أخيرًا: باحثون في جامعة ييل يتوصلون إلى اختبار مباشر للكشف عن الزهايمر
باحثون في جامعة ييل طوّروا تقنية جديدة للكشف عن مدى تدهور أدمغة مرضى الزهايمر
أعلنت مجموعة من الباحثين في جامعة ييل الأمريكية عن توصلهم إلى طريقة جديدة لقياس مدى تدهور التشابكات العصبية في أدمغة الأفراد المصابين بمرض الزهايمر بصورة مباشرة ﻷوّل مرة. وقال الباحثون أن الأسلوب المستخدم هو تكنولوجيا التصوير المقطعي بأشعة البوزيترون P.E.T لمسح بروتين معين في المخ مرتبط بالتشابكات العصبية، ويتوقع الباحثون أن يؤدي استخدام الطريقة الجديدة إلى تسريع البحث عن علاجات الزهايمر الجديدة.
يؤثر مرض الزهايمر على 5.7 مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها، والعدد قابل للزيادة حيث من المتوقع أن يصل إلى 14 مليونًا بحلول عام 2050. وحتى الآن، فإن معظم البحوث المتعلقة بآثار المرض على المخ يتم القيام بها بعد الوفاة. لكن الحاجة إلى اختبار العلاجات الجديدة، دفعت الباحثين مؤخرًا إلى محاولة ابتكار أساليب لقياس فقدان الذاكرة لدى المرضى الأحياء.
تمت الدراسة الجديدة بالتعاون بين الباحثين في مركز جامعة ييل للتصويت المقطعي بأشعة البوزيترون P.E.T وبين وحدة الأبحاث الخاصة بمرض الزهايمر في الجامعة ذاتها. وكان اهدف الرئيسي للدراسة هو استكشاف إستراتيجية جديدة لقياس مدى التدهور في عدد التشابكات العصبية باعتباره مؤشرًا ثابتًا للتدهور في القدرات المعرفية للمرضى.
ولتحديد مدى التدهور في التشابكات العصبية في في أدمغة المرضى، استخدم فريق البحث مادة كيميائية مشعة محددة، ترتبط ببروتين معين، موجود في جميع الاشتباكات العصبية تقريبًا. وأجرى الباحثون تجاربهم على 21 متطوعًا من كبار السن منهم عدد من مرضى الزهايمر المبكر والباقي هم أشخاص لديهم قدرة معرفية طبيعية. وتم حقن الجميع بالمادة المشعة، ثم تم إجراء الفحص باستخدام تكنولوجيا P.E.T عالية الدقة. مما سمح للباحثين بقياس كثافة التشابكات العصبية في مناطق مختلفة من الدماغ.
وبعد تحليل نتائج الفحص، جنبًا إلى جنب مع نتائج أخرى، تم الحصول على نتائج الفحص بالرنين المغناطيسي، والتقييمات المعرفية. وجد الباحثون أن الأشخاص المصابون بالزهايمر، انخفضت لديهم كثافة التشابكات العصبية في المناطق الخاصة بالذاكرة بنسبة 41% مقارنة بالأشخاص الأصحاء. ويقوم الفريق حاليًّا بإجراء دراساته على المزيد من المتطوعين لتأكيد النتائج التي توصلوا إليها.
يقول الدكتور ريتشارد كارسون، مدير وحدة P.E.T في جامعة ييل، والمؤلف المشارك للورقة البحثية التي نُشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية JAMA:
يمكن استخدام تقنية التصوير المقطعي بأشعة البوزيترون P.E.T في دراسات البحوث السريرية لأمراض أخرى تصيب الدماغ، حيث تشترك هذه الأمراض مع مرض الزهايمر في كونها ترتبط بتدهور التشابكات العصبية، وتشمل هذه الأمراض مرض باركنسون، والصرع، وتعاطي المخدرات، والاكتئاب، والفصام.
بدوره عبّر البروفيسير كريستوفر فان دايك، مدير وحدة أبحاث الزهايمر بجامعة ييل قائلًا:
لطالما شكلت عملية قياس التدهور في التشابكات العصبية لمرضى الزهايمر أثناء حياتهم عائقًا كبيرًا أمام الباحثين ولقد بذل فريق الدكتور كارسون جهدا رائدًا لتزويدنا بهذه القدرة التي سوف تزيد بالطبع من قدرتنا على اكتشاف مرض الزهايمر في وقت مبكر وقياس مدى الاستجابة للعلاج.