إليك مناقِب ومثالب أن تكون منفتحًا .. العلاقة بين معدلات الانفتاح والنجاح (مترجم)

انطلاقًا من كوننا مخلوقات اجتماعية، فلا عجب من أننا نثمّن الانفتاح (الاجتماعية). وفقا لدراسةٍ بريطانيةٍ تصدرت العناوين: فإن الأمهات اللواتي حصلن علی هذا اللقب حديثا، وضعن الانفتاح في مقامٍ أعلی من صفات الذكاء والضمير الحي في قائمة الميّزات التي يرغبن بها لأطفالهن. لكن هل حقّا هذه الصفة هي بالفعل لافتة للنظر؟

الفوائد في العمل:

خلُصت مراجعة ضخمة عام 2019 ل 97 دراسة بعد تحليلها تستكشف العلاقة بين معدلات الانفتاح والنجاح في العمل إلی أن هذه الصفة تمنح ميزات قوية وشاملة. بالمقارنة مع الانطوائيين، امتلك الاجتماعيون حافزا أكبر للعمل الجيد وعلاقاتٍ أفضل مع الآخرين وشعورًا إيجابيًا تجاه الحياة (بمافي ذلك التحديات ضمن نطاق العمل) كما حصلوا علی تقديرٍ أكبر من قبل مدرائهم. ولكن الاجتماعية تشمل عددًا من الأوجه أو الجوانب الأكثر تحديدًا. وجد الباحثون أنه في حين ارتبط البعض بنجاحٍ مهني أكبر (بالتحديد: الحماسة، والإصرار، والتعاطف الإيجابي والسيطرة) فإن البعض الآخر لم يكن كذلك (التواصل الاجتماعي والتماس الاحساس). لذلك، فعلی الرغم من كونك اجتماعيا بدرجة عالية هو السمة الأكثر رواجا للانفتاح، لم يكن ذلك ذا أهمية في الحصول علی عمل أو إتقانه، مثل بعض الجوانب الأخری. وإذا لم تكن منفتحًا بشكل طبيعي فسيؤثر ذلك علی جوانب الانفتاح التي سوف تحاول تبنّيها اعتمادا علی أهدافك.

التظاهر بذلك

لايميل المنفتحون للنجاح في ميدان العمل فحسب بل يتمتعون بكونهم أكثر سعادة أيضا.. لكن هل ينجح التظاهر بأنك منفتح وسعيد أيضا؟ وفقاً لبعض الدراسات الحديثة فالإجابة هي: نعم. عام 2019، قمنا بدراسة أميركية شجعت الناس علی أن يكونوا أكثر انفتاحا لمدة أسبوع. حيث طُلب منهم أن يكونوا ثرثارين وحازمين وعفويين قدر الإمكان. وقد أفاد أولئك بعد انتهاء الأسبوع بأنهم شعروا بمشاعر إيجابية بشكلٍ أكبر خلال هذه الفترة. (وعندما طُلب منهم أن يتظاهروا بكونهم أكثر انطوائية أي التصرف بشكلٍ متأنٍّ ومتحفّظٍ وهادئ – فقد ألحق ذلك الضرر النفسي بهم).

ومع ذلك، وجدت دراسة أخری خاصة بالأشخاص الانطوائيين ممن تظاهروا بالانفتاح أي التصرف بشكلٍ أكثر حيوية وحماسة، أن ذلك مرهق لهم بشكل كبير لدرجة ازدادت عندها مشاعرهم السلبية. لكن حتی الانطوائيين قد يحصلون على بعض الفائدة بانتهاج سلوك مرتبط بالانفتاح: كبدءمحادثةٍ مع شخصٍ غريب.

لا مزيد من الثقة

على الرغم من ارتباط الانفتاح بمختلف المزايا والمحاسن، إلا أنه لايخلو من العيوب أيضا. كما ذكرنا في دراسة سابقة تمت مطلع هذا العام، نحن لا نثق بالاجتماعيين كما نثق بالانطوائيين علی سبيل المثال. وفقا للدراسة، صفة واحدة فقط من الصفات الخمس الهامة للشخصية مرتبطة بالموثوقية ألا وهي: القبول. وذهبت بعض الدراسات أبعد من ذلك حيث ربطت بين الانفتاح والتصوّر السلبي.

إعلان

علی الرغم من تصوير المنفتحين دائما بمظهر الناجحين في علاقاتهم الذين يمتلكون مهارات اجتماعية باهرة، لكن هذا ليس ما يراه الآخرون حقا. وجدت دراسة أميركية أن العديد من المنفتحين قد كانوا مستمعين سيئين. لماذا؟ لمس المشاركون في الدراسة مَيل الاجتماعيين لاستلام دفة التواصل مع الآخرين وتوجيهها. واقترح منظّرو الدراسة بأن المرونة التي تتسم بها الطريقة التي يعرض الاجتماعيون بها أنفسهم ماهي إلا إشارةً لمحاولتهم ملائمة الدور الذي يلعبونه بدلا من أخذ ما يقوله الآخرون علی محمل الأهمية.

نقطة الانفتاح الايجابية:

تتبع درجات الاجتماعية خط بياني مستمر، وكما أكّدت بعض الدراسات لا يقصد هنا بأن كلما كانت النتيجة أكبر هي بالضرورة أفضل.
راقبت إحدی الدراسات شخصيات ومدارك قادة المجموعات الطلابية غير الرسمية في الولايات المتحدة وموظفي شركات البيع بالتجزئة في الصين. وفي كلا الحالتين، حاز الاجتماعيون منهم علی درجة أعلی من الإعجاب كما تم اعتبارهم مصادر موثوقة لتقديم النُّصح. ولكن إلی حدٍّ معيّن فقط، حاز أولئك الذين صنّفوا أنفسهم ودودين أو ودودين جدا إعجابًا أقل بالمقارنة مع أصحاب التقييم الذاتي الأقل.
يعتقد الفريق بأن الكثير منّا يرون الود والحماسة المفرطة أمرا مبالغا به.

بينما جری الاعتقاد أننا قد اكتسبنا الشكل النهائي لشخصياتنا في مراحل البلوغ المبكرة، فقد تغيّرت هذه القناعة. لم تعد مضطرا إلی سبر أغوار الانترنت التماسا لنصائح كيف تجعل من نفسك منفتحا. وبالرغم من امتلاك الانفتاح جملة من الميّزات ليست بقليلة، فقد أماطت الدراسات الأخيرة اللثام عن الوجه الآخر له.

المصدر

إعلان

مصدر مصدر الترجمة
فريق الإعداد

تدقيق لغوي: رنا داود

ترجمة: دعاء علي

اترك تعليقا