ما هي قنابل الغاز المسيل للدموع؟!
((نداء إلى جميع القوى الأمنية استعدوا، هنالك مظاهرة تتجه نحو موقعكم!! كالعادة لا نريد أي ضحايا من الطرفين كل ما عليكم فعله هو تفريقهم، والحل دائمًا موجود، فقط أسيلوا دموعهم بقنابل الغاز المسيل للدموع.!!))
تُعد قنابل الغاز المسيل للدموع من أبرز الوسائل التي يستخدمها رجال الأمن حول العالم لتفريق التظاهرات أو أعمال الشغب، فهي وسيلة تضمن عدم خسارة أي روح بذات الوقت الذي تضمن فيه إبعاد المتجمهرين عن المكان قدر المستطاع.
وتُستخدم هذه الوسيلة في العالمين الغربي والشرقي وفي الدول المتقدمة أو المتخلفة أو الدكتاتوريات على حدٍ سواء، حيث أن المواثيق والمعاهدات الدولية والأممية لم تمنع على الإطلاق استخدامه عبر التاريخ (ولو أنها لم تنص على السماح باستخدامه رفضاً للتحريض على العنف).
هذا ولا يُعرف تمامًا تاريخ استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع لأول مرة أو هوية مخترعها، لكن التوقعات تشير إلى تاريخ أبعد مما نتصور، فهي ليست قنابل وليدة العصور الحديثة، بل تشير بعض الآثار إلى أن الصينيين هم أول مستخدميها، وذلك قبل ما يزيد عن ألف سنة من اليوم! ولكن بشكل تقليدي مختلف باستخدام رذاذ الفلفل.
ممَّ يتكون الغاز المسيل للدموع؟
يتكون الغاز المسيل للدموع من مركبات صلبة متناهية الصغر أو من مركبات سائلة (بروموأسيتون)، وعند انفجارها تتحول إلى الحالة الغازية، ويُستخدم فيها أحد المركبات الكيميائية CR أو CN أو CS، وتختلف هذه المركبات بقوة تأثيرها، ففي حين يمكن تفادي تأثيرات CN ببساطة فإن CR يُعد خطيراً لدرجة جعلت العالم يتوقف عن استعماله كونه يؤدي غالباً إلى التقيؤ حتى الوفاة!
وبالتالي يعتمد الآن بشكل رئيسي على مركب CS في تركيب القنابل الغازية.
يعمل الغاز المسيل للدموع على تهيج أغشية مخاطية في العين والأنف والفم والرئتين، ويسبب البكاء (القسري) والعطاس والسعال وصعوبة في التنفس وألم في العين وأحياناً قد يسبب العمى المؤقت.
وتظهر أعراض التهيج عادةً بعد 20 إلى 60 ثانية من التعرض له ويبقى تأثيرها عادةً لمدة 30 دقيقة بعد مغادرة المنطقة المعرضة للغاز (أو زوال تأثيره منها)، ولكن يكون هناك اختلاف كبير في الاستجابة بين البشر بحسب طبيعة الأجسام، وفقًا للجنة المجلس القومي الأمريكي للبحوث في علم السموم.
غاز CS يعمل على مهاجمة مجموعات (سَلفهيدريل Sulfhydryl) الوظيفية في الإنزيمات، ويُعتقد أن المكان الذي يستهدفه هو القناة الأيونية TRPA1 الموجودة في الأعصاب الحسية للعيون والأنف والفم والرئتين.
والملاحَظ أن معظم الحيوانات لا تتأثر بهذا الغاز كونها تمتلك قناة دمعية أقل تطوراً من قنوات البشر الدمعية، وخاصةً تلك التي تمتلك فراء!
يعود فضل تركيب الغاز إلى طلاب أمريكيين في جامعة ميدلبري في العام 1928، وذلك عن طريق دمج مركبي “ثنائي كلوروبنز ألديهيد ومالونو نيتريل” في تفاعل عضوي، وقد اشتق اسمه CS من الحروف الأولى لاسم عائلتيهما.
العلاج والوقاية من قنابل الغاز المسيل للدموع:
يمكن أن يتسبب التعرض للغازات المسيلة للدموع لفترات طويلة وفي أماكن سيئة التهوية لحدوث مشاكل صحية خطيرة: العمى أو الحروق من الدرجة الثانية، أو حتى الموت نتيجة الحروق في الرئتين أو البلعوم، وأحياناً كسور في الجمجمة، أو التهابات جلدية، كما ويشكل خطراً على النساء الحوامل والأجنة.
ويُعد استخدام الأقنعة الواقية، أو وضع منديل مبلل بالماء أو الخل على الأنف، أو غسل الوجه مسبقًا بالماء أو زيت الزيتون أو بمادة الديفوتيرين، أبرز وسائل الوقاية من تأثير الغاز المسيل للدموع.
مقال آخر للكاتب يتحدث عن خطر القنابل النووية.