تكنولوجيات الفضاء: تونس ترفع التحدي

تصدرت تونس منذ أسابيع عناوين الصحف العالمية بعد اقتحامها مجال صناعة التكنولوجيات الفضائية. ونجاحها في إطلاق أول قمر صناعي تونسي والذي أطلق عليه اسم ” تحدي 1″ على متن المركبة الفضائية الروسية “سويز2” من منصة الإطلاق بالقاعدة الفضائية “بايكانور” في كازاخستان. وذلك بعد إمضاءها اتفاقية مع وكالة الفضاء الروسية ركوسموس والشركة المديرة للمركبة الفضائية الروسية لإطلاق القمر الصناعي إلى مداره حول الأرض. كما أعلنت تونس أيضا عن نجاحها في مرحلة ما بعد الإطلاق والتي تعتبر أكثر المراحل تعقيدا وهي الآن على تواصل مع القمر الصناعي من المحطة الأرضية.

 

رسم بياني لبعض تفاصيل إطلاق المركبة الروسية “سويز2” والدول المشاركة.
صور تم نشرها على الحساب الرسمي للمدير العام لمجمع تلنات محمد فريخة للإعلان عن نجاح “تحدي1” في مرحلة ما بعد الاطلاق و تلقي اول الاشارات الرادوية نحو الارض.


“تحدي “1 هوالتحدي الذي رفعته تونس لتصنيع أول قمر صناعي من قبل كفاءات محلية شابة من أبناء التعليم العمومي التونسي لا تتجاوز أعمارهم ال30 سنة. وقد صرح مدير المشروع، المهندس أنيس يوسف للموقع الإخباري العربي لقناة سكاي نيوز بقوله: “ستكون أجمل رسالة للشباب التونسي والعربي بأن الطموح لا سقف له، أخيرا سندخل إلى عالم تكنولوجيات الفضاء والصناعات المتطورة، وقريبا يتحقق حلم عشناه منذ 2016 وبدأنا في العمل عليه فعليا منذ أبريل 2018، نجحنا في تركيب قطع القمر الصناعي واجتزنا كل الاختبارات، والآن القمر جاهز للانطلاق على أن يستمر في المدار سبع سنوات”.

مهندسين تونسيين أثناء عملية إختبار “تحدي1”.

و قد تم إطلاق بادرة هذا المشروع من قبل مجمع”تالنات”؛ الشركة التونسية المختصة في التكنولوجيا والبرمجيات والأنشطة الهندسية وتم إنجازه على مدار ثلاث سنوات. وكان من المقرر إطلاقه يوم السبت 20 مارس 2021 الذي يصادف مرور 65 سنة على إستقلال تونس. وتم تأجيل إطلاق المركبة الفضائية الروسية إلى يوم الإثنين 22 مارس 2021 بسبب عطل فني في الجزء العلوي من المركبة.

الفضاء قمر صناعي تونسي
مجمع تلنات: الشركة التونسية المصنعة للقمر الصناعي”تحدي” بالبحيرة، تونس العاصمة.

يهدف مجمع “تالنات” من خلال اقتحامه مجال الصناعات التكنولوجية الفضائية إلى اكتسابها لكي تصبح تونس من الدول المصدرة والمسوقة لتكنولوجيا. كما أنه يسعى إلى جعل تونس قطبا في مجال تصنيع الأقمار الصناعية على مستوى الإفريقي وتبادل الخبرات؛ لمساعدة دولها على تصنيع أقمارها الصناعية بنفسها. كما يخطط مجمع “تالنات” إلى إرسال كوكبة ثانية من الأقمار الصناعية قبل حلول عام 2021. وصرح مديرة العام محمد فريخة عن البحث في إمكانية إرسال أول رائد فضاء تونسية وعربية وإفريقية إلى محطة الفضاء الدولية.

المدير العام لمجمع تلنات أثناء إمضاء إتفاقية تعاون لإطلاق القمر الصناعي التونسي “تحدي1”.
صورة لجزء من قاعة العمل المركزية لمجمع تلنات.

مهمة القمر الصناعي التونسي “تحدي1”:

إعلان

سيعمل “تحدي 1” وفقا لتكنولوجيا الجيل الثالث للإنترنات والتي تعرف بإنترنات الأشياء. هذه التقنية التي تساعد على التواصل بين الأشخاص ومختلف الأجهزة الذكية والأنظمة فيما بينها عن طريق الإنترنات إذ ترسل البيانات وتحللها ومن ثم تتخذ القرار لضمان الكفاءة والخدمة المطلوبة. تشمل الأشياء كل الأجهزة الإلكترونية وحتى الأشخاص. ويستفاد من هذه التكنولوجيا في العديد من المجالات والقطاعات كالمدن الذكية من خلال حل مشكلة زحمة السير والتحكم في الإنارة وكاميرات المراقبة والحد من معادلات الجرائم. إلى جانب ضمان وفرة وجودة المنتوج في القطاع الزراعي ومراقبة الطقس وأثار التلوث والتحكم بالسيارات ذاتية القيادة بشكل يعوض الإنسان ويختصر عليه الجهد والوقت ويضمن خدمته بأفضل طريقة ممكنة.

ولفهم أعمق إلى مدى ترابط الأشياء في عالم إنترنات الأشياء التي تشمل حتى كل صغيرة في حياتك هو الأجهزة الرياضية التي تقيس معدل نبضات القلب و تقيس عدد الخطوات التي اتبعتها عند التمرين ومن ثم تقترح عليك خطة رياضية تناسبك وغيرها من الأمثلة التي لا تحصى ولا تعد. باختصار تتيح لك تكنولوجيا إنترنات الأشياء أن تتحكم وتراقب أي جهاز متصل بالإنترنات بشكل يضمن زيادة الوعي وتحقيق الكفاءة والأمن والسلامة لبناء عالم أذكى.

 

http://https://www.youtube.com/watch?v=mAXYT7zYoSI&t=591s

 

كما يوظف القمر الصناعي التونسي “تحدي1” لأول مرة على مستوى العالم بروتكول لورا في اتصالات الفضاء وهو برتكول يمكن من الاتصال اللاسلكي السريع بين الأجهزة ذات الاستهلاك منخفض الطاقة عبر شبكة إنترنات الأشياء. وكمثال تشمل هذه الأجهزة اللواقط الحرارية والكاميرات وغيرها مما سيسهل نقل البيانات عبر الشبكات الأرضية والهوائية وصولا إلى الفضائية. وسيتم الاستفادة من هذه التقنية التي تسهل تجميع المعلومات وتبادلها في عديد التحديات التي تواجه كوكبنا كترشيد استهلاك الموارد الطبيعية وحماية البيئة والحد من التلوث وتحسين البنية التحتية. ونقلا عن تصريح مدير التجديد ومشروع قمر “تحدي1″ في شركة”تلنات” للجزيرة نت” فإن القمر الصناعي التونسي ” “سيوفر هذه الخدمة خاصة في المناطق التي ليست فيها تغطية من الشبكة الأرضية وبأقل تكلفة وبجودة عالية”.

الفضاء قمر صناعي تونسي

تحالف لورا: 

ومن الجدير بالذكر أن تونس تندرج ضمن قائمة 27 دولة المنظمة لتحالف لورا العالمي وهي منظمة غير ربحية أصبحت واحدة من أكبر التحالفات و أكثرها نموا في مجال التكنولوجيا منذ تأسيسها سنة 2015. يضم هذا التحالف شركات متعددة الجنسيات الرائدة في مجالات تكنولوجية مختلفة كتكنولوجبا الاتصالات وصناعة الأجهزة الاستشعارية وتكامل النظم. يتعاون أعضائها ويتبادلون الخبرات لتعزيز وتطوير برتكول لورا للاستفادة منه بطريقة آمنة من خلال توظيف انترنيت الأشياء. ويسعى هذا التحالف إلى تفعيله على المستوى العالمي من أجل دفع عجلة التنمية المستدامة و حماية موراد كوكب الأرض لتحسين نوعية الحياة ورفع جودة الكفاءة إلى أقصى طاقتها.

 

الفضاء قمر صناعي تونسي
جزء من الفريق التونسي الذي عمل على مشروع تصنيع القمر الصناعي”تحدي1″ بمجمع تلنات.

تونس ترفع التحدي وتثبت أننا لسنا في حاجة إلى معجزة للحاق بركب الأمم المقدمة ومزاحمتها. إننا فقط بحاجة للإيمان بشاببنا والاستثمار في طاقتهم، وأن نعطيهم الفرصة ليتألقوا .نحن بحاجة للنهوض بالهمم والقطع مع ثقافة النكوص والعقلية السالبة التي تقضي على كل محاولة لتتغير. شدو العزائم فنحن على وشك الإقلاع إلى مستقبل واعد وأمل دافع للحركة والعمار في سبيل العلم والمعرفة. ومن قال إننا لسنا ندا لتحدي، يوم “سأل الممكن المستحيل: أين تقيم؟ فأجابه في أحلام العاجز”. لنمهد الطريق للأجيال القادمة ونزرع فيهم ثقافة الممكن كي تتجاوز طموحها عنان السماء.

ويبقى للحلم بقية…

نرشح لك: ناسا تعود إلى القمر

المصادر:
مصدر 1
م
صدر 2
مصدر3
مصدر4

إعلان

فريق الإعداد

تدقيق لغوي: رنا داود

تدقيق علمي: تم التدقيق العلمي

اترك تعليقا