اكتشاف أنك لست من كنت تعتقد أنك هو (مترجم)

لم يعد من غير المعتاد سماع قصص من العلماء الذين توصلوا مؤخرًا إلى اكتشاف صادم مفاده أن قصة أصلهم مختلفة تمامًا عن تلك التي نشأوا على تصديقها، أو من الآباء الذين لم يخططوا أبدًا لإخبار أطفالهم عن ظروف حملهم والولادة ولكن فجأة يجدون أنفسهم مضطرين لشرح أسرار الأسرة المدفونة منذ فترة طويلة. منذ عام 2007، أصبح اختبار الحمض النووي المباشر للمستهلك أمرًا سهلًا وغير مكلف بحيث يمكن لأي شخص معرفة تراثه الجيني. كُشف عن العديد من الحقائق غير المتوقعة في الفضاء، ويتعامل عدد متزايد من الناس مع التداعيات، ويعانون من مشاعر معقدة حول الكذب عليهم من قبل الأشخاص الذين يثقون بهم أكثر من غيرهم.

وجدت دراسة أجراها مركز بيو في عام 2019 أن هناك العديد من النتائج المختلفة لواحد من كل 7 أمريكيين ممن خضعوا لاختبار الحمض النووي دون وصفة طبية. اكتشف ربعهم أقاربًا جددًا. تنخفض هذه الإحصائية إلى 2.5 في المئة ممن تم تبنيهم، و2.1 في المئة ولدوا من خلال علاجات الخصوبة، و1.6 في المئة من خلال تلقيح المتبرعين، ونحو 3 في المئة على أنهم منسوبون لآبائهم بصورة خاطئة (MP) من علاقة أو تجربة أو اعتداء، أو حدث آخر غير أبوي (NPE).

على الرغم من إخبار البعض بالحقيقة في مرحلة ما، فالعديد منهم لا يخبرهم أحد. «تشعر الكثير من العائلات بالخجل لعدم قدرتهم على الحمل دون مساعدة، وتشعر النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب أو مارسن الجنس مع شخص لم يتزوجن منه بالعار، حتى أولئك الذين تبنوا أطفالهم لكنهم لم يخبروهم بذلك فإنهم يشعرون بالخجل» تقول جوان مانتل، ماجستير في الخدمة الاجتماعية، أخصائية اجتماعية سريرية مرخصة، التي تقدم المشورة للآباء والأمهات الذين يعانون من العقم والتبني والمساعدات ولأطفالهم لأكثر من عقدين.

وراء الإحصائيات يوجد العديد من الأشخاص الذين تبدو أسرار عائلاتهم عن الأبوة المنسوبة إليهم مثل القنابل التي تنتظر الانفجار. تقول كارا روبنشتاين ديرين، التي أجرت اختبار الحمض النووي استعدادًا لرحلة إلى إفريقيا للبحث عن جذورها: «كان اليوم الذي اكتشفت فيه مثل 11 سبتمبر بالنسبة لحياتي -لقد قلب عالمي رأسًا على عقب». والدتها قوقازية والرجل المدرج على أنه والدها في شهادة ميلادها أسود. لكن اختبار الحمض النووي أشار إلى أنه في الواقع، لم يكن النصف الآخر من تراثها الجيني أمريكيًا من أصل أفريقي بل من شرق أوروبا، وأبيض ويهودي. بحلول الوقت الذي اكتشفت فيه هذا الاكتشاف وتعقبت والدها البيولوجي، كان قد مات، وكان ابنه يعاني من مرض عضال، ولم يكن أي من بقية أفراد عائلتها مهتمًا بلقائها.

منذ ذلك الوقت، تواصلت مع آخرين لديهم اكتشافات مماثلة وأصبحت مدافعة شرسة عن الحق في معرفة الهوية الجينية للفرد، وتعزيز التعليم، ومبادرات الصحة العقلية، والمشاركة من خلال منظمة الحق في المعرفة، وهي مؤسسة غير ربحية أسستها. تدعم المنظمة الأشخاص المتأثرين بمفاجآت الحمض النووي بسبب التبني أو الحمل (المتبرع) بمساعدة أو حدث غير أبوي، مثل الحدث الذي أدى إلى الحمل -ليلة واحدة مع رجل بالكاد تعرفه والدتها ولم تراه مرة أخرى.

إعلان

من بين الخدمات الأخرى، تقدم المنظمة المساعدة في الإحالة إلى شبكة من المتخصصين المدربين في الصحة العقلية، مثل مانتل، الذين لديهم خبرة سريرية وتدريب متقدم في تداعيات اكتشاف هوية الوالدين، بما في ذلك تغييرات غير متوقعة وغير مرغوب فيها في ديناميكيات الأسرة والاضطرابات الشخصية. تقول مانتل، التي علمت أنها كانت نتيجة الحمل بمساعدة المتبرعين: «سواء من خلال البحث عن التبني ولم الشمل أو الحمض النووي، فإن الاكتشاف هو مجرد بداية الرحلة».

تقول إن الأفراد والعائلات الذين يتعاملون مع القضايا المتعلقة بالتبني، وفكرة المتبرعين، والاكتشافات الأخرى، «تعود إلى أذهانهم العلاقة الأكثر حميمية في حياتهم والتي هي مع الوالدين الذين ربوهم، متسائلين لماذا أبعدوا الحقيقة الأساسية عن وجودهم، وهل كان ليتغير شيء ما لو عرفوا الحقيقة قبل اكتشافها بهذه الطريقة». في بعض الأحيان تأتي الأخبار على سبيل الارتياح، أي: شعروا منذ فترة طويلة أنهم مختلفون، في غير محلهم، مثل الطالب الذي يذاكر كثيرًا في عائلة الرياضيين. في أوقات أخرى، تفسر المزيد من الصفات الدقيقة أو العادات الفردية أو الاهتمامات أو السمات الشخصية غير النمطية في أسرهم.

العديد من القصص حول الأصول الخفية لها نهايات مبهجة ولكن ليس كلها: بعض الآباء الجينيون يسعدون بالترحيب بنسلهم البيولوجي، البعض الآخر ليس كذلك. بعض القصص، لا سيما تلك التي تربط العشرات من الغرباء بمتبرع واحد بالحيوانات المنوية، ينتهي بهم الأمر كمادة في الصحف الشعبية. لكن كل ذلك يشمل أشخاصًا حقيقيين يجب أن يجدوا طريقة لاستيعاب الأخبار التي تغير الحياة. أولئك الذين يتعلمون الحقيقة الجينية حول أصولهم، سواء كانوا يتصرفون بناءً على تلك المعرفة أم لا، يتشاركون الفضول حول والديهم البيولوجيين والرغبة في أن يحظوا بإعجابهم أو بقبولهم.

بغض النظر عن مدى عدم تقليدية التشكيلات الثقافية وتعريفات الأسرة، فهناك بعض الجوانب الأساسية للطبيعة البشرية كالحاجة إلى معرفة من أين أتينا وأن يقدرنا أسلافنا. يبدو أن هذا مخبأ في حمضنا النووي.

المصدر

إعلان

فريق الإعداد

تدقيق لغوي: رنا داود

ترجمة: شيم سليمان

اترك تعليقا