هل تؤثر الروائح على أحلامنا؟

هل تستطيع الروائح المختلفة، مثل رائحة الورد أو البيض الفاسد، تغيير نوع الحلم أثناء النوم؟

 

    أفاد باحثون ألمان أنّه عندما يشمّ الناس رائحة البيض الفاسد أثناء النوم، فإنّ طبيعة أحلامهم تتحوّل بشكل سلبيّ، في حين أنّ أولئك الذين حصلوا على نفحة من رائحة الورود لديهم أحلام أكثر إيجابية.

يقول دكتور بوريس ستوك -المشرف على البحث- من جامعة هايدلبراغ:

“لقد تمكنّا من تحفيز الشخص النائم بتركيزات عالية من الروائح الإيجابية والسلبية وقياس ما إذا كانت المنبّهات قد أُدمجت في الأحلام وغيّرت الحالة العاطفية للأحلام أم لا”

وقال أيضًا:”وجدنا أنّ النائم لم يكن يحلم بشيء على الإطلاق، ومع ذلك فإنّ الحالة العاطفية للحلم تغيّرت اعتمادًا على التحفيز”. مضيفًا أنّ الصعوبة في إجراء مثل هذه الأبحاث تكمن في العثور على النقطة التي يمكنك من خلالها تقديم حافز قويّ بما يكفي للتأثير على الحلم، ولكن ليس قويًا لدرجة أن يوقظ النائم.

بعض الروائح المعينة، مثل النعناع، لا تحفّز فقط حاسة الشمّ، بل يمكن أن تهيّج الممرات الأنفية أيضًا.

وللتغلب على هذا، استخدم الباحثون الموادّ الكيميائية التي تحاكي إما رائحة الورود أو رائحة البيض الفاسد.

 

إعلان

  • ولكن كيف تمّت الدراسة؟!

تمّت الدراسة على 15 فتاة شابة؛ تمّ تعريضهنّ لرائحة الورد أو لرائحة البيض الفاسد، عندما كُنّ يدخلن مرحلة نوم حركة العين السريعة (REM)، وهي المرحلة التي يحدث فيها الحلم.

وخضعت كلّ فتاة لثلاث “صحوات” خلال حركة العين السريعة (REM). بحيث كان يُطلب منهنّ، بعد الاستيقاظ، سردُ محتوى أحلامهنّ، وبالفعل تمّ تسجيل 40 من أصل 45 حلم..

طلب الباحثون من كلّ فتاة تقييم محتوى الحلم على مقياس “تلوين” عاطفيّ يقيس نوع الحلم -وهو عبارة عن مجموعة من الألوان تتم معرفة حالة الشخص من خلالها عن طريق اختياره لونًا ما-  وطُلب منهنّ تقييم التلوين الإيجابي أو السلبي لحلمهنّ على مقياسٍ لونيّ من صفر إلى ثلاثة. كان الصفر يشير إلى اللالون (حلم سلبيّ) وكانت الثلاثة تشير إلى تلوين قويّ (حلم إيجابي).

 

 

ووفقًا للدراسة، بعد رائحة البيض الفاسد كان متوسط مقياس التلوين -0.4، وبعد رائحة الورد كان متوسط مقياس التلوين +1.2

وقال ستوك: “عند التحفيز برائحة إيجابية كالورود، كان التلوين العاطفي إيجابيًا في كلّ الحالات تقريبًا، بينما كان التلوين العاطفى سلبيًا مع حالات التحفيز ذات الرائحة السلبية كالبيض الفاسد”.

 

بناءً على ذلك، هل يمكننا تحسين المحتوى العاطفي للأحلام؟

نعم.. تقول باميلا دالتون -وهي خبيرة في إدراك الرائحة وأخصائية نفس حسية في مركز مونيل للكيمياء الحسية في فيلادلفيا-:

 “نحن على دراية بنوع روائح بيئتنا المحيطية في جميع الأوقات، ولا أعتقد أننا نقدّر ذلك. تستطيع أدمغتنا دائمًا أن تميّز الرائحة في بعض الأنواع، إذ أظهرت هذه الدراسة أنه يمكننا تغيير المحتوى العاطفي للأحلام. فكّر إذًا فيما يمكن أن تفعله الرائحة بمزاجك دون أن تكون على علم بذلك”

وقالت دالتون بأنّ نتائج الدراسة قد تكون الخطوة الأولى في إيجاد طريقة لتغيير تصورات الناس عن الأماكن المزعجة عاطفيًا، مثل المستشفيات أو دور رعاية المسنين. لكنها أضافت أنه من الممكن أيضًا أن يحدث ارتباط عكسي، وقد يبدأ الناس ببساطة بربط الرائحة الجيدة بالمكان السيّئ.

 

 

المصدر:

هنا

إعلان

مصدر
اترك تعليقا