الوظائف المثالية لذوي الشخصية الانطوائية
إن كنت من ذوي الشخصية الانطوائية فإن الحقائق التالية قد تُمثِّلك -وفقًا لما جاء في موقع Psychology Today:
- تُفكِّر بصورة مثالية عندما تكون لِوحدك
- قد تكون قائدًا استثنائيًّا -خاصة إن كان أفراد فريقك مُحفََزين ذاتيًا للإنجاز دون دافعٍ خارجيّ
- تستمتع بقضاء الوقت بمفردك
ويُعرّف الأخصائي النفسي كارل يونغ الشخصَ الانطوائي على أنّه فرد ترتفع مستويات الطاقة لديه عند قضاء الوقت بمفرده في بيئةٍ هادئة بالكادِ تُحفّزه، على عكس ذوي الشخصية الانبساطية الذين ترتفع مستويات الطاقة لديهم عند تواجدهم بين مجموعة كبيرة من البشر.
وقد تكون شخصية البعض مزيجًا من الشخصية الانطوائية والانبساطية؛ فقد يفضل شخص انبساطيّ ممارسة التمارين الرياضية في عزلة منزله، بينما قد يفضل شخص انطوائي ممارسة التمارين الرياضية في بيئة صاخبةٍ جماعية. ولكن إن كنت تستمد الطاقة من الوقت الذي تقضيه بمفردك وإِن كنت تشعر بأنّ عقلك يكون صافيًا ويتوصل لأفضل الأفكار عندما تجلس وحيدًا فمِن المُحتمل أنّك ستتفوق في وظائف معيّنةٍ بشكلٍ أكثر سلاسة من وظائفَ أخرى.
ولذلك اطَّلع على القائمة التالية، والتي توضِّح الوظائف المثالية لأصحاب الشخصية الانطوائية لتضمن اختيار الوظيفة التي تُقدَّر فيها نقاط قوتك، ويتم تشجيعك على تطويرها.
1. التدوين
تخيل معي السيناريو التالي: يتوجب عليك الجلوس وحيدًا لساعات طويلة لتبحث في مواضيع عدة وتكتب عنها. أمّا جدول عملك فهو منوط بك؛ فلا يهم مكان أو وقت كتابتك لمنشور مدونتك طالما يكون جاهزًا في الموعد المحدد مُسبقًا.
إن كُنتَ ذا شخصية انطوائية، فإن هذا السيناريو يبدو أخّاذًا بالنسبة لك؛ فسيكون لديك العديد من الفرص لتفكر بمفردك ولِتصيغ محتوى مدونتك وحيدًا دون مقاطعة أحد. وقد أكون متحّيزًا في اعتقادي أن كون المرء مُدوِّناً يُمثِّل نمط الحياة الذي يرغب به أي انطوائي؛ إلا أنّك إن كُنت مولعًا بالوقت الذي تقضيه بمفردك، يُمكِنك البحث عن وظائف تتيج للفرد التدوين عن بعد -أي دون الالتزام بعملٍ مكتبيّ. وعلاوةً على ذلك، فإنك قد تستمتع بالتعبير الإبداعي عن نفسك من خلال التدوين بحكم كونك ذا شخصية انطوائية. فمن المنطقي أن تختار الكتابة كمُتَنَفَسٍ تُعبر فيه عن نفسك بكل صدقٍ -بعد تفكيرٍ عميقٍ ومدروس- نظرًا لأن المواقف الاجتماعية تلقي بك في أرضٍ سحيقة من القلق.
2. التحرير
يُتاح لِمحرر المحتوى كذلك أن يقضي وقتًا غير محدود في عزلةٍ يقرأ فيها كتابات غيره ويُعيد صياغتها لِيجعلها جاهزة للنشر. فإن كنتَ تعمل في مجال الكتابة لوقتٍ طويل وترغب بإحداث تغيير في طبيعة عملك أو إن كنت تشعر بأن تجربة فريدةً من نوعها تنتظرك كمُحرر، فقد تستمع بالتحرير أكثر من الكتابة. كما وتتضمن مسؤوليات المحرر تجهيزَ جدولٍ زمنيّ ينظم عملية التحرير، مما يعني أنه يتوجب عليه امتلاك مهارات تنظيمية عالية وفهمٍ عميقٍ لشخصية قارىء المحتوى الذي تنتجه الشركة التي يعمل لديها. فعندما يعرض المساهمون في أسهم الشركة أفكارًا تتعارض مع شعار شركتك، سيكون من المفيد أن تكون قادرًا على وضع أفكارك ومشاعرك الحقيقة نحو هذه الاقتراحات نُصبَ عينيك بدلًا من الضغوطات الخارجية لنشر مقالٍ ما. وعادةً ما تتم عملية التواصل بينك وبين المساهمين الداخليين والخارجيين عبر البريد الإلكتروني؛ مما يمنحك الوقت والمجال الكافيين لتعبر عن نفسكَ بعد تفكير عميقٍ ومدروس.
3. التصميم الجرافيكي
إن كنتَ بارعًا -على وجه الخصوص- في تصميم الأعمال الفنية الرقمية، فقد تستمع بالعمل كمصمّم جرافيكي. حيث يُطلَب منك العمل بمفردك على تنفيذ مشاريع تصميم إبداعية لساعاتٍ متواصلة وبشكلٍ مُستقل غالبًا. ورغم أنّك قد تضطر للتعاون مع العميل أو ضمن فريقِ للتطوير من الرؤية الإبداعية للمشروع، إلا أنه سيُتاح لك متسع من الوقت للعمل بمفردك في رفقة شاشة الكمبيوتر. وعلاوةً على ذلك، قد يُتاح لك فرصة التعبير عن نفسك بطريقةٍ فريدةٍ من نوعها من خلال العمل على تصميم الأعمال الفنية عن بُعد -أي دون الالتزام بعملٍ مكتبيّ- الأمر الذي قد ينال إعجابك إن اعتدت على تجنب التعبير عن نفسك ضمن مجموعات.
4. تحليل أبحاث السوق
تتضمن مسؤوليات محلّل أبحاث السوق ما يلي:
- إرسالُ الاستبيانات الإحصائية
- عقد لقاءات مجموعات النقاش البؤرية
- تحليل البيانات بهدف فهم توجهات السوق
- تحديد ما إن كان المنتجُ سيُحقق مبيعات في سوق محدد
- تحديد الثمن الذي قد يدفعه المستهلك لقاء المنتج
- تحديد طبيعة المنتجات التي يتوجب على الشركة إنتاجها في المستقبل
ويُشترط أن يكون محلل أبحاث السوق ماهرًا في الرياضيات والتحليل وأن ينبع حماسه للعمل من أعماق ذاته وأن يعثر بشكل مستقل على حلول إبداعية للمشاكل التي تواجِهه. ورغم أنّك قد تحتاج -بين الحين والآخر- إلى عرض ما توصلّت إليه على المدراء التنفيذين لشركتك، إلا أنك عادةً ما ستعمل بمفردك لتجمع وتُحلل البيانات المُتعلِقة بوضع السوق.
5. كتابة إعلانات الانترنت
يُطلَب من كاتب إعلانات الإنترنت أن يكتب نصوصًا أكثر تِقنية وأقلَ إبداعًا مقارنة بالمُدوّن. ولكن يُتاحُ لك -بحُكم كونك كاتب إعلانات انترنت- أن تتقمص أدوارًا مُختلِفة اعتمادًا على طبيعة العمل الذي تتعامل معه. فقد تعمل على كتابة الصفحة الرئيسية لشركة تصميمٍ داخليّ، وفي الأسبوع التالي قد يُطلَب منك كتابة صفحة التعريف عن شركة تكنولوجية ناشئة. وعادةً ما يُطلَب ممن يعمل في هذه الوظيفة أن يناقش تفاصيل المشروع العامّة مع عملائه، ولكنّه يُمنَح الحُريَّة التي يحتاجُها لتنفيذ المشروع باستقلاليّة تامّة.
6. تحليل عملية تحسين محركات البحث (تحليل سيو)
أصبح العمل كمُحلل مسؤول عن تحسين محركات البحث (SEO Analyst) وظيفةً مطلوبةً في سوق العمل -تمامًا كما ينمو الطلب على التسويق بالمحتوى. حيث يُتطلب من محلل سيو -في جملة أمور أخرى- أن يُجري أبحاثًا عن الكلمات الرئيسية التي يبحث عنها المستخدم ليُقدِم توصياتٍ للمواقع الإلكترونية ولِصفحات الإنترنت ولِلمسؤولين عن تطوير المحتوى ليستخدموا هذه الكلمات في المحتوى الذي ينشرونه حتى يضمن كلٌّ منهم أن محتواهم التِجاري يُحقق أهداف السيو ويَظهَر في نتائج البحث التي يقوم بها المستخدم على محركات البحث المختلفة. وغالبًا ما يتوجب على من يعمل في هذه الوظيفة أن يعمل مُنفرِدًا عند تتبُعِه لما هو شائع على شبكة الإنترنت وعند جمع الأفكار حول كلمات البحث المفتاحية الشائعة التي تتوافق مع أهداف العمل. وعلاوةً على ذلك، يُتاح لمحلل السيو عادةً أن يتعاون مع أفراد فريقه مباشرةً عبر فضاء الإنترنت بدلًا من اللقاءات الشخصية ليقدم لهم اقتراحاته.
7. إدارة حسابات الشركة في مواقع التواصل الاجتماعي
جاء على لسان عالم النفس هانز آيزنك تصريحٌ بشأن العلاقة ما بين الانطوائية والإبداع؛ حيث صرَّح بأنّ الانطوائية تعزز من إبداع الفرد “من خلال تحفيز الدماغ على صبِّ كامل تركيزه على المهام المُسنَدة حاليًا على عاتق الفرد ومنع الدماغ عن تشتيت طاقته على أمورٍ اجتماعية لا علاقة لها بالعمل الذي يجب انهاءُه”. ورغم أنّ هذه الوظيفة قد تبدو ذات طابعٍ اجتماعي، إلا أنّها قد تكون الوظيفَة المثاليّة لشخصٍ انطوائي. فتتطلب الوظيفة بالدرجة الأولى ممن يعمل فيها أن يتواصل مع الجمهور من وراء شاشة الكمبيوتر مع قدر محدود من التواصل المُباشر على أرض الواقع. وعلاوةً على ذلك، فإن ما يجعل هذه الوظيفة مناسبة لذوي الشخصية الانطوائية هو أنّ من يعمل بها يتوجب عليه التفكير بطريقةٍ إبداعيّة للإتيان بمحتوىً يُناسب العديد من منصات التواصل الاجتماعي؛ ويتمكن الأفراد الذين يميلون نحو الانطوائية من خلق العزلة والوقت الكافِيَينِ للإتيان بأفكارٍ إبداعية وخلّاقة -حسبما لاحظ هانز آيزنك.
8. تحرير الأفلام والفيديوهات
رغم أن ذوي الشخصية الانطوائية لا يستمتعون بالظهور أمام عدسات الكاميرا، إلا أنهم قد يستمدّون قدرًا كبيرًا من السعادة لتواجدهم خلفها. تتمثل وظيفة محرر الأفلام بما يلي:
- تركيب اللقطات التي يتمّ تصويرها بحيث تكون متسلسلة
- مُعالجة مكونات الفيديو المختلفة بحيث تتوافق مكوّنات الفيديو من صور وموسيقى وحوار وسرعة الفيديو بتناسق تامّ بحيث يتم إنشاء فيديو ذي نسق موّحد.
ويتوجب على محرر الفيلم أن يتمتع بالصبر والإبداع وأن يمتلك مهاراتٍ تنظيمية لتجميع ثُلّة من الضوضاء والصور -وهو ما يُعتبر الوظيفة المثالية لِمن يستخلص الطاقة من العمل بمفرده.