لماذا تُلعب منافسات كرة القدم في الأوليمبياد بفريق تحت 23 سنة؟

يترقّب عشاق الرياضة في كل مكان انطلاق دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية طوكيو 2020 والتي تأخرت عامًا كاملًا بسبب جائحة كورونا. وقبل حفل الافتتاح تبدأ بعض المنافسات بالفعل مثل كرة القدم والتي سينصب التركيز عليها من قبل المصريين نظرًا لمشاركة المنتخب الأوليمبي في هذه الدورة.

ومع كل دورة ألعاب أوليمبية يبدأ الجميع في طرح سؤال مهم. لماذا تلعب هذه المباريات بفريق تحت سن الـ 23 سنة؟ لماذا لا يسمح للفريق الأول بالكامل بالمشاركة مثل نهائيات كأس العالم؟ ولماذا لا تشترك فرق الشباب تحت سن ال21 فقط؟

كأس العالم:

رغم أنّ بطولة كأس العالم تعتبر هي الحدث الأشهر والأهم في كرة القدم. إلّا أنّ اللعبة بدأت في الألعاب الأوليمبية أولًا. ورغم اختلاف اللجنة الأوليمبية والفيفا عن الدورة التي بدأت فيها كرة القدم، غير أنّ اللعبة أصبحت جزءً أساسيًا في اللعبة في كل الدورات منذ مطلع القرن الماضي باستثناء دورة لوس أنجلوس عام 1932، حيث قرر الفيفا إسقاط اللعبة من تلك الدورة وذلك لمحاولة تسويق بطولة كأس العالم والتي كانت قد انطلقت قبلها بعامين. ولكن سرعان ما رجعت كرة القدم للألعاب الأوليمبية في الدورة التالية ببرلين.

Shamateurism

اللجنة الأوليمبية كانت تشترط فقط أن يكون الممارسون لكرة القدم في الدورات الأوليمبية هم الهواة وكان يمنع اللاعبون المحترفون من المشاركة في الأوليمبياد. مع مرور الوقت سيطر الاتحاد السوفيتي على المنافسات بشكل كبير واستطاعوا الفوز بأكثر من 20 ميدالية ذهبية في الكرة واتسع الفارق بين أوروبا الشرقية والغربية وكان السبب واضحا. مصطلح shamateurism معناه تدريب وتقنين وضع الرياضيين كأنهم هواة رغم تدريبهم والدفع لهم كمحترفين. فكان اللاعبون الهواة من منتخبات أوروبا الغربية يواجهون منتخبات الاتحاد السوفيتي مكتمل العدد وباللاعبين الفائزين ببطولات أوروبا، ولكن بمسمى هواه فكانت السيطرة وضحة للاتحاد السوفيتي مما جعل اللجنة الأوليمبية تسمح للاعبين المحترفين في المشاركة في دورات الألعاب الأوليمبية بداية من دورة لوس أنجلوس 1884عفوا، لا منافسة.

الفيفا لم ترد أي منافسة مع البطولة الأشهر والأقوى “كأس العالم”. ولضمان غياب تلك المنافسة وبعد كثير من المناقشات توصل الطرفان إلى بعض القوانين التي قد تبدو مرضية للطرفين بحيث تضمن مشاركات محترفة لجميع المنتخبات لكن بدون التأثير على أهمية كأس العالم. حلقة الوصل كان (جواو هافيلانج) رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم وعضو اللجنة الأوليمبية الدولية في نفس الوقت. بدأت وقتها القرارات بالسماح للمنتخبات بانتداب اللاعبين المحترفين لكن مع استثناء منتخبات أوروبا وأمريكا الجنوبية بعدم استدعاء اللاعبين الذين مثلوا بلادهم في كأس العالم. بداية من دورة برشلونة 1992 تم تعديل القوانين مرة أخرى ليكون هناك حد أقصى لسن اللاعبين المشاركين وهو 23 سنة ثم في دورة أتلانتا 1996 كان التعديل الأخير بإضافة ثلاثة لاعبين فوق السن للمشاركة مع المنتخبات. وللمزيد من الضمانات أكدت الفيفا أنه ليس إلزاميا على الأندية إرسال لاعبيها إلى المنتخبات الأوليمبية في حالة تم استدعائهم وهو ما لا ينطبق على المباريات الدولية أو البطولات المجمعة التي تنظمها الفيفا والتي تجبر الأندية على إرسال اللاعبين المطلوبين لتلك المباريات حال الاستدعاء. وبذلك ضمنت الفيفا أنّ منافسات كرة القدم في دورات الألعاب الأوليمبية لن تنافس كأس العالم من حيث الشعبية أو الأهمية.

إعلان

هذه القرارات أثرت بشدة على مستوى المنافسات. فأصبحنا نجد الكثير من التنافس والعديد من الميداليات التي ذهبت إلى منتخبات من أفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية بعكس منافسات كأس العالم التي ظلّت حكرًا على أوروبا وأمريكا الجنوبية. بالإضافة إلى كونها فرصة مهمة لتطوير أداء بعض اللاعبين في ظلّ جدول الفيفا المزدحم للغاية والذي قد يتخطّى الخمسين مباراة في الموسم أحيانا وهذا ما يفسّر عدم رغبة العديد من أندية أوروبا الكبرى في إرسال لاعبيها إلى دورات الألعاب الأوليمبية مثل رفض ليفربول إرسال اللاعب المصري محمد صلاح رفقة بعثة مصر المشاركة في أوليمبياد طوكيو 2020.

إعلان

فريق الإعداد

إعداد: محمد يسري

تدقيق لغوي: رنا داود

اترك تعليقا