قوة التشافي بتربية القطط

تنتشر تربية القطط في المنزل على نطاق واسِع في العالَم كلّه، وهو حيوان تابع لفصيلة السنوريّات وقد دجّنه الإنسان منذ آلاف السنين، ومع أنه ليس ذا فائدة مباشرة للإنسان مثل الكلب الذي يحرُس المكان أو الأغنام التي يؤكل لحمها ويُؤخذ حليبها؛ إلا أن النّاس يحبذون تربيتها ومصادقتها كثيرًا.

قد يكون هناك فوائد أخرى غير ملموسة مباشرة للقطط، فسلوك تربية أي نوع من أنواع القطط، سيكون وراءه سرّ ما بالطبع، شيء يعود بالمنفعة على الإنسان يجعله يُطعِم هذا الكائن ويأويه ويعطِف عليه، فأين يكمُن سرّ فائدة القطط؟ هل يتعلّق بالشعور الجيّد الذي تولّده عند لمسها؟ هل يتعلّق بصوتها؟

هل عرف الفراعنة عن القطط ما لم نعرف؟

من الملحوظ أنّ القطط ظهرت بشكل كبير في نقوش المصريين القدماء وثقافتهم ونمط حياتهم، ويعني ذلك أنهم كانوا يقدسون القطط ويمجدونها، ولكنّا غفلنا عن السؤال حول السبب وراء هذا السلوك غير العادي.

القطط عند الفراعنة

ظهرت دراسات تساعد على كشف سرّ تقدير الفراعنة للقطط، أما السبب الأكثر أهمية الذي قد يخفى على كثيرين، فهو قدرة الشفاء الموجودة في الصوت الذي تصدره جميع أنواع القطط، الذ يُطلق عليه اسم الخرخرة “purr”.

تعرّف على سبب خرخرة القطط من هنا.

إعلان

قوة التشافي بخرخرة القطط

وفّرت دراسات جديدة أدلّة على أن خرخرة القطة تعمل في الواقع كجهاز علاجي، ليس فقط لإعادة تجديد الجسم، ولكنها أيضًا تسرّع عملية شفاء العظام والأعضاء المصابة. وتشير الاستنتاجات إلى أن الاعتقاد بأن القطط تصدر هذا الصوت عندما تكون سعيدة في الواقع هو اعتقاد خاطئ؛ والحقيقة أن مراقبة القطط أظهرت أنها تصدر صوت الخرخرة في ظروف مختلفة مثلاً عندما تكون مجروحة، أو خائفة، أو عند الولادة، وهذا يشير إلى أن الخرخرة بالتأكيد تلعب دورًا تطوريًّا كنوع من أنواع آليات البقاء على قيد الحياة.

هذا الأسلوب في العلاج يعتمد على إصدارها الخرخرة على شكل ذبذبات ضمن نطاق يبدأ من 20 – 140 هرتز، ويستفيد البشر القريبون من هذه الذبذبات علاجيًّا، وبالفعل طُبّقت الترددات الصوتية للقطط على رواد الفضاء الذين يخضعون لساعات طويلة من انعدام الجاذبية الذي يؤثر على جهازهم الهيكلي والعضلي.

وفي نتائج بحوث علمية تشير إلى أن أصحاب الحيوانات الأليفة يعيشون حياة أطول من تلك التي يعيشها الأشخاص بدون حيوانات أليفة.

 الأعراض والأمراض التي تتأثر إيجابيًّا مع صوت خرخرة القطة

لنستعرض الآن قائمة ببعض الأعراض أو الأمراض:

– خفض الإجهاد.
– تقليل فرص الإصابة بالنوبات القلبية.
– خفض ضغط الدم المرتفع.
– خفض أعراض ضيق التنفس.
– يقوي العظام.
– علاج العضلات والأنسجة.
– إبعاد الشعور بالوحدة.
– تعزيز الثقة بالنفس.
– المساعدة في شفاء أمراض مستعصية مرتبطة بالحالة النفسية مثل: السرطان.

ويقول الطبيب البيطري مارتي بيكر “Marty Becker” إن للحيوانات الأليفة تأثيرًا كيميائيًا حيويًا على كيمياء أجسام أصحابها في كتابه قوة التشافي في الحيوانات الأليفة “the Healing Power of Pets”.

غلاف كتاب قوّة التشافي في الحيوانات

إذ أجرى مقابلات مع العديد من الخبراء الطبيين الذين قدموا نتائج العديد من الدراسات العلمية التي تدعم هذا الأساس البيولوجي، تثبت أن الإنسان من الممكن أن يكون أكثر صحة من خلال التفاعل بإيجابية مع الحيوانات الأليفة.
على سبيل المثال: من الممكن لمجرد اللعب مع القطة أن يخفض ضغط الدم.

بعض الفوائد الأخرى للقطط

● القطة لها دور في جاذبيتك

كشفت الأبحاث التي أجراها الباحث البارز في مجال الحيوانات الأليفة، الدكتور جون نيكولز، أنه من المرجح أن تنجذب النساء إلى الرجال الذين لديهم حيوانات أليفة بنسبة 90% من النساء العازبات اللائي ينظرن إلى الرجال مع القطط على أنهم أجمل وأكثر رعاية من أولئك الذين لا يملكونها.

● القطط تعني القليل من الحساسية (لأطفالك)

في عام 2002، أصدرت المعاهد الوطنية للصحة دراسة وجدت أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام والذين تعرضوا للقطط أقل عرضة للإصابة بجميع أنواع الحساسية. وفقًا لمارشال بلوت ، MD ، رئيس قسم آليات الحساسية في المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية

“يبدو أن التعرض الشديد للحيوانات الأليفة في وقت مبكر من العمر يحمي ليس فقط من حساسية الحيوانات الأليفة بل وأيضًا أنواع أخرى من الحساسية الشائعة، مثل الحساسية تجاه عث الغبار، والراجويد، والعشب.”

● الحد من التوتر والقلق

إن وجود قطة من حولك يمكن أن يؤدي بالفعل إلى إطلاق مواد كيميائية مهدّئة في جسمك مما يقلل من حدة التوتر والقلق.

تشتهر القطط بكونها منخفضة الصيانة، وعادة ما تكون جلسة الملاعبة البسيطة كافية لجعلك أنت وقطك سعيدين.

● سوف تنام بشكل أفضل

لقد وجدت العديد من الدراسات في المملكة المتحدة أن الناس (وخاصة النساء) يفضلون النوم مع قططهم على شركائهم، بل إنهم يفيدون في النوم بشكل أفضل مع قطة مقارنة مع رفيق السرير البشري.

تمكنت دراسة حديثة أجراها مركز مايو كلينك لطب النوم من تأكيد هذه النتائج: أشار 41 % من الأشخاص في تلك الدراسة إلى أنهم ينامون نومًا أفضل بسبب حيواناتهم الأليفة، بينما قال 20 % فقط إن ذلك أدى إلى اضطرابات.

● حتى مجرد مشاهدة مقاطع الفيديو للقطط هو شيء مفيد لك

وجدت دراسة أجريت على أكثر من 7000 شخص أجرتها جامعة إنديانا بلومنجتون أن مشاهدة مقاطع الفيديو على الإنترنت تعزز طاقة المشاهدين وعواطفهم الإيجابية مع تقليل المشاعر السلبية.

 كيفية الاستفادة من قوة التشافي للقطط

استعرضنا في المقال العديد من الأسباب التي جعلت تربية القطط في المنزل أمرًا منتشرًا في أنحاء العالم، سواء بقوّة التشافي الموجود بصوت الخرخرة الذي تصدره، أو بالفوائد الأخرى المتعلّقة بنوم أفضل والحد من التوتر والقلق؛ إذن لنتعرّف على طرق تُمكّننا من الاستفادة من كل تلك المميزات السحرية التي تمتكلها القطط.

1- قضاء بعض الوقت يوميًا مع القطة: يكفي مجرد النظر إليها، والاستماع إليها، والتحدث معها، وهذا يساعد على إطلاق سراح المواد الكيميائية الحيوية التي تشعرك أنك بخير وتساعدك على الاسترخاء.

2- مسح شعر القطة بالطريقة الصحيحه والأماكن المفضلة التي من شأنها تهدئة كل منكما.

3- مشاركة القطة في لعبة ممتعة مثل اللعب بالكرة أو بالأشرطة مما يؤدي إلى التنفس بعمق أكثر والضحك بحرية أكبر.

شاركنا تجربتك مع القطط، خاصّة إذا كنت تربيها في المنزل.

المصادر

مصدر الترجمة

إعلان

فريق الإعداد

تدقيق علمي: أحمد قياتي

ترجمة: دعاء بركات

تحرير/تنسيق: دعاء أبو عصبة

اترك تعليقا