ماذا لو استبدلنا مكوّنات الأرض الحالية بالتوت البري؟
في أوج موسم التوت البري، قام بيلي بوديجا -مستخدِم لموقع Stack Exchange لتبادل (الأسئلة والأجوبة) عمَّا يتعلق بالفيزياء– بطرح السؤال الآتي:
“لو افترضنا، جدلاً، أنه تم استبدال كوكب الأرض -بأكملهِ- بكتلةٍ متساويةٍ من التوت البري غير المضغوط، والمُعبأ بعنايةٍ فائقة؛ تُرى ماذا سيحدث -حينها- من المَنظورُ الذاتي لشخصٍ مَوجودٍ على السّطح؟”
وعلى الفورِ، تم حذف هذا السؤال، غير أن ذلك لم يمنع أندريس ساند بيرج– باحث في معهد مستقبل البشرية في أكسفورد- مِن استعراض هذه الفرضية والبحث فيها بجديةٍ، شارحًا كيفيّة تطور هذا الكوكب التوتيّ، وتكوين ما يتعلّقُ بهِ لدرجة أنه قام بنشر إجابةٍ شاملةٍ في ورقةٍ بحثية خِصيصًا في هذا الصدد.
أمَّا بخصوص ما سينتهي إليه هذا الكوكب، طبقًا لساند بيرج، فهو كالآتي:
“سيكون الكوكبُ كوكبًا ذو غلافٍ جويّ بُخاريّ يغطي محيطًا واسعًا من المُربّى على قمة جرانيتا من ذاك التوت الدافئ؛ وها هي كيفية تشكيل هذا الكوكب؛ يبدأ بالتوت كبير الحجم، وستكون كثافة الكوكب التوتيّ أقل بكثير من كثافة الكوكب الفعليّ، وكما أن الجاذبية ستكون أضعف بالضرورة، وبما أن التوت البريّ لا يمكنه مقاومة القوى الكبيرة؛ فإن الجاذبيّة ستقوم بتحويله إلى مجرّد هريس (توت معجون) وإطلاق الهواء سيجعله ينفصلُ عن التوت المُجاور له، ممَّا يُسبب تقلصَ نصفِ قطر الكوكب التوتي.
وسيقوم هذا الإطلاقُ الجديد بصُنعِ جوًا كثيفًا يسمح بمرور جزء قليل من الضوء؛ ممَّا يعني أن هذا الكوكب التوتيّ سيكتملُ تطورُه في ظلام مُطلق، بالإضافة إلى أن الهواء سوف يصعد ويتدفق إلى سطحه؛ تاركًا مُحيطًا من المربّى التي تمَّ هرسَها.
وفي هذا الصَّدد، وتحت مُحيط المربّى، فإن قوة الضغط ستقومُ بضغظِ المربّى؛ ومِن ثمّ تحويلها إلى نوعٍ من الثلج. وآخرًا سيتحولُ هذا الكوكبُ إلى كوكب غير صالحٍ للإسكان، وللبشر على وجهِ الخصوص، وسيكون كنوعٍ من الكواكب غير المأهولة (الكواكب خارج المجموعة الشمسية).
بالرغم من أنَّ السؤالَ قد يبدو بعيدَ الاحتمال، إلَّا أنَّه سؤالٌ ممتعٌ ومثيرٌ على وجهِ الحقيقة.
فكرة التجربة: تتضمّن العديدُ من الأسئلة الفيزيائيّة الإمساك بشيءٍ ما ثم القيام بدفعهِ إلى أقصى الحدود، فماذا لو كانت سرعة الضوء بطيئة للغاية؟ أو ماذا لو حاولنا بناء برج طويل القامة جدًا، على سبيل المثال؟