الاكتشافات العلمية في عام 2018 ما الجديد؟!

منذ بداية القرن العشرين تسارعت وتيرة الإنتاج العلمي للبشر، فلا يكاد يمر يوم دون أن نسمع عن الاكتشافات العلمية الجديدة التي يقدمها العلم لخدمة البشرية وتغييرها، فكيف بنا في عام كامل! 2018 عامٌ حمل معه الكثير من الاضطرابات والحروب والكوارث، لكن ذلك كله لم يمنع قديسي العلم وطالبيه في مختلف الأصعدة من الاستمرار في الإنتاج.

الاكتشافات العلمية في الفضاء

في حزيران، أطلقت ناسا مسبارها الموعود “باركر“، الذي يُعنَى بدراسة الغلاف الجوي للشمس، في أول مهمة من نوعها تقترب نحو الشمس على مسافة 6 مليون كيلومتر، مما يعني في علم الفضاء ملامستها!

كما حطت في ديسمبر مركبةُ “إنسايت” التابعة لنفس الوكالة على سطح المريخ، وهي مركبة لدراسة بنية سطح المريخ وطبيعته الزلزالية.

بدورها أرسلت مركبةُ “كيريوستي” الموجودة فعليًّا على المريخ، في صيف هذا العام، معلوماتٍ هامة تفيد باحتمالية وجود حياة سابقًا على الكوكب، وذلك إثر رصدها لمواد عضوية على سطحه.

وعلى الجانب الآخر من العالم، أطلقت الصين مسبارًا لاستكشاف الجانب المظلم من القمر لأول مرة.

إعلان

وتواصل شركة سبيس إكس، بقيادة إيلون ماسك، جهودَها الرامية لإطلاق صواريخ قادرة على العودة للأرض بهدف غزو المريخ في النهاية. وعلى سبيل التجربة، أطلقت في فبراير حمولات نحو الفضاء، ضمنها سيارة تركتها هناك.

بينما كشف علماء في جامعة بيل الأمريكية عن رصدهم لمجرة غريبة من نوعها؛ إذ تعدّ أول مجرة لا تحوي أي مادة مظلمة يرصدها البشر!

بدوره رصد تلسكوب هابل “الذي يستعد للتقاعد” أبعد مجرة نكتشفها في التاريخ، وهي من المجرات الأولى “إن لم تكن الأولى” في عمر الكون، ويتوقع أنها وجدت بعد 550 مليون عام فقط بعد الانفجار العظيم (وهي مدة قصيرة في المقاييس الكونية).

شهد هذا العام أيضًا خسوفًا كليًا نادرًا للقمر “قمرًا دمويًا”، شهدته قارات العالم الثلاث في ليلة 27 تموز، واقترن هذا الحدث “صدفة” باقتراب المريخ للأرض كأقرب ما تكون عليه المسافة بينهما، الأمر الذي استغلته ناسا لإطلاق مركبتها نحو المريخ.

 

الاكتشافات العلمية في البيولوجيا

البداية بالتأكيد بأول عملية ولادة بعد زراعة رحم متبرَّع به من متبرعة ميتة في البرازيل، والتي تكللت بالنجاح في ديسمبر.

وفي ثورة طبية أخرى، استطاع باحثون في مشفى أوهايو تطوير تحليلٍ دموي سريع يستطيع الكشف عن 70% من حالات السرطان المختلفة، وقد بدأت المشفى بالفعل باستخدام الطريقة التي تعتمد على تحليل أجزاء جينية وخلايا في الدم.

واكتشف علماء نرويجيون في أغسطس/آب آثارًا في سيبيريا، استطاعوا من خلالها اكتشاف أن فصيلين من أسلاف البشر “إنسان نياندرتال وإنسان دينيسوفان” كانا قد تزاوجا فيما بينهما، وأنتجا جنسًا هجينًا.

وفي نفس السياق، اكتشف باحثون خلال سبتمبر من هذا العام أقدم أثر لبشري على الأرض، وذلك في جنوب أفريقيا.

الاكتشافات العلمية في البيئة

لا يزال العالم يعاني من أزمة القرن العشرين ذاتها، ثقب الأوزون والاحتباس الحراري.

في العام 2018 كان هنالك أخبار جيدة وأخرى سيئة ضمن هذا السياق. فقد اكتشف باحثون بيئيون في يناير، أن ثقب الأوزون بدأ بالتعافي بالفعل والتقلص فوق القارة القطبية الجنوبية، وهو اليوم في أصغر حالاته منذ اكتشافه، وذلك بفضل تنبه البشر لهذه الكارثة وتبنيهم سياسات في غالبها بيئية صحية.

أما الخبر السيئ فهو استمرار ذوبان الثلوج بشكل مرعب في القارة المقابلة “القطبية الشمالية”. ففي سبتمبر من هذا العام، ذابت قطعةٌ جليديةٌ جديدة، بطول 8 كيلومترات وسماكة 400 متر!

كما حذر عدد من الباحثين من أن مدينة البندقية وعددًا من المدن الساحلية في البحر المتوسط على وشك الغرق خلال السنوات القادمة، في حال لم يتوقف الذوبان المتسارع في القطبين.

علماء نوبل

قبل أن نتحدث عن العلماء وأخبارهم لهذا العام، لابد أن نقف لحظاتِ حزنٍ على ما فقدته البشرية في مارس إثر وفاة العالم والفيزيائي الشهير البروفيسور ستيفن هوكينغ، بعد مسيرة طويلة تحدى فيها العجز لأكثر من سبعين عامًا، وتابع تعليمه، ثم درس الثقوب السوداء وتركيبها وكتب فيها النظريات، وهو من أبرز وجوه العلم في العقود الأخيرة.

أما بعد، ففي أخبار نوبل لهذا العام فقد توج الأمريكي جيمس أليسون والياباني تاسوكو هونغو بالجائزة في مجال الطب، وذلك عن بحثهما في محاربة السرطان عن طريق جهاز المناعة للجسم نفسه.

كما نال كل من آرثر أشكين (وهو أكبر الحاصلين على الجائزة في التاريخ) وزميليه مورو وستريكلاند الجائزة في الفيزياء، وذلك لأبحاثهم المتقدمة في مجال استخدام طاقة الليزر.

ونالها في الكيمياء الثلاثي فرانسيس آرنولد، جورج سميث، جورجي وينتر، وذلك عن أبحاثهم في مجال التطور الموجه، واستخدام التطور في انتاج الوقود الحيوي.

وكان من اللافت في نوبل لهذا العام، عودة المرأة للحضور في الجائزة بعد غياب طويل وشحٍّ في الأسماء (خاصة في المجال العلمي)، وكما كل عام هيمن الأمريكيون على الجوائز بسبعة أسماء من أصل العشرة الفائزة.

وفي جائزة الرياضيات السنوية، المسماة “ميدالية فيلدز”، حصل الثلاثي أليسيو فيغالي وبيتر شولز وأكشاي فنكاتيش على الجائزة.

كان عامًا عظيمًا للعلم، صنعه أبطال العلم في مختلف الميادين. ننتظر العام الجديد على أمل أن يحمل لواء العلم من يتابع مسيرتهم..

كل عام وأنتم بخير ضيوف المحطة الكرام

 

*المصادر : 1 2 3 4 5 6 7 8 

إعلان

فريق الإعداد

إعداد: بشار منصور

اترك تعليقا