العلم يقول أن ما ترتديه يؤثر إلى حد كبير على تفكيرك وسلوكك

نعلم جميعنا أن ملابسنا تُفصِح كثيرًا عن شخصيتنا. لكن بمرور السنوات، أظهرت العديد من الدراسات العلمية أن ما نرتديه يؤثر أيضاً على الطريقة التي نتصرف ونفكر بها. على الرغم من أن هذه الأبحاث صغيرة -ويعزى ذلك لتعدد هذه الدراسات- إلا أن النتائج الأولى أظهرت غالبًا أن ما نشعر به يختلفُ تمامًا عند ارتداء أنواع مختلفة من الملابس.

“إن ما ترتديه يمكن أن يؤثر على تفكيرك ومهارات التفاوض لديك، وحتى مستوى الهرمون ومعدل ضربات القلب” _ماثيو هوتسون

فبعض الملابس تجعلنا نشعر بثقة وإبداع أكثر، وأنواعٌ أخرى من الملابس تجعلنا نشعر بأننا أقوى جسديًا. وأخيرًا، بعض الملابس تجعلنا نظهر بمظهر الأذكياء أو المميزين أو المتمردين.

تؤثر الملابس على ثقتك بنفسك

بناءً على ورقة بحثية في مجلة Social Psychological and Personality Science، طُلب من عدد من الأشخاص ارتداء ملابس عادية (غير رسمية) وملابس رسمية قبل خوض اختبارات ذهنية. كان أداء مرتدي الملابس الرسمية أفضل بكثير في المهام المعطاة -خاصةً عندما تعلق الأمر  بالمهام الإبداعية والتنظيمية- ما أثبت قدراتٍ إبداعيةٍ أعلى. لذا، في المرة القادمة التي تواجه فيها مهمةً شاقّة تأكد من أن تتأنق وذلك لأن الملابس الأنيقة ستجعلك تشعر بثقةٍ وتركيز أكبر.

الملابس والتواصل

إن التواصل البشري من جوانب شخصيتك التي تتأثر بملابسك. حيث أُجريت دراسةٌ من قبل مجلة Journal of Experimental Psychology طُلِب فيها من عينات الدراسة ارتداء ملابس رسمية وأخرى غير رسمية في اجتماعات تفاوضية. وخلصت الدراسة إلى أن مرتدي البذلات الرسمية أبلوا أفضل، كما وأثبتوا هيمنتهم على الأشخاص الذين تفاوضوا معهم.

وفي المقابل، كانت مستويات هرمون التيستوستيرون لدى من ارتدوا ملابس غير رسمية – سراويل رياضية لنكون دقيقين-  أدنى وأحرزوا درجاتٍ أقل حينما تعلق الأمر بمهارات الإقناع. لذلك في المرة القادمة حين تفاوض لعقد عمل تأكد من ارتداء بذلتك!

إعلان

الملابس واليقظة

أظهرت دراسة مثيرة للاهتمام -أُجريت عام 2012 ونُشرت في مجلة Journal of Experimental Social Psychology- أنّ مستوى التركيز كان أعلى لدى الأشخاص الذين ارتدوا معطف الطبيب الأبيض. حيث ارتدى بعض المشاركين في الدراسة معطف الرسام، بينما ارتدى البعض الآخر معطف الطبيب.
أظهر المشاركون الذين ارتدوا معطف الطبيب نتائجَ أعلى في المهام التي تتطلب التيقظ والانتباه. لذلك في المرة القادمة التي تحتاج فيها إلى التركيز، ارتدِ -بكل بساطة- معطف طبيب وانغمس في المهمة التي تتطلب التركيز.

تأثير الألوان على الأداء البدني

ليس من المتوقع أن يؤثر لون ملابسك على أدائك الذهني والبدني، ومع ذلك أظهرت دراستان آثار الألوان على الأداء البدني والذهني. نُشِرت الدراسة الأولى من قبل مجلة Journal of Sport and Exercise Psychology، حيث ارتدى بعض الرياضيين قمصاناً رياضية زرقاء والبعض الآخر قمصاناً رياضية حمراء. ووجدت الدراسة أن اللاعبين الذين ارتدوا السترات الحمراء أبلوا بلاءً أفضل في رفع الأثقال قبل السجال القتالي.

كان للون الأحمر تأثيرٌ آخرُ مهمٌ على معدل نبضات القلب؛ حيث كان معدل نبض القلب أعلى أثناء عملية التدريب كاملةً. وعلى الرغم من أن مرتدي اللون الأحمر كانوا أكثر عدائيةً، إلا أن اللون الأحمر لم يجلب لهم انتصارات أكثر أثناء التمرين القتالي.

الملابس وخرق الأعراف الاجتماعية

هذه الدراسة مثيرة للاهتمام بشكل مميز؛ وذلك لأنها مُكرسة لمن قرروا خرق قواعد ما يُتوَقع ارتداؤه. فجميعنا معتادون على أعراف اجتماعية مختلفة، وقواعد اللباس المعينة المتبعة من قبل الأشخاص العاملين في مؤسسات محددة. فعلى سبيل المثال، عندما نفكر بسمسار البورصة نتخيل رجلًا ببذلة رسمية، وعندما نفكر بطبيب جراح نتخيل شخصًا بثوب جراحي. وعلى الرغم من ذلك، بناءً على تجارب عدة نُشرت في مجلة Journal of Consumer Research، فإن خرق قواعد اللباس قد يحسن نظرة المجتمع لك بشكل طفيف.

ووفقًا للمقالة، فإن رجلاً قد قرر بجرأة أن يرتدي ربطة عنق حمراء إلى دعوة بالزي الرسمي. وكانت النتائج مذهلةً، حيث نظر الناس إلى هذا الفرد كشخصٍ ذو مرتبة أعلى وأنه أكثر ذكاءً وقدرةً ونجاحاً في كل مجالات الحياة. كما ونظروا إليه كشخص واثق جدًا من نفسه. ونجم عن خرقه لقواعد اللباس آراء إيجابية. وفي مشهد آخر مثيرٍ للاهتمام: جذب أستاذ جامعي يرتدي حذاء كونفرس أحمر انتباه الجمهور بسهولة أكثر، كما وأنهم قدّروا تفرّده. حيث بين هذا الجمهور (الذي تم مقابلته) أن الرجل أكثر ذكاءً وكفاءةً خلال المحاضرة. فتظهر هذه الأمثلة أنه من الممكن إظهار شخصيتك المتمردة بعض الشيء بتحدي القواعد المتّبعة. لكن لا تبالغ في  فقد يعود الأمر عليك بنتائج عكسية!

الرائحة

بالرغم من أن نمط ملابسنا يؤثر كثيرًا على الطريقة التي نتصرف ونفكر فيها فإن الرائحة مهمة بنفس القدر. فبعض الملابس يسهل التعامل معها، بينما يصعب تنظيف بعض الملابس الأخرى. والجزء الذي يسبب أكثر المشاكل هو الحذاء، لكن هناك طرق عديدة مبتكرة لتخفيف الرائحة المنبعثة من الحذاء. فكما نُشر في مقال على موقع Livescience، فإن الروائح كثيرًا ما تؤثر على الطريقة التي نفكر فيها ونتصرف من خلالها. لذلك ضع نصب عينيك عندما تتجهز لمناسبة معينة أن تبدو بمظهر جيد وأن تكون رائحة ملابسك لطيفة. حيث تظهر الدراسات المذكورة أعلاه كم أهمية لباسك. لذلك حينما تستعد لمقابلة العمل القادمة خذ في عين الاعتبار أن ملابسك تعكس عنك أكثر مما تتوقع.

إعلان

مصدر مصدر الترجمة
فريق الإعداد

إعداد: أبرار وهدان

تدقيق لغوي: راما ياسين المقوسي

تدقيق علمي: راما ياسين المقوسي

اترك تعليقا