رسائل من أهل الجحيم .

منذ عامين، ذكرت الأرصاد الجوية حدوث إضطرابات جوية قد تدوم لبضع ليال كما ذكر، أعاصير قد تدمر سقف بيتك، قد تسلب ناظريك، رياح ستنقل موجات البحار حتي شاطيء سلمك، النجوم ستتلحف باللون القرمزي حيناً وحيناً باللون الأحمر القاتم، أما الأمطار سيدي متابع النشرة ستسيل مبدئياً حتي تترسب القاذورات بعقلك بقدميك، من ثم تنزل ثلوجاً تهشم عقولاً لم تستفق بعد السيول، وتفيق من مازال تحت تأثير المخدر..

منذ عامين أكد العلماء أن الأمر لن يكمل الأيام المعدودة، فالظواهر الطبيعية لا تطيل الزيارة،

منذ عامين ونحن ننتظر نهاية بضع ليال..

إنتظار الليلة الماضية لم يكن كأي إنتظار على مدارهما، الأحداث كانت متتالية، ومفزعة، دعني أتلوها عليك..

حدث الآتي.

كان النهار شاحباً بالبداية، الشمس بدت مختفية بالبداية، في فترة ما بعد الساعة الرابعة، اشرقت الشمس!. لا أعلم إن كان شروقاً أم غروباً، قد رأيتها “تطل” من الغرب، كما لو أن طلتها تبعث رياحاً كلما إقتربت من مستقرها، الحرارة تشتد، الرياح تذيب الأبدان، الأرواح تتصاعد واحدة تلو الأخرى.

إعلان

صدقني، لا أدرك لإن كان ما رأيت حقيقة أم هيأه لي عقلي من شدة الحرارة، أحياناً ما تخلق الحرارة سراباً نحسبه نحن البشر منطق يخلوا من الشك، ولكن أقسم أن السماء أصبحت تميل للإحمرار، كأن الشمس جرح عميق في بدن أحرقته السخونة، القمر!
أجل، القمر هناك! بدي لي كأنه يداوي جروح السماء. بدى للبعض حلم لم يتحقق بعد، حسب الشمس ثقباً بالسماء ينجيه من الهلاك الذي حل، فقرر الهرب باحثاً عن أرض أخرى ليكون..

الآن!! لم يعد هناك الآن!!

الناس تتطاير، يبدوا لي أن الأرض فاض بعاتقها حمل بشري آخر، الرياح تهلك من تبقى، الأجساد تتراثى، في لحظة ما، كان الغشاء قد زال من أعين الجميع، كنت أري جيداً، أروح مصطفة، صديق مات منذ عشرون عاماً في أول الصف، أمي، تقف هناك، بجانب العذراء، أبي ها هوا، إتخذ من صفوف المحاربين صفاً له، صديقتي التي لم تحقق ما تبقي لها من أمل،، تقف هناك في صف سمعت أحدهم يصفهم ب” ذوي الآثار”..

كل مصطف حيث ينتمي دون أن ينتمي، رأيت نوعاً غريباً من التكنولوجيا تستخدم هنا!..

الكل ينظر لنقطة محددة،، الكل يبقي ويتأثر،، وهناك من يضحك ويقهقه،، هناك من تمني لو أن التراب أكل لحمه،، هناك من نقم كونه من البشر،، هناك من بشر وسعد،، أما أنا،، فعلمت..

هنا أمت ترى ما يريدون من عيناك أن ترى،، ليس ما يريون أن يعرضوا ليري الجميع،،
العين هنا أصبحت ميثاق تحكم في أيد الإله..
هو يريدك أن تري،، ستحاسب نفسك،، أنت تعلم الطريق،، قد رأيت وعلمت أن كل ما مضي كان مرئي،، يدلك أحدهم وليس من جنسك علي الطريق اللذي لمعت عيناك بإستحقاقك له
صراخ،، دموع،، دماء،، صيحات،، أحضان،، ضحكات هادئة،، عيون دامية وعيون جالية،، أحدهم يري الجحيم الذي أقسم به يوماً بأم عيناه،، والآخر يرمق جمالاً أفقده النطق..
الدار الأبدية،، قد تفرقنا،، قد تمددت الأكوان،، وتراصت الأرواح في أماكنها،،
الليلة الماضية سيدي القاريء..
قد رد كل شيء لبارئه..
أهنئك من قلب الجحيم ، الوضع هنا أشد خزياً مما وصف لنا سابقاً،،
كتبت لك هذه الرسالك لعلك تشفع لي،، قد علمت أكقر من اللازم،، قد رأيت الصورة كاملة..
أدعوه أن يغفر لي،، أن يعفوا عني،،
فأنا عبده،، لكني لم أك مثلك،،
فقلبي أبي الإيمان حتي رأت عيناي،،
والآن ها أنا أتحسس ما رأيت،،
إدعوا مولاي..
لعله يستجيب نداء من مات وقلبه مازال عالقاً به..
لعله يمنحني فرصة أخري،، لأكون حاضراً في صفوف الصديقين غائباً عن صفوف صفوفي..

في حالة أعجبك المقال، ربما ستعجبك مقالات أخرى نرشح لك

الكلمة بالكلمة والبادئ مُغرَم تدوينة ضحى حمد

و لكن في جسدٍ واحد ! قصة قصيرة لـ أمل المصري

قد يعجبك أيضًا

ولادة مُسبقة قصة قصيرة

إعلان

اترك تعليقا