الرؤساء السوريون عبر التاريخ

تحولات سياسية في سوريا: من بشار الأسد إلى أحمد الشرع

في 29 يناير 2025، شهدت سوريا تحولًا سياسيًا بارزًا بتولي أحمد حسين الشرع منصب رئيس الجمهورية العربية السورية، خلفًا لبشار الأسد. برز الشرع كقائد ثوري وعسكري خلال هجمات المعارضة السورية عام 2024، التي أدت إلى سقوط نظام الأسد وتشكيل حكومة انتقالية في ديسمبر من نفس العام .

ويُعد هذا التحول فرصة لإلقاء نظرة أوسع على رؤساء سوريا عبر التاريخ، بدءًا من مرحلة ما بعد الاستقلال وحتى اللحظة الراهنة، لفهم السياق السياسي الذي شكّل ملامح الدولة السورية الحديثة. من خلال هذا المقال، نسلّط الضوء على أبرز المحطات في تاريخ الرئاسة السورية، والتحديات التي تواجهها القيادة الحالية في ظل التحولات الإقليمية والدولية.

أحمد الشرع: رؤية جديدة لسوريا

منذ توليه الرئاسة، أعلن أحمد الشرع عن بدء مرحلة جديدة في سوريا، مؤكدًا أن “حربنا مع الطغاة انتهت” وأن التحدي القادم هو مواجهة الفقر وإعادة بناء البلاد . كما أشار إلى أن الانتخابات قد لا تُعقد قبل أربع سنوات، نظرًا للحاجة إلى إجراء تعداد سكاني شامل وصياغة دستور جديد، وهي خطوات ضرورية لضمان انتخابات نزيهة .

الرؤساء السوريون عبر التاريخ

منذ استقلال سوريا عن فرنسا في 17 أبريل 1946، تعاقب على رئاسة البلاد عدد من الشخصيات البارزة:

إعلان

  • شكري القوتلي: أول رئيس بعد الاستقلال، تولى المنصب مرتين (1943–1949 و1955–1958). 
  • حسني الزعيم: قاد أول انقلاب عسكري في تاريخ سوريا الحديث عام 1949، وتولى الرئاسة لفترة قصيرة. 
  • هاشم الأتاسي: تولى الرئاسة ثلاث مرات، وكان له دور بارز في صياغة الدستور السوري. 
  • أديب الشيشكلي: شارك في عدة انقلابات قبل أن يصبح رئيسًا عام 1953. 
  • جمال عبد الناصر: رئيس الجمهورية العربية المتحدة (1958–1961)، التي ضمت مصر وسوريا. 
  • حافظ الأسد: تولى الرئاسة عام 1971، واستمر حتى وفاته عام 2000. 
  • بشار الأسد: خلف والده في الحكم عام 2000، واستمر حتى الإطاحة به في ديسمبر 2024 .

 الرؤساء السوريون عبر التاريخ

منذ إعلان استقلال سوريا عن الانتداب الفرنسي عام 1946، مرّت البلاد بسلسلة من التغيرات السياسية المتعاقبة، انعكست في تعاقب الرؤساء السوريين عبر التاريخ. كان شكري القوتلي أول رئيس للجمهورية، وتبعه عدد من القادة المدنيين والعسكريين مثل أديب الشيشكلي، ناظم القدسي، وأمين الحافظ، قبل أن يدخل حافظ الأسد المشهد السياسي في السبعينيات ويُرسّخ نظامًا قائماً على الاستقرار الأمني والسلطة المركزية. هذا التنوع في الشخصيات والأنظمة يعكس طبيعة التغيرات التي شهدتها سوريا خلال قرن من الزمن.

حقبة حافظ وبشار الأسد

امتدت فترة حكم الرئيس حافظ الأسد من عام 1971 حتى وفاته عام 2000، حيث تميّزت هذه الحقبة بالتركيز على بناء مؤسسات الدولة، وترسيخ نهج “سوريا أولاً”، إضافة إلى التدخلات الإقليمية في لبنان وفلسطين. خلفه ابنه بشار الأسد، الذي واجه تحديات كبرى خاصة مع اندلاع الثورة السورية في 2011، وما تبعها من حرب أهلية دموية أعادت تشكيل الخارطة السياسية والاجتماعية لسوريا بشكل عميق.

أحمد الشرع: الرئيس الجديد لسوريا

تشهد أخبار سوريا اليوم اهتمامًا متزايدًا بعد صعود أحمد الشرع إلى سدة الحكم، في تحول مفاجئ وغير تقليدي ضمن السياق السوري المعروف. يُنظر إلى الشرع بوصفه شخصية إصلاحية تحاول إعادة بناء الثقة بين الحكومة والشعب، مع التركيز على ملفي الإعمار والمصالحة الوطنية. يُعد هذا التحول فرصة لإعادة تموضع سوريا إقليميًا ودوليًا بعد سنوات من العزلة والحرب.

 مستقبل الرئاسة في سوريا

مع التغيرات الجارية، يُطرح تساؤل حول مستقبل رئاسة سوريا وموقعها في النظام السياسي الجديد الذي يتشكل بعد عقد من النزاعات. يُتوقع أن تلعب الرئاسة دورًا محوريًا في توجيه دفة الإصلاحات السياسية والاقتصادية، خاصة إذا ما تم إشراك المعارضة السورية المعتدلة في حوار وطني شامل. ومن المهم هنا دراسة تجارب رؤساء سوريا السابقين لاستخلاص الدروس والعِبر من النجاحات والإخفاقات التي مرّت بها البلاد.

تطلعات وآمال للمستقبل

مع تولي أحمد الشرع الرئاسة، تتطلع سوريا إلى مرحلة جديدة من الاستقرار وإعادة الإعمار. تسعى الحكومة الانتقالية إلى تشكيل حكومة شاملة تمثل مختلف مكونات المجتمع السوري، مع التركيز على صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات حرة ونزيهة في المستقبل .

إعلان

اترك تعليقا