قرية على القمر
يُعدّ إنشاء قرية صغيرة على القمر أوّل خطوة نحو استكشاف المـريخ. وقد أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية (The European Space Agency) (اختصارًا ESA) في سبتمبر الماضي، أنها تهدف إلى الوصول واستعمار الكوكب الأحمر.
وقالت ESA في التجمع السنوي الذي يجمع 4000 خبير فضاء عالمي بمدينة أديلايد في أستراليا: «أنّ القمر أفضل مكان لتوسّع الأنشطة الاقتصادية البشرية فيما بعد المدار الأرضي المنخفض (Low-earth orbit)- وهو مدار يصل إلى ارتفاع 200 كم فوق سطح البحر- وحتى الآن فإن المريخ هو الوجهة المقصود».
وقال بيرو ميسينا – وهو مسؤول علاقات في ESA لوكالة الأنباء فرانس برس- في مؤتمر صحفي:
«كنا نعيش في المدار الأرضي المنخفض على مدى ال17 سنة الماضية على متن محطة فضاء، ونحن الآن في طريقنا إلى المريخ من أجل المهمة الإنسانية الأولى».
وأضاف: «فيما بيننا، نعتقد أنّ هناك فرصة لخلق وجود دائم ومستدام على القمر».
وقد اعتبرت الاهتمامات الخاصة والعامة أن الوصول إلى الكوكب الأحمر واستعماره بمثابة المرحلة التالية لسبر غور الحدود النهائية للعلم، وكان جزءًا رئيسيًا في مؤتمر الملاحة الفضائية في اديلايد لهذا العام.
وقال ميسينا: «إنّ الهدف الأكثر إلحاحًا لتنفيذه هو أن نمتلك وجودًا دائمًا على القمر حتى لو كان مجرّد روبوت، بحلول نهاية العقد المقبل».
وأضاف «هناك سلسلة من المهمات المُخطط إرسالها إلى القمر على مدى العشر سنوات القادمة، وسوف تخلق حركة وقوة دافعة للأمام، كما ستوفر ثروة من البيانات التي من شأنها تمكين بناء القرية».
وأضاف: «أعتقد أنّ الوقت قد حان لبدء المناقشات والتخطيط لشيء ملهم مثل محطة الفضاء الدولية، ولكن على أساس تعاون عالمي حقيقي حقًا». وتقوم وكالة الفضاء بالتسويق إلى المستعمرات القمرية الدائمة كبديل لمحطة الفضاء الدولية التي من المُقرر إيقافها في عام 2024. وتقوم بالتسويق أيضًا إلى بطاقات مشروعٍ بقيادة ناسا لإنشاء أول محطة قمرية دائمة كجزء من برنامج يُسمّى بوابة الفضاء العميق. وقبل أسابيع قليلة، وقّعت وكالة الفضاء الروسية روسكوسموس (Roscosmos) اتفاقية تعاون مع وكالة ناسا للعمل على بناء النظم اللازمة لتنظيم البعثات العلمية في المدار القمري وعلى سطح القمر.
واختتم المؤتمر المُقام في مدينة أديلايد بتفاصيل جديدة عن إرسال البشر إلى كوكب المريخ بحلول عام 2028.
كما عرض إيلون ماسك (Elon Musk) تصميمًا جديدًا لنظامِ نقلٍ بين الكواكب لنقل البشر إلى الكوكب الأحمر. وليس إيلون ماسك وحده الذي يهتم باستعمار القمر، حيث بدأت العديد من الشركات بأخذ خطوات جادة نحو استعمار القمر، باعتباره مصدرًا للثروات المعدنية، مما يُشكل مصدرًا للتنافس بين شركات الفضاء المختلفة. ومن ضمن هذه الشركات، زعمت شركة «استروبوتيك- Astrobotic» بإنزال مركبة قمرية تُدعى «بيرجرين- Peregrine» والتي بمقدورها حمل من 35 إلى 265 كجم إلى سطح القمر.
ومن المقرر إطلاق «بيرجرين» في النصف الأول من العقد المقبل، بتكلفة حمولة تبلغ نحو 1,201,000 دولار لكلّ كيلوجرام؛ وذكر هندركسون أنّ لدى شركة «أستروبوتيك» حاليًّا 11 شريكًا.
وقال دان هندرِكسون، وهو نائب رئيس قسم تطوير الأعمال في شركة «أستروبوتيك»:
«هذه لحظة مهمة حاسمة لكلٍّ من القمر وأمريكا والعالم أجمع».