الانتماء للجذور والوصول للعالمية: عن 12 امرأة فلسطينية
على الرغم من أن 8 مارس هو يوم المرأة العالمي، لكننا نتفق أن كل يوم هو يوم المرأة، ولأنّ فلسطين كانت وما زالت لا تعايش ظروفًا طبيعيًة، إلَّا أنّ نساءها غيّرن قواعد اللّعبة وتحدّين الوضع الرّاهن في شتّى المجالات، وفيما يلي 12 سيدة فلسطينية واللواتي – ربّما- أضفنَ للنّساء ولكلّ أفراد المجتمع لمسًة من الإلهام عن المقاومة والنَّجاح.
ليلى الشوا
“أنا من مجموعة طويلة من النساء القوياّت بما فيهنّ جدّتي التَّي نشأت على قدم من المساواة وآمنت دائمًا بقوّة المرأة”
وُلِدَت الشوا عام 1940م لإحدى عائلاتِ غزَّة القديمة، وكانت تبلغ من العمر 8 سنوات عندما أُجبِرَت أسرتُها على مغادرة فلسطين، ومنذ ذلك الحين عاشت الشوا وعملت في لندن وفيرمونت وبقيت على ارتباطٍ وثيقٍ بفلسطين عن طريق المساعدة الإنسانيَّةِ والفنّ. درست الشوا في كلية ليوناردو دافينشي للفنون في القاهرة وأكاديميّة الفنون الجميلةِ في روما، وقد شكّل عملها مساحًة أعطت فيها صوتًا للفلسطينيين في وقتٍ لا يستطيعون التَّحدث فيه عن أنفسهم، ومن خلال عملها المُميَّزِ في المعارض في جميع أنحاء العالم بدأت الشوا في الآونة الأخيرة أيضًا نقدًا اجتماعيًا وسياسيًا لدور المرأةِ في العالم العربيّ، ما أدّى إلى تسليط الضَّوء على قضايا الاستعمار والنّظام الأبويّ والتّطرُّف والتّمييز بين الجنسين، وقبل كلّ شيء كانت أعمال الشوا الفنيّة أعمال تحدٍ إبداعيّة.
ليندا صرصور
“عندما نكون محميين، عندما نُحترم، عندما نكون قادرين على الازدهار ونُمنح نفس الفرص الممنوحة للذكور، عندما يتم منحنا مساحة للقيادة والتّقدم -ستنهض أمّتنا”
تُعدُّ ليندا صرصور “ناشطًة في مجال العدالةِ العرقيّة والحقوق المدنيّةِ وحائزة على عدَّة جوائز، وهي مُنظِّمَة مجتمعيَّة ومؤثِّرة على مواقع التَّواصل الاجتماعيّ، وأمّ لثلاثة أطفال وأسوأ كابوس لكلّ إسلاموفوبي”.
إنّها طموحة وجريئة وشجاعة، تحطّم صرصور الصُّورَ النَّمطيَّة للمرأة المسلمة بينما تعتزُّ أيضًا بتراثها الدّينيّ والعرقيّ. هي أمريكيَّة فلسطينيّة مسلمة، وقد أعلنت نفسها “نيويوركيّة نقيَّة، وُلِدَت وترعرعت في بروكلين!” كانت صرصور في طليعةِ الحملات الحقوقيَّة الكُبرى، داعيًة إلى إنهاء المراقبةِ غيرِ المُبرَّرةِ على المجتمعاتِ المسلمةِ في نيويورك والعمل على بناء التَّضامُن بين المجتمعاتِ المسلمة الأمريكيَّةِ. ليندا صرصور عضوة أيضًا في مجتمع نيويورك للعدالة، وهي مجموعةٌ من النُّشطاء والفنَّانين المكرّسين لجهودهم لإصلاح نظام العدالة الجنائيَّةِ، كما كانت مُنَظِّمة رائدة لمسيرة النِّساء في كانون الثاني (يناير) الماضي.
ميسون زايد
“آمل أن نتمكّن معًا من إنشاء صور أكثر إيجابيّة عن الإعاقة في وسائل الإعلام وفي الحياة اليوميَّة”
ميسون زايد فلسطينيَّة من نيوجيرسي وفنَّانة كوميديّة مصابة بالشّلل الدّماغيّ، أثبتت أنَّ إعاقتها يمكن أن تكون قوَّةً. في وقتٍ مُبكِّرٍ من حياتها المهنيَّةِ في التّمثيلِ أدركت أنَّ الكوميديا هي المفتاحُ لذلك، كما ذكرت لقناة بي بي سي: “أصبحَ من الواضح جدًا بالنِّسبة لي أنَّه في الولايات المتحدة الأمريكيَّة لنْ تحصُلَ بوصفك شخصًا معاقًا ومن عرقٍ مُختلفٍ على وظيفةٍ ما لم تقفْ [على قدميك]”. كانت زايد ناشطة ذكية باستخدامها الكوميديا لمعالجة وتحديّ قضايا عدم المساواة بين الجنسين والقوالب النَّمطيّة العربيّة وكذلك السّياسة الأمريكيّة والصّراع الفلسطينيّ – الإسرائيليّ.
وميسون زايد هي إحدى مؤسّسيّ مهرجان نيويورك للكوميديا العربيّة الأمريكيّة، والذّي دخل عامَهُ الرّابع عشر، وتقضيّ عدّة شُهورٍ من السَّنةِ في فلسطين تُديِرُ ورشَ عملٍ للأطفالِ المعاقين والأيتام في مخيَّمات اللّاجئين، وتستخدمُ الفنَّ لمساعدتهم على التَّعامل مع الصَّدماتِ.
سوزان أبو الهوى
“أردت أن أضع صوتًا فلسطينيًا في الأدب الإنجليزي، وكان الأمرُ كلُّه يتعلَّقُ بروايةِ قصصنا الإنسانيَّةِ والصادقة”
ولدت سوزان أبو الهوى في الكويت عام 1970م لأبوين لاجئين من حرب عام 1967م، وهي ليست غريبًة عن صراعاتِ النُّزوحِ، في سن العاشرة انتقلت إلى القدسِ الشَّرقيَّةِ، حيثُ انخرطت في مدرسة للبناتِ ودارٍ للأيتامِ قبل أن تُغادِرَ إلى الولاياتِ المُتحدة، في الوقت الذي قد تبدو فيه هذه الظروف صعبًة إلَّا أنَّ أبو الهوى تتذكَّرُها بالفرحِ، حيث تَجِدُ النَّعيمَ في القُدرةِ على استكشافِ جذور عائلتها بطريقةٍ ليست بمتناولِ العديدِ من اللَّاجئين.
تخرَّجت من جامعة فايفر وحصلت على درجة الماجستير في علم الأعصاب من جامعة كارولينا الجنوبيَّةِ، وفي طريقها إلى مهنة الطُّب ألهمت لكتابة “بينما ينام العالم”، وهي روايةٌ خياليَّة مستوحاةٌ من شجاعةِ وإنسانيَّة أهل جنين وتوضيح الشُّعور الفلسطينيّ في الغربة والشَّتاتِ.
منى حاطوم
“عملي هو محاولةُ تحطيمِ المألوف لخلقِ الشُّعورِ بالشَّك والتّساؤل عن الأشياء التّي عادةً ما نعتبرها أمرًا مفروغًا منه، هذا هو صُلْبُ الوعي النّقديّ”
منى حاطوم هي فنَّانة مشهورة، تَقوم أعمالُها على استكشاف الهوية كما تمَّ تعريفها من خلال النّزوح في عالمٍ مُنقسمٍ بشكلٍ مُتزايدٍ، عادةً ما تعمل في فنون الأداء والفيديو والنَّحت والتّركيب، وقد ظهرت أعمالُها في المعارض في جميع أنحاء العالم، وحقّقت حاطوم نجاحًا دوليًا كبيرًا كان آخرُها في متحف تيت مودرن الإنجليزي عام 2016م في عرضٍ بانوراميّ يُغطّي مدة 35 عامًا من العمل، ولدت حاطوم عام 1952م في بيروت، وهي الآن تعيشُ وتقيمُ في لندن.
نجلاء سعيد
“كافَحْتُ.. من أجل التَّوفيق بينَ العالم الجميل والمريح والمحبّ لبيتي وثقافتِي وعائلتي مع المكان “البربريّ” والمجتمعِ “المُتخلّف” المفترَضِ الذّي كوّنه الآخرون عنّي”
الفنانة نجلاء سعيد مسيحيّة فلسطينيّة -لبنانيّة- أمريكيّة نشأت في مدينة نيويورك بهويَّةٍ معروفةٍ للجميعِ، خُصوصًا وأنَّها ابنةُ النّاقد الأدبيّ البارزِ إدوارد سعيد، وأمضَت طفولتَها في واحدةٍ من أكثرِ الأُسَرِ الفكريَّةِ نُفوذًا معرفيًا في أمريكا.
بقدْرِ ما شَعَرَ والدُها بالأرضِ شعرَت نجلاء سعيد بالارتباكِ حولَ الواقعِ والمُستقبلِ، أدَّت محاولةُ التَّوفيقِ بين عوالِمِ والدتِها اللُّبنانيّةِ وتُراثِ والدها الفلسطينيّ وأسلوبِ حياتِها الأمريكيّ الخاصّ إلى تساؤلاتٍ كبيرةٍ مُقلقَةٍ حولَ الهويَّة وتقديرِ الذّاتِ، تَصِفُ سعيد النِّضالَ معَ الفُكاهَةِ والصِّدقَ والتَّعاطُفَ في مُذكَّراتِها بعنوان “البحثُ عن فلسطين: نشأةٌ في أُسرَةٍ عربيَّةٍ أمريكيَّةٍ”، يشملُ الكتابُ الإحباطات المُتأصّلة في الجذور التَّي يمكنُ الشُّعور بها وسط خلفيَّةٍ مُتعدّدةِ الثّقافاتِ.
حنان حروب
“أريد توفيرَ بيئة آمنة للتَّعلُّم، لا يمكنني التَّأثير في البيئةِ الأوسع لكنْ يُمكنني التّأثيرُ في الطّفل”
نشأت حنان حروب في مُخيَّمٍ للّاجئينِ في بيت لحم، حيثُ تعرَّضت بانتظامٍ للعُنفِ المُحيطِ بها، وقد تحفّزّ قرارُها بالالتحاقِ بالتّدريس بالصّدمةِ التّي مرّ بها أطفالُها بعد مشاهدة إطلاقِ النَّارِ وإرهابِ الاحتلالِ الإسرائيليّ، وفي السَّنواتِ اللَّاحقةِ ألهمتْها رحلتُها في مساعدةِ أطفالِها على تطويرِ سلوكٍ صحيّ في مُواجهةِ الصّدمةِ لمساعدة الآخرين الذّين يحتاجونَ إلى عنايةٍ ورعايةٍ مُماثلةٍ.
تحت الاحتلالِ الإسرائيلي تعيشُ الفصولُ الدّراسيّة الفلسطينيّة بشكلٍ مضطرّبٍ، وينتهي الأمرُ ببعضِ الأطفال الذّين يُكافحون من أجلِ مُعالجةِ وضعِهم باللُّجوءِ إلى العُنفِ. تعمل حنان حروب تحت شعار “لا للعُنفِ” وهو نهجٌ طوَّرته بنفسِها، وتركِّزُ فيه على تطويرِ علاقاتِ الثّقةِ والاحترامِ والصِّدقِ والعاطفة مع طُلاّبِها، وتدافِعُ عن أهميَّةِ محو الأُميَّةِ بالتَّزامنِ مع البيئةِ الآمنةِ للفصل الدِّراسيّ، وقد أدّى هذا النّهجُ إلى انخفاضٍ في السُّلوكِ العنيفِ في المدارسِ ما ألهم زملاءها لمُراجعةِ طُرقِ التَّدريسِ واستراتيجيَّاتِ إدارةِ الفصلِ الدّراسيِّ وأنظمةِ المُكافآتِ، وفي عام 2016م مُنِحَت حروب جائزةَ المُعلِّمِ العالميَّةِ والتَّي يُشارُ إليها غالبًا باسمِ “جائزة نوبل في التَّدريس”.
حنان عشراوي
“لا يمكننا الانتظار حتى يخبرنا العاجزون أنّهم يعانون”
بوصفها رائدةً في السّياسة والمجتمعِ المدنيّ عملت الدّكتورة حنان ميخائيل عشراوي بلا كللٍ من أجل إنهاءِ الاحتلال الإسرائيليّ ومن أجل الدّيمقراطيّةِ والمساواة بين الجنسين في فلسطين، وهي أستاذةٌ سابقةٌ في الأدبِ الإنجليزيّ ومعروفةٌ بدفاعها عن تقريرِ المصير الفلسطينيّ والسّلام في الشّرقِ الأوسط.
ولِدَت حنان عشراوي في 8 أكتوبر 1946م في مدينة نابلس في فلسطين، كانت حنان أصغرَ خمس بناتٍ في عائلةٍ مسيحيَّةٍ من الطّبقةِ المتوسّطةِ، وخلال حرب عام 1948م أُجبِرَت عائلتُها على الذَّهاب إلى عمان في الأردن. ألهَمَ والد حنان ابنته للتَّوجه إلى العملِ السّياسيّ نظرًا لرؤيته حولَ مشاركةٍ أكبرَ للمرأة في المجتمع. عملت عشراوي متحدِّثةً رسميَّةً للوفد الفلسطينيّ لعمليَّةِ السّلامِ في الشّرقِ الأوسط في الفترة 1991م-1993م، وشاركت أيضًا في مؤتمر مدريد للسّلام 1991م-1992م بوصفها عضوًا في وفد لجنة القيادة الفلسطينيّة، وبصفتها عضوةً بارزةً في القيادة في فلسطين تمارس عشراوي السّياسة بتعبيرٍ وقوّةٍ وصدقٍ ورباطة جأش.
سامية حلبي
“أعتقد أنَّ معظم الناس مبدعون في الطُّرق المختلفة التّي يمارسون بها عملهم وهواياتهم خلال حياتهم، يجبُ أن يكون الشباب متفائلين ويبحثون بجِدٍ عن إلهامهم”
أصبحت الفنّانة الفلسطينيّة والعالِمَة ومؤرّخة الفنّ سامية حلبي واحدةً من أبرزِ الفنّانات في الحركةِ العالميّة للفنّ التّجريديّ في الفنّ العربيّ، تستخدم حلبي -المولودة في القدس عام 1936م- الأكريليك والألوان الزّيتيّة في أعمالها، والتّي غالبًا ما تكون كبيرةَ الحجمِ ومُتأثِّرةً بالطَّبيعةِ، وتصوِّر حلبي المناظرَ الطّبيعيّةَ الفلسطينيَّة في لوحة ألوان مشرقة ونابضة بالحياة، وتقيمُ العديدَ من المعارض الفرديَّةِ إلى جانب عَرضِ لوحاتها في العديد من مجموعاتِ المتاحف الهامَّة.
نشأت حلبي -التّي تعيشُ الآنَ في نيويورك- في يافا حتّى هاجرت عائلتها إلى لبنانَ بعد حرب 1948م، وبالانتقال إلى الولايات المتحدة درست الفنّ في الجامعاتِ الأمريكيّةِ بما في ذلك مدرسة ييل للفنون، ومن خلال فنّها وكتاباتِها وتنظيمها دافعت حلبي بنشاطٍ عن حقوق الفلسطينيين.
ليلى أبو لغد
“يجب أن يسعى علماء الأنثروبولوجيا الآن، دون آمال مبالغٍ فيها، إلى قوَّةِ نصوصهم لتغييِر العالَمِ”
تُدرِّس ليلى أبو لغد الأنثروبولوجيا ودراسات النَّوع الاجتماعيّ في جامعة كولومبيا، وتُعدُّ صوتًا بارزًا في المناقشاتِ حول النَّوعِ الاجتماعي والإسلام والسّياسةِ النّسويّة العالميّةِ، وقد تُرجِمَت كُتُبها ومقالاتها إلى 13 لغة، تستكشفُ كُتُبها الحائزةُ على جوائزَ ديناميَّاتِ النّوع الاجتماعيّ ومسألة حقوق المرأة في الشّرقِ الأوسطِ والتّعبيرِ الثّقافيّ، وأحدثُ كِتابٍ لها هو “هل المسلماتُ في حاجة للإنقاذ؟” تمَّ نشرهُ من قبل مطبعة جامعة هارفارد في عام 2013م، وهي تتحدَّى الوضع الرّاهن من خلال “الكتابة في مقابل الثّقافة” وتحدّي التّمثيل النّسويّ العالميّ للمرأة في العالم العربيّ.
آن ماري جاسر
“أحب أن أتجذَّر في الأشخاص الحقيقيين والمواقف الحقيقية، ولكن في نفس الوقت أحبّ أن أنغمس في حريّة ما تدور حوله السّينما: أحلامنا وقدرتنا على التّغيير أو الهروب”
آن ماري جاسر هي مخرجة سينمائيَّة مستقلة وكاتبة سيناريو تعيشُ في الأردن، تمَّ تسميتها واحدةً من 25 وجهًا جديدًا للسّينما المستقلَّة في مجلَّة فيلميكرز، وتمَّ عرضُ فيلمين من أفلامها كمختاراتٍ رسميَّةٍ في مهرجان “كَانْ” السّينمائيّ أحدهما مرشَّحٌ لجائزةِ الأُوسكارِ والآخر لمهرجانِ البندقيَّةِ. كان أوَّلُ فيلمٍ روائيّ طويل لها بعنوان “ملح البحر” (2008م) هو دخول فلسطين الرّسمي لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبيَّةٍ، كما لُوحِظَ أنَّه أوّل فيلمٍ روائيّ من إخراجِ امرأةٍ فلسطينيَّةٍ، وحاز الفيلمُ على العديد من الجوائز الأُخرى، بينما فاز فيلمُها الرّوائيّ الثّاني “لمّا شفتك” (2012م) بجائزة أفضل فيلم آسيوي في مهرجان برلين السّينمائيّ الدّوليّ الثّالث والسّتين.
تعمل آن ماري جاسرعُضوًا مؤسسًا في مجموعة صانعِي الأفلام الفلسطينيين ومقرُّها رام الله، وتعيش في عمان لتدرّس كتابة السيناريو وتعمل مخرجةً ومنسقَة أفلام كما أنها تشجّعُ السّينما المستقلّة بنشاطٍ.
إميلي جاسر
“أريد كلّ تاريخنا ورواياتنا: كل اسم، كل قرية، كل قصة، كل رواية، كل نسخة، كل محاولة، كل قطعة أثريّة، كل معركة، كلّ شيء”
إميلي جاسر هي فنانةٌ معاصرةٌ تحظَى بتقديرٍ كبيرٍ وتعملُ في مجموعةٍ متنوّعةٍ من الوسائط، بما في ذلك الأفلام والتَّصوير الفوتوغرافيّ والتّركيب والأداء والفيديو، وقد حصلت على العديد من الجوائزِ المرموقة بما في ذلك “جائزة الأسد الذّهبي لفناني تحت سن 40” في بينالي البندقية 2007م أقدمُ حدثٍ فنيّ دوليّ في أوروبا، والذّي يُطلَقُ عليه غالبًا “أولمبياد الفنّ”، وبعد أن تمّ عرضُ أعمالِها على نطاقٍ واسعٍ في دول عدّة تعتبرُ جاسر فنّانة موهوبةً بشكلٍ استثنائيّ، تعمل أعمالها بشكلٍ جريء على معالجة القضايا حول الصّراع الفلسطينيّ -الإسرائيليّ.
إميلي جاسرالقادمة من خلفيّات مُتعدّدةٍ، وُلدت في بيت لحم وقضت طفولتها في المملكة العربيّة السُّعوديّة، ودرست في المدرسة الثَّانوية في إيطاليا، درست الفنون الجميلة هناك وفي الولايات المتحدة، وتقسّم جاسر الآنَ وقتها بين روما وإيطاليا ورام الله، في عام 2002 م أسَّست ونظَّمت أوّل مهرجان فيديو دوليّ في رام الله، وتدرّس حاليًا في الأكاديمية الدّولية للفنون في البيرة.
تُكمل هؤلاء النساء مسيرة المرأة الفلسطينية المقاومة بشتّى السُّبلِ منذ أيام ليلى خالد ودلال المغربيَّة وشاديا أبو غزالة، لكنْ يظلُّ النّص عاجزًا جدًا عن الاتّساع لذكر أسماء عظيمة أخرى، مثل أسماء طوبي، وحلوة جقمان، وربيحة ذياب، وزليخة شهابي، وزكية شموط، وسميرة محمد زكي أبو غزالة، وسميرة عزام، وسميحة خليل، وسلافة جاد الله، وطرب عبدالهادي، وفدوى طوقان، وكريمة عبود، ولواحظ عبدالهادي، ومها أبو دية، ومهيبة خورشيد، ومريم بواردي، وهند الحسيني، وسلطانة دانيل غطاس، ويسرى البربري، وساذج نصار، ومي زيادة، وفاطمة البديري، وفاطمة برناوي، ورحاب كنعان، وهويدا عراف، وغيرهن الكثير ممن لا نعرفُهنّ لكنهُنّ بمقاومتهنّ أضأنّ التّاريخ وصنعنّ الذاكرة.