حكاية سد النهضة

صراع مصري أثيوبي حول بناء سد النهضة لم يكن هذا الصراع وليد اليوم بل له جذور تاريخية قديمة واحتد الخلاف حول بناء السد في عام 2011 خاصة عقب أحداث الثورة المصرية، فقد وجدت أثيوبيا أن هذا هو الوقت المناسب لتنفيذ مشروعها لما تمر به مصر من إنقسام سياسي وإنشغال الجيش بأمور الحكم من جهة، وحربه على الإرهاب من جهة آخرى.

في هذا المقال سنحاول معرفة تاريخ سد النهضة وموقف الجانب المصري على مر العصور وتأثير سد النهضة على مصر.

تاريخ سد النهضة

لقد كان سد النهضة مجرد فكرة لهرتزل مؤسس الكيان الصهيوني، تطورت في عهد بن جوريون عام 1955، حينما قال أن مستقبل بلاده سيكون مهدد من العرب من أجل الحصول على ماء، أما بالنسبة لمصر فحينما كانت تحت الاحتلال البريطاني _تقريبا منذ عام 1902_ منعت مصر الدول الأفريقية من إقامة أي مشروعات على نهر النيل، ثم قللت مصر من حدة الأمر عام 1929 عندما وقعت على إتفاقية تحدد نسبة مصر في مياه النيل، والتي قدرت ب 92.3، كما أعطت الإتفاقية لمصر حق الفيتو في رفض أي مشروع على نهر النيل، ولكن لما كانت تمر به أثيوبيا من حالات مجاعة وجفاف ولعدم قدرتها على تخزين الماء مثلما يحدث في بحيرة ناصر؛ قررت أثيوبيا بناء السد وحددت لها أمريكا في عام 1964 أنسب مكان للسد، فقد مات أكثر من مليون شخص في آخر مجاعة مرت بها أثيوبيا، ولكن توقف المشروع وذلك لما كانت تعانيه أثيوبيا من صراعات قبلية، فأهل أثيوبيا لديهم لهجات ولغات متعددة قد تصل إلى 100 لغة ولهجة مختلفة، “هناك أقاويل أن أثيوبيا حاولت بناء السد في عصر عبد الناصر والسادات، ولكنهم هددوها بضربه، ولكن ليس هناك مصادر موثقة لذلك”

سد النهضة وفترة حكم مبارك

حاولت بعض دول حوض النيل عمل أكثر من مبادرة حول إنشاء مشاريع على النيل، ولكن قابلتهم مصر بالرفض منهم مبادرة كانت في عام 1999، وذلك لأن مصر كان لديها حق الفيتو، كما أنها كانت أقوى وأكبر دول حوض النيل مكانة في ذلك الوقت، وهدد مبارك أثيوبيا بهدم السد في حالة التفكير في بنائه، وذلك كان لتوتر العلاقات المصرية الأفريقية، وخاصة مع أديس أبابا لتعرضه للإغتيال هناك في عام 1995.

في عام 2009 بدأت أثيوبيا خطواتها الفعلية في محاولة بناء سد النهضة فتم عمل مسح جغرافي للمكان الذي اقترحته أمريكا في الستينات وتم عمل التصاميم لإنشائه، وبدأت أثيوبيا في عقد اتفاقيات عديدة مع دول أفريقيا في غياب مصر، و عقدت أثيوبيا إتفاقية مع الشركة الإيطالية ساليني بعقد 4.8 مليار دولار لبناء السد وزعمت أنه تم تمويله من الحكومة وجيوب المواطنيين.

وفي إبريل 2011 أعلنت أثيوبيا أنها ستبدأ في بناء السد، ولكن لم يكن هناك رد مصري لما كانت تمر به مصر من أحداث ثورة ال 25 من يناير، وما تبعها من مظاهرات ضد تولي الجيش لزمام الحكم.

مرسي و سد النهضة

في عام 2013 تحديداً في شهر مايو أعلنت أثيوبيا البداية في بناء سد النهضة وحددت عام 2017 كعام نهاية بناء السد، حينها قرر الرئيس مرسي عقد إجتماع سري بث على الهواء مباشرة 🙂 دعا فيه الحاضرين ضرب السد، ودعا آخرين تمويل ميليشيات المعارضة في أثيوبيا لضرب السد، وهذا ما أدى إلى تفاقم الأزمة بين مصر و أثيوبيا في عهد مرسي، واستنكر البشير رئيس السودان هذا الحوار بالرغم من دعمه لنظام مرسي في مصر.

السيسي و سد النهضة

في عام 2015 تحديدًا في شهر مارس انتشرت هذه الصورة على وسائل التواصل الإجتماعي تحت شعارات داعمة للرئيس عبد الفتاح السيسي زعمًا بأنه استطاع نزع فتيل الأزمة بين مصر وأثيوبيا، ولكن للأسف لم يحدث ذلك، بل ساهم السيسي بإرتكاب جريمة في حق مواطنيه عندما وقع على وثيقة إعلان مبادئ سد النهضة، والذي قد يكون ساعد أثيوبيا في بناء السد حيث ينص مبدأها الأول على حسن النية 🙂 والأن خرج العديد من القوى الوطنية ينتقد السيسي على توقيع الإتفاقية، كما كتب بالأمس سامي عنان على حسابه بفيسبوك

فشل ذريع للحكومه في اداره ملف سد النهضه ،، فشل .. يصل الي حد الخطيئة ،،منذ أن وقعت مصر علي إعلان الخرطوم الثلاثي في مارس ٢٠١٥ ،، مؤتمر حسن النوايا ، ورفع الأيدي ،، العلاقات الدوليه لاتدار بحسن النوايا ولكن بالمصالح

 أضرار سد النهضة على مصر

للأسف قد تكون أضرار السد علي مصر وخيمة حيث أنه سيقلل من حصىة مصر في مياه النيل من 9 : 12 مليار متر مكعب، وبالتالي سيؤدي إلى وقف استصلاح الأراضي الزراعية، كما أنه سيؤدي إلى تقليص المساحة المزروعة بمصر والتي تقدر ب 8 مليون فدان، وتشير التقارير أن مصر بحاجة إلى 18 مليون فدان لسد إحتياجات الشعب فماذا ستفعل مصر مع ازدياد تعداد سكانها، وتقليص مساحة أراضيها؟!.

المصادر

1، 2، 3، 4، 5

في حالة أعجبك المقال، ربما ستعجبك مقالات أخرى، نرشح لك

فيلم V for Vendetta : عندما يتحول العمل الفنى إلى أيقونة ثورية خالدة