دراسة: الموسيقى تحسّن من التّواصل الاجتماعيّ للأطفال المصابين بالتوحّد

قام باحثون من جامعة مونتريال وجامعة ماكغيل بنشرِ ورقة بحثية في مجلة (نيتشر) يوم الخامس والعشرين من شهر أكتوبر، حيث يتضمّن البحث تجربةً سريريّة أُجريَت على مجموعةٍ من الأطفال المصابين بـ “التوّحد”، لمعرفة ما إذا كان من الممكن أن تساعد الأنشطةُ الموسيقيّة مثل الغناء أو العزف على الآلات الموسيقيّة من تحسين مهارات التّواصل الاجتماعيّ لديهم، وتحسين نمط حياة أُسَرهم.

وتعتبر تلك الدّراسة هي الأولى من نوعها، والتي تُظهر أنّ الموسيقى يمكن أن تلعب دورًا مهمًّا في مساعدة الأطفال الذين يعانون من مرض التوحّد.

التجربة

في البدايةِ، قام أولياء الأمور بملءِ استبيانات عن مهارات التّواصل الاجتماعيّ لأطفالهم، ثم قام الباحثون بإجراء فحصٍ تصويريّ بالرّنين المغناطيسيّ قبل وبعد التّجربة، لتوضيح نشاط الدماغ لدى الأطفال المصابين بالتّوحد.

بعد ذلك، قام الباحثون في مختبر UdeM الدّولي للمخّ والموسيقى والصّوت، ومدرسة ماكغيل لعلوم الاتّصال، بإجراء تجربة سريريّة لمدّة ثلاث أشهر على 51 طفلاً مصابين بمرض الشلل الدّماغيّ، وتمّ تقسيم الأطفال إلى مجموعتين بشكلٍ عشوائيّ، حيث تتضمن إحداهما الأنشطة الموسيقية والأخرى لا، وتستغرق كل جلسة منهم 45 دقيقة.

النتائج

لاحظ الباحثون أنّ المجموعة التي تضمنت الموسيقى كان الأطفال يغنّون فيها ويلعبون آلات موسيقية مختلفة، ويتفاعلون مع بعضهم بصورةٍ ممتازة، بينما المجموعة الأخرى والّتي لم تتضمّن الموسيقى ظهر عليها نفس نتائج المجموعة التي تضمّنت الموسيقى، وذلك بدون أي أنشطة موسيقية.

إعلان

ولكن بعد الجلسات، أبلغ آباء الأطفال الذين كانوا ضمن المجموعة الموسيقيّة عن تحسّنات ملحوظة في مهارات التّواصل الاجتماعي لدى أطفالهم، بالإضافة إلى تحسّن في نمط الحياة العائلية لديهم، بينما أبلغ آباء الأطفال في المجموعة الأخرى -والّتي لم تتضمن الموسيقى- أنّهم لم يلاحظوا أيّ تغيير في مهارات التّواصل الاجتماعيّ لدى أطفالهم بعد الانتهاء من جلسات التجربة.

وأشارت بيانات التّصوير بالرّنين المغناطيسيّ الّتي تم إجرائها قبل وبعد التّجربة أن تحسّن مهارات التّواصل الاجتماعيّ لدى الأطفال الذين خضعوا للموسيقى يمكن أن يكون ناتج عن زيادة الاتّصال بين المناطق السمعيّة والحركيّة في الدّماغ، والنّاتج عن الأنشطة الموسيقيّة التي أجريَت في المجموعة الخاصة بالموسيقى.

وتقول “ميغا شاردا”، زميلة ما بعد الدكتوراة بجامعة مونتريال والمؤلفة الرئيسية للبحث:

“أنّ الاتّصال بين المناطق السمعيّة والحركيّة أمرٌ مهم لتحسين التواصل والتفاعل الاجتماعي لدى الأطفال المصابين بالتوحد. على سيبل المثال، عندما نتواصل مع شخص آخر فإنّنا نحتاج إلى الانتباه لما يقوله، ومعرفة متى يكون دورنا في التّحدث، ولكن بالنسبة للأشخاص المصابين بمرض التوحد، فإن هذا الأمر يمثل تحديًا كبيرًا بالنسبة لهم.”

وتضيف “شاردا” بأنّ الدراسة لم تجد علاجًا لمرض التوحّد، وإنّما ساعدت على تحسين التّواصل لدى الأطفال المصابين بالمرض.

وحاليًا يقوم الباحثين بتطوير أدوات يمكن أن تساعدَهم في ملاحظة وتقييم التّحسّنات التي تحدث في مهارات التّواصل لدى الأطفال، من خلال الملاحظة المباشرة للتّفاعل بين المعالج والطّفل.

إعلان

مصدر source
فريق الإعداد

إعداد: محمود اسامة

تدقيق لغوي: أمل مصري

اترك تعليقا