The Siege of Jadotville- حصار جادوتفيل
حصار جادوتفيل فيلم من إنتاج جنوب أفريقي أيرلندي مشترك وقد اشترت شركة Netflixحقوق البث الحي قبل الإنتاج بمبلغ 17مليون دولار الفيلم حصل على تقييم 60% على موقع Rotten Tomatoes.
قصة حقيقة:
وهو فيلم مبني على أحداث حقيقية أثناء إنقلاب الكونغو وخلع وقتل رئيس الوزراء “باتريس لومومبا” المنتخب ديمقراطيا عام 1961 على يد زعيم المعارضة “تشومبي” المدعوم من شركات إستخراج الماس الأوربية وبلجيكا الدولة المحتلة السابقة للكونغو .
فريق العمل :
بطل الفيلم جيمي دورنان_ والذي يشارك لأول مرة في فيلم حربي، ورقيب الكتيبة الذي يقوم بدوره جيسون أومارا_ الممثل الذي قام بالاداء الصوتي لشخصية باتمان في أفلام Son of Batman , Batman vs Robin , Justice league dark وغيرهم، كما نال جائزةIFTA للأعمال التليفزيونية الأيرلندية أحسن ممثل مساعد عن دوره في الفيلم الممثل الفرنسي جويليام كانيه، ويقوم بدور قوات المرتزقة و ميكيل بيرسبراندت في دور داج همرشولد أمين عام الأمم المتحدة في تلك الفترة و مارك سترونج في دور د.كونور كروز أوبراين مساعد الأمين العام للأمم المتحدة في ذلك الوقت .
أحداث الفيلم :
تبدأ قصة الفيلم بإرسال سرية أيرلندية تتكون من 150جندي، لكن السرية لا تختلف كثيرا عن قائدها في قلة الخبرة العسكرية وتم إرسالها ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة دون أي خبرة عسكرية سابقة فهم لم يخوضوا حرباً وقائدهم لايتجاوز أواخر العشرينات أي أنه ولد خلال سنوات الحرب العالمية الثانية كان بالأكثر لم يتجاوز الثالثة عشرة من العمر وبالتالي لم يخض الحرب لكنه كان على ثقافة عسكرية عالية ومبهور بثعلب الصحراء الألماني إيروين روميل .
وهنا يأتي مشهد بمثابة الصدمة للقائد الأيرلندي، عندما يجلس في حانة هو والرقيب ويتقابلا مع ضابط فرنسي يبدو عليه الخبرة العسكرية من خلال أسلوبه في الحديث، وطريقة إرتداؤه لزيه العسكري، وعدم الإهتمام بالأناقة المفرطة، ووشم قوات المظلات الفرنسية التي أذاقت الإخوة الجزائريين الأمرين، لكنه يعمل كمرتزق ويدور حوار يسخر فيه الفرنسي من الأيرلنديين عندما يقول إن أيرلندا أخر حرب دخلتها هي حرب التحرير ضد بريطانيا وكانت حرب عصابات بقيادة قائد الجناح العسكري للمقاومة مايكل كولينز، فيرد الأيرلندي بسخرية مبطنة أن النازيين لم يحتاجوا أكثر من أسبوعين لاحتلال فرنسا حسب مقولة روميل .
كل تلك الأمور لم تكن لتكون عداوة بين كلا الضابطين، لكن العداوة وقعت عندما هاجمت القوات الهندية المدربة والمحترفة محطة إذاعة وقتلت 30مدنيا مما اتاح الفرصة لتشومبي والداعمين له مثل شركات التعدين، وحكومة فرنسا ممثلة في الرئيس الفرنسي شارل ديجول، وحكومة بلجيكا للتحرك ضد قوات الأمم المتحدة التي عطلت خططهم، وهنا يجب ان نبرز نقطة عن شارل ديجول الذي يظهره الإعلام أنه شخصية وطنية، وبطل تحرير فرنسا من النازية بينما كان ينظر للشعب الجزائري الشقيق أنه شعب تابع لفرنسا وأذاق الجزائريين الويلات خلال فترة حكمه خاصة مع إشتعال المقاومة الجزائرية المسلحة ضده .
نعود للفيلم تم التأكيد على جزئية قلة خبرة جنود السرية الأيرلندية في الفيلم بشكل كبير لإظهار مدى بطولتهم، كذلك مهارة وخبرة المرتزقة العالية في القتال، وقد تم إبراز ذلك في مشهد عندما آتي في اليوم الثاني للحصار رجل مدني يشير للجنود المرتزقة بكيفية التحرك وعندما لمحه القائد الأيرلندي أمر القناص بقتله، فسأل القناص قائده هل هذا الرجل مهم ؟ وهو مايدل على مدى بؤس تلك السرية .
تزداد الأحداث صعوبة مع إسقاط طائرة الأمين العام للأمم المتحدة داج همرشولد في الحادثة الشهيرة أثناء أزمة الكونغو عن طريق طائرة مجهولة لكن بالطبع هي على علاقة بتشومبي وداعميه مما يؤدي لتعقد الموقف وعدم وصول الدعم والإمدادات العسكرية للسرية .
تقييم الفيلم :
الفيلم رغم أنه ليس من الأفلام الحربية الهوليودية ذات الإنتاج الضخم إلا أنه فيلم جيد على المستوى الفني من حيث الأداء التمثيلي والتصوير ونقلات المونتاج، خاصة مع قرب نهاية الحصار والتركيز على الشخصيات بشكل رائع والحالة النفسية لكلا الطرفين، بالإضافة للتركيز على الظروف السياسية المحيطة وعدم قدرة الأمم المتحدة على مواجهة الدول الكبرى وفي النهاية السرية صاحبة القصة للأسف وللموائمات السياسية تم إغفال صمودهم لمدة 6أيام بدون إمدادات وخسارة 3جنود و13جريح حسب بعض المصادر، ولكن في الفيلم تم ذكر أنهم لم يفقدوا أي جندي وتم أسرهم لمدة شهر وتشويه صورتهم في الإعلام الأيرلندي، وتسميتهم بمراحيض جادوت فيل، وقد تم تكريمهم عام 2005 بعد سرد القصة الحقيقية وعمل بعض الجنود المشاركين في الاحداث كمستشارين لفريق عمل الفيلم.