كيف دخلت الأحذية حياتنا؟
أهمية وتاريخ الأحذية وتطورها عبر التاريخ من القش لأفخم انواع الجلود الطبيعية
من المؤكد أن الناس قديمًا قد تألموا جدًا عند مشيهم على أرض وعرة دون أحذية. وربما كان هذا الألم وعدم الراحة هو ما دفعهم لتغطية أقدامهم لحمايتها. يعود تاريخ الأحذية إلى آلاف السنين. وكان ارتداء الأحذية يشير إلى أن صاحبها ذو مكانة مرموقة أو من علية القوم.
ولا شك في أن الأحذية الأولى والتي كانت تصنع من العشب المجدول أو من الجلد المربوط على القدم قد وجدت لضرورة إيجاد نوع من الحماية عند المشي على أرض وعرة في مختلف الظروف الجوية.
ويقدر العلماء أن الأحذية الأولى صُنعت من جلود الحيوانات خلال العصر الجليدي أي قبل خمسة ملايين سنة. ويُعتقد أن أكبر اكتشاف للأحذية في هذه الفترة يعود إلى 8000 سنة قبل الميلاد. ويعود هذا الاكتشاف إلى الأمريكيين الأصليين في ولاية ميسوري. تم اكتشاف الأحذية البدائية والتي يعود تاريخها إلى 3300 قبل الميلاد في جبال الألب الفرنسية.
وهناك أيضًا العديد من الأمثلة على الأحذية في الحضارات القديمة، عند المصريين القدماء والصينين والفايكنج. وما أن بدأ المجتمع الإنساني ينقسم إلى طبقات حتى بدأ الأثرياء وأصحاب النفوذ يميزون أنفسهم بالحرفية في ارتداء الأحذيـة وتزيينها.
وتصور اللوحات الفرعونية القديمة الفراعنة حيث يتبعهم عبيدهم وهم يحملون صنادلهم. حيث تشير الصورة إلى اعتبار الصندل رمزًا للقوة والمرتبة الرفيعة في مصر القديمة. كما واعتنى اليونانيون القدامى بأقدامهم أشد العناية. حيث طوعوا أحذيتهم لملاءمة جميع الأنشطة التي يقومون بها. وكان يُشير لون ونعل الحذاء إلى منزلة مرتديه.
وابتكر الرومان حذاءً بطراز عسكري يسمى (claigae) حيث مكن هذا النوع من الأحذيـة الجيوش الرومانية من التنقل داخل الإمبراطورية على الأقدام. وكان صندلًا ذا نعالٍ مصنوع من الجلد المتين. وعندما عاد الجنود منتصرين من الحرب استبدلوا المسامير البرونزية التي تمسك الحذاء ببعضه بأخرى من الذهب والفضة.
حتى في الصين القديمة وخلال القرن الثاني قبل الميلاد. كانت الأحذية علامة على المنزلة الاجتماعية. حيث ارتدى الفلاحون صنادل من القش، كما ارتدى الأرستقراطيون النعال ذا الألوان الفيروزية الناعمة المصنوعة من الحرير أحيانًا. وكان شائعًا أيضًا للمرأة أن ترتدي أحذية صغيرة الحجم لجعل قدميها صغيرتين. وعلى الرغم من كون هذا مؤلمًا للغاية إلا أن القدم المشدودة والصغيرة كانت رمزًا للجمال في الصين القديمة.
وفي الهند أيضًا، نجد العديد من المراجع التي تشير إلى استخدام الأحذية. وتم ذكرها في بعض الملاحم الشعرية مثل (الرامايانا) حيث تم ذكر صندل اللورد راما الخشبي بشكل ملحوظ . كانت الأحذية بسيطة جدًا حيث كانت عبارة عن قاعدة خشبية مسطحة مع أصبع للخارج وكان يطلق عليها اسم (khadua). وتشير بعض المراجع إلى غوتاما بودا وكيف خلع حذاءه قبل أن يترك وراءه حياة الأمير التي عاشها. وكان ذلك قبل 2500 سنة أي في القرن الخامس قبل الميلاد.
وقد برزت الأحذية بشكل كبير في الأساطير الغربية والقصص الشعبية والخرافات. حيث ارتدى الإله اليوناني ميروكوري الصنادل المجنحة. ومن منا لا يتذكر حكايات الطفولة مثل القط صاحب الجزمة، والحذاء ذي السبع فراسخ، وسندريلا والمرأة العجوز التي عاشت في الحذاء.
لدى معظم الحضارات قصص تلعب فيها الأحذية دورًا مهمًا. فلا عجب بعد ذلك من حماية هذه القطع الصغيرة الحاملة لأرجلنا لنا من وعورة الحياة.