كيف سيبدو المستقبل (الجزء الثاني)

تحدثنا في الجزء الأول عن تنبؤات حول المستقبل من عدة محاور أساسية وهي الفضاء والتكنولوجيا والحروب وهي -كما سبق وقلنا- تنبؤات وليست مجرد تخيلات معتمدة على قراءة الواقع وسرعة تطوره.
حسنًا، لنفكر معًا بمحاور أخرى.

رابعًا- البيئة والصحة:

على النقيض مما تتخيل، فإن البيئة لن تكون بأسوأ حالاتها في السنوات المقبلة، بل ستبدأ تدريجيًا بالعودة إلى ما قبل خط القرن التاسع عشر (قرن الثورة الصناعية وتلويث البيئة). فالعالم اليوم بات يعي أكثر فأكثر أنّ الخطر البيئي هو خطر وجودي. وما مؤتمر باريس للمناخ 2015 إلّا مؤشر على أنّ قضية البيئة لم تعد محطّ اهتمام بضعة جمعيات لا صدى لصوتها فقط بل أصبحت قضية عالمية يناقشها زعماء العالم سويةً دون أي اعتبار لخلافاتهم التي تفصلهم.

قريبًا جدًا ستجبر الدول الصناعية على تحديد نسبة انبعاثات الكربون بل وستدفع ضريبة استهلاكها وتلويثها للبيئة، كما أن معظم المشاريع الجديدة في معظم المجالات تتجه نحو المنتجات الصديقة للبيئة.

وهذا بالتأكيد سينعكس على الصحة العامة في العالم؛ حيث يتوقع بحلول نهاية القرن الحالي أن يزيد متوسط أعمار البشر إلى 85 سنة!
ومجدداً، سنتحدث عن الربوتات… التي من المحتمل أنها ستستلم قريبًا دفة القيادة من الأطباء لمداواة المرضى وحتى إجراء العمليات الطبية، وخاصة العمليات الجراحية الدقيقة أو الصعبة أو الطويلة.


خامسًا- المواصلات والسفر:

بالتأكيد، نتفق جميعًا أننا لسنا في العصر الذهبي للسفر منذ الآن، فرغم كل التطور في مجال السفر الجوي وتوافر السيارات بأنواعها وتجهيز الطرقات التي تربط أنحاء العالم ببعضها، إلا أن السفر والتنقل لا يزال يعتبر أمرًا صعبًا.. وذلك لسببين أولهما اقتصادي (بالنسبة للطبقة المتوسطة والفقيرة)، وثانيهما عامل الوقت والذي لم يشبع غرور الإنسان أن تم اختصاره من أشهر إلى ساعات خلال القرن الماضي فقط.. فأخذ يطمح لتخفيضه إلى دقائق بل وثواني فقط !

إعلان

حتى الآن لا يمكن التأكد من أي باب قد يتم تطوير السفر حول العالم أو حل مشاكل المواصلات داخل المدن، ولذلك لا تتوقع أن ترى تغيّرًا في هذا المجال حتى نهاية هذا القرن على الأقل! رغم أن هنالك خططًا حاليًا لبناء شبكات قطارات فائقة السرعة كالمسماة Hyeberloop التي يخطط إيلون ماسك لإنشائها، لكنها في حال نفّذت لن تكون طفرة في عالم النقل وكل ما ستفعله هو توفير المزيد من الوقت.

سادسًا- العمل:

بحلول منتصف القرن الحالي، ستختفي آلاف الوظائف من جديد إما لعدم جدواها أو لاستلام الروبوتات دفتها، وهذا أمر لا يحدث للمرة الأولى بل يتكرر دائمًا مع تطور الزمن، وربما كان آخرها ما شهدناه من انهيار الصحافة الورقية أمام الإلكترونية في العالم الغربي والتي أفقدت ملايين الناس أعمالهم.

لكن التاريخ يقول: لا تقلقوا، فكلما اختفت وظيفة خُلقت وظيفة مكانها… مثلاً قبل 50 سنة فقط من الآن لم يكن هنالك وظيفة تسمى مهندس برمجيات!
ومن يدري ما الوظائف الجديدة التي سيخلقها الواقع الجديد قريبًا؟! الشيء المؤكد الوحيد أنها ستكون أعمالًا أكثر رفاهية من الأعمال في هذا العصر وأقل تعبًا وتحتاج ساعات أقل يوميًا.

إعلان

فريق الإعداد

تدقيق لغوي: ضحى حمد

اترك تعليقا