التوتر يجعل اليافعين يشعرون بأنّهم أكبر عمرًا..

وجد باحثون في علم النفس بأنّ الضغط النفسي يلعب دورًا مهمًا في كيفيّة شعور الشّباب بأعمارِهم.

يقول شيڤون نيبرت وهو أستاذ مساعد في جامعة نورث كارولاينا:

سن ما بعد المراهقة (18-22) هي الفترة التي لم يعد فيها الشخص طفلًا ولا ناضِجًا بعد. وكنّا أردنا أن نعرف ما إذا كان الضغط النفسي يؤثّر على شعورهم الذاتي بأعمارهم. واتضح لنا بأن له تأثيرٌ كبيرٌ.

قام الباحثون بتتبع 53 شابًا و53 شابّة تتراوح أعمارهم بين 18-22، حيث قام المشاركون يوميًّا ولمدة ثمانية أيام بالإجابة على أسئلة لاستطلاعٍ يتقصَّى الأحداث اليوميّة المسبِّبة للتوتّر، وأسئلة أخرى عن شعورهم بحالتهم العمريّة.

كما أكمل المشاركون استبيانًا يهدف إلى تحديد مدى شعورهم بأنّهم لا يزالون في مرحلة تحديد ماذا سيكونون كبالغين، والذي يُنظر إليه على أنّه سمة مميَّزة للمرحلَة العمريّة بين المراهقة والنضج التام.

وجد الباحثون أنّ 58% من المشاركين في الدراسة أفادوا بشعورهم المتقلّب لأعمارهم؛ فقد اختاروا خيارين مختلفين على الأقل في مواضع مختلفة أثناء الإجابة من الخيارات الثلاثة الآتية: أنّهم أكبر سنًا، أصغر سنًا، أو في عمرهم الحقيقيّ.

إعلان

أفاد نيبورد بأنّ الضغط النفسي والذي قد يكون مصدره المدرسة أو العمل أو الظروف الاجتماعية كان عاملًا أساسيًّا. وأنّ الشيء الأكيد هو أنّ الضغوطات النفسية التي يتعرّض لها اليافعون الخاضعين لهذه الدراسة جعلتهم يشعرون بأنّهم أكبر سنًا.

وأضاف أنّه كلما ازدادت الضغوطات التي عانى منها الشخص، كان عدد السنوات التي شعر أنّها زيادةً على عمره الحقيقي أكثر. حيث أنّ كل ضغط إضافي جعل الشخص يشعر بأنّه أكبر بمتوسط سنة واحدة على الأقل.

وكان هناك أيضًا تأثير للشعور العام بالضغط. حيث أنّ الذين يعانون من شعور عام بالضغط شعروا بأنّهم أكبر سنًّا بخمس سنوات إضافية. وكان تأثير التوتر واضحًا بشكل خاص على المشاركين في الدراسة ممّن كانوا من نوع ” الباحثون عن الهويّة”. وهم الذين يعتبرون أنّ مرحلتهم العمرية هي فرصة لاكتشاف ما يودّون أن يكونوا عليه مستقبلًا.

لكن في المقابل، فإن أولئك اليافعين الذين تشكّلت هوياتهم وعرفوا ما يريدون أن يكونوا عليه في المستقبل، لم تؤثر الضغوط في شعورهم الذاتي بأعمارهم. كما أنّ الشباب الباحث عن الهوية، عند تعرّضهم لخمسة ضغوط في يوم معيّن سجّلوا شعورًا بأنّهم أكبر من أعمارهم الفعليّة بـ11 عام. بينما أصحاب الهوية الثابتة لم يتغير شعورهم بأعمارهم تحت الضغط.

“لذلك، نحن نعلم أنّ الأطفال غالبًا ما يشعرون بأنّهم أكبر سنًّا مما هم عليه في الواقع، والبالغين يشعرون بأنّهم أصغر عمرًا.” “ويساعدنا هذا البحث في فهم الدور الذي تلعبه هذه المرحلة العمرية كفترة عبور من مرحلة لأخرى. وكذلك يساعدنا في فهم اثر التوتر في هذه التقلّبات الشعوريّة “. يقول نيبورت.

 

إعلان

مصدر مصدر الترجمة
فريق الإعداد

إعداد: ميساء الزعبي

تدقيق لغوي: فاطمة الملّاح

تدقيق علمي: رائده فضه

اترك تعليقا