برازخ طيفية: تأملات في أعمال الفنان التشكيلي سيدي محمد المنصوري

(محمد كريش- فنان تشكيلي- مارس، 2019 )

حين يصبح إنضاج بهجة الجمال التشكيلي يقتضي إرباك المرأى، ويقتضي أن لا يُستتم ذلك، سوى عبر تشذير وبعثرة بنياته من خلال رقصة جنون، وإتلاف المعالم السماتية لعناصره في “شطح تشكيلي” يتمازج ضمنه في اصطخاب الشكل واللون والحركة، حينها يتحول الفنان سيدي محمد المنصوري من بنّاء، كان ليرتب وليقيم الارتفاع والمعالم؛ إلى هدّام يحيل الأشياء إلى حطام وشظايا، ليعيدها إلى أصلها ومادتها الأولية، وبالتالي يقوم من جديد باستحضار “قلق الحقيقة“، قلق مصاغ من بقايا أثر الهدم والتفكيك.
من شأن الفن أن يتعقب الأثر ليخترقه، وما الأثر سوى نظير ظل، وليس الظل غير زيف صاحبه، أصلِه أو بالأحرى، حجابًا له، حقيقة الظلال تمويه الطريق السالك إلى الصلب واللباب.

والفن مرآة تجلية تلك الطريق، غير أننا بفضل تلك الظلال وغموضها نستبقي الكلام، ونستديم الفكرة، ونمدها بما يجعلها حية نابضة. وبما يجدد دماءها لتصفو وتخلص، ذلك هو ما يُنيل الفن جلاله وجدواه، ومتعة الإدمان عليه.

قد تبدو الحبكة الفنية، للوهلة الأولى كأنها حبكة تجريدية بامتياز، لكن سرعان ما تتبدى معالمها جلية لنتيقن من طابعها الازدواجي الأسلوبي. هكذا يكون الفنان سيدي محمد المنصوري قد اختار أن يقود لعبته متفردًا عبر مدار فني خصه لنفسه، ليعيد ضمنه تشكيل ذاته وتأملاته والأشياء بما يمنحه ذلك من بعد تعبيري شاسع، يسع خياله ووجدانه وفلسفته. وبالتالي، يسعى الفنان لتوظيف آثار ومعالم بدون انتماء، إذ هي ليست سليلة تجريدية صرفة، ولا سليلة تشخيصية صرفة، وإنما تتماهى هلامية بينهما مثل أجنة أو يرقات في طور تشكل لا تعرف الاستقرار. إنها تجربة فنية يقيم الفنان طقوسها عند ذاك الخيط الرفيع، الرابط بين المرئي والمتخيل، والمعلوم والمجهول، وما يصطخب بينهما من روحي ومعرفي.

إنها ورشة اختبار ذاتي لأسطورة الجمال على صفحة مرآة عذراء، مرآة لا تعكس سوى ما ليس يتمرأى، من قبيل ما نتفرسه ونستنبطه فقط، الفنان ينزع للتخلص من وصايا الأجداد التشكيليين وجمالياتهم، ليستنبت ذاته بمنأى عن السنن الفنية التي استقروا ووتّدوا ذواتهم في كنفهاواستأنسوا قوالبها.
ليس هناك عوز أشد مما يكون عليه الفنان، حين يواجه البياض بياض الذاكرة (بعدما غادر مسرب التقليد عند الأسلاف) وبياض السند مع بياض اليد. فلا يتبقى للفنان سوى مسلك التجريب والتنقيب في حفريات المجهول ومستقبلياته، بكل ما تنطوي عليه التجربة من ضروب المعاناة والتحديات والإخفاقات، وأحيانًا مفاجآت تفتح آفاقًا للتحرر والتوحد والانتشاء.

تندفق أطياف وأشكال تشبه ظلالًا  أنثوية مرفوقة، أحيانًا كثيرة بحشد مما يشبه أوراقًا وأغصانًا، وبكائنات يرقاتية، هيآتها غير مكتملة مثلما تكون عليه ملامح علقات نشأ بشري، تتهافت في تكوثر لتستوطن بياض اللوحة كأنه مشيمة أو شرنقة للتخلق. تبدو تلك الظلال والكائنات كأن هناك شيئًا ما قد اعترض سبيلها للتكون والتشكل النهائي، فلم تتمكن من اكتساب معالم وملامح تعيينها ونعوتها، وبالتالي التبس تمييزها، بل يبدو الفنان سيدي محمد المنصوري كأنه لا يسمح لها أن تفصح بجلاء عن نفسها وتتعين بصريًا، حريص على إخفاء معالمها التشخيصية لتحتفظ بذاك الوهج الرمزي الأصلي، المنبعث من حبكة الغموض والاستفهام التي طالما وهبت الإبداع حيويته وقوة استثاريته، وفاعليته ضمن تجربة التلقي والتأول، فذلك هو ما يمنح الفن خلوده وسره الخلاق المجدِّد.
ظلال سيدي محمد المنصوري تتدلى من مغارة أفلاطون، محملة بوهميتها وبرمزيتها الفلسفية والجمالية، أليست تلك الظلال سوى خيالات تخفي عنا عجزنا، وتطويه في ما تشهده عيوننا؟
في تلظي تلك الرقصة المحمومة، تبدو الأجساد المنصورية، في أحيازها الخاصة، وفي الحيز العام من الفضاء، تتداخل وتغوص في بعضها، تتماوج وتتمدد متبددة أحيانًا على حواف وهوامش أفضيتها التشكيلية. كأنما تواقة للانصهار في كيان جمعي متوحد، لتوحي كأنها تهاب فرديتها، وتتوجس من حيز العزلة والتنائي. وبالتالي تغدو تموقعاتها تنتسج في شكل تكومات وتكتلات سديمية. كيانات تجنح للتموقع في مركزية التركيب العام للمشهد، مثلما تتحلق عناصر مجرة حول نواتها. وبالمقابل، تجنح -في كثير من الوضعيات- إلى التشرذم وتقليص حضورها على هوامش اللوحة، تاركةً لسطوة الفراغ أن تجعل منها أبعادًا لامتناهية يغمرها سكون وصمم الغياب.عند تكوثرها، تلك الأجساد، في لجة اضطرابها العارم، تحيل حدثية الفضاء التشكيلي إلى طقس رقصي محموم، يصطخب عند بؤرة اللوحة. حيث تتواشج الحركات والاندفاعات المتراقصة، وتتشاكل وضعيات في تكامل وانسجام استيتيقي رؤيوي. ليغدو المقام يشاكل مقام “جذبة كوريغرافية أفروديتية” تتوسل بها أجساد تلك الإناث الطيفية، للعبور إلى حال من التسامي، لتبوح بالمتخفي والممنوع منها، وبالأحرى هي رقصة للتحرر، الظلال تتسربل بإيحاءات إيروسية حثيثة، تفصح عنها تلك التموجات المغرية للأجساد العارية، وتلك المنحنيات والالتواءات الراسمة برقة استدارات الشهوة والاستثارة الجنسية، إنه صنيع مخصوص بالفنان المنصوري، للاحتفاء بجسد المرأة، كرمزية للخصوبة والجمالية والفتنة، والغواية.

إعلان

لكأن سيدي محمد المنصوري يستحضر بطريقته، ما شكلته الأنثى في المتخيل والمعتقد الإنساني عبر التاريخ والحضارات الغابرة والمعاصرة، كمجلى للشهوة والإغراء والمتعة، ومجلى لفعل التخلق والتبلور للحياة، واستبقاء للنسل، كان من قدر المرأة أن تختزل ذاك البرزخ الغامض، حيث يتوارد فيه، باحتدام، العدم ونقيضه، وتتقاطع ضمنه أسرار الخلق والوجود، فلا غرو أن تتسربل الأنثى بقدسية رمزية على غرار قدسية الشمس (اسم مؤنث) عند المجتمعات البدائية، وقدسية إلهات الأسطورة الميثولوجية القديمة. مثلًا: عند السومريين (إينانا، ننسينا، دمكال نونا…). و( عشتار…) عند البابليين والآشوريين، و(حكت، أمنتت، إيزيس…)عند الفراعنة، وعند الإغريق (هيرا، أفروديت، آثينا…).
عبر مصاره الفني الخصيب، ما فتئت نزعة خفية جامحة، تستحث الفنان المنصوري دومًا على تمكين إناثه الظلية من التخلص من صورتها التشخيصية الإحالية والمرجعية، لتكتسي رمزيتها الخالصة، مما يمنحها مكنة العبور إلى ذاك الحيز المنفتح على الممكنات، حيز يُتاح فيه الحلم المطلق والانطلاق الحر، وحيث بذاك الرقص، تستكمل الأنثى أنوثتها البدئية، وتحتفي بمفاتنها وجمالها، وتخلد ذاكرة الخلق والوجود، وتتصير مرآة عليها يستعرض الوجود سرًا من أسرار جدواه،  لم يكن ليغيب عن الفنان المنصوري (وذلك يشكل لباب ورشته الإبداعية) استشعاره ضرورة استحضار مقامات لونية تتسم بتوهج بصري صاخب، من قبيل الأحمر ومشتقاته، إضافة إلى نقائضه، الأزرق والأخضر وما يجاورهما، إضافة إلى الأصفر بكل تفرّعاته، قصد ملائمة المقام الحركي، والاستزادة من استشعار وهج الرقصات ووجدانياتها، رقعة الفضاء، ملحمية محتدمة، تتلعلع ثناياها بألوان “قوس قزحية” مشتعلة في زهو، مثلما تشتعل الحقول في رسوم الأطفال.
هناك بعض اللوحات، استثنائية خارجة عن الوحدة النسقية للفنان المنصوري، في بنياتها ومعالمها التشكيلية والجمالية، نتأملها فينتابنا انطباع غامض كأنها تضيق في سربها، فردانية، ترفض المماثلة والشبيه، هي من نوع تلك “اللوحات التجربة“، صعبة المراس مشاكسة لا تسمح لبياضها أن ينقاد ليد الفنان بل تظل متمنعة مستعصية، ترفض كل إملاء، لتصنع مسارها بما يناسب مصيرها، أليس تدبير فعل الإبداع والخلق يقتضي من المبدع أن يتحلى بصبر عاشق، وحكمة صوفي، ورؤية فيلسوف؟ وأن يعرف كيف يغازل ويداعب ويخادع، ويموه؟ فبنفس القدْر الذي يكون مزاج اللوحة نافذًا في عملية الإبداع يكون المبدع، على العكس، خاضعًا منصاعًا لها، فلا تجود على يده سوى بما ترتضيه ورغم ذلك، فليس للمنصوري غير مداراتها بما يتيح له أن يخاتل تمنعها، ليسربل خلسة ذاكرتها بذاكرته، ورائحتها برائحته، ويجعل منها طِرسًا خفيًا لمتنه التشكيلي السري سيقرأه (والآخر)، في حميمية، كلما تهدده النسيان، أو عاوده حنين تجربة الماضي.

وبالتالي، يكون سيدي محمد المنصوري قد ترك للألوان والأشكال أن تبوح عبر يده، وترسم طريقها بنزواتها وأهوائها التلقائية، بينما هو اكتفى بمطالعة كيف تنشئ عالمها الذي ستقيم فيه.

إنها تلك الدفقات الهاربة، مرقت مما استبقته ذاكرته من المنسي والدفين فيه. أشياء تصر على أن يكون لها حضورًا، لكن بشرط أن تصنعه بتلقائيتها وأسئلتها الخاصة.
أحيانًا في اللوحة تغيب أشباح النساء كلما نزع المشهد إلى توليفات تشكيلية تروم مسارًا شبه تجريدي، فتتوارى “العرايا” مندسة خلف تلك الوحدات اللونية والأشكال العفوية، والنتوءات الخاماتية، كأنما لتتحجب عن رائيها، فيغدو المقام طقسًا استثنائيًا، تضطرم فيه أشكال وألوان، وتلك اليرقات المسوخ ملحمة ملتهبة، تحكمها مقامات طيفية لونية متضادة، مثلما يتناقض الأحمر مع الأخضر، والأصفر مع البنفسجي، حبكة لونية “غنائية الأس والمبدأ“، تفور غليانًا، وتكتنز أقصى منازل القلق والاضطراب، والتولع والاحتراق، غير أنها بالمقابل مسكونة بجمال خاص هو سحر نسقها الثائر وموسيقاه البصرية.

يقول فاسيلي كاندنسكي:

الألوان الفاتحة تجتذب العين أكثر وتشدها. والألوان الفاتحة والساخنة تشدها أكثر، كما اللهب يجتذب الإنسان بشكل لا يقاوم. الأحمر يجذب النظر ويقلقه. الأصفر الليموني اللامع، يصيب العينين، فلا يمكن لهما أن تحتملاه. مثلما أذن تمزقت بصوت “الترامبيت” اللاذع. النظر يومض، ثم يغرق في الأعماق الهادئة، للأزرق والأخضر.

ألوان سيدي محمد المنصوري تبدو كأنها تأخذ طريقها إلى اللوحة، طازجة، مباشرة من علبتها، دون أن يشوبها كثير تخليط وتركيب. محتفظة، هكذا، بالدرجة القصوى من صفائها ووهجها الطيفي، ليسع أسرار تلك العوالم التي تختلج في مغاور الفنان، وبالتالي تكون الأشكال والظلال في المصوغة، تحت وصاية اللون، يجعل منها أرضيته التحررية، ومساحة إقامة ملحمة شموسه وبراكينه، براكين من تلك الإيقاعات اللونية نفسها التي تهدر في الزرابي والفسيفساء (الزليج) والرشق والتزويق على الخشب، المتألقة في التراث المديني المغربي العريق هي الذاكرة تستجمع سطوتها منبعثة كعائد من منفاه، ليستعيد مجدا فنيا قد نسيه في الرماد، هي ألوان ما طرّزته إبداعات الفنون التقليدية التليدة، نسق ومنهج تلويني مخصوص، يستدعيه الفنان سيدي محمد المنصوري كفلسفة إبداعية روحية، وكأقنوم ينهض عليه مختبره التشكيلي الإستيتيقي ليس في الأمر سر إنما هي تلك الذات الجمالية والفنية الجمعية، تخترق حاجز الزمن والمكان والذاكرة، لتتمظهر في كنه جديد، وتتمرأى في مجلى من مجالي “الإبداع الفني الحديث“.

هو ذاك الامتداد، لذلك العرق الجمالي الإسلامي الأندلسي المتنوع، لأولئك المبدعين المورسكيين، المفجوعين في ذواتهم، أهل الرزايا، عبروا البحر إلى منفاهم الأخير، ليس بحوزتهم سوى ثقافتهم ومثقلين بفنونهم التي فيما بعد انغرست في التربة والهواء، والماء والذوات، ممتزجة بتراث الفنيات الغائرة في الكينونة الأصيلة المغربية، بكل اختلافاتها وتجانساتها الإثنوغرافية والثقافية والمعرفية، وخصوصياتها الجغرافية والمعمارية إلخ.

هو تصادي و”تخاطر وجداني” لذاكرتين ومتنين بصريين: “طرس الأصول، وطرس الطفولة” كأن الفنان المنصوري يبحث في لوحاته عما سقط من ذاكرته في غفلة من يده، ليعيد أثره إلى الحياة من جديد، إذ يرسمه بطينة زمنه ويسربله بعطر حاضره، فيقيمه بين ظل الأثر وظل الفنان هناك بين “الشكل واللون”، والخطاب وتأوله، شغف المنصوري الشديد بأن يقتنص، في دفقة إبداع مباغتة، ما به يرمم ما انكسر من بهجة في ذاكرته وكيانه، ويفشي بما يربك انطلاقه وامتداده في الوجود.
ألوان سيدي محمد المنصوري لا تهمس، وإنما تصرخ ذاك هو معجم إستيتيقاه المخصوصة وحده القادرة مفرداته على بلورة خطابه التشكيلي بشكل بليغ، ومنحه فيضا شاعريا.
أما الرماديات اللونية فغائبة في منظومته اللونية، لكأنما يجدها المنصوري لا تقوى طبيعتها على احتواء وتمرير أحلامه وتأملاته وأسئلته، وذاك العالم المصطخب في الصدر بل تبدو الرماديات غير قادرة على تعبيد الطريق التي تريد يده ولسانه أن يسلكانها، وتحد من تجلية إفصاحاته الترميزية والإشارية وبالتالي نمطه اللوني الحاد، بالنسبة له يشكل حاجة وضرورة، لا اختيارًا مثل لغته الأم وزرقة سمائه. وللفنان الحق في ذلك، فكل لحظة نقفها أمام عمل من أعماله؛ تبدو لحظة تُخلصنا من سواد ورماد الدمار والتيه الذي يستوطن مصيرنا وكينونتنا. لحظة نعبر فيها إلى “حدائقه المتوقدة البهيجة”، تلك التي شيدها بصخب الحياة ونزقها المشاكس. فلسفة وأداة لمقاومة خرس العدم وصد الغربة.
كل مصوغة من مصوغات المنصوري، كأنها انعكاس لقطعة من زليج أو رقعة زربية، وقد تجردت من هندسياتها الخطية المستقيمة والمنتظمة، خلال عبورها صوب فضائها المستلحق، حيث فيه يمنحها المنصوري توحدا في كيان جمالي جديد، يقوم نظامه على الفوضى والتشظي، من دون أن تفقد القطعة روح وذاكرة أصولها.
مقامات سيدي محمد المنصوري اللونية تنهض فلسفتها بما تنهض عليه موسيقى السيمفونيات المتوترة الثائرة، الموسومة بانفعالية تعبيرية، وغزيرة بقلقها واختلاجاتها العاطفية وتساميها الروحي، يقول مارك شاغال:

اللون هو كل شيء، وهو اهتزاز مثل الموسيقى. كل شيء هو اهتزاز.

لا تستقيم معادلة الإبداع، مثلما هو الجمال الذي يخلقه، إلا إذا اعتبرنا أن كل أثر في الوجود، إنما هو مفردة من مفردات الإبداع، يستدعيها أداة ووسيلة، حين يستعصي البوح بما يستحيل النطق به، وبذاك الذي لا تطيقه الحروف وبالتالي يحضر ملاك الفن لمحاورة البصر والبصيرة، ورصف معابر مرور بين المرئي واللامرئي، وبين الذات وحيرة وقلق الحقيقة.
إننا لا نرى سوى وهم يفتل وهمًا، وهي اللعبة ذاتها التي نبتكرها كل يوم، لئلا نشهد خرابنا والألم الذي يقيم فينا ونقيم فيه، فليس هناك من منقذ لنا، سوى أن نؤمن بالفن، وهْمًا ثانٍ  سحريًا، الذي بمقدوره أن يبدد القبيح الذي يغمرنا، ويمنحنا إقامة أقل قبحًا وبالأحرى وهمًا أجمل.

نرشح لك: استهلالٌ في الهُوِيّة والفن والجمال

إعلان

فريق الإعداد

إعداد: محمد كريش

تدقيق لغوي: مريم زهرا

تحرير/تنسيق: نهال أسامة

اترك تعليقا