أطفالٌ فضوليون: هل يمكننا تغيير كواكب أخرى في النظام الشمسي حتى نتمكن من العيش عليها؟
“هل يمكننا تشكيل كواكب أخرى بحيث يمكن للجنس البشريّ أن ينتشر حول النظام الشمسي؟” زاندر، 14 سنة، آيندهوفن، هولندا
نحن نعيش على الأرض من بين الكواكب الثمانية وذلك لأسبابٍ وجيهة؛ توجد في الأرض الظروف المثالية للحياة. في الوقت الحالي -مع ذلك-، نحن ننحتُ سطح الأرض عن طريق إزالة الغابات، ونغيّر غلافها الجوي بإضافة ثاني أكسيد الكربون والميثان وغازات الاحتباس الحراري الأخرى. وقد أدّت هذه التغيرات إلى الاحتباس الحراري، مما يدفعنا إلى القلق من أن الأرض قد لا تكون في المستقبل مكانًا جيدًا لنا لنعيش فيه.
يمكن أن تجعل القدرة على تغيير الكوكب في مكان آخر في النظام الشمسي مناسبة لنا للعيش، تسمى هندسة الكوكب هذه “التشكيل الأرضيّ”.
أكثر الكواكب تشابهًا مع الأرض في نظامنا الشمسيّ هو كوكب المريخ، الذي يبعد قليلاً عن الشمس وكوكب الزهرة التي هي أقرب قليلاً إلى الشمس. ومع ذلك؛ فإنها لا تزال مختلفة جدًا عن الأرض.
هناك العديد من الطرق التي تختلف بها هذه الكواكب عن الأرض. الاختلاف الأول هو الغازات الموجودة في الغلاف الجوي. يتكون كل من الغلاف الجوي للمريخ والزهرة بشكل أساسي من ثاني أكسيد الكربون. لا يحتوي الغلاف الجوي للكوكب على أي كميات من الأكسجين للحديث عنها، مما يعني أنه في الوقت الحالي، لن نكون قادرين على التنفس على أي من الكوكبين.
يُعتبر المريخ عمومًا الكوكب الأكثر وعدًا لتشكيل الأرض. ومع ذلك، فبالإضافة إلى كونه مصنوعًا في الغالب من ثاني أكسيد الكربون فإن الغلاف الجوي على المريخ رقيق جدًا. إنه لا يضغط على الكوكب بنفس الوزن الذي يضغط به الغلاف الجوي على الأرض.
هذا الضغط من الغلاف الجوي هو ما يُبقي الماء على الأرض بشكل سائل حتى نتمكن من شربه، ويمكن للنباتات استخدامه للنمو. تقريبا كل المياه على المريخ جليد، باستثناء القليل من بخار الماء في الغلاف الجوي.
من أجل خلق جو يمكننا استنشاقه، وخلق ضغط كافٍ للحفاظ على سائل الماء، سنحتاج إلى ضخ الكثير من الهواء في غلاف المريخ الجوي –مزيج من النيتروجين والأكسجين– حتى يصبح الغلاف الجوي ثقيلًا مثل الغلاف الجوي للأرض.
قد يكون من الممكن العثور على هذا النيتروجين والأكسجين على المريخ، والذي يحتوي على تربة تم العثور عليها تحتوي على كميات كبيرة من النيترات – جزيء من نيتروجين واحد وثلاث ذرات أكسجين. ولكن سيكون هناك مشاكل في القيام بذلك ، بما في ذلك إخراج العناصر الغذائية من التربة التي قد تكون مطلوبة لنمو النباتات.
المريخ هو أيضًا مكان بارد جدا ، مع متوسط درجة حرارة حوالي -60درجة مئوية. لتغيير هذا سنحتاج إلى مساعدة غلافها الجوي على محاصرة الحرارة. وهذا ما يسمى تأثير الاحتباس الحراري. يمكننا القيام بذلك عن طريق ضخ المزيد من ثاني أكسيد الكربون والميثان فيه (تم العثور على الميثان على المريخ). هذا من شأنه أن يدفئ المريخ ويذيب الكثير من جليده، مما يخلق دورة مائية كما هو الحال في مناخ الأرض. سيكون للمريخ بحار وأنهار وأمطار مثل الأرض.
المريخ أم الزهرة ؟
بدلاً من ذلك، يمكننا التفكير في تشكيل الزهرة. جاذبية الزهرة مشابهة تماما لتلك الموجودة على الأرض، ولكن لأسباب غير مفهومة تماما لديها الغلاف الجوي ما يقرب من مئة مرة أثقل من الأرض. وزن الغلاف الجوي الذي يضغط علينا سيسحقنا.
لتقليل وزن الغلاف الجوي على كوكب الزهرة ليكون أشبه بالغلاف الجوي للأرض، سنحتاج إلى إزالة ثاني أكسيد الكربون وبعض النيتروجين.
لسوء الحظ، إذا كنا نعرف كيفية إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي على هذا النطاق الهائل، سنكون بأفضل حال للقيام بذلك على الأرض من أجل إبطاء التحتباس الحراري .
يصل المريخ والزهرة إلى حالة طبيعية تختلف عن حالة الأرض إذا حولناهم إلى كواكب شبيهة بالأرض فهذا يعني إخراجهم من التوازن. إذا تُركوا وحدهم، سيتغيرون مرة أخرى. سيتطلب كوكب المريخ أو الزهرة المُشكّلة جهدًا مستمرًا للحفاظ عليه.
سيكون من الأبسط والأسهل بكثير بناء مستعمرة فضائية اصطناعية، كبيرة بما يكفي لاستيعاب نظام بيئي كامل يتكون من النباتات والحيوانات وأشكال أخرى من الحياة. يمكننا حينها أن نسافر إلى نظام نجمي آخر، حيث قد نجد كوكباً أشبه بالأرض. ولكن ليس لدينا القدرة على القيام بذلك حتى الآن. وحتى ذلك الحين، سيكون أفضل نوع من التشكيل الأرضي هو تقليل بصمة البشرية على الأرض
المصدر: