الثورة العرابية
البداية
بدأ سعيد باشا سلسلة الاستدانة من أوروبا، فترك الحكم ومصر مدانة للإنجليز بــ 11 مليون جنيهًا، كما أنه كان يستدين من المرابين ديونًا كبيرة بفائدة، مقابل سندات من الخزانة([1]).
ثم أتبعه الخديو إسماعيل، وتمادى في الدَّين حتى وصل 120 مليون جنيهًا([2])!
هذه الديون سمحت بالرقابة الثنائية على مصر؛ فقد أرسلت إنجلترا وفرنسا مندوبين عنهما لضمان سداد الدين، وكان لهما سلطة الإشراف الكامل، والتدخل في الموازنة العامة.
تراكُم هذه الديون، وعدم القدرة على السداد، جعل إنجلترا وفرنسا يضغطان على السلطان العثماني لعزل الخديو إسماعيل، وبالفعل عُزل إسماعيل، وتولى ابنه توفيق.
منذ اليوم الأول لم ينسَ توفيق أن عزل أبيه كان على أيدي الإنجليز والفرنسيين، لذلك مال إليهم وبالغ في استرضائهم ليحافظ على عرشه!
عام 1881م كان الجيش المصري مكونًا من شراكسة وأتراك ومصريين، وكان وزير الحربية عثمان رفقي شركسي، وكان معروفًا بتعصبه للضباط الأتراك والشراكسة على حساب المصريين، فأوقف ترقيات الضباط المصريين، وعزل كثير من القادة المصريين، واستبدل بهم قادة شراكسة طاعنين في السن وغير أكفْاء. وتحت هذا الغطاء تجبَّر الضباط الشراكسة على المصريين([3]).
وننقل إحدى المواقف الكاشفة عن معاملة المصريين في هذه الحقبة: ضرب عثمان بك الشركسي ملازم أول مصري بدون ذنب، فرفع الملازم شكوى إلى راتب باشا، لكنه لم يعرها أي اهتمام! فرأى الملازم أن كرامته قد ضاعت وسط زملائه ومرءوسيه، فتنازل عن رتبة ملازم أول وعاد جنديًا عاديًا، يقاتل وسط الجنود. لكن القادة الشراكسة رأوا في هذا العمل خرقًا للآداب والأعراف العسكرية، فقُدِّم لمحكمة عسكرية، وحكمت عليه بالإعدام، وبالفعل أُعدِم المصري([4])!
مظاهرة عابدين الأولى
كان أحمد عرابي في هذا التوقيت برتبة أمير آلاي، وكان له سمعة طيبة وسط الضباط المصريين.
تجمع مجموعة من الضباط المصريين في بيت أحمد عرابي، وعلى رأسهم عبد العال حلمي وعلي فهمي، واشتكوا من ظلم المصريين، واستبداد وزير الحربية، عثمان رفقي، وأعوانه من الشراكسة، واتفقوا على اختيار أحمد عرابي نائبًا عنهم، وقام عرابي بكتابة عريضة وحدد فيها مطالبهم بوضوح:
- تشكيل مجلس نواب.
- عزل وزير الجهادية: عثمان رفقي، وتعيين قائد مصري عادل بدلًا منه.
- المساواة بين ضباط الجيش دون النظر إلى الأجناس أو الأديان.
- زيادة عدد الجيش إلى 18 ألف جندي. (قلل الخديو عدد الجنود إلى 12 ألف جندي لتقليل التكلفة، فخرج عدد كبير من الجنود عن الخدمة بلا تعويض ولا راتب ولا وظيفة، فتعرضوا لأزمة مادية، لذلك طالب عرابي بعودة هؤلاء الجنود).
ثم وقَّع على العريضة عرابي وزملائه([5]).
وهي مطالب تصب جميعها في مبدأ عام وشعار جامع: “مصر للمصريين”؛ أي تستقل مصر عن أي سلطة خارجية، أو استبداد ملك، أو سيطرة أتراك أو شراكسة، وتصبح السلطة في يد مجلس نواب مصري، ويسيطر على الجيش قادة مصريين، ويزداد قوام الجيش من الجنود المصريين.
وفي صباح 17 يناير عام 1881 توجهوا إلي مقر وزارة الداخلية وسلموا العريضة وطلبوا تقديمها إلى رياض باشا، رئيس الحكومة.
وبعد يومين التقى عرابي برياض باشا، لكنه رفض هذه المطالب وقال: “ليس في البلاد من هو أهل لمجلس النواب”!
فقال عرابي: “عجبًا، إنك مصري، وباقي الوزراء مصريون، والخديو أيضًا مصري، أتظن أن مصر ولدتكم ثم أعقمت؟! لا، بل فيها من العلماء والفضلاء والنبهاء والبلغاء. وعلى فرض أنه ليس فيها من يليق كما ظننت، أفلا يمكن إنشاء مجلس يستمد معارفكم ويكون كمدرسة ابتدائية، وبعد خمسة أعوام يتخرج منها رجال يخدمون الوطن بصائب فكرهم، ويعضدون الحكومة في مشروعاتها الوطنية؟”
فقال رياض باشا: “سننظر بدقة في طلباتكم” وانصرف([6]).
وفي 31 يناير اجتمع مجلس الوزراء برئاسة الخديو توفيق، وكان جميع المشاركين من الشراكسة، وقرروا تكليف وزير الحربية بإلقاء القبض على الضباط الثلاثة (أحمد عرابي وعبد العال حلمي وعلي فهمي) وتقديمهم للمحاكمة العسكرية.
وفي 1 فبراير دعي وزير الحربية الضباط الثلاثة إلى قصر النيل بحجة الترتيب لحفل زفاف أخت الخديو، وشعر عرابي بالغدر، فجهز محمد أفندي عبيد ليراقب الأمر.
وبالفعل غدر بهم عثمان رفقي وقبض عليهم، وجرَّدهم من أسلحتهم، وألقاهم في السجن.
وخلال ساعات اقتحم محمد أفندي عبيد السجن ومعه جنوده، وحرروا زملائهم الثلاثة، وخرجوا جميعًا بقيادة أحمد عرابي، وتوجهوا إلى ميدان عابدين، فيما عُرف بمظاهرة عابدين الأولى، وهنا وجد الخديو نفسه مجبرًا على قبول طلبات عرابي ورفاقه، فعزل وزير الحربية: عثمان رفقي، وعين محمود سامي البارودي بدلًا منه([7]).
مظاهرة عابدين الثانية
حاولت حكومة رياض باشا غدر الثوار والانتقام منهم، فأمر البارودي بعقاب الثوار، لكنه رفض، فعزل البارودي، وعيَّن بدلًا منه داود يكن لينتقم من الثوار.
وهنا ثار الثوار مرة أخرى، وفي 9 سبتمبر تحركت مظاهرة عسكرية بقيادة أحمد عرابي إلى ميدان عابدين، ووصل عدد الجنود المشاركين 40 ألف جنديًا، وشارك معهم مجموعة من الشعب المصري([8]).
وصل أحمد عرابي أمام قصر عابدين وخرج الخديو توفيق ومعه القنصل البريطاني والمراقب المالي البريطاني وسط حرسه الخاص، وأعلن أحمد عرابي مطالب الجيش والشعب المصري، وهي نفس مطالبه السابقة، لكنه أضاف: عزل حكومة رياض باشا([9]).
فرد الخديو: “كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا”.
فرد عليه عرابي قائلاً: “لقد خلقنا الله أحرارا، ولم يخلقنا تراثا أو عقارًا، فوالله الذي لا إله إلا هو لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم”([10]).
وأُضطر الخديو للاستجاب لمطالب الأمة، وعزل رياض باشا من رئاسة الحكومة.
حصاد الثورة
تشكلت حكومة جديدة برئاسة شريف باشا، وكان رجلًا شريفًا مشهودًا له بالنزاهة، وقوبلت الحكومة بالارتياح والقبول من مختلف الدوائر العسكرية والمدنية.
وتم تأسيس أول مجلس نواب بسلطات كاملة في تاريخ مصر الحديث، وكانت انتخاباته نموذج مشهود له بالحرية والنزاهة.
وكُتب دستور للبلاد.
وسرعان ما انحلت حكومة شريف باشا وتشكلت حكومة محمود سامي البارودي، وشغل عرابي فيها منصب وزير الحربية، وسعى عرابي في زيادة عدد الجنود، وتحقيق المساواة بين الضباط، وزيادت المرتبات.
تنقل الجريدة الحكومية الفرنسية وقتئذ أنه بعد نجاح الثورة تلقت الحكومة 912 طلبًا من المنفيين إلى السودان للعودة إلى مصر، ويدل هذا على كم الظلم والتعسف الذي عانى منه المصريون قبل الثورة([11]).
خيانة الشراكسة
غضب الشراكسة والأتراك من سياسة عرابي والبارودي، لأنها تساويهم مع المصريين، فدبروا لاغتيال عرابى والبارودي، تم كُشفت هذه المؤامرة، وتمت محاكمة قادة المؤامرة أمام محكمة عسكرية، التي اكتفت بتجريدهم من رتبهم، ونفيهم إلى السودان.
لكن لمّا رُفع الحكم إلى الخديو توفيق للتصديق عليه، رفض الخديو – بتحريض من قنصلي إنجلترا وفرنسا – فغضب البارودي، وقرر أنه ليس من حق الخديو أن يرفض قرار المحكمة العسكرية العليا وفقًا للدستور، ثم عرضت الوزارة الأمر على مجلس النواب، فأعلنوا تضامنهم مع البارودي، وضرورة خلع الخديو ومحاكمته إذا استمر على دسائسه([12]).
الأسطول الإنجليزي والفرنسي
أدرك الإنجليز أن سلطة الخديو (حليفهم) تتقلص، وأن مصر تزداد تماسكًا واستقلالًا، فمصر باتت فعلًا للمصريين، حكومة محبوبة من الشعب، وزعيم وطني بجماهيرية عالية، وجيش وطني قوي، ودستور متفق عليه، ومجلس نواب منتخب، وهو ما يقلص من تدخل انجلترا في مصر، لذلك في مايو 1882 جاءت أساطيل إنجليزية وفرنسية إلى الإسكندرية، بحجة حماية الأجانب، وضمان رد الدَّين المصري.
أرسل الأسطول الإنجليزي مطالبه التالية:
- إسقاط وزارة البارودى
- نفي عرابى إلى الخارج
وبالتأكيد رفضت حكومة البارودي هذه المطالب، لكن الصادم أن الخديو قَبَلَها، فقدمت حكومة البارودي استقالتها([13]).
مذبحة الإسكندرية
لم يستسغ المصريون وجود الأسطول الإنجليزي والفرنسي على حدودهم، وأصبح المصريون ينظرون للأجانب في البلاد بصفتهم خونة أو محتلين، وانفجر هذا الشحن في 11 يونيو 1882 إثر شجار بين سائق حمار مصري وأجنبي من مالطة، فرفض المالطي دفع الأجر، وطعن المصري وقتله، فثار المصريون وهاجموا كل أجنبي في الإسكندرية، فاشتعلت الإسكندرية، وقُتل 38 أجنبي و11 مصري([14]).
يقول عبد الرحمن الرافعي: “الواقع أن الانجليز كانوا ينتظرون أن يهيئوا الجو في أوروبا لقبول تدخلهم الحربي، فدبروا مذبحة الإسكندرية حتى يُظهروا الحالة في مصر بأنها حالة فوضى واضطراب ونهب وقتل، لا يُؤمَن معها على حياة الأجانب، وأنها تستدعي تدخل الدول لوضع حد لهذه الفوضى”([15]).
ضرب الإسكندرية
ظل الأسطول الإنجليزي متمركزًا في البحر المتوسط، ولما تهيأ الرأي العام الأوروبي لاحتلال مصر، انتهزت انجلترا فرصة تجديد قلاع الإسكندرية، فأرسلت إلى قائد حامية الإسكندرية إنذارًا في 10 يوليو 1882م بوقف عمليات التحصين والتجديد، وإنزال المدافع الموجودة بها خلال 24 ساعة وإلا سيتم ضرب الإسكندرية بالمدافع.
ولما رفضت الحكومة المصرية هذه التهديدات، قام الأسطول الإنجليزي في اليوم التالي بضرب الإسكندرية، وتدمير قلاعها، وتدمير أجزاء من أحياء الإسكندرية، وقُتل أكثر من 1500 جنديًا مصريًا، وأُضطر الكثير من الأهالى للهروب من المدينة، واُضطرت المدينة إلى التسليم ورفع الأعلام البيضاء بعد تدمير أغلب المدينة، وتراجع أحمد عرابي بقواته إلى كفر الدوار، وإعادة تنظيم جيشه([16]).
خيانة الخديو
بدلاً من أن يقاوم الخديو المحتلين، استقبل في قصر الرمل بالإسكندرية الأميرال (بوشامب سيمور) قائد الأسطول البريطاني، وانحاز إلى الإنجليز، وجعل نفسه والحكومة رهن تصرفهم، حتى قبل أن يحتلوا الإسكندرية، فأثناء القتال أرسل الإنجليز ثلة من جنودهم لحماية الخديو أثناء انتقاله من قصر الرمل إلى قصر رأس التين عبر شوارع الإسكندرية المشتعلة.
أرسل الخديو إلى أحمد عرابي في كفر الدوار يأمره بالكف عن الاستعدادات الحربية، ويحمّله تبعة ضرب الإسكندرية، ويأمره بالمثول لديه في قصر رأس التين، ليتلقى منه تعليماته.
رفض عرابي الانصياع للخديوي بعد موقفه من ضرب الإسكندرية، وبعث إلى جميع أنحاء البلاد ببرقيات يتهم فيها الخديو بالانحياز إلى الإنجليز، ويحذر من اتباع أوامره.
وكان رد فعل الخديو هو عزل عرابي من منصبه، ولكن عرابي لم يمتثل للقرار، واستمر في عمل الاستعدادات في كفر الدوار لمقاومة الإنجليز.
وفي 22 يوليو 1882م عُقِد اجتماع في وزارة الداخلية، حضره نحو خمسمائة من الأعضاء، يتقدمهم شيخ الأزهر، وقاضي قضاة مصر ومفتيها، ونقيب الأشراف، وبطريرك الأقباط، وحاخام اليهود، والنواب، والقضاة، والمفتشون، ومديرو المديريات، وكبار الأعيان وكثير من العمد.
في الاجتماع أفتى ثلاثة من كبار شيوخ الأزهر، وهم: محمد عليش، وحسن العدوي، والخلفاوي، بمروق الخديو عن الدين؛ لانحيازه إلى الجيش المحارب لبلاده، وبعد مداولة الرأي أصدرت الجمعية قرارها بعدم عزل عرابي عن منصبه، ووقف أوامر الخديو ونُظَّاره وعدم تنفيذها؛ لخروجه عن الشرع الحنيف. وجمعوا الرجال والأسلحة والخيول من قرى وعزب وكفور البلاد لمقاومة الاحتلال الإنجليزي([17]).
خيانة ديلسبس
تخوَّف عرابي أن تمر القوات الإنجليزية عبر قناة السويس، فشرع في ردمها، لكن عارضه ديلسبس، وقال: إن قناة السويس أرض محايدة لن تشترك في الحرب. لكن خانه ديلسبس، وسمح للإنجليز بالمرور عبر القناة.
خيانة السلطان العثماني
وسط هذا الصمود المشرف للجيش المصري بقيادة عرابي، أصدر السلطان العثماني عبد الحميد الثاني بيانًا بعصيان عرابي وأنه مارق ومخالف للشرع!
ولا شك أن هذا البيان كان له أثر مزلزل وسط الجنود، فعبد الحميد الثاني هو خليفة المسلمين، فحين يتبرأ من عرابي، فهذا يعني أن الجيش لم يعد له سلطة شرعية ولا راية يقاتلون تحتها، فاستسلم بعض الجنود، وفترت عزيمة آخرين!
خيانة رئيس مجلس النواب
محمد سلطان باشا هو رئيس مجلس النواب، ورغم منصبه الوطني، ورغم أن تأسيس مجلس النواب كان نتاج نضال عرابي، لكن رئيس هذا المجلس كان أول الخونة، فجنَّد جواسيس لإرشاد الإنجليز، والتجسس على جيش عرابي، وتضليل الجيش بمعلومات مغلوطة، وشراء بعض قادة الجيش.
هذه الخيانات المتتالية مزقت الجيش، وهزت الجنود، وفرقت الصف، وكسرت عرابي، فتمكَّن الاحتلال من المصريين وقتل أعدادًا كبيرة في معركة التل الكبير، وقبضوا على عرابي.
استمر زحف قوات الاحتلال حتى وصلوا القاهرة في 14 سبتمبر 1882، وتمكَّن الاحتلال الإنجليزي من مصر، ودام الاحتلال منذ هذه اللحظة 74 عامًا!
عُقدت محاكمة لأحمد عرابى وبعض قادة الجيش وبعض العلماء والأعيان المشاركين معه بتهمة التمرد على الخديو، وقضت المحكمة بإعدام عرابي، ثم خُفِّف الحكم بعد ذلك إلى النفي مدى الحياة إلى جزيرة سيلان، ونُفي معه عبد الله النديم ومحمود سامي البارودي.
أما من ساندوا عرابى أو قاتلوا معه أو حرضوا الجماهير على القتال من العلماء (مثل الشيخ محمد عبده) والعمد والأعيان فقد كان الحكم أولًا بإعدامهم، ثم خُفف الحكم لعزلهم جميعًا، فعُزلوا من مناصبهم وجُرِّدوا من نياشينهم وأوسمتهم.
***
كما رأيت حين تدخَّل الاحتلال الإنجليزي إلى البلاد، من كان يقاوم الاحتلال، ويحمي استقلال الوطن بشرفه ودمه وصدره العاري؟ ومن حالف الاحتلال وخان الشعب وباع الوطن؟
إن الحكام المستبدين في كل عصر يخطبون ويتغنون باستقلال الوطن والوطنية وحب الوطن، ويصورون للشعب أنهم يسهرون طوال الليل لحماية الأرض والشعب، ولا يشغلهم إلا راحة المواطن، ويحاولون تصوير الثوار في صورة مجموعة من الشباب المتحمس الطائش المندفع، الذي لن يصمد وقت الجد، وسيهرب لحظة الخطر، ولا يصلحون لقيادة ولا إدارة!
لكن الواقع يشهد أن شعارات المستبدين ما هي إلا إفك وأكاذيب لا تستهدف إلا العوام الجهلة، والمستبدين في الحقيقة لا يبالون بوطن ولا شعب ولا استقلال، وكل ما يشغلهم هو العرش، حتى لو كان رمزيًا، حتى لو جاء بأيدي العدو، حتى لو غُرست أرجل العرش على جثث المواطنين!
أما الثوار فهم عصب هذه الأمة، وهم الدِرع الذي يحتمي خلفه الشعب.
حين تسمع نفير الحرب، لا تبحث عن المستبد؛ لأنك لن تجده، أو ستجده في صفوف العدو، لكن ابحث عن الثوار؛ ستجدهم أول الصفوف تقاوم.
تأكد أن آخر جندي صامد في المعركة هو ابن الثورة وليس موظف المستبد.
[1]. (عصر إسماعيل) ج1 ص70
[2]. (عصر إسماعيل) ج2 ص53
[3]. (مذكرات عرابي) ص42 ، (الزعيم الثائر أحمد عرابي) ص16، (ضرب الإسكندرية في 11 يوليو) ص90
[4]. (ضرب الإسكندرية في 11 يوليو) ص75
[5]. (مذكرات عرابي) ص44
[6]. (مذكرات عرابي) ص47
[7]. (الزعيم الثائر أحمد عرابي) ص36
[8]. (الزعيم الثائر أحمد عرابي) ص56
[9]. (مذكرات عرابي) ص53
[10]. (الزعيم الثائر أحمد عرابي) ص58
[11]. (الزعيم الثائر أحمد عرابي) ص20
[12]. (الزعيم الثائر أحمد عرابي) ص99
[13]. (الزعيم الثائر أحمد عرابي) ص113
[14]. (الزعيم الثائر أحمد عرابي) ص119
[15]. (الزعيم الثائر أحمد عرابي) ص137
[16]. (مذكرات عرابي) ص56
[17]. (الزعيم الثائر أحمد عرابي) ص166