تُشير منشورات مواقع التواصل الاجتماعي الى أن الاحتجاجات ستكون عنيفة

أظهرت دراسة أُجريت على الاحتجاجات في جامعة جنوب كاليفورنيا بما يتعلق بالاحتجاجات العنيفة أن السلوكيات المنحرفة الصادرة على مواقع تويتر ستتحول إلى عنف.

وجد الباحثون أن الأشخاص عندما يُعلّقون على القضية  التي يحتجّون عليها بطريقة غير أخلاقية و ليس لها أساس من الصحة وعندما يعتقدون أن الأشخاص الآخرين على مواقع التواصل يفعلون الشيء ذاته فإن ذلك من شأنه أن يشجعهم على ممارسة العنف.

حيث قال مرتضى دهغاني وهو أستاذ مساعد في معهد الدماغ والإبداع في جامعة جنوب كاليفورنيا أنه “يمكن أن تنبثق حركات متطرفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وقد شهدت السنوات الأخيرة العديد من الأمثلة على هذه الحركات مثل الاحتجاجات في كل من بالتيمور وشارلوتسفيل. كما تتأثر انطباعات الأشخاص بالأنشطة المتواجدة على شبكاتهم التواصل حيث يعتبرون أن الآخرين الذين يقومون بمشاركة معتقداتهم على مواقع التواصل  متفقين معهم في الآراء”. أظهرت هذه الدراسات أن ذلك من شأنه أن يؤدي الى عواقب وخيمة.

لقد تم استخدام _الة تعليم تقنية متطورة_ للكشف عن اللغة التي تُعتبر غير اخلاقية نتيجة تشريع الأعمال المنحرفة المستخدمة على مواقع التويتر.حيث قام العلماء بتحليل 18 مليون تغريدة نُشرت خلال عام 2015 وقد كانت حول الاحتجاجات في بالتيمور والتي اسفرت على وفاة Gray البالغ من العمر 25 عاما أثناء قيام الشرطة بنقله الى السجن.

بعد ذلك قام العلماء باجراء تحقيقات حول العلاقة بين التغريدات المرتبطة بالمسائل الأخلاقية ومعدلات الاعتقال التي تعد كمؤشرات للعنف. حيث أظهر التحليل بأن عدد الإعتقالات لكل ساعة أثناء المظاهرات كان مرتبط بعدد التغريدات المنحرفة المنشورة في الساعات السابقة . هذا وقد تضاعف عدد التغريدات التي تتضمن سلوكات منحرفة بعدما أصبحت الإشتباكات عنيفة ببين الشرطة والمحتجّين.

إعلان

وسائل التواصل الاجتماعي بمنزلة مقياس للنشاط البشري

يُعزى سبب استغلال العلماء لوسائل التواصل الاجتماعي لعمل الأبحاث الى انه أصبحت هذه المواقع مثل التويتر منصة مهمة للنشاط ومصدراً للبيانات المتعلقة بالسلوك البشري.

فيما يلي أبرز الامثلة على حركات حديثة ارتبطت بوسائل التواصل الاجتماعي :

حركة  marchforourlives#  للسيطرة على السلاح

حركة metoo# لمكافحة الاعتداء الجنسي والتحرش

حملةblacklivesmatter# لمكافحة العنصرية المنهجية التي بدأت في عام 2014 بعدما تم اطلاق النار على مايكل براون البالغ من العمر19 عاماً في مدينة فرغسون في ولاية ميزوري.

وتُعد ثورة الربيع العربي التي بدأت في تونس في اواخر عام 2010 أحد الأمثلة الأكثر عنفاً. حيث أدى ذلك إلى انطلاق مظاهرات في العديد من المدن الاخرى بما فيها مصر وليبيا اللتان أُجبرتا على تغيير قيادتهما. حيث كان الوضع في سوريا أسوء من ذلك، فلقد تحولت الاشتباكات الى حرب أسفرت عن مقتل مئات الالاف من الأتشخاص وتشريد عدد لا يُحصى من اللاجئين.

كشف القضايا المنحرفة عبر الانترنت

قام العلماء بتطوير نموذج للكشف عن اللغة اللاأخلاقية المستخدمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي اعتماداً على ما يسمى – اطار تعلم عميق- الذي يمكنه أن يحدد بشكل موثوق النصوص التي تُمثل سلوكات منحرفة وربطها بأنواع مختلفة من القيم الأخلاقية واضدادها حيث يمكن تصنيف هذه القيم اتباعا لنظرية الأسس الاخلاقية الى:

الرعاية/الإيذاء، العدل/الغش، الولاء/الخيانة، السلطة/ التخريب، الطهارة/الانحطاط

قدّم الباحثون اثنين من الأمثلة على التغريدات المحتوية على لغة أخلاقية والاسس الاخلاقية المتعلقة بها

تغريدة 1:

لماذا لا تتحدث المعارضة الا عن الجريمة السوداء والتي تعد كنفي للأعمال الوحشية التي ترتكبها الشرطة/القتل؟أليس كذلك؟

AllCrimeMatters#

FreddieGray#

أسس أخلاقية : العدالة والولاء

تغريدة 2:

بصرف النظر عن كيف يشعر أي شخص، لا بد من الدعاء الى قوات الشرطة وأسرهم.

أسس أخلاقية: الرعاية والطهارة

تفاقمت مشكلة الاستقطاب السياسي والأخلاقي بسبب “غرف الصدى الإعلامية “عبر الانترنت. تُعتبر هذه الغرف عبارة عن شبكات تواصل اجتماعي حيث يتواصل عبرها الناس مع أشخاص اخرين ممن هم في نفس مستوى التفكير مع الحفاظ على الابتعاد عن اولئك الذين لا يشاركونهم نفس المعتقدات.

لماذا تُشكل المزيد من الاحتجاجات ظاهرة العنف

قال جو هوفر المرشح لنيل درجة الدكتوراه في دراسة علم النفس في قسم العلوم في جامعة جنوب كاليفورنيا “تساعدنا بيانات مواقع التواصل الاجتماعي على القاء الضوء على الديناميكيات الاجتماعية للعالم الحقيقي و اختبار الفرضيات.” حيث أضاف” انه من الصعب انشاء سيطرة احصائية وتجريبية لرسم استنتاجات موثوقة كما هو الحال مع كافة بيانات الرصد  ”

وللتعويض عن هذا، قام العلماء بإجراء سلسلة من الدراسات السلوكية الخاضعة للرقابة تضمنت كل دراسة أكتر من 200 شخص. قام هؤلاء الأشخاص عام 2017 بقراءة فقرة حول الاشتباكات بشأن ازالة الآثار الكونفدرالية (وخاصة تمثال روبرت إي لي) في مدينة تشارلوتسفيل في ولاية فرجينيا وتم سؤالهم عن مدى موافقتهم أو عدم موافقتهم على استخدام العنف ضد المحتجّين اليمنيين المتطرفين.

حيث اكتشف العلماء أنه كلما زاد عدد الأشخاص الذين يعبرون عن آرائهم المنحرفة على أساس أنها مُشرّعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كانت هنالك رغبة اكبر في استخدام العنف ضد معارضيهم.

إعلان

فريق الإعداد

إعداد: بيان دحبور

اترك تعليقا