مصّاصو الطاقة: من هم؟ وكيف يُمكِنكَ تجنُبهم؟
هل سبق أن شعرت وكأن الحياة تمّ امتصاصها من روحك إثر قضاء وقتك مع شخص معيّن؟ هل شعرت بأنك تحت التهديد أو راودتك مشاعر الإرهاق أو الملل أو الضيق أو التوتر أو القلق أو الارتباك أو الاكتئاب بعد قضائك بعض الوقت برفقة شخص ما؟
قد تكون مشاعر الذنب اعتصرت روحك لشعورك بهذه المشاعر السلبية تجاه هذا الشخص، مما زاد الطين بِلة. ولربما ظننت أنك تعاني من خطب ما أدى بك إلى الشعور بهذه المشاعر السلبية؛ كالصداع أو التوتر إثر اقتراب موعد تسليم عمل ملقًى على عاتقك. وفي كلتا الحالتين، لم تكتشف السبب وراء تعكر مزاجك بهذه الطريقة. إن كان الوضع السابق يصف تجربة سبق أن مررت بها، فمن المرجح أنّك كنتَ برفقةِ مصّاصِ طاقة.
مصّاصو الطاقة هم أفراد غير ناضجين عاطفيًا يعتقدون أنّهم محور الكون؛ وكأن كل ما يحدث من حولهم له علاقة مباشرة بهم. وإضافةً إلى انعدام قدرتهم على رؤية الأمور من المنظور الشخصي لمن حولهم، فإنهم لا يشعرون بالتعاطف تجاه غيرهم. وبذلك فَهُم يؤمنون بوجوب استنزاف من حولهم من كل شيء قد يعود عليهم بالنفع الشخصيّ وبأن تقديم أي شيء لِمن حولهم سيسلب منهم موارد أساسية في حياتهم. فهم يشعرون وكأن العالم يتمحور حول خدمتهم وبأنك آخر من وُجِد في هذه الحياة ليتمكنوا من استغلاله.
كيف تحمي نفسك من التعرض للاستنزافِ العاطفي
يمكنك حماية نفسك من التعرض للاستنزافِ العاطفي من خلال اتباع استراتيجية ذاتِ مسارين. ففي المسار الأول يتوجب عليك قياس السعة النفسية لديك. ويتحتم عليك في المسار الثاني أن تقدِّر حجم الخطر الذي يمثله مصّاص الطاقة الذي يتعامل معك. فوضع هذين الجانبين في كفتي ميزان سيساعدك على اتخاذ قرار بالتصرف المناسب الذي سوف تتبعه.
السعة النفسية
يحدد مقدار السعة النفسية لديك كميةَ الطاقةِ التي يستنزفها مَصاص الطاقة منك. وأمّا أهم ما في جعبتك فيتمثل بالاستبصار الذاتي؛ أي أن تحاسب نفسك على ردات فعلك حول ما يحدث حولك بهدف فهم ذاتك بشكل أعمق. وفي ذات الوقت يتوجب عليك أن تكون هيِّنًا مع ذاتك بحيث تتقبلها كما هي.
ويمكنك زيادة السعة النفسية لديك من خلال ممارسة تمرين يومي للاستبصار الذاتي؛ كالمشي، أو التأمل، أو ممارسة اليوغا، أو الطبخ، أو ركوب الدراجة لمدة تتراوح ما بين 40-60 دقيقة على أقل تقدير.
كما وقد يقدم لك ما يلي يد العون في زيادة سِعتك النفسية:
- التمتع بعلاقة جيدة مع شريك حياتك
- العمل في وظيفة ثابتة
- العيش في مكان مناسب
- انعدام الصدمات النفسية من حياتك
- تواجد شخص في حياتك يرشدك ويوجهك نحو الصواب
- التمتع بتعليم جيد
- التمتع بخبرة في مجال تطورك الشخصي
ومن ناحية أخرى فأنتَ أكثر عرضةً لهجوم مصّاص الطاقة في حال معاناتك من اضطراب ما في حياتك، أو إن كنت تؤوي في دواخل نفسك ناقدًا خفيًّا لا يفتأ يضايقك ويَحطُّ من قدرك. كما ويجب عليك أن تأخذ بالحسبان الحافزَ الذي يدفعك إلى الإبقاء على الشخص في حياتك. فإن كان لديك حافز قوي -كَالترقي في عملك- وكان هذا الشخص مجرد مصدر إزعاج يتوجب عليك تحمله، إذن ستكون أكثر صمودًا وتحملًا. ولكن إن كنت مجبرًا على تحمل التعرض للاستنزاف بسبب خوفك من ترك عملك فأنتَ بذلك تدفع ثمنًا عاليًا مقابل خوفك هذا.
مصّاص الطاقة تحت المجهر
قد يبدو مصاصو الطاقة للوهلة الأولى جذابين للغاية؛ فغالبًا ما يكون مصّاص الطاقة بهيَّ الطلعة أو جسورًا أو جذابًا أو ألمعيًا. علاوةً على ذلك، قد يبدو لك أنّه يقدّر وجودك في حياته كما يتضح من الاهتمام المتملق الذي يوليه لك. فاستدراجُك لتكون ضمن دائرة المقربين منه قد يبدو التصرف الملائم لتزويدك بدفعة التعزيز التي تحتاجها في بيئة عملك الباهتة. ولكن احذر من محاولات مصاص الطاقة في استمالَتك لتكون بالقرب منه؛ فهو بذلك يوقِع بِك لِيستغلك بأي طريقة تناسب غاياته المستقبلية. فما يبدو كتصرف بريء في بداية الأمر (كَالعثور على صديق جيد) قد يؤدي بك -مُجبَرًا- إلى التنازل عن القاعدة الأخلاقية التي تتبعها؛ مما قد يجبرك على مخالفة القانون في وقت ما. ونظرًا لأن مصّاصي الطاقة سادة زمانهم في التهرب من تحمل المسؤولية عن أفعالهم، قد ينتهي بك المطاف متحملًا اللوم عندما تسوء الأحوال.
إن كنت ترغب في معرفة الإجراء الملائم الذي يجب عليك اتخاذه عند تواجدك بالقرب من مصّاص طاقة ما، اخضع للاختبار التالي لتتمكن من معرفة الكيفية التي يتوافق فيها المسارين السابقين ولمعرفة التصرف الذي سيؤدي إلى راحة بالك وذلك اعتمادًا على نتائج الاختبار.
يمكنك الخضوع للاختبار من خلال الرابط التالي:
https://psychcentral.com/quizzes/energy-vampires-quiz/