النوم الوهميّ..ما هو؟ وكيف يمكن أن يقدم لك يد العون؟
جرب هذه الحيلة السريعة لِتحفيز دماغك على استعادة طاقته في المرة القادمة التي لا تحظى فيها بقسط كافٍ من النوم
لا يحصل العديد من الأفراد على قسطٍ كافٍ من النوم في مجتمعنا؛ هذا بسبب عملهم لساعات طويلة ومعاناتهم من التوتر والأرق. ويؤدي افتقار الجسم للنوم إلى الشعور بالإرهاق والإجهاد؛ مما يجعل التركيز أمراً شديد الصعوبة، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى هدر اليوم بطوله بسبب انخفاض مستوى الطاقة في جسدك. ولكن لا تقلق، حيث وجد الباحثون حلّاً سحرياً لهذه المُعضلة.
فمن المعروف أنّ الوعي بحاجتك للنوم يؤدي بك إلى الشعور بالخمول ويزيد من حدة أعراض الإرهاق، وذلك من خلال سيطرة قوة الدماغ على قوة الجسد. ففي دراسةٍ -نُشِرت حديثاً في مجلة Journal of Experimental Psychology- بحثت في تأثير النوم الوهميّ على الأفراد؛ ووجد الباحثون أن النوم الوهميّ من الطرق الفعالة للتخفيف من شعور الجسد بالإرهاق. ولكن ما هو النوم الوهميّ؟ وكيف يمكن أن يقدم لك يد العون؟
إليك الآن كل ما تحتاج معرفتَهُ حول هذه الدراسة.
الدراسة التي بحثت في “النوم الوهميّ”
قرر عدد من الباحثين في كلية كولورادو أن يختبروا آثار النوم الوهمي على المشاركين، وذلك لمعرفة ما إن كان يقلل من إرهاق الفرد أم لا. حيث سألوا المشاركين عن عمق نومهم في الليلة الماضية ومن ثمَّ أخبروهم بأهمية مرحلة النوم المسماة بحركة العين السريعة (REM sleep)؛ فأخبر الباحثونَ المشاركين أن البالغين يقضون ما نسبته %20 إلى %25 من فترة نومهم في هذه المرحلة وأن أداء الأفراد الذين يقضون مدة أقل في هذه المرحلة يكون أسوء في الاختبارات.
ومن ثم تمَّ وصل المشاركين بجهازٍ أخبرهم الباحثون أنه يقيس معدل ضربات القلب والنبض وتردد الموجات الدماغية. كما وأخبر الباحثون المشاركين أن هذا الجهاز سيُبيِّنُ المدة التي قضوها في مرحلة نوم حركة العين السريعة. ولكن في واقع الأمر، كان الجهاز يقيس نشاط الموجات الدماغية فقط. كما وتمَّ إخبار المشاركين أنهم قضوا ما نسبته 16.2% أو 28.7% من مدة نومهم في هذه المرحلة، ولكن بالطبع لم يكن لهذه الادعاءات أيُّ أساس من الصحة.
ومن ثم خضع المشاركون لاختِبار يقيس التنبه السمعيّ وسرعة معالجة الدماغ للبيانات الظاهرة أمامه؛ ومن الجدير بالذكر أن كلتا هاتين المهارتين تتأثران بِحرمان الجسم من النوم.
وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين اعتقدوا أنهم حظوا بكمية نوم أعلى من المعدلات الاعتيادية لِمرحلة حركة العين السريعة قدموا أداءً أفضل في الاختبارات مقارنةً بمن اعتقدوا أنهم حظوا بكمية نوم أدنى من المعدلات الاعتيادية لِمرحلة حركة العين السريعة. وبما أن هذه النتائج تُظهِر قوة تأثير النوم الوهمي على الدماغ، يتساءل العديد من الأفراد عن إمكانية استخدام النوم الوهمي كوسيلة لرفع مستويات الطاقة والتركيز لديهم.
النوم الوهميّ لِمَن لا يحظون بقسط كافٍ من النوم
من الواضح أن اللجوء إلى النوم الوهمي يؤدي إلى تحسن الأداء المعرفي للفرد؛ حيث خلصت الدراسة إلى أنَّ أداء الأفراد الذين صدقوا حصولهم على قسط كافٍ من الراحة تحسن بشكل كبير مقارنة مع غيرهم، حتى وإن لم يكن لذلك أي أساس من الصحة. وفي المقابل، يميل الأداء المعرفي للأفراد الذين يعتقدون أنهم مرهقين بسبب حرمانهم من النوم للتراجع مقارنة بمن صدقوا حصولهم على قسط كافٍ من الراحة. كما وتُظهِرُ هذه الدراسة القوة الجبارة للدماغ؛ حيث يمكن لأي شخصٍ استخدام النوم الوهمي لتجديد كلٍّ من طاقة الدماغ والوظائف المعرفية. ويمكن أن يقدم النوم الوهمي يدَ العون لأولئك الذين لا يحظون بقسطٍ كافٍ من النوم بسبب التوتر أو بسبب العمل لساعات طويلة، وذلك من خلال بذل جهد واعٍ للتفكير بعبارة: “لقد حظيت بقسط كافٍ من النوم في الليلة الماضية”. فيؤدي تكرار هذه العبارة إلى أن يصبح الفرد أكثر تنبُّهاً لما يحدث حوله وأكثر انناجية خلال اليوم.
على أية حال، من المهم أن تعرف الحقيقة التالية: على الرغم من أن النوم الوهمي ذو فوائد جمّة للأفراد الذين يعانون من فشل محاولاتهم للنوم بعمق في بعض الأحيان، إلى أن الخُبراء لا يوصون باستخدامه من قبل الأفراد الذين يعانون من الأرق المُزمن. لذلك إن كان الأرق زائراً ثقيلاً على نفسك، استشر طبيبك الخاص أو أيَ طبيب عام حول أسباب معاناتك من الأرق والعلاج المناسب لحالتك.