مِنْ رِحلةِ “البيغل” إلى “رحلة اليقين”

مراجعة لسلسلة رحلة اليقين للدكتور إياد قنيبي - 3

استكملنا في الجزء الثاني من هذه السلسلة، مراجعة سلسلة رحلة اليقين الخاصّة بالدكتور إياد قنيبي ونقدها، وذكرنا أنّه على الرغم من إعلانه أن هدفه هو تبسيط المفاهيم العلمية للمتابعين واستدلاله بالعقل أوّلًا للحكم بما يصح، إلا أن القنيبي استعمل العديد من المصطلحات والمفاهيم الّتي لم يذكر فيها ما يقصده، أو أنّه غَيَّر معناها دون سنَدٍ يُذكر؛ بالإضافة لِما استعرضناه في الجزء الأوّل من العرض غير المنصف ابتداءً لنظرية التطور. سنقوم في هذا المقال والذي يليه بعرض كيف تعامَل الدكتور إياد مع الأبحاث والأدلة التي تدعم التطور.

5. الإنتقائيّة والتحيّز في عرض الأدلة

قال الدكتور قنيبي: أنّه لن يكون “انتقائيًا، ينتقي من الأبحاث ما يدعم وجهةَ نظرِه فقط”، إلا أن عرضه لأدلة التطور التي ذكرها لم يخلُ من المغالطات التي سبق وذكرناها. فهو يعرض الدليل كيفما يراه هو لمتابعيه ويطرح الأسئلة عليهم، ولا أدري مِمّن ينتظر الإجابة ما دام لا يعرض كلامه على أيّ متخصصٍ آخر أو يستدل بمصدرٍ تطوري إلّا نادرًا؛ وعندما ينقل من مصدرٍ تطوري أكاديمي، فكثيرًا ما ينقل الكلام مجتزءًا أو بتغيير معناه. فعلى سبيل المثال في الحلقة 33، يعرض الدكتور صفحة من كتاب BioInformatics، ويستدل بها لتعريف الـHomologous Genes، ثم يصفها بأنها “جينات متشابهة” لأن العلماء افترضوا أنها تطورت من أصلٍ مشترك. في حين أن هناك نوعًا آخر من الجينات يدعى analogous genes -لم يذكرها القنيبي- لكنها متشابهة من نواحٍ أخرى، فالعلماء لا يفترضون صحة التطور ثم يفسرون بناءً عليه. وسنذكر المزيد عن هذه المقارنات ومغالطات الدكتور إياد في التعامل معها في المقال التالي.

السجل الأحفوري

أفرد الدكتور إياد قنيبي أكثر من حلقة من سلسلته للكلام عن السجل الأحفوري، باعتِبار خلُّوِه من أي حفريات وسيطة دليلًا على فشل “عرّابي التطور” في إثبات فرضيتهم على حد وصفه. بالإضافة إلى ذلك فإن الدكتور لا يمِلُّ من تكرار عبارة داروين الشهيرة عن أعدادٍ لا حصر لها من الكائنات الانتقاليّة، بالرغمِ مِن أنَّ داروين نفسه (والذي كان عالم جيولوجيا بالأصل) وكل العلماء التطوريين وعلماء الأحافير أكدوا ويؤكدون أن السجل الأحفوري ناقص وذلك بسبب صعوبة وقوع عملية التحفّر بالأساس. لكن الدكتور إياد يعرض الموضوع وكأن كل الكائنات الحية كانت تُقيم طقوس دفن لكل أفرادها مثلا! فلك أن تتخيّل أن الديناصورات -التي سادت الأرض لملايين السنين حتى انقرضت- في أحسن الأحوال، لها بضعةُ آلاف حفرية فقط في حالٍ جيدة موزعة حول العالم، بل أغلب آثارها تكون بقايا وأجزاء متفرقة! وهذا لصعوبة عملية التحفّر بالأساس.

ولكن بالرغم من عرض الدكتور المُخِل للسجل الأحفوري (الناقص أصلًا كما أسلفنا)، إلا أن لدينا آلاف –إن لم يكن مئات الآلاف- من الحفريات الانتقالية، بل إن أضعف الإيمان –أقل مجهود ممكن- لمن أراد الإطلاع على تلك الحفريات أن يطالع مقالة ويكيبيديا بخصوصها، أو يطالع صفحة أي متحف تاريخ طبيعي. ولن أتطرق هنا لكل علماء الحفريات والبعثات المنشغلة بها والمتاحف التي تضج بها (حسب كتاب “إحياء الأحافير” الجامعي الخاص بعلم أحياء الحفريات، لدينا 250 ألف نوع من الحفريات وعدد العينات بالملايين![1] ولكن بالطبع هذا العدد قليل إذا قورن بعدد الأنواع التي وجدت على سطح الأرض).

هل تعلم عزيزي القارئ أنَّ السجل الأحفوري (الناقص) الخاص بـتطور البشر  –وحدهم- يحتوي على أكثر من 6000 حفرية؟ بل إنه في العام الماضي فقط (2017) تمّ الإعلان عن عرض حفرية “ليتل فووت” والتي يبلغ عمرها حوالي 4 ملايين سنة وتم العثور على أكثر من 90% من هيكلها في حالٍ جيدة (مستحاثة لوسي الشهيرة وُجد 40% فقط من هيكلها)، لم يذكر القنيبي هذه الحفرية شبه المكتملة بتاتًا (والشيء بالشيء يُذكَر فمبادرة الباحثون المسلمون لم تذكر شيئًا عنها أيضًا)؛ وكعادة الطرح العربي المُنكِر للتطوّر للأسف لم يرَ إلا حفريات إنسان بلتداون وإنسان نبراسكا وإنسان أورس (والتي -بالمناسبة- كشف خطأها علماءٌ آخرون، وهنا تكمن قوة المنهج العلمي في أنّه يصحِّح نفسه ولا يتستَّر على أخطائه). إنّ من ينكر هذا العدد الضخم من الأحافير ويتعلق ببضع حفريات مزورة كمن ينكر السُنَّة النبوية كلها لأن في مسند أحمد 10 أحاديث ضعيفة!

إعلان

ولو فرضنا أن هناك 10 أو 20 أو حتى 100 حفرية مزورة، فمنكرو التطور لم يقدموا لنا حفرية واحدة حتى، بالرغم من أن أغلبهم يؤمن -مثلًا- بأن طول البشر كان 60 ذراعًا فيما مضى وصار يتناقص، ما عليهم إلا أن يأتوا بحفريةٍ واحدة لإنسان طوله 5 أمتار مثلًا ليثبتوا وجهة نظرهم، هل الأمر بهذه الصعوبة؟ أم أنهم سيستعملون أسلوب “الخنفشار” حسب وصف قنيبي؟

هارون يحيى من جديد!

هارون يحيى هو الاسم المستعار لعدنان أوكطار، وهو داعية تركي مثير للجدل بسبب آرائه وعروضه التلفزيونية، وتم اعتقاله في الصيف الماضي بتهم احتيالٍ ونصبٍ وتحرش. وهو بالأصل خريج كلية الفنون (ولم يدرس الأحياء أبدًا) ولكنه قام منذ سنوات بتأليفِ كتاب “أطلس الخلق” وتوزيعه على مئات المدارس والعلماء حول العالم (بتكلفة خيالية لا يُعلم من أين أتى بها)؛ مبرِّرًا كذب التطور بوجود كائناتٍ لم تتغير. توجد العديد من الندوات والمواقع يتضح فيها مدى الأخطاء العلمية التي تصل إلى حد السذاجة أحيانًا في كتاباتِ هذا الرجل، فهو على سبيل المثال لم يفرّق بين الثعابين والأنقليسيات، بل ووضع صورة لـطعم سمك كأنها نوعٌ من السمك لم يتغير منذ ملايين السنين! لكن ما فاجأني هو أن الدكتور إياد استعان ببعض صور ومصادر هارون يحيى في حلقاته. ففي الحلقة 23 على سبيل المثال وضع صورًا لسمك القرش والنمل واليعسوب إلى جانب ما يبدو أنها حفريات لنفس الأنواع لم تتغير منذ زمن. عندما بحثت عن هذه الصور وجدت أنها من كتاباتٍ هارون يحيى، ووجدت أيضًا أن صورة النمل المعروضة أصلاً لنوعٍ منقرض ذو صفاتٍ بين النمل والدبابير! بل إن للدكتور إيهاب أبو هيف -أستاذ الأحياء بجامعة مكغيل- تعليقًا على هذه الصورة بالذات بحكم أن أبحاثه تتعلق بتطور النمل، مثبتًا أن هناك أنواع جديدة تمامًا للنمل تظهر فيما بعد. والأدهى أن عدم تغير نوعٍ ما لا يثبت بطلان التطوّر أساسًا، فنظرية التطوّر لا تستوجِب تغيّر الكائن إذا لم تتغير بيئته وظروفه.

كما سبق للدكتور إياد في الحلقة 21 أن استهزأ بالانتخاب الطبيعي  الذي يجعل الديناصور يُطارد الذباب حتى ينبُت له جناح، وعرض رسمةً لذلك. لقد بحثت كثيرًا عن تلك الصورة ولم أجدها إلا في مواقع ومدونات الخلقويين الأمريكيين غير المعتمدة علميًا بالإضافة إلى هارون يحيى بالطبع، ولم أجد أي مقال أو بحث أو مصدر علمي يتحدث عن ذلك؛ فنشوء خاصية الطيران لها عدة فرضيات أخرى لا علاقة لها بالذباب أو غيره!

التشابه “الشكلي” ليس حجة

في الحلقة 32 احتج الدكتور إياد بأن التشابه بين الكائنات الحية ليس دليلًا على وحدة الأصل، وبرَّر رفضه هذا بالتشابه “الشكلي” بين الجرابيات والمشيميات، معتبرًا أن شكل السنجاب المشيمي أشبه بالسنجاب الجرابي فهذا دليلٌ دامغٌ على أن الشبه ليس دليلًا على وحدة الأصل. احتج القنيبي بمقالة ويكيبيديا عن شجرة الحياة Phylogenetic Tree التي تذكر أن الشجرة الفيلوجينية يتم تصميمها حسب التشابه الجيني وتشابه الخصائص البدنية أو الفيزيائية Physical characteristics، وبنى كلامه في الفيديو كلّه على أن التشابه في الشكل هو الدليل الذي يعتمد عليه التطوريون في بناء شجرة الحياة، وبما أن السناجب المشيمية أشبه بالسناجب الجرابية عن الفيل والحصان مثلًا (وهما مشيميات أيضًا)، فهذا معناه أن الشبه ليس دليلاً.

احتجت أن أعيد الفيديو أكثر من مرة لِكي أفهم منطق الدكتور إياد. فالتشابه البدني ليس مساويًا للتشابه “الشكلي” كما وصفه، بل هو التشابه على مستوى الخصائص البدنية، فالجرابيات والمشيميات كلها تتبع نفس نظام التشريح الذي تتبعه كل الثدييات، وهذا دليل أن لها أصلًا واحدًا كان من خصائصه وجود نفس هذا النظام التشريحي. اعتمد الدكتور على مقالة ويكيبيديا تلك للرد على تكوين شجرة الحياة، لكنه لم يذكر نهائيًا مبادئ الكلاديسيات أو قواعد مثل مبدأ القصد  (Maximum Parsimony) في وضع تلك المخططات، بل كان كل كلامه ونقده مبنيًا على أنها فقط تُبنى حسب التشابه الشكلي السطحي.

لم يفرّق الدكتور أو يذكر لمتابعيه الفرق بين مصطلحيّ Homology و Analogy، فلا أحد ينكر أن هذه الكائنات قد تتشابه على مستوى الظاهر والشكل، لكن خصائصها وأعضائها تختلف وتتباين، وتفسير تشابهها في الشكل أنها قد تعرّضت لضغوطٍ بيئيةٍ متشابهة أدت إلى تطوّرها بشكلٍ متشابه. فقد كان كلام الدكتور إياد ليكونَ صحيحًا لو أنه استطاع إثبات أنّ خاصية المشيمة (Placenta) قد وُجدَت لدى كائنات قبل الفقاريات أو قبل وجود الأطراف digits مثلًا! فهذا التشابه البدني محكومٌ بخصائص أسلاف النوع والتي مُررت له، بل إنه من تنبؤات نظرية التطور أننا لن نجد نوعًا جديدًا من الحيتان أو الدلافين أو البطاريق مثلًا تتشابه مع الأسماك بامتلاكها خياشيمًا (بالرغم من الفائدة التي ستعود على تلك الكائنات بوجودها)، لأن أسلاف هذه الكائنات المباشرة لم تمتلك خياشيمًا وبالتالي لا يمكن أن ينشأ لها خياشيم. وكل هذه المبادئ لوضع الشجرة الفيلوجينية وغيرها يمكن مطالعتها من أي مرجع علمي.

سخِرَ القنيبي في سياق نقده للتشابه “الشكلي” من “أتباع خرافة التطور” بأنهم سيغيرون الموضوع متحججين -مثلًا- بأن الجرابيات انفصلت في أستراليا منذ ملايين السنين (مغالطة الرنجة الحمراء كما وصفها)، إلا أن القنيبي لم يفسِّر ولم يشرح لمتابعيه: لماذا لا توجد الجرابيات إلا في أستراليا بالأساس؟ فإجابة هذا السؤال تقودنا إلى أحد الأدلة التي لم يتطرق لها القنيبي البتة.

الجغرافيا الحيوية

استعرض الدكتور إياد عدة أدلّة على نظرية التطوّر (كالتشابه التشريحي والجيني والسجل الأحفوري على سبيل المثال)، وبالرغم من أنه تناول كلًا منها بالرد والتفنيد حسبما يرى، إلا أنّه لم يتطرق بتاتًا لأحد أقوى أدلة التطور: الجغرافيا الحيوية، وهي علم دراسة توزيع التنوع الحيوي للكائنات. فلكل قارة كائناتها المختلفة، ولكنك ترى أنّ الأنواع في الجزر المنعزلة (مثل مدغشقر أو الغالاباغوس) لا توجد في أي مكانٍ آخر، إلا أنها تشبه الأنواع الموجودة في أقرب قارة حصرًا! وحتى المناطق ذات المناخ المتشابه تختلف في نوعية الكائنات التي فيها، وفي الجزر البركانية لا تجد سوى الطيور والنباتات والحشرات في الغالب؛ ومن الصعب وجود الزواحف والبرمائيات والثدييات (أنواع من الصعب جدًا عليها عبور المحيطات الواسعة)، وقد قوي هذا الدليل بظهور نظرية الانجراف القاري. وجديرٌ بالذكر أن الجغرافيا الحيوية هي ما دفعت داروين أثناءَ رحلة البيغل للتفكير في نظريته.

يقول جيري كوين في كتابه الشهير (لماذا التطور حقيقة): إنّ دليل الجغرافيا الحيوية (biogeography) من أقوى الأدلّة على التطور لدرجة أنّه لا يوجد أيّ رد أو تعليق من الخلقويين عليه، بل إنهم يتجاهلونه! [2] وقد أسهب كوين في شرح هذا الدليل في كتابه.

The biogeographic evidence for evolution is now so powerful that I have never seen a creationist book, article, or lecture that has tried to refute it. Creationists simply pretend the evidence doesn’t exist

عندما بدأ الدكتور إياد بنقد أدلّة التطوّر من وجهة نظره كنت قد توقعت أنّه لن يتطرّقَ لهذا الدليل ولن يناقشه؛ وقد بحثت عن ردٍ لهذا الدليل في صفحات معارضي التطور كثيرًا -وعلى رأسهم الباحثون المسلمون- فلم أجد شيئًا أيضًا..  ألا يخبركم هذا شيئًا؟!

الأعضاء الضامرة والتأسلات

ذكر الدكتور في الحلقة 31 بحثًا يُشيرُ إلى وجود فائدة تزاوجية لعظام الحوض الضامرة عند الحوت، ويقول: أن هذا يكفي لاعتبار عظام الحوض ذات فائدة وأنها ليست أعضاءً ضامرة. هذه مغالطة شائعة، فالأعضاء الضامرة هي أعضاء فقدت وظيفتها الأساسية (وبالفعل لا يكون لها في الغالب أي وظيفة أخرى). فحسب كتاب كامبل الجامعي للأحياء على سبيل المثال، فالأعضاء الضامرة هي أعضاء ذات استعمال هامشي لدى الكائن -إن كان لها استعمال من الأساس-[3]، إلا أن أغلب الأعضاء الضامرة بالفعل ليس لها وظيفة.

فإذا سألنا على سبيل المثال: ما هي وظيفة الزائدة الدودية في الحيوانات؟ ستكون الإجابة أنها لهضم الألياف، إلا أن في الجسم البشري فقدت الزائدة وظيفتها الأساسية تلك -بل ويستحسن التخلص منها أحيانًا-؛ وإذا سألنا ما هي وظيفة العضلات، فالإجابة هي تحريك الأعضاء؛ فوجود عضلات أُذُن في البشر رغم عدم قدرتنا على تحريك آذاننا معناه أن هذه العضلات فقدت وظيفتها، ذات الحال مع عظامِ الحوت، فعظام الحوض والأرجل وظيفتها المساعدة على المشي وحمل وزن الكائن، فإذا كان الكائن لا يمشي (بل يسبح) فإنّ عظام الحَوض قد فقدت وظيفتها الأساسية، ولهذا من الطبيعي أن تكون متقلّصة في هياكل الحيتان، وألا تكون موجودة بالأساس عند الأسماك (إذا كانت تلك العظام مفيدة كما صورها القنيبي، فكان من المنطقي أن توجد أيضًا عند الأسماك!).

كما سبق للدكتور ذكر هذه الحجة في الحلقة 30 حين تحدث عن جناحَي البطريق والنعامة، مبررًا أن الكائنين يستعملانهما في حياتهما اليومية؛ ولكن كما قلنا فإنّ وظيفة الجناح هي الطيران، وفقدان وظيفة الطيران لا ينفي أن للجناح استعمالات أخرى لدى الكائن. فوصف الدكتور للكائنات الضامرة بأنّها “لا فائدة لها” مطلقًا غير دقيق، وهو شبيه برجلٍ فقدَ حاسّةَ السمع لكنّه يستعمل أُذنيه لسند نظارته، فيتحجّج أن وجود أذنيه مهمٌ لحياته اليومية.

إلا أن هناك أمثلة أخرى للأعضاء الضامرة -والتأسلات أيضًا- أكثر وضوحًا من عظام الحوض التي تعرّض لها الدكتور في حلقاته. فعلى سبيل المثال: يمتلك الدجاج جينات مخصصة لإنبات الأسنان، وفي إطار تصوّر نشوء الطيور من الزواحف فهذا منطقي. بالإضافة أيضًا إلى وجود عيونٍ للخُلد تحت غشاءٍ من الجلد (فهي عمياء تمامًا)، ووجود عظام حوضٍ للثعابين، بالإضافة إلى عظام أصابع القدم عند الحصان. لم يذكر الدكتور قنيبي أيًا من هذه الأمثلة واكتفى بالذيل البشري للرّد عليه؛ ولم يذكر، مثلًا، طائر “الكيوي” الغريب في نيوزيلندا، فناهيك عن صفاته الغريبة الأخرى، فهو طائر ذو جناح لا يكاد يرى، وجناحه بالفعل لا استخدام له في حياته اليومية، فلن تنفع حجة الدكتور إياد في حالته.

 

هذه بعض الأمثلة لما سبق وأشرنا له من التعامل غير المُنصف مع نظرية التطوّر وعرض أدلتها.  نستكمل في الجزء التالي عرض ونقد تعامل الدكتور إياد مع الأبحاث العلمية التي يستدل بها.

[1] Bringing Fossils to Life: An Introduction to Paleobiology (3rd ed.), Columbia University Press, p. 21
[2] Why Evolution is True, p. 95
[3] Campbell Biology, Ninth Edition; Pearson. p.463

إعلان

فريق الإعداد

إعداد: زياد حسنين

تدقيق لغوي: نَدى ناصِر

تدقيق علمي: هشام هارون

اترك تعليقا