سبع نظريات كلاسيكية للمؤامرة تبَيِّن أنّها صحيحة
بقلم ادم غولدبرغ نشر في 13 من يناير/ كانون الأول 2019
إنّ هذا المقال لا يحتاج إلى تمهيد حتَّى حول كيفية ثبوت صِحَّة نَظَريّات المؤامرة على مر الزَّمَن، لذلك دعونا نلج مباشرة في صلب المعلومات.
ها هنا سبع مؤامرات وأحداث تميط اللِّثام عن تآمر أشخاص وتخطيطهم للوصول إلى نتائج معينة انتهى بها المطاف إلى بيان صِحَّتها.
1.تكليف مكتب التحقيقات الفدرالية (إف بي آي) بمهمّة القضاء على الثوريين السود وحزب الحشد المناهض للحرب وآخرون:
إنّ معظم الناس على بينة بالبرنامج السري كوينتلبرو (COINTELPRO)، أمّا بالنسبة لفئة الشباب أو أولئك الذين لم يسمعوا عن هذا البرنامج قَطُّ فهذا موجز لتلخيص الأمر بأكثر الطرق استساغًا.
لقد تَعَرَّضَ الناشطون المناهضون للحرب في الستينات والثَوْرِيٌّون السود (وهم في واقع الأمر مُجرَّد أشخاص يحاولون البقاء محميين) لمضايقات شديدة واستهدفهم مكتب التحقيقات الفدرالي وكيانات أخرى، ثُمَّ لقي قادة هذه الحركات حتفهم.
يبدو أنّ الصفقات المشبوهة، منذ عهد الرئيس مارتن لوثر كينغ جونيور إلى عهد مالكوم إكس، تنظوي وراء العديد من الأحداث المأساوية التي حدثت للأشخاص الذين كانوا يناضلون من أجل الحرية في تلك الحقبة.
لقد تَعَرَّضَ كينغ للمضايقات والملاحقة بالإضافة إلى التنصت على غرفه الفندقية، وحاول أشخاص إفساد زواجه، وعمد عملاء إلى دفعه للانتحار حتَّى، ولم يُكشف عن هذا إلا بفضل ثمانية ناشطين أبطال مناهضين للحرب اقتحموا مكتبًا تابعًا لمكتب التحقيقات الفدرالي عام 1971 واكتشفوا الوثائق.
يتساءل الناس عما إذا كانت حكومة الولايات المتحدة أم حركة أمة الإسلام هي المسؤولة عن مصرع مالكوم إكس؛ إذ تنظوي أمة الإسلام على أفكار مشابهة حول الدفاع والحرية، وهو موضوع نقاش ساخن، حسب اعتقادي يمثل الصراع مع حركة أمة الإسلام فرصة مثالية للأشخاص ذوي النفوذ القوي لقتل مالكولم إكس، وقد أرادوا ذلك بشدة لأنه كان أحد أكثر الأشخاص إقدامًا على تعزيز الدفاع في عصره.
من المؤكد أن برنامج مكتب التحقيقات الفدرالي COINTELPRO كان أداةً تستخدم ضد الناشطين في تلك الحقبة، من الناشطين المناهضين للحرب الذين قد يساهموا في تدفق مظاهرات في حرم الجامعات، إلى الثوار السود الذين طالبوا بحقهم في حمل السلاح مثل مُنَظَّمة الفهود السود من مدينة أوكلاند.
لقد حدثت الكثير من الأشياء الغريبة لهؤلاء الناس في السنوات التي تلت البرنامج لتزيد الطين بِلَّة، فقد أُطلق الرصاص على هوي ب. نيوتن، أحد مؤسسي الفهود السود، وهو شخصية خلاقة، لقي مصرعه في منطقة خطيرة في غرب مدينة أوكلاند أثناء ذروة العنف في أغسطس عام 1989.
كانت مُنَظَّمة الفهود السود في أوكلاند لتفعل أشياءً تتطلب الكثير من الشجاعة، من الصعب فهمها، وكانت الرواية السائدة من صحيفة لوس أنجلوس تايمز في عام 1989 هي أن هيوي ب. نيوتن كان يتعاطى المخدرات بالأساس، من الصعب جدًا تصديق ذلك، والوضعية تبدو مماثلة لوضعية مالكولم إكس: عندما يكون هناك عامل خطر إضافي، هل يجعل ذلك اللحظة مناسبة للاغتيال؟
أفاد مقال نشرته مجلة لوس أنجلوس تايمز عام 1989:
طاف أعضاء منظمة الفهود في شوارع أوكلاند، ممسكين بكتابٍ قانوني بيد ومسدسٍ باليد الأخرى، و علقوا الاعتقالات وأنشطة أخرى للشرطة عندما اعتقدوا أن السود يعاملون بطريقة غير عادلة، وفي واحدة من تلك الأعمال الاستفزازية على وجه الخصوص تدافَع أعضاء منظمة الفهود المسلحين ذات مرة للدخول إلى قاعة الجمعية في المجلس التشريعي للاحتجاج على قانون يحظر حمل الأسلحة المحشوة.
في الوقت الراهن توجد جماعات مثل نيو إيرا ديترويت والعديد من منظمات الناشطين الأمريكيين الأفارقة الآخرين، وجسر من الاحترام الكبير بين البعض منهم وغيرهم من الناشطين الذين يميلون نحو المعتقدات التحررية الأغورية الفوضوية.
وَسَّع كيث هورتون، وهو عضو في نيو إيرا ديترويت، والرجل الذي جلب شاحنة محملة بالمياه إلى مدينة فلينت بولاية ميشيغان للمساعدة خلال أزمة المياه الملوثة، نشاطه مؤخرًا إلى أبعد من ذلك؛ إذ ذهب إلى أفريقيا وأقام بعض العلاقات مع الناس هناك.
على أقل تقدير؛ من المفهوم جيدًا في مجتمع السود أنّ قادة الحقوق المدنية في الستينيات قد اغتيلوا بسبب حملة الحكومة ضدهم، الأمر الذي يقودنا إلى الشخص التالي في قائمتنا.
2.هيئة المحلفين تشير إلى أن اغتيال مارتن لوثر كينج جونيور كان بسبب مؤامرة:
قدمت عائلة مارتن لوثر كينغ دعوى مدنية، في مدينة ممفيس بولاية تينيسي عام 1999، وكشفت هيئة المحلفين أنّ مؤامرةً قضت بحصد روح الرجل عام1968.
وخلصت هيئة المحلفين إلى أنها لا تعتقد أن جيمس إيرل راي، الرجل المدان بإطلاق النار على الملك، هو الذي أطلق الرصاص، وقد خلصت أيضًا إلى أن الوكالات الحكومية ومالك مقهى متقاعد من ممفيس وآخرين كانوا جزءًا من مؤامرة الاغتيال.
مُنحت عائلة الملك المتواضعة مبلغًا يقدر بـ 100 دولار فقط بناءً على طلبٍ منها، والتي تبرعوا بها للجمعيات الخيرية؛ إذ كان الهدف هو الكشف عن الحقيقة.
3.إطلاق 300 قذيفة عسكرية أمريكية على زوارق الطوربيد الفيتنامية الشمالية التي لم توجد هناك حتى:
يحيط الكثير من الناس بما حدث أثناء حرب فيتنام، نحو حادث خليج تونكين، لقد قذفت المدمرة يو إس إس مادوكس زوارق الطوربيد البحرية الفيتنامية الشمالية بأكثر من 300 قذيفة، وهكذا تمكن الرئيس ليندون جونسون بعد ذلك من صياغة قرار لغزو فيتنام، إلا أن المشكلة الوحيدة هي أنّ هذا ليس ما حدث.
ففي عام 2005 أظهرت دراسة أجرتها الوكالة الوطنية للأمن القومي -رُفعت عنها صفة السرية- عدم وجود أي سفن بحرية فيتنامية شمالية على الإطلاق، واعترف الرئيس جونسون في عام 1965 أنّ “جل ما أعرفه هو أنّ أسطولنا كان يطلق النار على الحيتان هناك”.
وأضاف طيار في البحرية يدعى جيمس ستوكدال: “كنت أجلس على أفضل مقعد في المنزل لمشاهدة هذا الحدث، وكانت مدمراتنا تطلق النار فقط على أهداف وهمية؛ لم تكن هناك قوارب الطوربيد، لم يكن هناك شيء سوى ماء أسود والقوة النارية الأمريكية.”
4.القادة العسكريون الأمريكيون خططوا لإزهاق أرواح الأبرياء وإلقاء اللوم على كوبا:
هذا حدثٌ آخر يُفهم عمومًا في نطاق الفترة المذكورة أعلاه: وهو مثالٌ رئيس لمهمة “تلفيق التهم”.
كانت عملية نورثوودز عبارة عن مخطط أنشأته، وهيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي وافقت عليه، وكان مخططًا يهدف إلى السماح بحدوث الأعمال الإرهابية على الأراضي الأمريكية بهدف حشد الدعم للحرب ضد كوبا.
رفض الرئيس كنيدي المخطط، الذي كان سيتسبب في إطلاق النار على الأمريكيين الأبرياء وحصد أرواحهم في الشوارع، وغرق القوارب التي تحمل اللاجئين الهاربين من كوبا، وظهور العنف الإرهابي في ميامي وواشنطن العاصمة، وأكثر من ذلك.
5.بسط وكالة الاستخبارات المركزية نفوذها على وسائل الإعلام منذ عقود:
بالعودة إلى مستهل عام 1950، بدأت وكالة الاستخبارات المركزية عملية “الطائر المحاكي” للسيطرة على الصحفيين الأكثر نفوذًا في أمريكا، وقد استمر ذلك لمدة ثلاثة عقود، حتى أصبحت العلاقة بين الدولة ووسائل الإعلام راسخة جدًا إلى درجة أنه لم تكن هناك حاجة على الأرجح إلى البرنامج.
أفاد تقريرٌ كامل للكونغرس بأن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تحتفظ في الوقت الراهن بشبكة تضم مئات الأفراد الأجانب في جميع أصقاع العالم، والذين يقدمون معلومات استخباراتية لوكالة الاستخبارات المركزية، وفي بعض الأحيان يحاولون التأثير على الرأي من خلال توظيف الدعاية السرية.
يمَكَّنَ هؤلاء الأفراد الـسي أي أي من الوصول مباشرةً إلى عدد كبير من الصحف والمجلات الدورية والعشرات من الخدمات الصحفية ووكالات الأنباء ومحطات الإذاعة والتلفزيون وناشري الكتب التجارية ووسائل الإعلام الأجنبية الأخرى.
6.لم يقض هتلر نحبه على الأرجح في الحرب العالمية الثانية:
هل تذكرون الإشاعة التي تقول أن الزعيم النازي أدولف هتلر لم ينتحر في عام 1945، لكنه هرب إلى أمريكا الجنوبية؟
حسنًا! لقد ظهرت بعض الأدلة؛ إذ وُجدت وثائق تابعة للإف بي آي توضح أنهم كانوا يعتقدون أن هتلر كان يقبع في أمريكا الجنوبية، والتي يمكنك العثور عليها من خلال الرابط التالي.
توضح الوثيقة اعتقادهم بهروب هتلر بالقارب وذهابه إلى الأرجنتين، يزعم كتاب يحمل عنوان “الذئب الرمادي: هروب أدولف هتلر” أن هتلر عاش في الأرجنتين زهاء سبعة عشر عامًا قبل أن يقضي نحبه عام1962.
7.تجارب التحكم في العقل التي أجرتها السي أي أي على الأمريكيين لما يناهز 20 عامًا:
وُضع برنامج إم كاي ألترا MK Ultra التابع لوكالة الاستخبارات المركزية منذ الخمسينات حتى عام 1973، وربما أبعد من ذلك لكي أكون واقعيًا، وقد أرادوا من خلال ذلك الحصول على الأسلحة البيولوجية والكيميائية، والقدرة على التحكم في عقل الإنسان، وأُخرج فيلم وثائقي ممتاز حول هذا الموضوع، يمكن العثور عليه من خلال الرابط أدناه.