا أن يبيد ثلاثة أرباع الناس ليقود الربع الأخير تحت قدميه!

إعلان

لذلك كان الحجاج مسرفًا في القتل، يقتل على أهون الأسباب وأسخفها، ظنًا منه أن ذلك يردع الناس، حتى أنه أتى امرأة من الخوارج، فجعل يكلمها وهي لا تنظر إليه، فقال لها: يكلمك الأمير وأنت معرضة عنه؟

فقالت: إني لأستحي من الله أن أنظر إلى من لا ينظر الله إليه.

فأمر بقتلها([4])!

وروى الطبري وابن كثير أن عدد ما قتلهم الحجاج صبرًا دون المعارك بلغ مائة وعشرين ألفًا([5])!

كما عُرضت السجون بعد الحجاج فوجدوا فيها ثلاثة وثلاثين ألفًا، لم يستحقوا عقابًا، وكان منهم أعرابي تهمته أنه تبول في مدينة واسط التي بناها الحجاج([6])!

لذلك لم يتورع العلماء عن لعنه وسبه، فقال أبو بكر بن عياش، عن عاصم: “لم يبق لله حرمة إلا ارتكبها الحجاج بن يوسف”([7]).

وقال ابن كثير: “وقد كان ناصبيًا يبغض عليًا وشيعته في هوى آل مروان بني أمية، وكان جبارًا عنيدًا مقدامًا على سفك الدماء بأدنى شبهة، وقد روي عنه ألفاظ بشعة شنيعة ظاهرها الكفر”([8]).

الثورة

كل هذه الجرائم والمذابح وأنهار الدم التي فجَّرها الحجاج، تحت قيادة خليفته: عبد الملك بن مروان قد أشعلت قلوب الناس، وظل غيظهم يختلط بغلهم وظلمهم وذلهم وقهرهم حتى كاد ينفجر، ولم يتبقى على لحظة الانفجار سوى ظهور قائد حسن السيرة، شجاع، يوحد الأمة ويحمل رايتها.

كان ابن الأشعث هو البطل الذي حمل الراية وجمع الأمة، ورغم أنه كان أحد الولاة الذين عيَّنهم الحجاج، لكنه لم يكن قط من أتباعه أو أنصاره، وكان العداء بينهما متصل، فقد قال الحجاج عن ابن الأشعث: “ما نظرت إلى هذا قط، إلا اشهيت أن أضرب عنقه”([9]).

وكذلك ابن الأشعث كان يحرِّض أهل الكوفة على الثورة ضد الحجاج، فقال: “أيها الناس، ألا ترون هذا الجبار – يعنى الحجاج – وما يصنع بالناس؟! ألا تغضبون لله؟! ألا ترون أن السنة قد أُمِيتت، والأحكام قد عُطِّلَت، والمنكر قد أُعلِن، والقتل قد فشا؟ اغضبوا لله، واخرجوا معى، فما يحل لكم السكوت”.

فلم يزل يحرض الناس حتى استجاب له القراء والعُبَّاد، وواعدهم يومًا يخرجون فيه، فخرجوا على بكرة أبيهم، واتبعهم الناس([10])

أشعل ابن الأشعث فتيل الثورة، ولأن قلوب الناس محترقة، سرعان ما اشتعلت العراق بالثورة، وظلت الدعوة للثورة تتسع وتمتد، حتى سيطر ابن الأشعث على فارس، ثم نزل بجيشه البصرة، فانتصر على الحجاج، وبايعه أهل البصرة، ثم نزل الكوفة، وانتصر على الحجاج، وبايعه أهلها.

عندئذ كان عدد الثوار قد بلغ أربعين ألف رجل([11])، واستمرت ثورة القراء نحو أربع سنوات، دار خلالها إحدى وثمانين معركة بين الجيشين، كانت كلها لصالح الثوار([12]).

ثورة القُرَّاء والعلماء

أحد السمات الجوهرية في هذه الثورة أن شارك فيها عدد كبير جدًا من قُرَّاء الكوفة والبصرة يصل إلا الآلاف، لذلك سُميت: ثورة القُرَّاء.

كما انضم إليها عدد كبير من العلماء مثل سعيد بن جبير، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، والشعبي، وأبو البختري، وأنس بن مالك، ومحمد بن سعد بن أبي الوقاص، وغيرهم([13]).

وكان دور العلماء عظيمًا في هذه اللحظات الملحمية؛ فأشعلوا حماس الثوار، وربطوا على قلوبهم.

فقال الفقيه ابن أبي ليلى: “يا معشر القُرَّاء، إن الفرار ليس بأحد من الناس بأقبح منه بكم، إني سمعت عليًّا يقول: “أيها المؤمنون، إنه من رأى عُدوَانًا يُعمل به، ومُنكرًا يُدعى إليه، فأنكره بقلبه فقد سلم وبرئ، ومن أنكر بلسانه فقد أُجِر، وهو أفضل من صاحبه، ومن أنكره بالسيف لتكون كلمة الله العليا وكلمة الظالمين السفلى، فذلك الذي أصاب سبيل الهدى، ونور في قلبه اليقين”، فقاتلوا هؤلاء المحلين المحدثين المبتدعين الذين قد جهلوا الحق فلا يعرفونه، وعملوا بالعدوان فليس ينكرونه”.

وقال أبو البختري: “أيها الناس، قاتلوهم على دينكم ودنياكم، فوالله لئن ظهروا عليكم ليفسدن عليكم دينكم، وليغلبن على دنياكم”.

وقال الشعبي: “يا أهل الإسلام، قاتلوهم ولا يأخذكم حرج من قتالهم، فوالله ما أعلم قومًا على بسيط الأرض أعمل بظلم، ولا أجور منهم في الحكم، فليكن بهم البدار”.

وقال سعيد بن جبير: “قاتلوهم ولا تأثموا من قتالهم بنية ويقين، وعلى آثامهم قاتلوهم على جورهم في الحكم، وتَجَبُّرهم في الدين، واستذلالهم الضعفاء، وإماتتهم الصلاة”([14]).

والملفت أن أغلب هؤلاء العلماء من أهل الحديث، المعروف عنهم أنهم أكثر مدرسة إسلامية بُعدًا عن الثورة، وتحريمًا للخروج على الحاكم، ورغم ذلك نجد هذه الكوكبة من العلماء يحملون السيف، وينزلون الميدان، ويهتفون للثورة، ويحرضون للخروج على الحاكم.

وإن كان لهذا دلالة، فهو يثبت ما سبق أن قلناه: أن أهل الحديث حين حرَّموا الخروج على الحاكم ما قصدوا بذلك أن من حق الحاكم أن يظلم، أو حرموا الشعب من سلطته في اختيار الحاكم ومحاسبته وعزله، بل رأيهم هذا مبني على أن الثورات المسلحة الفاشلة أكبر ضررًا من الحاكم الظالم. لذلك متى وجد هؤلاء العلماء حالة يضمن الثوار احتمالية كبيرة لنجاح الثورة، وتنظيمًا للثورة يقلل الفوضى، ووجدوا ظلم الحاكم بلغ حدًا لا يمكن السكوت عليه، عندئذ سيجدون أن الحاكم الظالم أكبر ضررًا من الثورة، وعندئذ سيكونون أول من يحرض على الثورة ويبيح الخروج على الحاكم، وهو ما حدث بالفعل في ثورة القُرَّاء.

معركة دير الجماجم

توالت انتصارات الثوار، وازداد توافق الناس والعلماء حول الثورة، وازداد عدد الثوار، حتى وصل مئة ألف رجل([15]).

كل هذا أرهب عبد الملك بن مروان، فعرض على الثوار: أن يعزل الحجاج، ويولي غيره على العراق.

لم يأت الحجاج أمر أشد عليه ولا أغيظ له من هذا العرض، فخشي أن يقبل الثوار بالعرض ويجد نفسه كبش فداء، فأرسل إلى عبد الملك: “يا أمير المؤمنين، والله لئن أعطيت أهل العراق نزعي لا يلبثون إلا قليلًا حتى يخالفوك ويسيروا إليك، ولا يزيدهم ذلك إلا جرأة عليك. إن الحديد بالحديد يفلح”!

لكن لم يجد عبد الملك مفرًا يمتص به الثوار غير ذلك، ولم يكن الحجاج أعز على عبد الملك من عرشه الذي يهدده الثوار، لذلك استمر على عرضه.

تشاور الثوار حول العرض، وكان رأي ابن الأشعث نفسه: القبول بالعرض؛ واعتبر أن هذه الانتصارات قد حققت مرادها، وهو إثبات أن لهذا الشعب صوت وقوة، يجب أن يخشاه الخليفة وكل ولاته.

أما الثوار فرفضوا العرض، وأصروا على خلع عبد الملك بن مروان نفسه، واعتبروا أن نهاية بني أمية قد اقتربت، وسقوط عبد الملك بات وشيكًا، وهذه الفرصة لن تتكرر مرة أخرى، فلنكمل ثورتنا، ونخلع رأس الفساد، ونعيد الخلافة شورى بين المسلمين([16]).

دارت رحى القتال بين الجيشين مئة يوم، وكان من أعنف وأشد المعارك والثورات التي جابهها الأمويون([17]).

لكن للأسف انهزم الثوار، ولجأ ابن الأشعث إلى (رُتبيل)، ملك الترك، لكن الحجاج هدد (رُتبيل) بغزو بلاده إن لم يسلِّمه ابن الأشعث، ووافق شريطة ألَّا تُغزى بلاده عشر سنين.

حينها أدرك ابن الأشعث أن الحجاج سيتمكن منه ويجعله عبرة للجميع بالتفنن في تعذيبه وإذلاله، والتمثيل بجسمانه، فهرب من يد الحجاج، بل من دنيا الحجاج كلها، فتحيّن غفلة من الحرس وألقى بنفسه من فوق القصر فمات!

واجتز جند (رتبيل) رأسه وأرسلوها إلى الحجاج ليتأكد من موته([18])!

انتقام الحجاج

لما تمكَّن الحجاج، لم يلتزم بحكم الله في الأسرى – المن أو الفداء – بل قتل خمسة آلاف أسير([19])!

وبحيلة غادرة تمكَّن الحجاج من رقاب الناس، فقد أمر مناديًا أن ينادي في الناس: “لا أمان لفلان ولا فلان”. فقالت العامة: معنى هذا النداء أنه قد آمن الناس كلهم إلا هؤلاء النفر، فأقبلوا إلى حجرته، فلما اجتمعوا، أمرهم بوضع أسلحتهم، ثم أمر بقتلهم جميعًا([20])!

ولما دخل الكوفة جَمَعَ عنده الناس، وأخذ منهم البيعة لعبد الملك بن مروان مرة أخرى، قهرًا وجبرًا. وحتى يمعن في إذلال القوم، كان يسأل الواحد منهم: أتشهد أنك كفرت بالله حين خرجت مع ابن الأشعث؟

فمن شهد بكفره، أخذ منه البيعة، وتركه. أما من دفع عن نفسه تهمة الكفر، ضرب عنقه!

ولك أن تتصور هذه المحاكمات العبثية الهوائية، التي يدخلها الرجل، ولا يعرف هل يخرج منها حيًا أم جثة؟! وإلى أي درجة من الذل سيصل به الحجاج؟! وما القول الذي ينجيه؟! هل الصدق ينجي؟! الكذب؟! الندم؟! التذلل؟! البكاء؟! هل يخسر دينه لينقذ روحه؟! ومما يكمل الصورة العبثية أن البعض كان يحول هذه المحاكمة إلى سخرية وضحك فينجو!

ونقف أمام نماذج لهذه المحاكمات:

– جاء إليه رجل كان معتزلًا للناس جميعًا، فسأله الحجاج: أتشهد أنك كافر؟

قال الرجل: بئس الرجل أنا إن كنت عبدت الله ثمانين سنة ثم أشهد على نفسي بالكفر.

فأمر الحجاج بضرب عنقه([21])!

– وأتى برجل، فقال له الحجاج: هل تشهد على نفسك بالكفر؟

فقال الرجل: أنا أكفر أهل الأرض، وأكفر من فرعون وهامان ونمرود!

فضحك الحجاج وخلَّى سبيله([22]).

– وجاء بفيروز وقال له: ما أخرجك مع هؤلاء؟

فقال: فتنة عمت الناس، فكُنَّا فيها.

قال الحجاج: اكتب لي أموالك.

قال فيروز: ثم أنا آمن على دمي؟

قال الجاج: والله لتؤدين مالك ثم لأقتلنك([23])!

– وجاء دور محمد بن سعد بن أبي وقاص، فقال له الحجاج: يا ظل الشيطان، أعظم الناس تيهًا وكبرًا، تأبى بيعة يزيد بن معاوية، وتشبه بحسين وابن عمر؟ ثم قام عليه وجعل يضرب رأسه بعود في يده حتى أدماه. ثم أمر بضرب عنقه([24])!

– وبعد هزيمة الثوار في دير الجماجم هرب العالِم ذائع الصيت: سعيد بن جبير إلى أصبهان، ثم هرب منها إلى مكة، وأُرسل إلى الحجاج مقيدًا بالسلاسل.

فسأله الحجاج: أكفرت إذ خرجت عليَّ؟

قال سعيد: ما كفرت منذ آمنت.

فأمر الحجاج بضرب عنقه!

***

كان يظن الحجاج أن التهديد والرعب والدم يبني مجتمعًا مستقرًا وآمنًا ومنظمًا، مجتمعًا يسوقه ليحارب أو يزرع دون أن يخرج عن الخط الذي رسمه، والعجيب أن هذه السياسة ظلت هي المنهج المتبع في العراق حتى صدام حسين، لكن تبيَّن أن هذا الاستقرار القائم على الرعب هو استقرار وهمي، ظاهريًا الناس خرساء عمياء ومنصاعين ومقلدين، لكن تحت هذا الصمت بركان يغلي، ينتظر لحظة ضعف لينفجر!

فرقٌ صارخ بين الحزم العادل، والقهر الظالم، فقد كان عمر بن الخطاب حازمًا، لكن الأهم أنه كان عادلًا، لذلك كانت دُرَّته أهيب من سيف الحجاج.

لم يكن مُشعِل هذه الثورة هو عبد الرحمن بن الأشعث، بل مشعلها الحقيقي ومفجرها الأول هو الحجاج نفسه؛ ففي كل مرة كان يهدد الناس بالسيف، كان يدفع الناس إلى الثورة، وفي كل مرة كان يُسِيل الدم، كان يتعجل الثورة، وفي كل مرة كان يذل الرجال، كان يضعهم على حرف جبل شاهق، كأنه يقول: طريق الحوار والتشاور والجدال والتعاون والعزة مسدود، حتى باتوا لا يجدون شيئًا يبكون عليه، ولا ملجأ لهم يحفظون به قسطًا من الكبرياء والكرامة الإنسانية، وكان غيظهم وغضبهم يزداد حتى انفجر.

وهذا الوضع متكرر دائمًا حتى بات سنة اجتماعية مطردة: الاستبداد والعنف وجهان لعملة واحدة.

فقد يتمكن الاستبداد من الحزم والحسم الذي يوهم بالاستقرار، لكن تحت هذا الاستقرار الموهوم نار تشتعل، وانفجار يقترب، لذلك ما كان للاستبداد أن يكون طريق الاستقرار والسلام، فمن أراد سلامًا واستقرارًا حقيقيين، عليه أن يهيأ الوطن ليسع المواطنين جميعًا، أعزاء، وأحرار، ومتشاورين، وتنتقل السلطة بشورى حرة.

وقد وعى هذا الدرس عمر بن عبد العزيز؛ فقد أرسل إليه الجراح بن عبد الله: “إن أهل خراسان قوم ساءت رعيتهم، وإنه لا يصلحهم إلا السيف والسوط، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في ذلك”!

فكتب إليه عمر: “أما بعد، فقد بلغني كتابك، تذكر أن أهل خراسان قد ساءت رعيتهم، وأنه لا يصلحهم إلا السيف والسوط، فقد كذبت، بل يصلحهم العدل والحق، فابسط ذلك فيهم، والسلام”([25]).

يقول د. سلمان العودة: “لا يوجد ما يدعو لتشجيع الثورة بذاتها؛ فهي محفوفة بالمخاطر، ولكنها تأتي مثل قَدَر لا يُرد حينما يتعذر الإصلاح الجذري الجاد. فليس هناك دعاة للثورة، القمع والظلم والفساد والتخلف والفقر وحدها داعية الثورة.

فالثورة لا يرتِّب لها أحد، ولا يخطط لها الناس، ولكنها تنفجر على حين غرة، حين تُسد طرق الإصلاح، وتُوقف عمليات العدالة، ويُمَارَس القمع”([26]).


[1]. (تاريخ الطبري) ج6 ص204

[2]. (تاريخ الطبري) ج6 ص203

[3]. (تاريخ الطبري) ج6 ص206

[4]. (البداية والنهاية) ج12 ص544

[5]. (تاريخ الطبري) ج6 ص381، (البداية والنهاية) ج12 ص545

[6]. (البداية والنهاية) ج12 ص545

[7]. (البداية والنهاية) ج12 ص547

[8]. (البداية والنهاية) ج12 ص538

[9]. (البداية والنهاية) ج12 ص297، (الأخبار الطوال) ص317

[10]. (الأخبار الطوال) ص317

[11]. (تاريخ الطبري) ج6 ص339

[12]. (تاريخ خليفة بن خياط) ص282

[13]. (المقالات) ص116

[14]. (تاريخ الطبري) ج6 ص357

[15]. (تاريخ الطبري) ج6 ص347، (البداية والنهاية) ج12 ص319

[16]. (تاريخ الطبري) ج6 ص347

[17]. (تاريخ الطبري) ج6 ص363

[18]. (تاريخ الطبري) ج6 ص389، (تاريخ خليفة بن خياط) ص289

[19]. (البداية والنهاية) ج12 ص343

[20]. (تاريخ الطبري) ج6 ص381

[21]. (تاريخ الطبري) ج6 ص365

[22]. (البداية والنهاية) ج12 ص343

[23]. (تاريخ الطبري) ج6 ص379

[24]. (تاريخ الطبري) ج6 ص379

[25]. (تاريخ الخلفاء) ص181

[26]. (أسئلة الثورة) ص11

إعلان

اترك تعليقا