مراجعة الفيلم اللبناني.. القضية 23 (The Insult)
بطاقة تعريفية بالفيلم
تمّ إصدار فيلم القضية 23 في 2017 في شهر أغسطس بمهرجان البندقية، ثمّ في شهر سبتمبر بدور العرض بـ لبنان.
- تصنيف الفيلم: دراما
- تقييم الفيلم حسب موقع IMDB: 7.9/10
- تقييم الفيلم حسب موقع Rotten Tomatoes: 7.6/10
- الفئة العمرية: للكبار فقط
- المخرج: زياد دويري
- المؤلف: زياد دويري بالإشتراك مع جويل توما
- الموسيقى التصويرية: إريك نيفو
البطولة:
- كامل الباشا بدور ياسر سلامة الفلسيطني
- عادل كرم بدور توني حنا اللبناني
- ريتا حايك بدور شيرين حنا زوجة توني
- كميل سلامة بدور وجدي وهبة محامي توني حنا
- دياموند بو عبود بدور نادين وهبة محامية ياسر سلامة
القصة:
تدور أحداث الفيلم في الوقت الحاضر في منطقة ببيروت، حيث تقوم شركة مقاولات بترميم البيوت في تلك المنطقة فتحدث مشادّة كلامية بين المهندس المسؤول وهو (ياسر سلامة) وبين أحد السكان وهو (توني حنا) تنتهي بسباب موجّه من ياسر لتوني، فيذهب توني لرئيس المشروع ويخبره أنه يريد اعتذارًا وإلا سيلجأ للمحكمة.
من هنا يأخذ الفيلم منحىً آخر؛ حيث يرفض ياسر الاعتذار ويتحوّل الأمر إلى رأي عامّ وتنقلب بيروت رأس على عقب ما بين مؤيد لتوني ومؤيد للقضية الفلسطينية تعاطفًا مع ياسر حتى يصل الأمر إلى رئاسة الجمهورية.
تحليل:
شخصيات الفيلم المرسومة بعناية:
توني حنا يمثّل جزءًا من الفكر اللبناني المعاصر وتشتّته للحصول على كرامته المهدرة ورأيه المهمل، أو كما تمّ وصفه من قبل المحامي الخاص به “فهو أيضًا لاجئ ولكنه لاجئ في وطنه”، فتارّة نجده ثائرًا لكرامته وتارة أخرى لوطنه، فهو شديد التمسّك بحقوقه في المواطنة والتعبير عن الرأي، ويظهر هذا في مشاهد عديدة وأكثرها عندما قابل رئيس الدولة.
- الرئيس: أنتوا معكم خبر أني بقدر أوقف المحكمة كله.
- توني: لا.. ما فيك.
- الرئيس: أنا رئيس جمهورية!
- توني: انت موظف دولة.. فخامة الرئيس ونحن بندفع ضرايب كرمال أنت بتحمي لنا حقوقنا.. والمحكمة من ضمن حقوقنا.
أما عن ياسر سلامة، فهي شخصية تمثّل كلّ ما هو فلسطيني من حيث قوة شخصيته الظاهرة في انفعلاته وثورته النفسية المستمرة بين اعترافه بجريمته وإنكارها، ولكنّه يجد إهانة وذلًّا في الاعتذار لأنّ كلّ شيء حوله يدفعه ليكون إما ضحية أو ظالمًا.. لم يجد من يعامله على أنه مجرّد شخص يحمل بداخله تناقضات كالكثير، وأنه ليس هو القضية الفلسطينية كلها.
المحامي وجدي وهبة! وقفتُ كثيرًا عند هذه الشخصية ووجدت أنّها وحدها يمكنها حمل فيلم كامل على عاتقها، فهو المحامي البارع، ذائع الصيت الذي قلّما يخسر قضية، وهو الوطني الذي شارك في حروب بلاده والمدافع عن حقوق مواطنيها حتى لو كلّفه هذا تجريح وطنه أو أوطان غيره.
السيناريو:
يسيير بخطى ثابته ومتقنة، بهدوء تبدأ القصة من العتبة الأولى في السيناريو ثمّ وبقليل من الإثارة ينقلنا إلى النقطة الأساسية – العتبة الثانية -وهي الاعتذار. ثمّ بنفس الخطوات الثابتة الهادئة نصل إلى الصدام بين الأفكار للأبطال. وتأتي ساعة الذروة مثقلة ولكن بدون ملل حتى نصل إلى العتبة الأخيرة والحلول لنهاية القصة بدقّة وببعض الإثارة الخفيفة الخفية.
الحوار:
يعدّ هذا الجزء هو السبب في تصنيف الفيلم للكبار فقط، نظرًا لكمية السّباب والكلمات المستخدمة من كلّ شخصيات الفيلم بما فيهم هيئة المحكمة، ولكنه ليس سبابًا يجعل الفيلم رديئًا بل يقوّي تلك الحوارات الجارية بين الأبطال، فكلّ منهم لديه لحظات لا يمتلك فيها أعصابه فيرمي بكلمة هنا أو هنا، ولا يخلو الحوار من قوّة وإظهار الشخصيات وتفكيرهم وتوجّههم السياسي، ويعدّ هذا من أفضل الأجزاء التي عمل عليها صناع الفيلم، فكأنك وُضعت بداخل بيروت الحديثة لتسمع أهلها.
التصوير السينيمائي:
ربما لم يكن كما أتوقعه ولكن نظرًا لقلّة المشاهد والأماكن فإنّه جيّد.
الموسيقى التصويرية:
كانت تتراوح المقطوعات بين الجيّدة والرائعة في بعض المشاهد، خصوصًا عندما تكون المشاهد درامية.
الإخراج:
كان في أفضل صورة، وهذا ما تركته لنهاية المقال لأنني رأيت جهدًا رائعًا جعل الفيلم يرشَّح في مهرجان الأوسكار تحت فئة أفضل الأفلام الناطقة بلغة أجنبية 2018، ولكنه لم يفز بها. ويعدّ من الأفلام العربية القليلة التي وصلت لتلك المرحلة، وهذا يعود لزياد دويري الذي يمتلك رؤية جيدة لأعمالها ومواضيعها وجهده الرائع ليظهر لنا هذا الفيلم.
الخاتمة:
في النهاية، الفيلم عليه بعض الانتقادات السياسية التي تسبّبت في بعض الانتفاضات داخل فلسطين ومصر، واتهام صنّاعه بالتطبيع الإسرائيلي.
أما ما له، أنّه حصد بعض الجوائز العالمية: ومنها أن فاز الممثّل فارس كرم بأفضل ممثل ببرنامج FEST في بلجراد، كما حصد الفيلم جائزة Best Feature Film في مهرجان Boulder العالميّ، كما نال الممثل كامل الباشا جائزة أفضل ممثل في مهرجان Volpi Cup .
أما عن تقييمي الشخصي للفيلم فهو 7.5/10.
كما أتمنّى لكم مشاهدة ممتعة، وأن تتبادلوا الآراء حوله، لمن شاهد الفيلم مؤخّرًا.