ماك آرثر … الجنرال المتمرد

الجنرال دوجلاس ماك آرثر الحاكم العسكري لليابان ما بعد الاستسلام وقائد القوات الأمريكية في الفلبين صاحب الكلمة المشهورة “سوف أعود” بعد إجلاؤه من الفلبين أثناء الحصار الياباني للقوات اليابانية .
الفيلم من بطولة جريجوري بيك في دور ماك آرثر و مارج دوسي ف يدور مسز ماك آرثر وإد فلاندرز في دور الرئيس ترومان و دان أوهرلي في دور الرئيس روزفلت .
الفيلم يعد من الأفلام الحربية وهو من إنتاج عام 1977 يسرد السيرة الذاتية للجنرال ماك آرثر أحد أعظم الجنرالات الأمريكيين على مر التاريخ والمثير للجدل بشخصيته المعتدة بنفسها بشكل زائد عن الحد بعض الشيء لدرجة أنه قد يعترض على الرئيس الأمريكي نفسه بل وأحيانا ما يرى نفسه مساويا له بالإضافة لطموحه السياسي لرئاسة الولايات المتحدة بعد التقاعد من الخدمة العسكرية.

تبدأ الأحداث بمحاضرة يلقيها ماك آرثر في أكاديمية ويست بوينت العسكرية العريقة التي تخرج منها ثم فلاش باك لحصار القوات الأمريكية في الفلبين ويظهر الوضع المزري لها ، فالجنود يهرولون نحو المخبأ المحصن لاتقاء شر القصف الجوي للقوات اليابانية المدعم بإذاعة يابانية تتحدث الإنجليزية، من تثبط عزائم الجنود ومعهم الجنرال ماك آرثر، مع أسرته الصغيرة المكونة من زوجته و إبنه الصغير الذي لم يتجاوز الرابعة وتصطف الأسرة على الجانبين مليئة بالجرحى فالقوات الامريكية لن تستطيع ان تتلقى الدعم و الإدارة الأمريكية يهمها حياة ماك آرثر و إجلاؤه لكي يقود معركة جنوب شرق آسيا فهي أدركت ان الهزيمة هي مصير قواتها المحتوم في الفلبين فرغم رفضه يتم إقناعه بالهروب على مت قارب تابع للبحرية الأمريكية في رحلة محفوفة بالمخاطر .

يمكننا القول ان البداية الحقيقية للفيلم مع وصوله لأستراليا للإعداد لمعركة لحماية أستراليا من الغزو الياباني المتوقع ومع تواجده فيها يبدا ماك آرثر بإظهار عضلاته بخبرته العسكرية الكبيرة ومن الجدير بالذكر ان أداء جريجوري بيك كان رائعا، و إستطاع أن يظهر قدراته التمثيلية الكبيرة في هذا الدور فظهرت ثقة ماك آرثر الشديدة بنفسه واعتداده بها وبعض الملامح الآخرى مثل إهماله للمظاهر و الشكليات فهو رجل عملي لا يهتم بأناقته و مظهره الشخصي كثيرًا، وظهر ذلك في لقاؤه بترومان، وغضب ترومان من مقابلة ماك آرثر له بزي الميدان لا الزي الرسمي الذي نسميه في مصر “بدلة الفسحة”، ويوجه رجاله في الخطوط الأمامية للجبهة دون اكتراث بالخطر المحدق به، بالإضافة لذلك يظهر الصراع بين الأفرع الرئيسية للقوات الأمريكية مابين القوات البرية و البحرية و نظرة كل منهم للآخر، وهو شيء موجود في جيوش العالم أجمع لكن دون ان يصل للمواجهة لكنه صراع على من يلقى الدعم الأكبر من الرئيس ومن الأكثر كفاءة لا أكثر، لا يمكن ان نتغاضى عن النظرة الدعائية للفيلم من خلال إظهار ماك آرثر بصورة القائد العسكري الجسور الذي يهتم بأمر رجاله و مراعاة ظروفهم الإنسانية ومهاراته العسكرية المبهرة وكذلك البعد النفسي لشخصيته في تآثره الشديد بوالده الجنرال السابق الذي يستشهد بمقولاته و أفكاره، وكان يمكن أن يتم كتابة هذا الجزء بشكل أفضل فيبدو من طريقة حديث جريجوري بيك في الفيلم وكأنه يخوض صراع لكي يصل لما وصل إليه والده من مجد وشهرة فبالإضافة لنجاحاته كقائد عسكري وكحاكم لليابان كمحتل طمح للعب دور سياسي في الولايات المتحدة وهو ما فشل فيه .
إعلان

الصدام مع السلطة :
ويتجلى ذلك الصراع الخفي من خلال حديث روزفلت عنه خاصة أنهم تزاملا سويا حتى أن ماك آرثر يتحدث معه بشكل عادي دون الحدود الفاصلة بين رئيس ومرؤوس وسخرية روزفلت منه أمام زملاؤه في أحد المشاهد بداعي المزاح ثم الصدام مع ترومان أثناء أزمة الحرب الكورية .
وفي النهاية يمكننا القول انه من أفضل أفلام الحروب والسيرة الذاتية خاصة أن الحرب العالمية الثانية مادة ثرية للغاية للأفلام و المسلسلات وهي ماتنجح هوليوود في إستغلاله دائما
إعلان