كيف تتعافى من أبوين غير متاحين عاطفيًا؟ (مترجم) – 1

إذا كبرت وأنت تشعر بأن شيئًا ما كان مفقودًا، فربما كنت تعاني من الإهمال العاطفي «Emotional Negligence». ربما لا تعد نفسك مُهملًا إذا كانت احتياجاتك الحسّية متوفرة، ولكن انعدام الدعم العاطفي يتركك تعاني من الشعور بالوحدة.

ربما شعرت أنك غير مرئي، أو منبوذ، أو غير مقبول كما أنت. هذا شعور شائع بين أطفال الآباء غير المتاحين عاطفيًا، فتجد هؤلاء الأطفال يكبرون وهم يعانون في صمت، ويشعرون بالفراغ ولا يعرفون تحديدًا ما المشكلة فينتهي بهم الأمر بلوم أنفسهم، ويُقال لهم أنهم أشخاص حساسون للغاية وتجدهم في أغلب الأحيان يشعرون بأنهم منبوذون ومرفوضون فيتعلمون تجنب طلب الدعم العاطفي من أبويهم غير المتاحين عاطفيًا. هم يعرفون أن آباءهم مصادر للضغط عوضًا عن الدعم، ومتقلبون أو لا يمكن الاعتماد عليهم أو متمركزين بشدة حول ذواتهم؛ ليلبوا احتياجات الطفل العاطفية.

يتعامل هؤلاء الأطفال من عمر مبكر مع مسؤوليات الكبار، فيصبحون هم من يروضون آباءهم، ومع تقدمهم في العمر قد يؤدي هذا السلوك إلى عدم اهتمامهم بأنفسهم؛ لأنهم يضعون الآخرين في المقام الأول، ويجدون أنفسهم يكررون الدخول بعلاقات مُختلة يمنحون فيها فيضًا من المشاعر لأشخاص يستغلون طبيعتهم السخية، فهم مقتنعون بأسطورة “العصا والجزرة”.

يقولون لأنفسهم: “ربما أصبح كافيًا أو يلبون احتياجاتي العاطفية إذا قدمت المزيد”. لكنهم يجدون أنفسهم في حلقة مفرغة من رغبات الآخرين، وينتج عن احتياجهم الشديد، أن يشعروا بأنهم أشخاص غير مرغوبين، بالإضافة إلى الشعور بالكبتٌ العاطفيٌ المستمر مما يسبب حجبا لطبيعتهم الحقيقية، ويؤدي شعور الخزي السام هذا إلى تمييع الحدود الشخصية لديهم والاستياء من الأشخاص الذين يتخطونها.

إذا كنت أنت أو شخص آخر تعرفه عانى ويتمنى التعافي من الألم المطبوع بنفسه بسبب الآباء غير المتاحين عاطفيًا، فيوجد سبيل للنجاة. اكتشفت مؤخرًا الكتاب التالي والذي يُعطي رؤىً عظيمة وخطواتٍ فعالة عن كيفية التعافي من هذه الأزمة بالتحديد: “الأبناء البالغون لأبوين غير ناضجين عاطفياً: كيفية التعافي من الآباء البعيدين أو الرافضين أو المنخرطين في أنفسهم” لدكتورة علم النفس «ليندسي سي جيبسون – Lindsay C. Gibson» الذي أصبح واحدًا من كتبي المفضلة في علم النفس بمجرد الانتهاء من قراءته. بعد إعادة قراءته شعرت بالحاجة لتلخيص أفكاره.

إعلان

بطبيعة عملي بصفتي استشاريا تعاملت مع نطاق واسع من البشر ووجدت أن هذا يُعد من أكثر الندوب الخفية، ولأنني لم أجد ملخصًا جيدًا لهذا الكتاب قررت كتابة ملخص، وإن كنت مهتمًا بقراءة الكتاب كله وليس لديك الوقت يمكنك الاستماع للنسخة الصوتية من الكتاب التي أرفقتها أثناء القيادة أو القيام بالأعمال المنزلية. أما غير ذلك فاستمتع بالملخص.

ما هو انعدام النضج العاطفي؟

تصف الكاتبة على امتداد صفحات الكتاب كيف يولدُ الافتقار إلى النضج العاطفي لدى الآباء، إهمالًا عاطفيًا لدى الأبناء، وتفترض كذلك صفاتًا عديدة مرتبطة بغياب النضج العاطفي، والتي يمكن تلخيصها على النحو التالي:

يتسم عدم النضج العاطفي بالرهبة من “المساهمة العاطفية”، ما يؤدي إلى التباعد، والتقلب الشعوري، والجمود النفسي، والتمركز حول الذات.

  • التباعد الوجداني: يتمثل في اجتناب القرب العاطفي والخوف من المساهمة العاطفية، وغياب القدرة على  تقديم الدعم النفسي للأشخاص المحتاجين إلى التواصل الصادق.
  • التقلب الشعوري: تتجلى في مزاجية الشخص في العلاقات وانعدام مصداقيته، وتجد الفرد يتأرجح بين مشاعر الغضب والانسجام والبرود، فيجعل الآخرين في حذر وحيرة من أمرهم.
  • الجمود النفسي: هي الاعتقاد بأفكار متحجرة بدلًا من التعاطي مع الواقع، وفيه يعتمد الفرد على أساليب تأقلم مقاومة للواقع.
  • التمركز حول الذات: هو غض الطرف عن احتياجات الآخرين واستغلالهم، والتلاعب بمشاعرهم، وعدم احترام حدودهم، وعلى الجانب الأكثر تطرفًا يمكن أن يتم تشخيصهم نرجسيين أو سيكوباتيين.

اختبار انعدام النضج العاطفي:

 تسرد الكاتبة في أداة التقييم الذاتي الخاصة بها سمات الآباء غير ناضجين عاطفيًا، وقسمتهم لأربع مجموعات؛ لسهولة التتبع وتقول يمكن أن تكون قد تعاملت مع أب/أم غير ناضج/ـة عاطفيًا إذا حددت أحد العبارات التالية: 

  1. التباعد الوجداني:
  • لا يـ/تبدي أبي/أمي الكثير من التعاطف أو تفهم إلى المشاعر. 
  • لا يـ/تظهر أبي/أمي الارتياح عندما يتعلق الأمر بالمشاعر والقرب، ولا يـ/تسير نحو هذه المنطقة.
  • لا أحصل على الكثير من الاهتمام أو التعاطف من أبي/أمي إلا إذا كنت مريضًا حقًا.
  1. التقلب الشعوري (المزاجية المفرطة):
  • أبي/ أمي شديد/ ة التفاعل مع الأشياء التي تُعد ثانوية نِسْبِيًّا.
  • أبي/ أمي غير مستقر/ ة ي/ تتسم أحيانًا بالحكمة وأحيانا أخرى باللا معقولية، وانعدام المنطق.
  • عندما أشعر بالضيق ي/ تقول أبي/ أمي شيئًا سطحيًا وغير مُفيدًا أو ي/ تغضب وي / تسخر.
  1.  الجمود النفسي:
  • لا ي/ تتقبل أبي/ أمي الفروق الفردية أو اختلافات وجهات النظر.
  • حتى التعارض المهذب يمكن أن يجعل أبي/ أمي دفاعي/ ة بشدة.
  • لا تخضع وجهات نظر أبي/ أمي إلى الحقائق أو المنطق.
  • لا ي/ تمارس أبي/ أمي النقد الذاتي ونادرًا ما ي/ ترى أنه/ ها طرف بمشكلة ما.
  • لا ي/ تعترف أبي/ أمي بالمناطق الرمادية إما أبيض أو أسود، وغير متقبل/ ة للأفكار الجديدة.
  1. التمركز حول الذات:
  • تعامل/ ت أبي/ أمي معي كصديق حميم كاتم للأسرار، ولكنه/ها لم ي/تكن كذلك بالنسبة لي.
  • ي/تتحدث ويفعل أبي/ أمي أشياء دون مراعاة لمشاعر الآخرين.
  • غالبًا ما يتمحور الحديث حول اهتمامات أبي/ أمي.
  • كانت مشاركة أبي/ أمي نجاحاتي هراءً، فلا يبدو الأمر هامًا على أي حال.

نرشح لك: المدرسة القاتل الصامت للإبداع

مصدر الترجمة

إعلان

فريق الإعداد

تدقيق لغوي: مجد دغلس

ترجمة: إسراء حامد عامر

اترك تعليقا