قلبي: كتابٌ يتّسِمُ بالذكاءِ العاطفيِّ لتعليمِ القراءةِ في صورةِ قصائدَ مُصوَّرةٍ رقيقةٍ واستثنائيةٍ حول قُدرتنا على الحُب
سألتُ صديقًا لي مُؤخرًا يمر بفترة عصيبة من إرهاق العمل والمشاكل العاطفية «كيف حال قلبك؟»، متحدثةً عن الإرهاق بينما أحاول جلب كم هائل من الحب على الحياة. وكانت إجابته الجميلة والمُحزِنة، التي جاءت سريعة ودون تحفُّظ مثل بساطة وصِدق وشاعرية الكلمات وهي تخرج من شفاه الأطفال قبل تعلُّم البلوغ أن يُعقِّدهم في الشِعر مع مراعاة اعتبارات المنطِق والوعي الذاتي، هي: «قلبي أكثر انشغالًا من أن يكون قلبًا».
كيف للقلب البشريّ –ذلك الوحش العتيق الذي أوحى زئيرُه وخرخرتُه قصائدَ وقصصًا شِعريةً وحروبًا، وتحدَّى العديد والعديد من الألقاب التي كانت أصغر مِن أن تحمل نبضاته، ووضع العُشّاقَ والإمبراطوريّاتِ على مذبحه– أن يتحرّر من الوعي الذاتي ويتعلّم أن يكون قلبًا؟
هذا هو ما تسبر غورَه الفنّانةُ والرسّامةُ «كورينا لويكين – Corinna Luyken» في الكتاب الغنائي الرائع «قلبي – My Heart» – كتابٌ يتّسِم بالذكاء العاطفي لتعليم القراءة في صورة قصائدَ مُصوَّرةٍ رقيقةٍ واستثنائيةٍ حول قُدرات القلب الفُسيفسائية، والحُب كممارسةٍ وليس حالةً، وكيف له أن يُثبِّط عزيمتنا، ويُبهجنا، ويُرعبنا، ويُوسّع آفاقنا في نهاية المطاف.
اقرأ أيضًا: كيف أتعافى من خيبات الحب؟
قلبي نافذةٌ
قلبي شبّاكٌ مُنزلِقٌ
قلبي بالإمكان مُنغلِقٌ
أو على مصراعيه مُنفتِحٌ
بعض الأيام يكون بِركةً
بعض الأيام يكون لطخةً
بعض الأيام يكون غَيمةً
وبالأمطار يسير مُحمَّلًا
يبرزُ لنا أحد كتب «الأطفال» النادرة الإعجازية التي تحذو حذو كتاب «الأمير الصغير – The Little Prince»، حيث يُعلِّم الأطفالَ بعضَ الجوانب الإنسانية الأساسية بينما يدعو البالغين إلى التخلّي عمّا تعلّمناه من أجل إعادة اكتشاف وإعادة عيش أنقى حقائق بشريتنا وأكثرها براءةً.
بعض الأيام يكون ضئيلًا
لكنّ الضئيل يُمكن أن يكبُر…
ويكبُر…
ويكبُر.
بعض الأيام سياجٌ قد بُنيَ
بين نفسي وبين الدنيا
بعض الأيام يكون هَمِسًا
بالكاد يُسمَع له حِسٌّ
مَكسورًا يكون في بعض الأيام
لكن المَكسور قد يأتي أحدٌ يُصلِحه
وقلبٌ لا يعرف السلام
ما زال قد يأتي يومٌ يَشهَده
قلبي ظِلٌّ
نورٌ ودليل
مُغلَقٌ أو مَفتوح
يحِقُّ لي تقرير المَصير
نرشح لك :غراب الأدب الأمريكي إدجار آلان بو
المصدر: Brain Pickings