أسطورة دمار البشرية
الإله رع اله السماء حكم مدة طويلة من الزمن لا يكاد أحد أن يحصيها وبما أنه كان يتصور في صورة بشري فظن الناس أنه يصيبه من العجز وضعف القوة ما يصيب البشر؛ لذلك تأمر البعض وأخذوا يخططون لعزل الإله رع وتولية حاكم بشري عليه، لكن رع كان يتميز بحاستين قويتين السمع والبصر.
علم الإله رع ما يتفق عليه هولاء الرجال، فغضب غضبا شديدًا، وأرسل للاجتماع بالالهة، ولما سألته الآلهة عن سبب الاجتماع أخبرهم بخيانة البشر له، وكان (نو) وهو أكبر من رع سنا وأكبر أعضاء المجلس، ويمثل نو الهاوية المظلمة (المحيط اللانهائي) فاستشارهم به في العقوبة التي ينبغي أن يوقعها ع المتامرين؟ فاقترح عليه نو أن العقاب لابد وأن يكون من أحد قواته فقال له أرسل لهم عينك المقدسة المرعبة لعقاب المتآمرين واتفق الآلهة مع نو علي ذلك.
ولذلك فقد وافق الإله رع وقال سأفعل ما اقترحتموه يا رفاقي ولما نظر إلى الأرض رأى ان البشر يهرولون ويتركون منازلهم ويختبئوا في الصحراء لأنهم علموا باجتماع الآلهة وبغضب رع، ولكن في هذا الوقت ظهرت عين رع متمثلة في حتحور _حتحور رمز الحب والحنان عند المصري القديم_ ولكنهم الآن سيرون الجانب المظلم منها
قفزت حتحور إلى الأرض، ولما رأت المتآمرين على والدها يختبئون في الصحراء حولت نفسها إلى لبؤة متوحشة وقامت بقتل العديد وامتصاص دمائهم حتي الأطفال والرضع لم يسلموا منها وكانت تلتهم كل آدمي وتهدم البيوت وكان الإله رع يجلس ويرى أن ابنته منهمكة في القتل ويسمع صراخات الناس وهم يموتون فهدأ غضبه وصفا مزاجه وقال أنه كان لابد ان يتم عقاب المتامرين لكن هولاء الناس كلهم ميتين وكيف اعاقب كل البشر بجريمة قليل من الرجال وفكر لو مات كل البشر لن يتبقي أحد يعبده لا هو ولا الآلهة ولما حل الظلام قام رع بمحاولة تهدئة حتحور ولكن الدمي البشري كان قد أثارها و تعطشت له وقالت له لن أغير رأيي ثم رقدت وغرقت في النوم
عندما رأي الإله رع أن حتحور خرجت عن السيطرة لجاء لخديعة ليمنعها من قتل البشر واستدعى أسرع رسله وأرسلهم إلى موقع أسوان منطقة في الجنوب فهناك تربة شديدة الحمرة وكانت مهتمهم أن يحضروا بأكبر قدر ممكن من هذا الطمي الأحمر واستعان بمساعدة الكاهن الأعلي في هليوبوليس (عين شمس) وجواريه، وصنع الكاهن صبغة حمراء من الطمي الأحمر وصنعت جواريه 70 ألف برطمانا من النبيذ وخلط الصبغة مع النبيذ وكان طعمهما كالدم البشري، وقاموا بعمل بركة ضخمة حول المكان الذي تنام فيه حتحور وبمجرد ما استيقظت حتحور واندهشت من هذه البركة ولكن قالت المزيد من دم البشر وبدأت تلعقه وبعد ذلك أحست بدوار شديد بسبب الخمر ولذلك أطلق عليها (سيدة السكر) وعند الإحتفال بمهرجانها يشرب الناس خمورا قوية ، وعادت حتحور إلى أبيها، و تعلم الناس الا يسيئوا أو يتأمروا على الهتهم الخالدة
وتعلمت حتحور السيطرة على غضبها، واعترف الإله رع بأنه أصبح كبيرًا، وما حدث من حوادث القتل والخراب دفعته أنه أراد الصعود إلى السماء والحكم منها وقام بالتخلي عن حكم عرش مصر، وبالفعل جاء نو معه نوت (نوت اله السماء) وتحولت إلى ما أطلق عليها فيما بعد البقرة المقدسة، وامتاطها الإله رع وصعد إلى السماء في زهو يشهدوه البشر ولكن هدية رع للبشر أنه أمر تحوت (اله الحكمة) أن يعلمهم الكتابة ومن هنا بدأت أعظم حضارة
في حالة أعجبك المقال، ربما ستعجبك مقالات أخرى، نرشح لك
الألعاب التي مارسها المصريين القدماء
كيف ظهر الشر عند الفراعنة: أسطورة أوزوريريس و ست