جائزة نوبل في الاقتصاد لعام ٢٠١٨ تذهب للبيئة والتكنولوجيا
نوردهاوس ورومر يحصلان على جائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2018
جائزة نوبل في الاقتصاد 2018
إعلاءً لأهمية البيئة والتكنولوجيا في علم الاقتصاد، منحت الأكاديمية الملكية لجوائز نوبل اليَوْمَ الموافق ٨ أكتوبر ٢٠١٨ جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية، وهي الجائزة الخمسون في عمر هذه الجوائز السامية في مجال العلوم، إلى كلّ من:
١- البروفيسور William Nordhaus، ( ولد ٣١ مايو ١٩٤١) أستاذ الاقتصاد بجامعة يال، وأبو الاقتصاد البيئي
٢- البروفيسور Paul Romer، ( ولد ٧ نوفمبر ١٩٥٥) أستاذ الاقتصاد بجامعة نيويورك، وكبير الاقتصاديين بالبنك الدولي ونائبه
وذلك على مساهماتهما في دراسات التغير المناخي ودمج التكنولوجيا والدراسات المناخية في تحليلات الاقتصاد الكلي على المدى الطويل، ولقد قاما بإعداد نماذج اقتصادية (تجمع بين التحليل الاقتصادي والتغير البيئي والمعرفة والتكنولوجيا) للنمو الاقتصادي طويل الأجل مع مواجهة التغيرات المناخية.
الدكتور ويليام نوردهاوس:
حصل نوردهاوس على الجائزة مقابل عمله في إدماج التغيّرات المناخية في النماذج الاقتصادية modelling. وقام بدراسة سبل إدماج التغيّرات المناخية ضمن مباحث الاقتصاد الكلي، ووضع نموذجًَا يحاكي كيفية تأثر وتفاعل النمو والمناخ، مثل كيفية تأثير الضرائب على المخرجات من الكربون على الاقتصاد والمناخ في دولة معينة.
ويذكر أنّ إعلان هذه الجائزة جاء في نفس اليوم الذي أصدرت فيه لجنة الأمم المتحدة للتغيرات المناخية تقريرها الذي يحذّر من الآثار العنيفة للتغيرات المناخية، ويحثّ الحكومات على تعلُّم التعامل مع هذه المشكلة على نحو عاجل. ويعتمد التقرير في الكثير من محتواه على دراسات وآراء البروفيسور نوردهاوس.
مؤلفات ويليام نوردهاوس
ألّف نوردهاوس عددًا من الكتب الهامّة مثل “اقتصاد التغير البيئي”، و”الاحترار العالمي والنماذج الاقتصادية”. وأحدث كتبه هو “كازينو المناخ: عدم التيقّن والاحترار العالمي”. ومن أعظم مقالاته البحثية مقال بعنوان “هل تقادمت فكرة النموّ”، وأدخل مؤشرًا جديدًا للرفاهية الاقتصادية المضطردة، وذلك على خلفية انتقاده الشديد للمؤشرات التقليدية، مثل الدخل القومي.
(٢) الدكتور بول رومر:
حصل رومر على الجائزة مقابل عمله على إدماج التغيّرات التكنولوجية ضمن التنبؤات الاقتصادية forecasting. وركّز رومر في عمله على الأساليب التي يمكن بها للابتكارات التكنولوجية الاجتماعية أن تعزّز من النمو الاقتصادي طويل الأجل، ويحثّ الحكومات على تمويل مشاريع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات STEM. ولقد أوضح رومر في أحد أكبر إسهاماته في علم الاقتصاد كيف تؤثّر القوى الاقتصادية على توجّه الشركات نحو الابتكار، ومثّلت هذه الفكرة أساسًا لما نسمّيه الآن نظرية النمو الداخلي Endogenous Growth Theory. وعلى الرغم من أنّ الدراسات الاقتصادية السابقة كانت تركز على دور التكنولوجيا في النمو الاقتصادي إلا أنّ هذه هي أول مرة يتم فيها البرهنة بنموذج قياسيّ عن طريقة عمل التكنولوجيا وتفاعلها مع الشركات والأفراد وبقية الجهات الفاعلة اقتصاديًا لتحقيق نموّ اقتصادي مضطرد ومستمرّ على المدى الطويل.
مؤلفات البروفسيور بول رومر
ألّف رومر عددًا من الكتب منها “الاقتصاد الدولي” ودورات النمو، والاقتصاد الأساسي. فضلًا عن مقالين شهيرين عن الابتكار والتكنولوجيا ساهما في تأسيس ما يعرف بنظرية النمو الداخلي.
خاتمة
ويذكر أنّ جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية والتي تُعرف رسميًا باسم “جائزة سفيرجيس ريسكبانك في العلوم الاقتصادية إحياءً لذكرى ألفريد نوبل” هي جائزة سنوية تُمنح تكريمًا للإنجازات والأعمال المتميزة في مجال الاقتصاد، وتعتبر أرفع وأهم جائزة في هذا المجال. ويَشِيعُ ذكرها في الصحافة وبين جموع غير المتخصصين تحت اسم “جائزة نوبل في الاقتصاد”، وهي جائزة جرى استحداثها عام ١٩٦٨، ولم تكن ضمن الجوائز الخمس الرسمية المعروفة بجوائز نوبل (في مجالات الفيزياء، الكيمياء، الطب، الأدب، والسلام) والتي أوصى ألفريد نوبل بها منذ عام 1895.
ولقد مُنحت لأول مرة عام 1969 لكلّ من ركنر فرش Ragnar Frisch النرويجي ويان تينبرجن Jan Tinbergen الهولندي تقديرًا لطرحهما النماذج الدينامكية لتحليل العمليات الاقتصادية وتطبيقاتها، وتتضمن الجائزة ميدالية وشهادة تذكارية وجائزة مالية تزايد مقدارها تدريجيًّا على مرِّ السنوات. والحقيقة أنه كما أشارت لجنة نوبل هذا العام إلى أنه على الرغم من أنّ الأعمال والإنجازات العلمية التي قدمها العالمَين الجليلين لم تقدّم حلولًا نهائية لمشاكل الاقتصاد والنمو، لكنها قرّبت علم الاقتصاد كثيرًا من القدرة على حلّ مشاكل النمو طويلة الأجل.
هنيئًا لأصحاب الجوائز.. وإلى متى يظلّ عالمنا العربيّ غائبًا عن جوائز نوبل، ناهيك عن جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية؟
على أمل أن نتواجد في العام القادم.