هل يفقد الرجال وزنهم أسرع من النساء؟
إنَّ النساء اللَّواتي اتبعن نظام غذائي إلى جانب الرجال قد لاحظن نتائِج محبطة، وفقًا لدراسة جديدة تعقبت الاختلافات التي تحدث عندما يتبع الرجال والنساء نظام غذائي، والتي أكدت أن الرجال يفقدون الوزن الزائد بشكلٍ أسرع.
وفي دراسة نُشِرت على الإنترنت في 7 آب/أغسطس في مجلة Diabetes and Obesity and Metabolism، قام الباحثون بتعقب أكثر من 2000 بالغ ممن يعانون من الوزن الزائد ولديهم مقدمات مرض السكري (Prediabetes) في أوروبا واستراليا ونيوزيلندا. ولمدة ثمانية أسابيع، اتبع المشاركون نظامًا غذائيًا يحتوي على 800 سعرة حرارية معظمها من السوائل حيث يتكون هذا النظام الغذائي من الحساء والحبوب الساخنة، بالإضافة إلى كمية يومية (من 1.5 كوب (375 غرام)) من الخضروات منخفضة السعرات الحرارية، مثل الطماطم والخيار والخس.
ووفقًا لنتائج الدراسة، في نهاية الأسابيع الثمانية، كان لدى 35٪ من الرجال والنساء مستويات طبيعية من الجلوكوز في الدم ولم يعد هناك أعراض لمرض السكري. (وتعني مقدمات مرض السكري أن الشخص لديه ارتفاع بسيط في مستويات السكر في الدم، وهو تغير يزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع 2). وبالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون أن الرجال فقدوا حوالي 26 رطلًا (11.8 كيلوجرام) في المتوسط، على مدى ثمانية أسابيع، مقارنة مع حوالي 22 رطل (10.2 كجم) في المتوسط، من النساء. [علم فقدان الوزن].
ولكن لم يقتصر الأمر على انخفاض الوزن الكلّي للرجال أكثر من النساء وحسب، بل أيضًا وجد الباحثون أن الرجال لديهم انخفاضات أكبر من النساء في عمليات أخرى مرتبطة بصحة أفضل، مثل انخفاض معدل ضربات القلب وانخفاض الدهون في الجسم، وانخفاض خطر مرض السكري، ومتلازمة الأيض. وهذا الأخير يشير إلى مجموعة من الأعراض كارتفاع ضغط الدم ومؤشر كتلة الجسم (BMI) التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب.
ووجد الباحثون أن النظام الغذائي منخفض السعرات يؤثر على النساء بأشكال عديدة، وليست كلها إيجابية. فعلى سبيل المثال، بالمقارنة مع الرجال، عانت النساء من انخفاضات أكبر في مستوى الكولسترول عالي الكثافة، وهو ما يسمى بالكولسترول الجيد، وهو تغير قد يكون سيئًا لصحة القلب. وما هو أكثر من ذلك، فقد شهدت النساء في الدراسة انخفاض أكبر في كل من كثافة المعادن في العظام، والتي قد تشير إلى ضعف العظام، وكتلة الجسم النحيل، وهذا يعني عضلات أقل. ومع ذلك، النساء فقدن بوصات أكثر في الوركين من الرجال.
الاختلافات بين الجنسين:
وقالت الدكتورة إليزابيث لودين، وهي اختصاصية في الغدد الصماء لعلاج البدانة في مركز الصحة الاسترالية في شمال غرب الولايات المتحدة ومركز جراحات تخفيف الوزن الجراحية في مستشفى ديلنور في جنيف، إلينوي، أن: الاختلافات بين الجنسين في فقدان الوزن وتحسين النتائج الصحية التي لوحظت في هذه الدراسة تُعد منطقية من الناحية الفيزيولوجية. فالرجال، بفضل تركيبتهم الجسمية، لديهم عضلات أكثر ومعدل أيض أعلى من النساء. وبما أن جميع المشاركون اتبعوا نظامًا غذائيًا يحتوي على ما يقارب 800 سعرة حرارية في اليوم، وعادةً ما يستهلك الرجال سعرات حرارية أكثر من النساء عند اتباع نظامهم الغذائي المعتاد، فنجد أنّ سعراتهم الحرارية نقصت بشكل أكبر في النظام الغذائي المتبع في الدراسة، ومن المتوقع بالتالي أن يكون فقدان الوزن أسرع من النساء.
لكن الدراسة ذهبت أبعد من ذلك في إظهار التأثيرات الأيضيّة المختلفة للنظام الغذائي لدى الرجال بالمقارنة مع النساء. وقالت لودين إن الرجال عادةً ما يكون لديهم وزن أكبر في الوسط، وهو ما يعرف باسم الدهون الحشويّة، التي تحيط بالأعضاء الداخلية وأوضحت عندما يفقد الناس الدهون الحشويّة، فإنها تحسن معدل الأيض لديهم، مما يساعدهم على حرق المزيد من السعرات الحرارية.
أما النساء، من ناحية أخرى، فهنَّ عادة ما يكون لديهن المزيد من الدهون تحت الجلد، وهي دهون حول الوركين والمؤخرة والفخذين التي تعتبر مهمة في الإنجاب. عندما يفقد الناس الدهون تحت الجلد، هذا لا يزيد من الخطر الأيضي، لأن هذا النوع من الدهون ليس نشيطًا أيضيًا.
إن الاختلافات في النتائج الأيضيَّة التي لوحظت في الرجال والنساء الذين يتبعون نفس النظام الغذائي يمكن أن تكون نتيجة لفقدان الرجال دهون بطونهم في غالب الأمر، في حين قد تفقد النساء من دهون تحت الجلد أكثر.
ومع ذلك، على الرغم من أن الرجال والنساء من أصحاب الوزن الزائد قد يعانون من بعض التأثيرات الصحية المختلفة أثناء اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية، فإن فقدان الوزن الزائد يكون مفيدًا دائمًا. وقالت لودين أيضًا: أحد أسباب القصور في الدراسة هو أنها لا تشير إلى ما إذا كانت بعض النساء المشاركات قد مررن بسنّ اليأس. فبعد سن اليأس، تميل أجساد النساء إلى الاحتفاظ بالدهون حول الوسط مثل الرجال، ويكون لديهم المزيد من الدهون الأيضيّة النشطة، والتي يمكن أن تؤثر على النتائج. وقال الباحثون إن هناك قصور آخر للدراسة وهي أن النتائج ركزت فقط على التغيرات قصيرة الأجل وليس على ما إذا كان يمكن الحفاظ على الوزن الذي فقده المشاركون والفوائد الصحية التي تم تحقيقها على مدى فترة أطول من الزمن.