كيف تجعل البكتيريا الفموية سرطان القولون أكثر شراسة وعدوانية؟

تمكن العلماء من اكتشاف آلية جزيئية تقوم من خلالها البكتيريا الفموية بتسريع نمو سرطان القولون.

تمكن العلماء من اكتشاف آلية جزيئية تقوم من خلالها البكتيريا الفموية بتسريع نمو سرطان القولون.

بينت بعض الاختبارات بأن ثلث الناس الذين يحملون سرطان القولون يملكون أيضًا الجرثومة التي تدعى بالبكتيريا مغزلية المنواة -والتي تعتبر السرطانات المتولدة منها أكثر شراسة وعدوانية- ولم يتضح السبب وراء هذا الأمر إلا بعد دراسة حديثة سيتم الحديث عنها في هذا المقال.

وفي بحث يتمركز حوله الحديث هذه الأيام في صحيفة EMBO Reports  ، تم الكشف عن الآلية التي تحرض البكتيريا من خلالها نمو الخلايا السرطانية فقط، إنما لا شأن لها بالخلايا غير السرطانية.

ويصرح باحثون من جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك “ينبغي على نتائج الدراسة تقديم  السبب الذي يسرع من نمو بعض سرطانات القولون بشكل أسرع من غيرها.”

واستطاع فريق الباحثين تحديد نوع بروتين يتمكن من تشكيل أساس اختبارات تتم على أنواع أورام أكثر شراسة وعدوانية وتقود إلى توفير علاجات لسرطان القولون وأنواع أخرى.

تقدم مراحل سرطان  القولون

وتبعا لأرقام صادرة عن جمعية السرطان الأمريكية، حوالي واحد من ٢٢ رجل وواحدة من ٢٤ امرأة في الولايات المتحدة الأمريكية سيتلقون تشخيصًا لسرطان القولون في مرحلة ما من حياتهم.

إعلان

وفي بداية عام ٢٠١٦، تم تسجيل ١.٥ مليون شخص في الولايات المتحدة ممن لديهم تاريخ عائلي بسرطان القولون، والبعض منهم كان ناجٍ منه (أي أصيب بالسرطان سابقًا ولا يزال على قيد الحياة).

ويتطور سرطان القولون من نمو كارثي لخلايا شاذة باقية في القولون أو الشرج والتي تعد المحطات النهائية للجهاز الهضمي والمعوي.

يقوم القولون بامتصاص الماء والمواد الغذائية مما تبقى من الطعام بعد انتقاله خلال المعدة والأمعاء الدقيقة. ثم يقوم بنقل ما تبقى من الفضلات إلى الشرج الذي بدوره يجهزها للخروج من فتحة الشرج.

إن أشهر مرحلة ما قبل سرطان القولون (شرط حدوث السرطان) هي السليلة -وهو نمو غير طبيعي للأنسجة من الأغشية المخاطية- ويزداد نموًا في النسيج الذي يقع بين القولون والشرج، والسليلة ورم ينمو بشكل بطيء جدًا ويأخد أحيانا ٢٠ سنة ليتطور.

تتطور أغلب السليلات ضمن الخلايا التي تشكل الغدد التي تنتج المخاط اللزج في الشرج والقولون، ولهذا السبب تحمل اسم الورم الغدي. وتعد الأورام الغدية شهيرة جدًا وسيطور حوالي ٣٣٪ إلى ٥٠٪ من الناس غدة واحدة منها على الأقل. ومع أنه‍ لمن المحتمل أن تتحول جميعها لسرطانات إلا أن أقل من ١٠٪ منها تتحول إلى انتشارية في الجسم.

تلعب البكتيريا الفموية دورًا في سرطان القولون

لقد استنتج العلماء منذ وقت قصير أن الخلايا الشاذة المنتجة للغدد الورمية السرطانية في سرطان القولون تظهر بسبب الطفرات الجينية المتكونة مع مرور الزمن، لكنهم لاحظوا مؤخرًا بأن  البكتيريا المغزلية المنواة والتي غالبًا ما تحدث بسبب تسوس الأسنان تلعب أيضًا دورُا هامًا في سرطان القولون.

وتصرح بروفيسورة العلوم البكتيرية في كلية طب الأسنان وكبيرة مؤلفي الدراسةYiping W. Han ما يلي: “تعد الطفرات جزءًا من الحكاية”

وأضافت ” هناك عوامل أخرى، بما فيها الميكروبات، والتي قد تلعب دورها أيضًا”

وفي عمل سابق، استنتجت هان وفريقها بأن بكتيريا المغزلية المنواة تنتج الجزيء  FadA adhesin والذي يبث سلسلة من النشاطات الجزيئية في خلايا القولون التي ربطها العلماء بعدد من السرطانات، وكشف هذا العمل بأن البروتين لا يؤثر إلا في خلايا القولون السرطانية- أي أنه لا يحفز نمو خلايا القولون السليمة.

لماذا تعمل البكتيريا على الخلايا السرطانية فقط؟

تقول البروفيسور هان بأن الدراسة الأخيرة رمت إلى

” اكتشاف السر وراء تفاعل بكتيريا المغزلية المنواة لوحدها مع الخلايا السرطانية.”

وباشر الباحثون بالعمل من خلال البحث في زرع الخلايا غير السرطانية ولاحظوا بأنها لم تنتج البروتين من نوع  Annexin A1 والذي يسرع من نمو الخلايا السرطانية.

وكشفت اختبارات متعلقة بزرع الخلايا وبالفئران بأن حجب البروتين منع البكتيريا المغزلية المنواة من الاتصال بالخلايا السرطانية وبالتالي أصبحت عملية نمو الخلايا بطيئة.

كما كشفت مجموعة من الاختبارات بأن الميكروب يحفز الخلايا السرطانية لإنتاج المزيد من بروتين Annexin A1 والذي بدوره يستقطب المزيد من بكتيريا المغزلية المنواة مما يحفز الخلايا لإنتاج كميات أكبر من البروتين.

وتضيف البروفيسورة هان

” لقد استطعنا التعرف على حلقة ارتجاع إيجابية تقوم بعرقلة نمو السرطان.”

كما قالت: “ إننا في الواقع نقترح نموذج الضربتين، حيث تمثل الطفرات الجينية أول ضربة بينما تمثل البكتيريا المغزلية المنواة الضربة الثانية؛ مسرعة بذلك مسار اشارات السرطان ونمو الورم.”

لقد تمكن بحث فريق العمل المستند على بيانات وطنية من انتاج سجلات ل466 شخص تحتوي جميعها على التفاصيل الجزيئية حول سرطان القولون الأساسي الخاص بكل شخص، ووجد الباحثون بأن الأشخاص الذين يملكون أعلى معدلات من بروتين Annexin A1 كانت حالتهم أسوأ بغض النظر عن الجنس أو العمر.

وينوي فريق العمل اكتشافَ الطريقة التي يمكن من خلالها استخدام بروتين Annexin A1 كعلامة لتحديد سرطان القولون العدواني مما قد يتيح الفرصة أيضًا لاكتشاف علاجات جديدة لسرطان القولون وغيره من الأورام التي تستهدف نفس البروتين.

إعلان

مصدر MEDICALNEWSTODAY
فريق الإعداد

إعداد: رؤى ريان

تدقيق لغوي: راما ياسين المقوسي

تدقيق علمي: راما ياسين المقوسي

اترك تعليقا