قراءة في رواية “الناقوس الزجاجي” لسيلفيا بلاث

يحكي الناقوس الزجاجي قصةَ شاعرةٍ تحاولُ إنهاءَ حياتِها، وقد كُتِبَت الروايةُ بيدِ شاعرةٍ أنهت حياتَها بالفعل. نُشِرَ الكتابُ للمرةِ الأولى في العام 1963 تحت اسمٍ مستعارٍ عن دار -هاربر ورو- في إنكلترا، قبل شهرٍ من انتحار الكاتبة.

لم تُنشَرَ الروايةُ في الولايات المتحدة إلاَّ بعد مرورِ عَقْدٍ كاملٍ على عامِ إصدارِها الأولِ، ونُشِرَت بطبعتها الثانية عام 1966 في إنكلترا حاملةً اسمَ الكاتبةِ الحقيقيِّ. أُضيفَ للطبعة الحديثة بعضُ صفحاتٍ تحكي لمحاتٍ من حياةِ بلاث وسيرتِها الذاتية، تُوضِّح تلك اللمحاتُ التشابهَ الموجود بين قصة الشخصية الرئيسية وحياة سيلفيا بلاث نفسَها بالعشرين من عمرها.
لا يمكنُ لقراءتنا للرواية أنْ تتمَ بموضوعيةٍ تماماً، ولا لومٌ علينا إنْ نحن فعلنا، ذلك أنَّ “الناقوس الزجاجي” قصةٌ خياليةٌ تُجبرنا على قراءتها كسيرةٍ ذاتيةٍ بالنظرِ لمصيرِ كاتبتِها.

أحداث قصة الناقوس الزجاجي

تبدأُ القصةُ بأحداثٍ منذرةٍ بالشؤمِ في مدينة نيويورك، وتصبحُ أشدَ إظلاماً بشكلٍ تدريجيٍّ بالانتقال لولاية ماستشوستس، وتنزلقُ أخيراً ببطءٍ في نهايتها، نحو الجنون.

الشخصيةُ الرئيسيةُ –إيستر غرين- واحدةٌ من عددٍ من الفتياتِ اللاتي انتقلنْ للعيش في مدينة نيويورك لشهرٍ واحدٍ؛ للعمل بالتحرير لدى مجلة أزياء. تنحدرُ إيستر من عائلةٍ مهاجرةٍ من ألمانيا وتسكنُ ضواحي مدينة نيو-إنكلاند، وقد تجاوزت خمسَ عشرة سنةً من الدراسة بتفوقٍ، ووجدت نفسَها موعودةً بطالبِ طبٍ مملٍ لكنه وسيمٌ –بادي ويلارد- ويأملُ بأنْ يصبحَ شاعراً يوماً ما.

إيستر فتاةٌ لا تعرف ماذا تطلبُ في مطاعمِ نيويورك ولا تعلمُ ما قد تكونُ الأجرةُ المتوقعةُ لسائقِ التاكسيّ. لكنَّها تكتبُ أطروحةً دراسيةً عن الصورِ المتوائمةِ في رواية “Finnegan’s wake“، وهي روايةٌ لم ولن تنهي قراءتها.

إعلان

تبدو مخيلةُ إيستر في حربٍ دائمةٍ ضدَ مبادئ المدينةِ الصغيرةِ القادمةِ منها، والصورةِ المُزيَّفةِ للمدينةِ الكبيرةِ التي وصلتها مؤخراً. وتَجدُ أنَّه من الصعب أنْ تكونَ نسخةً من جيشِ الفتياتِ اللاتي يدرسن لقضاءِ الوقتِ لا أكثر، حتى يحينَ موعدُ زواجهنَّ الذي لابُدَّ منه.

تبدو أزمةُ الهويةِ والجنسانيةِ والبقاءِ على قيد الحياة مُحبِطةً أحياناً ومَرِحةً أحياناً أخرى. ويُميِّزُ الحزنَ الغيرَ مبررٍ والذكاءَ والفطنةَ إيسترُ عن باقي زميلاتها. كونُها باحثةٌ عن الحقيقة بطبيعتها، تلجئُ للتهكم كسلاحٍ للحكم على نفسها. فهي ترى نفسَها غيرَ قادرةٍ على افتعالِ المشاعرِ أو تقليدِها، وهذا يجعلُ منها شخصاً مختلفاً وغيرَ مكتملٍ.

تَكبُرُ الهُوَّةُ بين إيسترَ والعالمِ من حولها بشكلٍ تدريجيٍّ. يبدو ذلك جلياً في أقوالها:

“لم أستطع افتعالَ أيِّ رَدّةِ فعلٍ. شعرتُ بالجمودِ والفراغِ”
“يُشعَرُني الصمتُ بالكآبةِ. ليس الصمتُ نفسَه، بل صمتي أنا”
“ذاك الصباح، حاولتُ شنقَ نفسي”
الزيفُ والمرضُ يترافقان خلال أحداثِ الروايةِ. حتى أنَّ المرضَ يوجدُ أحياناً ليرفعَ أو يحطمَ زيفاً معيناً.
هناك أيضاً شخصيةُ الفتاةِ المُدلَّلةِ –دورين- المُعجَبةِ بإيسترَ. والتي تبدأُ بالانخراط في الشرب حتى الثمالة. حتى نراها في مشهدٍ تستلقي ،ورأسُها في قيئها بعد أنْ ثَمِلَت ،في ممرٍ فندقيٍّ. وهو مشهدٌ مُنفِّرٌ لكنَّه بالغَ الأهميةِ. ويَتبعُ ذلك إصابتُها بتَسمّمٍ غذائيٍّ ضمن حفلةٍ للأزياءِ.

يُصابُ –بادي- بمرضِ السُّلِ ويَضطَّرُ للمكوثِ في مصحةٍ للعلاجِ. بينما تذهبُ إيسترُ نفسَها لزيارتِه وتُصابُ بكسرٍ في ساقها في رحلةِ تزلجٍ. وتُصابُ بنزيفٍ في مشهدٍ آخرَ حين تمارسُ الجنسَ لأولِ مرةٍ مع أستاذِ رياضياتٍ شابٍ، فتأخذُها صديقتُها مثليةُ الجنسِ إلى المستشفى. وبعد ذلك تكتشفُ إيسترُ أنَّ تلك الصديقةَ قد قتلت نفسَها شنقاً.

يُعتبَرُ قَصُّ أحداثِ الروايةِ ببساطةٍ، دون إيجادِ توازنٍ بين اليأسِ الحقيقيِّ والكوميديا السوداءِ، مسألةً غريبةً وجديرةً بالضحكِ. فالعناصرُ الأساسيةُ للروايةِ هو المرضُ والفضائحُ.
في آخرِ ليلةٍ تقضيها إيسترُ في نيويورك تصعدُ إلى سطحِ الفندقِ. وتبدأُ برمي كل ما تملكه من أغراضٍ في الفضاء، قطعةً قطعةً. وفي نهاية الرواية نرى أنها قد حاولت إنهاءَ حياتِها، لكنَّها تمنحُ لها مرةً أُخرى عبر تعريةٍ أخرى تتمثَّلُ في العلاج النفسي.
العناصرُ الأخرى المهمةُ للروايةِ هو الألمُ والصورُ المُزعِجةُ. حيث يظهران بشكلٍ موضوعيٍّ يبدو مرحاً أحياناً وناقداً للذات.

نَقدُ روايةِ الناقوس الزجاجي

الثلثُ الأولُ من الروايةِ يبدو لاذعاً بطريقةٍ ما، كما لو كنتَ تقرأُ نسخةً ساخرةً من روايةِ “الفطورُ لدى تيفاتي”. لكنَّه يُغوي القارئَ حتى يصلَ به إلى عرينِ الأسدِ، وهي تلك الغرفةُ المُعقَّمةُ في قبوِ المستشفى، حيث يقبعُ الكرسيُّ الكهربائيُّ الذي يُستخدَمُ للعلاجِ بالصدماتِ، في انتظارِ مرضاه المرعوبين. تُعامِلُ المعاناةَ الجسديةَ في الروايةِ بعفويةٍ، تَقترحُ عدم شعورِ إيسترَ بالتعاطفِ منذُ البدايةِ، سواءً التعاطفِ مع نفسِها أو مع الآخرين. ورغم وعيها التامِ بحقيقةِ المشاعرِ المُتضادةِ، إلاَّ أنَّها تَبقى مُتضادةً دون مشاعرَ. كما لو أنَّها تعيشُ بالقربِ من وترٍ حساسٍ لكنَّها لا تتصلُ به. أو أنَّ طبقةً زجاجيةً رقيقةً تفصلُها عن الآخرين.
إن عنوانَ الروايةِ نفسَه مُستنبَطٌ من فكرةِ عدم الاتصالِ بالعالمِ. حيثُ يُشارُ لانطواءِ عقلِ المصابِ بالمرض النفسي داخلَ ناقوسٍ زجاجيٍّ يَخنقُه.

تجدُ إيسترُ نفسَها مُمزَّقةً بين حياتين –حياةِ الأم والحبيبة ،وحياةِ الشاعرة- ولا تبدو أيٌّ منهما حقيقةً بالنسبة لها. وبذلك لا تملكُ حياةً ترغبُ بها. وخوفاً من تشويهِ الشخصِ الذي ستصبحُ عليه مستقبلاً، تقودُ نفسَها لأنْ تصبحَ التشوهَ بذاتِه، أي تصبحُ لا شيء.
بينما تتعمقُ إيسترُ بالاكتئابِ، يبدو العالمُ سلسلةً من الأصداءِ الخاطئةِ. فيَحملُ وجهُ والدتِها اتهاماً دائماً. وتسببُ أصواتُ الأطفالِ في الخارج إزعاجاً مُلَّحاً. وتصبحُ تدريجياً مهووسةً بفكرةِ الانتحارِ.

أحدُ أهمِ إنجازاتِ الروايةِ هو جَعلُ الفروقِ واضحةً وحقيقيةً بين وجهةِ نظرِ الشخصيةِ المضطربةِ والاضطرابِ المتأصِّلِ بكلِ ما تراه حولها. قد تساهمُ الأفكارُ التقليديةُ بجنونِ إيسترَ لكنَّها لا تخسرُ وعيها بالاعتقادِ الغيرِ عقلانيِّ.

فعند انتقالِها لقسمِ من المستشفى مُخصَّصٌ لأولئكَ الذين على وشكِ العودةِ للعالمِ تتساءلُ موضحةً الربطَ بين الفكرتين:

ما الفرقُ بيننا نحن القابعين في هذا القسمِ وبين تلك الفتياتِ اللاتي يَلعبنْ ويَتحدثنْ ويَدرُسنْ في الجامعةِ التي سأعودُ إليها؟ إنَّنا جميعاً نعيشُ حبيسي ناقوسٍ زجاجيٍّ من نوعٍ ما.

تصبحُ مصطلحاتٌ من قبيلِ “مجنونٍ” و”مخبولٍ” غيرَ ملائمةٍ بينما تتسارعُ أحداثُ الروايةِ. إنَّ إيسترَ ولا شكَ مريضةٌ نفسيةٌ. لكن بمرورِ الوقتِ نفهمُ ما قادها لأنْ تصبحَ مريضةً نفسيةً. وبذلك لا يُعدُّ مصطلحُ المرضِ النفسيِّ مهماً بقدرِ تعريفِه.

رؤيةُ الروايةِ في الانتحارِ.

قد تبدو روايةُ الناقوس الزجاجي على وفاقٍ مع نظرياتِ المحللِ الاسكتلندي –ر.د. لاينغ- لأنَّها مكتوبةٌ من وجهةِ نظرِ الشخصِ المضطربِ نفسَه، وليس شخصاً آخرَ يَطَّلعُ على حياتِه. فهناك استمراريةٌ للمرضِ النفسيِّ، فهو لا يحدثُ فجأةً، بل يبدو كعمليةٍ تدريجيةٍ.
كما يَظهرُ الانتحارُ كصراعٍ لا يُقاوَمُ بين الخوفِ والشعورِ بالذنبِ. أو لعبةٍ يُدمِنُها المرءُ كما يُدمِنُ الكحولَ والمخدراتِ. أي أنَّها تجريبيةٌ في البدءِ –قليلٌ من الدمِ أو الاختناقِ ليرى الشخصُ ما سيكونُ عليه الانتحارَ

حين تنفيذِه- لكنَّها تتحولُ بسرعةٍ لرغبةٍ عميقةٍ بتدميرِ الذاتِ.
بالوقتِ الذي تصلُ فيه إيسترُ للمكانِ الضيقِ في الخزانةِ وتبتلعُ مجموعةً من الحبوبِ المُنوِّمةِ –أي بالوقت الذي نواجهُ به حقيقةَ الأمرِ- يبدو الحدثُ نتيجةً طبيعيةً وليس حدثاً غريباً. وعندما يحينُ وقتُ مغادرتِها من المستشفى بعد سلسلةٍ من العلاجِ الطويلةِ، يُخبرُها الطبيبُ أنَّ عليها التفكيرَ بانهيارِها كمجردِ حلمٍ سيءٍ. فتُفكِّرُ بينما تستعدُ للطريقِ القادمِ.

العالمُ كلَّه مجردُ حُلمٍ سيءٍ بالنسبةِ لأسيرِ الناقوسِ الزجاجيِّ كطفلٍ ميتٍ.

هذا الطفلُ واحدٌ من العديدِ من أشباهه ممَّن يظهرون على صفحاتِ المجلاتِ، ويجلسون مُشوَّهين في نواقيسَ زجاجيةٍ على رفِّ عرضٍ في المستشفى. كالطفلِ الذي بدا بانتظارها في نهاية رحلة التزحلق حين يقعُ الحادثُ.

تَشهدُ أحداثُ الروايةِ ولادةً من نوعٍ آخرَ.

فبدل الأطروحةِ التي لا تكملها يمكنُ كتابةُ أطروحةٍ عن الأطفال المشوَّهين في القصةِ. حين تجلسُ إيسترُ في مشهدٍ في عيادةٍ للأمراضِ النسائيةِ ترى امرأةً تُداعبُ طفلَها. فتتساءلُ عن سببِ عدم قدرتِها على الوصولِ لهذه السعادةِ البسيطةِ، وسببِ انسلاخِها عن الأدوارِ الاجتماعية والطبيعية المرسومة لها. إنَّ إيسترَ لا ترغبُ بإنجابِ طفلٍ. بل تشعرُ بأنَّها طفلٌ بحاجةٍ لأنْ يحقِّقَ ذاتَه. والأطفالُ بالنسبة لها صورةٌ للسجنِ. بينما الجنسُ طُعمٌ يقودُ للأَسرِ.لكنَّها في الوقت نفسَه تُدركُ أنَّهم الحياةُ بذاتِها. وإنْ لم تكنْ الحياةَ التي ترغبُ بها لنفسِها، إنْ كانت ترغبُ بحياةٍ أصلاً.
إنَّ الشخصيةَ أسيرةٌ بين جنينين متوحشين على ذاتِ رفِ العرضِِ في المستشفى. ويتمثلُ أسرُها بالحمل الذي يبدو دائماً لجارتها –دودو كونواي- التي تَظهرُ دافعةً عربةَ طفلِها في كلِ مرةٍ كما لو أنَّها نموذجُ فرقةٍ اغريقيةٍ.
يُغوي الأطفالُ إيسترَ بالانتحار، عبر إغوائهم لها بالحياة التي لا ترغبُ بها. فيبدو لها أنَّ أمامها خيارين لا ثالثَ لهما،إمّا الإيمانُ بالحياة التي لم تُولَدَ بعدُ أو الولاءُ للموت.
تبدو الحياةُ واضحةً وحاضرةً أخيراً حين تَمسكُ بزمامِ الأمورِ بنفسها. فيما عدا الاستثناءَ الوحيدَ المتمثلَ بإعجابِ الطبيبِ بها، والذي لا يبدو مهماً. فالحب في الرواية إما غائبٌ أو لا يُدرَكُ. أما العاطفةُ الأبرزُ فيها فهو القرف الذي لم يتحول بعدُ لازدراءٍ تامٍ -وهنا تكمنُ قدرتُه على الدمار-.

مجموعةُ سيلفيا بلاث الشعرية “Ariel”

بين الطبعتين الأولى والثانية نُشِرَت مجموعةُ سيلفيا بلاث الشعرية “Ariel”. وكانت قد ظهرت بعض قصائدها في المجلات لكن أحداً لم يكن مُهيَّئاً بَعدُ لتأثيرها. حيث بدت التجارب القاتلة للعقل والجسد باردةً ومكشوفةً.
بدا واضحاً بعد الطبعة الثانية أنَّ الكاتبةَ البارعةَ كانت في الواقعِ عبقريةً لم يُصادِفَ العالمُ مثيلاً لموهبتها من قبل. رغم أنَّ القيمةَ الاستثنائيةَ لقصائدها جعلت من موتها أكثر إثارة للأسى. كما لو أنَّ الموتَ قد منح عملَها قيمةً إضافيةً لم يكن ليُحظِها بها لو عاشت.
لا يمكنُ للموتِ أن يُغيِّرَ الكلماتِ التي طُبِعَت بالفعل. لكن بهذه الحالة بدا أنَّ ما كانت عليه الكاتبةُ وما خسره العالم واضحاً في الوقت عينه. كما لو أنَّ العالمَ قد مُنِحَ قصائدَها وخسرها في اللحظة ذاتها. فتبع ذلك خلودٌ فوريٌّ لها.
أصبحت سيلفيا بلاث نموذجاً أدبيّاً للكثيرين. فهي بطلةٌ ذاتُ تناقضاتٍ بينةٍ. وقد واجهت الأشياءَ المرعبةَ وصنعت منها عملاً متميزاً رغم أنَّ الأشياءَ قد دمرتها بدورها. لا أعتقدُ أن مصطلح –الافتتان المرضيّ- يكفي لوصف ما تُمثِّلُه سيلفيا بلاث. فقد هدّدت طاقةَ وعنفَ قصائدها الأخيرة بشيءٍ قامت به الشاعرةُ بالفعل. ونالَ عملُها مكانتَه الحقيقيةَ. عادةً ما تكون الصلة بين الحياة والفن مجازيةً. لكن السخرية التراجيدية أنَّ في عالمٍ يكذبُ به الجميعُ لم تتعامل سيلفيا بلاث إلاَّ مع الحقيقة. في الفن وفي الحياة حين أنهت حياتها.
تفتقد الروايةُ لتألقٍ ظهرَ جليّاً في القصائد الأخيرة. حيث أنَّها تحتوي لمسةً طفوليةً تخونُ قلمَ الكاتبةِ الناضجةِ.

الخلاصةُ

إنَّ روايةٌ الناقوس الزجاجي مُفزِعةٌ وإنْ انتهت بشيءٍ من التفاؤل. فبالنسبة للعمل الخياليّ والحياةِ الحقيقيةِ يكمنُ الفزعُ في غير النهاية. حيث أنَّنا نشاركُ إيسترَ كلَ المشاعر التي تقودُها لانهيارِها. لكنَّنا لا نتبصرُ فكرةَ الانتحارِ نفسَه. وربما هذا السبب الذي يجعلُها ذاتَ طابعٍ سلطويٍّ.
بقراءةِ “الناقوسِ الزجاجيِّ” نجدُ أنفسَنا في مواجهةٍ حيّةٍ للكابوسِ نفسَه, وليس شرحَه أوتفسيرَه.
*نُشِرَ هذا المقالُ للمرةِ الأولى بتاريخِ 10/6/1971

إعلان

مصدر مصدر الترجمة
فريق الإعداد

إعداد: دعاء كريم

تدقيق لغوي: أحمد المسيري

اترك تعليقا