العملات الصعبة: كيف اكتسبت نفوذها في العالم وتصدرت عرش العملات؟ (مترجم)

العملة الصعبة أو العملة الآمنة أو العملة القوية هي أيّة عملة متداولة عالميًا تعمل كمخزن موثوق به ومستقر للعملة، وهناك العديد من العوامل التي تساهم في الوضع الصعب للعملة منها الاستقرار على المدى الطويل لقوتها الشرائية، والوضع السياسي والمالي للدولة المقترنة، الوضع السياسي للبنك المركزي الذي أصدرها.

عادةً ما تأتي العملة الصعبة من بلد ذي وضع اقتصادي وسياسي قوي، ومن المقبول على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم كشكل من أشكال الدفع للسلع والخدمات ومن المتوقع أن تبقى العملة الصعبة مستقرة نسبيًا خلال فترة قصيرة من الزمن ، وتكون ذات سيولة عالية في أسواق الصرف الأجنبي .

السجل التاريخي للعملات الصعبة

اكتسبت العملات الورقية لبعض البلدان المتقدمة اعترافًا بها بالعملات الصعبة في أوقات مختلفة، ومن أبرزها: الدولار الأمريكي، واليورو، والفرنك السويسري ، والجنيه الأسترليني، والين الياباني وبدرجة أقل الدولار الكندي والدولار الأسترالي .
مع تغيُّر الوقت، قد تصبح العملة التي تعتبر ضعيفة إحدى أقوى العملات والعكس صحيح، ومع ذلك تميل البلدان التي لديها باستمرار فوائض تجارية كبيرة للحصول على عملات صعبة.
يوجد مقياس واحد من العملات الصعبة وهو كيف يتم تفضيلها في احتياطي النقد الأجنبي للبلدان، والشكل التالي يوضح التركيبة النسبية لعملات احتياطات النقد الأجنبي الرسمية من 1995 الى 2013 .

– الدولار الأمريكي باللون الأخضر

– اليورو باللون الأزرق

إعلان

– العملات الألمانية باللون الأصفر

– الفرنك الفرنسي باللون البنفسجية

– الجنيه الاسترليني باللون الأحمر

– الين الياباني باللون الأسود

– عملات أخرى باللون النيلي

اضطراب العملات الصعبة

1) يعتبر الدولار الأمريكي عملة قويّة جدًّا على الرغم من صدمة نيكسون عام 1971، والعجز المالي والتجاري المتعاظم للولايات المتحدة، فقد تم ربط معظم الأنظمة النقدية في العالم بالدولار الأمريكي بسبب نظام (بريتون ودز والدولرة). وهكذا اضطرت البلدان لشراء دولارات لاحتياطاتها من العملات الأجنبية وتقييد سلعها بالدولار مقابل التجارة الخارجية أو حتى استخدام الدولار في الداخل وبالتالي تعزيز قيمة العملة.

2) يعتبر اليورو عملة صعبة في جزء كبير من تاريخه القصير إلَّا أنَّ أزمة الديون السياديّة الأوروبية أدّتْ إلى تآكل هذه الثقة جزئيًا.

3) يعتبر الفرنك السويسري منذ فترة طويلة عملة صعبة وفي الواقع كانت العملة الورقية الأخيرة في العالم لإنهاء قابليتها للتحول الى ذهب. في صيف عام 2011 أدت أزمة الديون السيادية الأوروبية الى تدفقات سريعة من اليورو وإلى الفرنك من قبل أولئك الذين يسعون إلى العملة الصعبة وفي 6 من سبتمبر 2011 أعلن البنك الوطني السويسري أنّه سيشتري كميّة غير محدّدة من اليورو لتعديل سعر الصرف إلى 1.00 يورو = 1.20 فرنك سويسري لحماية تجارته ، أزال هذا الإجراء مؤقتًا ميزة العملة الصعبة الخاصة بالفرنك على اليورو ولكنه تم التخلي عنه في يناير 2015 .

4) فى أكتوبر 2016 أضاف صندوق النقد الدولى عملة اليوان الصينى لسلّة عملات الاحتياط العالمية لينافس الدولار. ومنذ ثلاثة أيام قامت الصين بتسعير النفط مقابل اليوان وليس الدولار كما هو ساري من السبيعينيات، هذا مؤشر قوي ليصبح اليوان الصينى إحدى العملات الصعبة المنافسة في التجارة العالمية.

الطلب على العملة الصعبة

عموماً، يفضِّل المستثمرون والناس العاديون العملات الصعبة على العملات الميسّرة في أوقات التضخم المتزايد أو على وجهٍ أدقّ (أوقات فروق التضخم المتزايدة بين البلدان) في أوقات الخطر السياسي أو العسكري المرتفع، أو عندما يشعرون بأن أسعار الصرف التي تفرضها الحكومة غير واقعية. قد تكون هناك أسباب تنظيمية لتفضيل الاستثمار بعملة أخرى غير العملة الوطنيّة، على سبيل المثال، قد تخضع العملة المحلية لضوابط رأس المال مما يجعل من الصعب إنفاقها خارج الدولة.

وأيضًا على سبيل المثال، خلال الحرب الباردة لم يكن الروبل في الاتحاد السوفيتي عملة صعبة لأنه لم يكن من السهل إنفاقه خارج الاتحاد السوفييتي، ولأنَّ أسعار الصرف كانت ثابتة عند مستويات عالية مخصّصة للأشخاص الذين لديهم عملة صعبة، مثل السيّاح. (فرضت الحكومة السوفييتية أيضاً قيوداً صارمة على عدد الروبيلات التي يمكن أن يبدّلها المواطنون السوفييت مقابل العملات الصعبة). بعد سقوط الاتحاد السوفييتي في ديسمبر / كانون الأول 1991، انخفضت قيمة الروبل بسرعة، في حين كانت القوة الشرائية للدولار الأمريكي أكثر ثباتًا، مما جعلها عملة أقوى من الروبل.
يمكن للسائح الحصول على 200 روبل لكل دولار أمريكي في يونيو 1992، و500 روبل لكل دولار في نوفمبر 1992.
في بعض الاقتصادات، التي قد تكون إما اقتصادات مخططة أو اقتصادات سوقية تستخدم عملة ميسرة، هناك متاجر خاصة تقبل فقط العملة الصعبة. ومن الأمثلة على ذلك ، متاجر (Tuzex) في تشيكوسلوفاكيا السابقة، أو (Intershops) في ألمانيا الشرقية أو متاجر الصداقة في الصين في أوائل التسعينات. توفر هذه المتاجر مجموعة متنوعة من السلع -كثير منها نادر أو مستورد- من المتاجر العادية.

إعلان

مصدر مصدر 1 مصدر 2
اترك تعليقا