ابن شقيق هتلر الذي حرَّض عليه وقاتل ضدَّه: من هو وليام هتلر؟
في عام 1939، وقبل فترة قليلة من اندلاع الحرب العالميَّة الثانيَّة، صدر مقال طويل في إحدى المجلات الأمريكيَّة بعنوان “لماذا أكره عمي!”، بقلم ويليام باتريك هتلر، ابن أخ الزعيم الألماني أدولف هتلر، والذي أخذ على عاتقه تشويه سمعته، وكشف حقيقة الديكتاتور النازي وفضائح نظامه القمعي وتاريخه السيئ، خلال جولة عبر الولايات المتحدة، قدَّم فيها عدد من المحاضرات للعامة، وانتهى به الأمر مُشاركًا في الحرب ضد عمه، وحصل على وسام رفيع من الجيش الأمريكي، لكن من هو وليام هتلر ولماذا قام بذلك؟
ابن أخي الكريه
وُلد وليام باتريك هتلر في 1911 بمدينة ليفربول الإنجليزيّة، لأبٍ ألماني “ألويس” وهو الأخ غير الشقيق لأدولف هتلر وأم من أيرلندا، تقابل والداه في أيرلندا ثم انتقلا إلى لندن في 1910 وتزوجا هناك.
لكن والده هجرَ العائلة سريعًا وعاد إلى ألمانيا، خلال الحرب العالميّة الأولى (1914:1918)، حيث يُعتقد أنه تزوج مرة أخرى، ومع وصوله سن ال 18، حاول وليام التواصل مع والده، أو يُقال أرسل له الوالد، وبالفعل سافر إلى ألمانيا لأول مرة في 1929، وحضرَ مع والده إحدى اجتماعات الحزب النازيّ الشعبيّة، حيث خطب عمه أدولف في الجماهير، لكنه سرعان ما عاد إلى إنجلترا مُجددًّا.
ومع صعود أدولف هتلر والنازية للسلطة في عام 1933، وتقلُّده منصب المستشار أي الحاكم الفعلي، قرَّر وليام العودة سريعًا للاستفادة من منصب عمه، والخروج بأكبر ربح ممكن، وعيَّنه عمه في أحد البنوك بالفعل، لكنَّه أراد المزيد دومًا ولم تساعده سمعته السيئة، والمشكلات التي وقع بها بسبب لعب القمار وسلوكه غير السوي، معتمدًا على حصانه عمه، حيث عاش في ترف بالغ، وكان حضوره دائمًا في الحفلات والملاهي الليلية، وعُرف بأنه زير نساء، مما جعل هتلر في النهاية يطلق عليه “ابن أخي الكريه“.
وعندما فشلت محاولاته في الحصول على ما أراد، أقدم على ابتزاز هتلر، وهدَّد ببيع بعض أسرار العائلة للصحف، ونشر إشاعة عن أصل هتلر اليهودي، وعلاقته المشبوهة مع ابنة شقيقته وانتحارها في النهاية، بعد أن حملت طفل من هتلر!
في النهاية وافق هتلر على مطالبه ووضعه في منصبٍ رفيع، على شرط أن يتنازل عن الجنسيّة البريطانية، ويكتفي بالألمانيّة فقط، حينها استشعر وليام الخطر، وكاد يقع تحت سيطرة عمه إذا ما أصبح مواطنًا ألمانيًا، فلا يمكنه الهرب أو التحرك بسهولة، بينما بجواز السفر البريطانيّ يمكنه الفرار في أي وقت، وهو ما فعله وعاد إلى بريطانيا قبل بداية الحرب بأسابيع.
الحرب ضد هتلر
بعد وصوله بريطانيا حاول الانضمام للجيش البريطاني، والقتال ضد النازيين وعمه، لكنهم بالطبع لم يثقوا في ابن شقيق هتلر ورفضوا الموافقة، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة سريعًا، تحت رعاية عملاق الصحافة الأمريكية William Randolph Hearst، وقام بجولةٍ ألقى فيها عددًا من المحاضرات، ونشر بعض المقالات ضد أدولف هتلر، وحصل بعدها على الجنسية الأمريكية.
حاول مرَّة أخرى المشاركة في الحرب العالميّة، لكن تم رفضُهُ من جديد، حتى أرسل خطاب شخصي للرئيس الأمريكي “فرانكلين روزفلت” في 1942، يطلب السماح بالانضمام للجيش الأمريكي، قائلا “قريبًا سوف يسير جميع أقاربي وأصدقائي من أجل الحريّة والخير، إنني أقدم هذا الالتماس إليكم بكل احترام للاستفسار عمَّ إذا كان من الممكن أن يُسمح لي بالانضمام إليهم في كفاحهم ضد الاستبداد والقمع؟”
يُقال إن “إدجار هوفر” مدير ومؤسس المباحث الفيدرالية الأمريكية FBI، قام شخصيًا بالتحقيق في خلفية وليام والتأكد من نواياه، وأخيرًا بحلول 1944 شهد بعض القتال، وعمل في فريق المسعفين والممرضين بالبحرية الأمريكية، وتعرَّض لإصابة حصل بموجبها على وسام القلب البنفسجي، وخرج من الجيش رسميًّا في 1947.
قاد بعد ذلك حياةً هادئةً مع والدته، وابتعد عن السياسة والصحافة، وقام بتغيير اسمه من هتلر إلى Stuart-Houston، وتزوج وأنجب أربعة أبناء وعاش في نيويورك، وتوفي في النهاية في عام 1987 بعمر ال 78.
Sunday Roast – Adolf Hitler’s Nephew Fought Against Him-
–‘DIE, UNCLE ADOLF!’: HOW HITLER’S NEPHEW FOUGHT AGAINST HIM DURING WWII
–New letter shows Hitler’s nephew begged to join U.S. military to fight Nazis