الملابس و الأزياء في مصر القديمة

تعتبر الحضارة المصرية أقدم الحضارات التي لا بد لنا أن نبدأ من عندها في حديثنا عن تطور الأزياء، والواقع أن الملابس المصرية القديمة تعلو على المستوى التي كانت عليه أوروبا حتى القرن السادس الميلادي، ذلك لأن مقابر قدماء المصريين ومتاحفهم وما امتلأت به من كنوز وتحف تدل دلالة واضحة على أن هؤلاء القوم قد بلغوا من الترف والتأنق في الزي مبلغًا كبيرًا، حتى أنهم لم يتخذوا من الزي مجرد غطاء للجسد؛ بل كانوا يقومون بعملية حضارية مركبة يقدّرون فيها تأثير المناخ واللون ونوع النسيج.

ربما يأتي اليوم الذي نتحدث فيه ببساطة عن الأزياء التي ارتدتها شعوب اندثرت قبل أن تقوم الحضارة المصرية بزمن طويل، ولكن غالبية مصممي الأزياء الآن وخاصة أولئك الذين يعنون بالأزياء المسرحية يبدؤون تاريخهم للأزياء من الحضارة المصرية القديمة. وقد عاشت وازدهرت حضارات أخرى في الوقت الذي عاشت وازدهرت فيه الحضارة المصرية مثل حضارة الكلدانيين والآشوريين والبابليين وحضارة كريت وحضارة الفرس وكلها أثرت في الحضارة المصرية القديمة وتأثرت بها .

وقد ثبت ذلك لنا عندما حاول مصممو الأزياء المحدثون أن ينقلوا الملابس المصرية القديمة كما رأوها في رسومهم وأوجدوا:

• الجو: وهم راعوا جو مصر الحار فاتخذوا ردائهم من نسيج خفيف شفاف يتفق مع الجو الحار

• اللون : نظراً لأن المصريين شعب يميل إلى السمرة فقد غلب على أزيائهم اللون الأبيض وإن كان يزين أحياناً للنساء والمترفين من الرجال بكنار ملون .

• النسيج : وعرف قدماء المصريين في وقت مبكر النسيج وخاصة (التيل) وتفننوا في صناعة أنواع منه فمن النسيج الغليظ السميك إلى النسيج الرخو الشفاف ليلائم طبقات الشعب المختلفة وربما يكون بلونه الطبيعي أو مصبوغاً أو منسوجاً برسوم ملونة أو مشغولة بأشغال الإبرة.

إعلان

وبعد القرن الأول قبل الميلاد أدخل كل من الصوف والحرير النادر من البلاد الأخرى، ولكن ظل (التيل) هو القماش الرئيسي .

الخصائص العامة لـ الملابس المصرية القديمة :

تتميز الملابس المصرية القديمة بنموذجين :

الأول : النوع الضيق البسيط عديم الثنيات الذي يظهر الجسم سواء أكان الزي يمتد من الرقبة أم من الصدر إلى عقب القدم .

الثاني : وهو الذي استخدموا الثنيات في صنعه فإن هذه الثنيات تتجمع في الأمام وظهر الجسم من الخلف .

أما طريقة تفصيل وحياكة الملابس المصرية القديمة فكانت بسيطة دائماً، ولكن الاختلاف كان في مظهر الزي من العصور الأولى إلى وقت الإمبراطورية في الدولة الحديثة، وقد يكون من كثرة الثنيات المستعملة وخاصة بعد استعمال الأقمشة الرخوة الشفافة هذا مع بقاء النماذج البسيطة مستعملة في كل الفترات فإننا نلاحظ أن جميع نماذج الألبسة كانت موجودة في عصر الإمبراطورية.

الزي البدائي :

يبدو أن الزي البدائي هو الوحيد الذي يحتل فترة ما قبل التاريخ عند القدماء المصريين، وهو عبارة عن شريط يحيط وسط الجسم عند الردفين وغالباً يكون من النباتات أو ألياف الخضر ويعرف بالإزار ويربط هذا الشريط حول الوسط ويتدلى طرفاه من الأمام ويستعمل لحفظ آلات الصيد، أو يكون من قطعة من قماش التيل الأبيض تلف حول الوسط إلى أعلى الركبتين من الخلف إلى الأمام.

ثم تربط ويتدلى طرفاه من الأمام وربما تمسك بين الأرجل وغالباً ما يترك الطرفان يتدليان من الداخل بدلاً من الخارج وهذا هو رداء العبيد

أما السادة فكانوا يرتدونه تحت الملابس وقد يرتديه فرعون أيضاً عندما يكون في عمل كالصيد مثلاً، ولكن في هذه الحالة يكون ذا ألوان جميلة وعليه كثير من الزينة، أما في الأحوال الرسمية فإن ملابسه تكون طويلة تحتوي على كثير من الثنيات ويرتدي تاجاً .

وتدل الرسوم واللوحات الملونة التصويرية والمنحوتات في المتحف المصري وآثار قدماء المصريين على تشابه زي الرجال والنساء فيما عدا اختلافات بسيطة .

الملابس المصرية القديمة وزي الرجال

ويمكن تقسيم  ملابس الرجال في مصر القديمة إلى أربعة أقسام :

1. المجول أو الجونلة SKIRT وهو قميص يجول فيه لابِسهُ في البيت بغطاء الكتفين CAPE أو بدونه .

ارتدى الرجال المجول وكان أطول وأعرض وأكثر صلابة من الزي البدائي الأول السابق وصفه ( الإزار ) واختلف طول المجول إما إلى ما فوق الركبة أو إلى قرب القدمين تقريباً واستعمل الرجال المجول بإحدى الطريقتين الآتيين :

• عمل ثنية كبيرة من الأمام

• جعله ضيقاً من الخلف ويترك الاتساع كله للأمام لتعمل ثنيات متجاورة ويثبت من أعلى بحزام وتتطلب هذه الطريقة كمية أكبر من القماش أكثر ليونة، ويمكن تشكيل ذلك بطرق عديدة تتوقف على كمية القماش وطريقة عمل الثنيات الأمامية، وفي كلتا الحالتين يترك الجزء الأعلى من الجسم عارياً إلا من الطوق، ويمكن تزيين الحزام المستعمل وعمله من الجلد أو المعدن أو من القماش وإذا استعمله العبيد كتب عليه اسم سيده بالحروف الهيروغليفية .

نرشح لك: قوانين الماعت: ليصبح كما فوق.. كما تحت

– لباس الملوك والنبلاء :

يغطي هذا النوع من الثياب الجسم ويبدأ من تحت الصدر مباشرة إلى منتصف الفخذ، ويمر بطرف هذا الثوب على الكتف اليسرى من الخلف، ويمسك بالطرف الآخر على الصدر من الجهة اليسرى بمثبت من المعدن، ويثبت هذا الثوب في مكانه بحزام حول الجسم ويزخرف الحزام بزخارف كثيرة من المعدن أو الجلد أو الخرز، ويدل نوع القماش المستعمل لهذا الثوب وعرضه على المركز الذي يعتليه هذا الشخص ولقبه.

2- الصدارة أو القميص TUNIC :

تطور هذا النوع من الثياب تطوراً سريعاً أثناء الأسرة الرابعة والخامسة، وسمي بالصدارة وهو عبارة عن ثوب بسيط ذو كُمين قصيرين جداً تفصل جزءاً واحداً مع الثوب أو بدون أكمام، له فتحة مستديرة وفتحة من الأمام لدخول الرأس. يمكن أن يصنع من التيل السميك أو الشفاف ويصل إلى الركبة ولا يحزم أو من قماش رخو غير شفاف ويحزم وقد يصل إلى القدم أحياناً.

3- الرداء ROBE :

بظهور الإمبراطورية الجديدة من الأسرة (18- 19- 20 ) أي من عام (1580- 1084) ق.م أصبح من المعتاد في الطبقة الأرستقراطية أن يغطى الجزء الأعلى من الجسم وكانت هذه بداية ظهور الرداء الكامل .

يعتبر هذا الثوب رمزًا للأناقة والفخامة ويتكون من قطعة قماش طولها ضعف قامة الشخص من الكتف إلى الأرض

في حالة أعجبك المقال، ربما ستعجبك مقالات أخرى، نرشح لك

 

إعلان

فريق الإعداد

إعداد: عمر أبوسرية

اترك تعليقا