التسويق أقدم مهنة يعرفها التاريخ
عم سيد بائع طماطم يصحو مع أذان الفجر، يستهل يومه بالصلاة والذكر، ثم يبدأ في البحث عن لقمة العيش، يربط حماره في عربته الكارو المتهالكة ويبدأ في إحدى المناطق الراقية ليبيع بضاعته المصنفة في شكل طماطم، آملاً في تحقيق الربح المادي منها. ينادي بأعلى صوته على بضاعته شارحًامدى نضجها وجمالها وكيف أنها أول قطفة. ولكن المفاجأة أن عم سيد لا يبيع شيئًا ويعود إلى منزله منهكًا من التعب، محطمًا وقد خاب أمله بعودته خالي الوفاض.
بجانب عم سيد كان يقطن جاره عم عوض، الذي كان يفعل تقريبًا مثل عم سيد في طقوسه، يصلي الفجر ثم يغادر بعربته، ولكن ليس لإحدى المناطق الراقية، بل إلى منطقة أخرى تعرف منها على بعض ربات البيوت وحارسي العقارات، فينتهي سريعًا ويعود إلى منزله محملاً بكل ما لذ وطاب لأبنائه.
كلُُ من عم سيد وعم عوض كانت تتوفر لديهم نية العمل الجاد، ولكن الفرق بينهم أن عم عوض درس عملاءه ومكان تجارته، وأيضًا أوقاتهم المعتادة في الشراء، فكانت نسبة نجاحه أكبر بالتأكيد.
هذا المثال يوضح لنا وبقوة أن التسويق هو مهنة قديمة قدم الأزل، وقد يكون عرفها الإنسان بالفطرة.
بالطبع تعلم الإنسان الزراعة والصناعة والتجارة، ولكن ما هو الدافع وراء استمراره في أن يزرع أرضه وأن يستمر في صناعة الأدوات وأن يتوسع في تجارته؟
الدافع الأكبر له على الأغلب كان تحقيقه للربح المادي وأنه كان له زبائنًا يترددون عليه لشراء منتجاته وخدماته.
الجميع بائعون ولكن ليس بالضرورة مسوقون.
مع تقدم الزمن وظهور العديد من الوسائل الدعائية التي اُستخدمت في التسويق، وبالطبع مع انتشار التكنولوجيا والإنترنت، كان حتميًا على الإنسان أن يستخدمها لصالحه ويطوعها له لخدمة أهدافه.
فأصبح الآن الربح المادي من وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة لكسب العيش للكثير من الشباب خاصة صغار السن، لأنه أصبح ضمن اهتماماتهم، ويوفر لهم أغلب الوقت عملاً بجانب دراستهم.
بالطبع هذا شيء يدعو للفخر أن يستطيع هؤلاء الشباب الاعتماد على أنفسهم، ولكن، التسويق ليس بالخطوة الصغيرة التي يمكن لأي شخص كان أن يخطوها، لأن خطأ واحدًا صغيرًا في العملية التسويقية قد يكلفك الكثير.
التسويق هو دراسة سيكولوجية الإنسان وعاداته الشرائية، وهو أيضًا مجموعة من القرارات التي يتخذها المسوق مع الفريق المصاحب له، لضمان أفضل النتائج لصاحب العمل والمنتج أو الخدمة.
أذكر لك في هذا المقال نقطتين أساسيتين يمكنك البدء بهما في فهم مجال التسويق ولو بجزء بسيط.
ينقسم السوق إلى نوعين رئيسين
1- Inbound Marketing: سوق يأتي إليك، وفيه يأتي المشتري إليك دون بذل مجهود كبير منك: وقد يندرج تحت هذا النوع عدد من الأمثلة: السلع الغذائية- السيارات- الرحلات.
2- Outbound Marketing: سوق تذهب إليه، وفيه تعرض منتجاتك وخدماتك على المشتري وتبذل فيه مجهودًا أكبر، ويندرج تحت هذا النوع الملابس والإكسسوارات والسلع الترفيهية.
ما بين النوعين توجد منطقة إعادة التسويق Remarketing التي تستهدف فيها العملاء بطرق متنوعة لتصل بهم إلى مرحلة الشراء.
هل يوجد تقسيم للعملاء أيضاً؟ بالطبع يوجد،ويصنفون كالآتي:
1- Cold Customer: وهذا العميل الذي لا تعرف عنه أية معلومات، وينبغي عليك أن تكون حريصًا في التعامل معه حتى لاتفقده نهائيًا كعميل محتمل.
2- Warm Customer: وهذا العميل الذي اشترى منك مرة أو على الأقل اهتم بمعرفة منتجك مرة، هنا تستطيع أن تكون ودودًا نوعاً ما.
3- Hot Customer: هذا العميل الذي ضمنت ولاءه، وتعامل معك مرة ومهتم لأن يعرف أكثر، بل وأصبح من متابعيك.
بعد معرفتك لأنواع السوق والعملاء، هل تبدأ العمل؟
بالرغم من أهميتهم إلا أن هناك الكثير من الأشياء التي عليك الاهتمام بها أولاً وهو الـ Buyer Persona، من هو عميلك وما هي مواصفاته، ما عمله، جنسه وعمره وطبيعة معيشته؟
كل هذه الأسئلة التي عليك طرحها قبل طرح أي حملة دعائية لاستهداف عملائك، لتبدأ في إثارة اهتمامهم بالطريقة واللغة التي تناسب طريقة تفكيرهم.
التسويق عملية سهلة وصعبة في نفس الوقت، سهلة إذا عرفت كيف تتعامل مع عملائك، ومتى تتخذ القرار باستكمال حملة إعلانية بعينها دونًا عن غيرها.
وصعبة عندما تقف في منتصف الطريق بمنتجك أو خدمتك لا تستطيع الاستمرار أو الرجوع.
قبل البدء، اقرأ كثيرًا، ليس بهدف الحصول على المعلومات فقط ولكن بهدف ربطها ووضوح الرؤية وتكون Marketer ناجح.
نرشح لك: كيف تتلاعب وكالات الإعلان بحواسِّنا؟